×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (31) مكانة المملكة في العالم الإسلامي

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4845

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله مستمعينا الكرام جميعا إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، والتي تأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، في هذه الحلقة يسعد بصحبتكم من الإعداد والتقديم محدثكم عبد الله الداني، ومن التنفيذ على الهواء والهندسة الإذاعية الزميل عبد الرحمن الغامدي، كما عودناكم مستمعينا الكرام في مطلع كل حلقة لدينا موضوع رئيس نتحدث حوله ونناقش حوله أيضا ضيفنا الدائم في هذا البرنامج صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمنطقة القصيم، والذي نسعد بالترحيب بفضيلته، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ خالد.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا، مرحبا بك أخ عبد الله ومرحبا وأهلا بالإخوة والأخوات.

المقدم: حياكم الله شيخ خالد، وحيا الله جميع المستمعين الكرام، وحديثنا في هذه الحلقة سيكون عن "مكانة المملكة العربية السعودية عند المسلمين"، فهي تحتل مكانة خاصة في عموم قلوب المسلمين، ففي الجزيرة العربية نزل الوحي من رب العالمين على رسوله الأمين، فبدأ الإسلام فيها، وانتشر النور منها إلى بلاد كثيرة، تحتل أيضا هذه المملكة المحبة الكبرى في قلوب المسلمين، وينظر كثير من المسلمين إلى أهل المملكة كأحفاد وامتداد لهذا السلف الصالح، كما تحتوي المملكة العربية السعودية على المسجدين الشريفين، الكعبة البيت الحرام، ومسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أغلى بقعتين وأظهر موضعين في العالم وفيها عرفة والمزدلفة، ومنها وفيها أيضا المشاعر المقدسة، وتهوي إليها أفئدة المؤمنين، ويشدون إليها الرِّحال، ويؤدون فيها ركنا من أركان الإسلام، عن هذا الموضوع مستمعينا الكرام سيكون موضوع حلقتنا في هذا اليوم، فأهلا وسهلا بكم.

فاصل...

نرحب بكم مستمعينا الكرام من جديد في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، ونرحب أيضا مجددا بضيفنا وضيفكم صاحب الفضيلة، الشيخ الأستاذ الدكتور: خالد بن عبد الله المصلح، مرحبا بكم شيخ خالد ونستهل حديثنا عن مكانة المملكة العربية السعودية عند المسلمين، لماذا كانت هذه المملكة مكانة احترام وتقدير من العالم الإسلامي أجمع؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لك أخ عبد الله، وأهلا وسهلا وتحية طيبة للإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المملكة العربية السعودية تكتسب أهمية بين دول العالم لأمور حباها الله تعالى بها وخصَّها به دون سائر البقاع، فهذه البلاد المباركة تمتد حدودُها وتحتضن في جنباتها بيتَ الله الحرام الذي جعله الله تعالى قِبلة لأهل الإسلام، الذي جعله الله تعالى مثابة للناس وأمنًا، الذي جعله الله تعالى قياما للناس، هذه المعاني الدينية الكبرى التي تميَّزت به هذه البقعة المباركة، تُلقي بظلالها وطيب ثمارها وآثارها على البلاد التي احتضنت هذه البقعة المباركة التي جزء من أجزائها هذه البلدة الأمينة، البلدة الطيبة، البلدة المباركة التي قدَّسها الله تعالى، وشرَّف مِقدارَها، وأعلى شأنها يوم خلق السماوات والأرض، فإن الله حرَّم مكة ولم يحرمها للناس، وتحريمُها إلهي ربانيٌّ، وهذه الحرمة باقية ما بقي الليل والنهار، إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

المملكة العربية السعودية تكتسب مكانتها بما ميَّزها الله تعالى به وحباها من وجود مسجد سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه، فطيبة الطيِّبة، المدينة النبوية هي إحدى مُدن هذه البلدة وهذه الدولة المباركة، والمدينة لها في نفوس أهل الإسلام من الميزة والمكانة ما ليس بها مكان إلا المسجد الحرام، فإن المدينة الطيبة هي مهاجر رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه –، وهي أرض الإسلام، وهي منبع هذه الرسالة، وهي العاصمة الأولى لدولة الإسلام في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – وزمن ثلاثة من الخلفاء الراشدين المهديين: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وفيها أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد تضمَّنت هذه الأرض المباركة أفضل جسد أفضل الخلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كل هذه المعاني التي تميزت بها المدينة المباركة، طيبة الطيبة، لا شك أنها تُلقي بثمارها الطيبة وثمارها الزكية على هذه الدولة المباركة، احتوت واشتملت هذه البلدة على مدينتين عظيمتين مقدستين للمسلمين، وهما من البقاع التي قال فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - « لا تُشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح1189] وفيها مقصد المسلمين لأداء فريضة من فرائض الله -عز وجل-، وركن من أركان الإسلام وهو الحج، فإنهم يقصدون هذه البقعة المباركة الحرم، مكة البلد الحرام لأجل أداء هذه الفريضة فلا يتم إسلام أهل الإسلام المستطيعين للحج إلا بقصد هذه البلدة المباركة وفعل ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – من مناسك الحج التي تكون في كل أعمالها، في جنبات الحرم وما حوله من البقاع المباركة، هذه المعاني مما تميَّزت بها هذه البلدة المباركة، ولا يمكن أن توجد في مكان آخر، فلذلك هذه الخاصية وهذه الميزة حباها الله – تعالى – هذه الدولة وهذه الأرض، وميزها به دون سائر الدول.

 هذا من حيث مكانة المملكة فيما يتعلق بما حباها الله وأعطاها قدرها، فالله -عز وجل- جعل مكة والمدينة في حدود هذه الدولة المباركة، وذلك بتقدير الله -عز وجل-، وما أحسن به -سبحانه وتعالى- على هذه الدولة، وعلى أهل هذه الجزيرة المباركة.

ثمة أمور تتعلق بخصائص تميزت بها هذه الدولة المباركة، وأبرزُ ذلك أن هذه الدولة تقوم على دين الإسلام، فدستورها القرآن وسنة سيد الأنام – صلى الله عليه وسلم – وهذا مما ميَّزها به على سائر بلاد الدنيا، وإن كان هذا يجب أن يكون في كل بلاد المسلمين، لكن في الواقع الحالي ليس ثمة في الدنيا بلدٌ يُنَصُّ في نظام حكمه وفي دساتيره على أن المصدر الأول والأساس لكل ما يتعلق بأنظمة الدولة وشؤونها هو القرآن والسنة سوى هذه البلاد، ولك أن تجيل النظر في كل دساتير العالم لتتأكد من هذه الحقيقة التي تبرز تميُّزَ هذه البلدة المباركة وتميز هذه الدولة على سائر دول العالم وذاك من فضل الله -عز وجل- على ولاة أمر هذه البلاد وعلى شعبها، فإن ذاك من مقوِّمات تحصيل كل خير وبرٍّ، والمكانة التي تحتلُّها المملكة في نفوس العالم الإسلامي نابعة مما حباها الله تعالى قدرًا مكة البلد الحرام والمدينة وما فيهما من آثار دينية وشعائر تعبدية، وما ميز لله تعالى به هذه البلاد هذه الدولة منذ نشأتها، بل في أدوارها الثلاثة، وفي هذا الدور الثالث المبارك من أنها تُحكِّم الشريعة وتَصْدُر عن الكتاب والسنة في أنظمتها وفي تنظيماتها ولوائحها وسائر ما يكون من شؤونها؛ ولذلك تجد عَبَق الإسلام بيِّنًا ظاهرا في كل من وَطِأت أقدامُه ثرى هذه البلاد المباركة، في شمالها، وفي جنوبها، وفي شرقها، وفي غربها، وفي جميع جنباتها، ما أن تطأ قدمٌ أرض هذه البلاد، بل ما أن تحلِّق في أجوائها إلا وتجد من شعائر الدين وآداب الإسلام ورائحة الإيمان ما تطمئن به النفوس، وفيما أذكر أنني كنت في إحدى الرحلات الجوية القادمة من مكة إلى الخارج وكانت طائرة أوروبية، فأُعلن منذ أن دخَلَت الطائرة إلى الأجواء السعودية أَعلَن طاقم الطائرة المضيف بأننا في أجواء المملكة وأن الأنظمة في هذه البلاد شديدة التحذير من الخمور، فينبغي الامتناع عن تعاطي الخمور، ونحن في الجوِّ قبل أن نهبط إلى أرض المطار، مما يؤكِّد ما تقدم ذكره من أن هذه البلاد المباركة يجد الإنسان فيها شعائر الإسلام، يجد فيها رائحة الإيمان، يجد فيها ما تطمئن به قلوب أهل الإيمان من إقامة حدود الله تعالى وشعائره، وهذه الميزة ميزة عظمى ميَّز الله تعالى بها هذه البلاد على سائر بلاد الدنيا، ومما ميز الله تعالى به هذه البلاد المباركة، الدولة السعودية، المملكة العربية السعودية أنها حباها الله تعالى عقيدةً صافية سليمة من الانحراف جارية على ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وما كان عليه الخلفاء الراشدون المهديُّون، وما كان عليه السلف الصالح في نقاء الاعتقاد وسلامة الديانة، والطهر من أوزار الانحراف، هذا فيما يتعلق بالتوحيد أو فيما يتعلق بتلقِّي العلم الشرعي وصفاء العلم الشرعي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ولهذا لا تجد في هذه البلاد تعصُّبا، لا من ولاتها، ولا من علمائها، ولا من مفكِّريها، ولا من شعبها، لا تجد تعصبا لمذهب ولا لطائفة ولا لجهة، إنما عُمدتُهم ومرجعهم الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى الكتاب والسنة كما أمر الله تعالى بذلك في قوله:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } [آل عمران : 103].

 فالمقصود أن هذه البلدة المباركة تميَّزت بهذه الميزة ولا بد من إظهارها وإشهارها والتعريف بها لقطع ألسنة الحاقدين والذَّبِّ عن مكتسبات هذه البلاد المباركة وهذا الكيان الصالح الذي حقق من الكمال ما لم يحقِّقه أحد من الدول في هذا الزمان، وأقصد بالكمال لا بلوغ الغاية إنما أقصد الكمال الممكن، ليس ثمة كمال مطلق لا نقصَ فيه بوجه من الوجوه، بل معلوم أن العمل البشري بكل صوره لا بد أن يعتريه من النقص، ويعتريه من القصور والتقصير ما هو من طبيعة ابن آدم كما ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه الترمذي من حديث قتادة، عن أنس: « كلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وخير الخَطَّائين التَّوَّابون»[الترمذي في سننه:ح2499، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح:ح2341]، لكن روح هذه البلاد، توجُّه هذه البلاد، أصل أنظمتها السائد هو ما نصَّت عليه الأنظمة ونظام الحكم، ومارسه ولاةُ هذه البلد وجرى عليه علماؤها وصار عليه الشعب من تعظيم الشريعة وإقامة حدودها وصيانة الدين من كل انحراف أو بُعد عن ما كان عليه السلف الصالح والصحابة – رضي الله تعالى عنهم –.

 هذه المعاني هي من أبرز المعاني التي مكَّنت هذه البلاد في قلوب المسلمين، أضف إلى كل هذا أنه لم يكن تمسك هذه البلاد بدينها بكتاب الله، بسنة رسوله لم يكن عائقا عن تنمية، لم يكن عائقا عن رَغَد عيش، لم يكن عائقا عن تميز في اقتصاد، تميز في صناعة، تميز في جوانب الحياة الأخرى التي تتعلق بالأمور الدنيوية، وبهذا يمكن أن نقول: إن النموذج الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للعالم هو نموذج فريد، يجمع بين الأصالة والتطوير، بين التمسك بالشريعة والبناء ، والتنمية والاستجابة لمتطلبات العصر، والتلبية لروحه التي جرى فيها من التغيُّر في نواحي عديدة من نواحي التنمية والتطور والتمدن والحضارة، كل هذه المعاني الحقيقة تجدها بارزةً في هذه البلدة المباركة؛ ولهذا ثمة جوانب أخرى يعني تتعلق بالخصائص الجغرافية أو تتعلق بالبقعة التي تحتلُّها هذه البلاد في واقع الأمة، وهو خدمة هذه البلاد لقضايا المسلمين وتبنِّيها لنشر الخير في العالم الإسلامي، بل في العالم كله الإسلامي وغيره، قل من الأعمال الجليلة التي تطلع بها هذه البلاد وتبذل من مالها وجاهها وجهدها ما تحقق بها الخير وتسعى به إلى الارتقاء بالأمم الإسلامية، رابطة العالم الإسلامي، منظمة العالم الإسلامي، المؤسسات التي جوانب عديدة من التنمية، الدعم للدول المحتاجة من الدول الإسلامية، الإغاثة، سائر أوجه المشاركة التي تُبرِز اهتمامَ المملكة وتبرز عنايتها بالعالم الإسلامي، وأن خيرها لا يقتصر على جنبات حدودها وأهلها بل على العالم كله والعالم الإسلامي على وجه الخصوص.

المقدم: شيخ خالد عندما نتحدث عن مكانة المملكة عند المسلمين، لعل ما تفضَّلتم به وصدَّرتم به حديثَكم في هذه الخلقة من أن هذه المملكة لديها الكثير من الخصائص التي جعلتها تحتلُّ المحبة والاحترام وكذلك أيضا وتنال المحبة والاحترام وتحتل المكانة الكبرى عند المسلمين باحتوائها على أشرف البقاع، لكن هذا أيضًا وافق وأيَّد لهذه المكانة التاريخية وافقها أيضًا ما تُمثِّله وتحققه هذه الدولة للمسلمين من دور كما تفضَّلت نشأت لتحقيق الدين وتصحيح العقيدة وإزالة البدع والخرافات وتحكيم الكتاب والسنة، إضافة إلى إقامة شعائر الدين، أيضا هذه الدولة المباركة لها جهودها الواضحة المخلصة لجمع كلمة المسلمين وحل خلافاتهم، هذا الأمر واضح وبيِّن وظاهر في كثير من المجالات، ولعلكم يعني لا يخفى لدى شريف عِلمكم ما تقيمه المملكة سواء من خلال منظماتها ومؤسساتها وهيئاتها العالمية التي تنطلق من هذه البلاد المباركة دعمها الاقتصادي لكثير من الدول الفقيرة من الدول الإسلامية، إضافة إلى نجدتها، وأيضا مساعدتها وانطلاقتها فور سماعها لأي بلد مَنكوبٍ أو كارثة حلَّت بأي دولة، هي مباشرة تحتل صدارةً، الدول التي تقدم المعونة والهِبات والمساعدات والإغاثة في أي دولة، ليس شرطا أن تكون هناك رابطة معينة، رابطة دينية أو غير ذلك، فالمملكة تبذل خيرها للإنسانية جمعاء.

الشيخ: نعم، وكما ذكرت يعني تصدر المملكة لنشر الخير وإشاعة البر والقيام بمساعدة الدول الإسلامية وغيرها واضح وجليٌّ ولا ينكره إلا مُكابِر، يعني المملكة تدفع بكل ما تستطيع من الجهد المعنوي والجهد المادي لرفع الظلم عن المظلومين وإعانة الدول المتعثِّرة في اقتصادها من الدول الإسلامية، بل قد يكون كما ذكرت أحيانا لعموم البشرية ما يكون نفعه عائدًا إلى البشرية جمعاء، وما موقف المملكة في مِحنة إخواننا في اليمن، ومحنة إخواننا في سوريا، ومتابعتها لقضايا العالم الإسلامي في الشرق والغرب، وتبنِّيها لمواقف جمع الكلمة ومحاولتها رصِّ الصفوف، ومحاولتها محاربة الإرهاب الذي شوَّه الإسلام وأظهرته بمظهر رديء، كما أنه أدَّى إلى تمزيق الأُمَّة وإشاعة الفُرقة بينها إلا شواهد عديدة وبراهين على تميُّز هذه البلدة المباركة وعلى جهد وصدق ولاة أمرها في مدِّ الخير ونشره في البشرية وحُسن تقديم الإسلام، يعني اليوم نحن في تحدٍّ عظيم مع من يُقدِّمون الإسلام بصورة مشوَّهةٍ، سواء من أعدائه المتربِّصين به أو من أعدائه المغفَّلين الذين يُسيئون صُنعا ويظنون أنهم يحسنون عملا، فالمملكة جاهدة بكل ما أوتيت من طاقة وقدرة ومُكْنةٍ في كل مجالات الخير وكل مجالات البر، وكما ذكرتُ، الحقيقة يعني المملكة تتميز بميزة مُهمَّة ولا بد من إبرازها، أنها تُقدِّم الإسلام الذي يتواكب مع متطلبات البشرية اليوم فلا تجد فيه تخلُّفًا ولا تجد فيه تعسُّرًا ولا تجد فيه انغلاقا ولا تجد فيه، بل المملكة من البلدان التي تضم في جنباتها من أقطار الدنيا كلها في وئامٍ والتحام وسعي لتحقيق مصالح الناس، وهذا مما يدلُّ على إمكانية التعايش يعني مع كل البشرية في ما يحقق الخير للبشرية عموما ويدفع الشرَّ عنهم ويبرز الإسلام بصورته الحقيقية، المعاني التي ذكرت يعني يسعى أعداء الإسلام، ويسعى أعداء هذه البلاد المباركة إلى تشويهها، وإلى تقزيمها، وإلى قلب الحقائق وطمس الفضائل وتغييب المحاسن على نحوٍ من الظلم الذي لم يقدر على شِدَّة سعي أصحابه، لم يقدر على إخفاء الحقيقة، خيرُ المملكة وفضلها وعظيم، مكانتها في العالم الإسلامي بل في العالم أجمع كالشمس لا تُحجبُها المناخل.

المقدم: لكن هل ذلك شيخ خالد الذي تفضلتم به أن المملكة العربية السعودية خيرُها وعطاؤها للعالم أجمع، ومع ذلك هي لا تسلم من الجحود والنكران، وأيضا يعني الإساءة باختلاف أنواعها هل نعزوا ذلك مثلا إلى الحسد والحقد أو أنه لتصدُّر المملكة العربية السعودية ولقطعها بشكل أو بآخر تلك الحملات المشوِّهة للإسلام، وكذلك أيضا الأطماع التي كان أعداء الإسلام وأعداء هذه المِلَّة يسعون إلى تحقيقها.

الشيخ: يعني البواعث لهذا الظلم والجور بطمس ما تُقدِّمه المملكة وإخفاء الدور الريادي في جمع الكلمة وإصلاح حال الأمة، بل وتقديم الخير للبشرية بواعثُه مختلفة، يعني لا يمكن حصره في حسد، ثمة حسد، وثمة حقد، وثمة عداوة متأصلة في نفوس بعض الناس، وثمة أطماعٌ تضايقها وتحاصرها هذه البوادر الحسنة والأعمال الجليلة التي تقوم بها المملكة، ثمة من يرى هذه الصورة المباركة للإسلام ويجد أن وجود دولة على هذا النحو من الأصالة والمعاصرة، على نحو من الاستمساك بالشريعة والقيام بمصالح الناس وإصلاح دنياهم، يرون هذا تحديًا، وبالتالي تمثل لهم المملكة تحديًا، وتمثل لهم قلقًا يسعون إلى تشويهه وإلى طمس ما فيه من معالم نُبل وهداية وخير وبرّ، وبالتالي يشيعون مثل هذه الإشاعات ويرجفون مثل هذه الإرجافات التي مؤدَّاها وحقيقتها الكذب والسعي في الناس بالفساد وطمس الحقائق.

المقدم: شيخ خالد أيضا عندما نتحدث عن هذا الجانب نرى أن هذه المظاهر التي باعثها الحقد والحسد أو باختلاف أسبابها، يعني أشكالها كثيرة وصورها عديدة، سواء فيما يتعلق بالجهود الحثيثة التي يبذلها أبناء هذه البلاد وأبناء هذه المِلَّة، وسواء في الخارج أو في الداخل من خلال استغلال بعض أبنائها لحرفهم وأيضًا لجهلهم يتنكَّبون الطريق الصحيح والمستقيم، فيعكسون ما يفترض أن يؤدُّوه من ردٍّ للجميل تجاه هذه البلاد وتجاه حكَّامِها ومسؤوليها إلى نُكران الجميل بترهيب الأمن وأيضًا زعزعة هذا الأمن والمحاولة بشتَّى الوسائل والطرق لتشويه صورتها الناصعة لدى العالم أجمع، وأيضا في ذات الوقت هناك من يحاولون قدر الإمكان استغلالَ بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للنيل من هذه البلاد ومواقفها، وهذه يعني كثيرة جدًّا ولا يمكن أن يخفيَها أي شخص يعني هي حاصلة، ومع ذلك أن العجيب والجميل أن المملكة لا تتأثر بمثل هذه الأصوات الناعقة بل هي تواصل دائما وأبدا، ولا يُثنيها حقدُ حاقد ولا كلام متكلِّم أو حسد حاسد، هل الاستمرار والمضيُّ قُدُما في هذا الخير الذي تقدمه؟

الشيخ: يا أخي الكريم ما ذكرت وهو كون المملكة حفظها الله وأدام عزها وحفظ ولاتها ورعيتها، بالتأكيد ما ذكرته من عدم التفات المملكة لهذه الدعايات وتلك التشغيبات ما أشك أن ذلك ناتجٌ عن ثقة تامَّة بصحة المسار وسلامة المنهج وقوة العزيمة والإرادة في الوصول للغاية والإعراض عن عبث العابثين وتشغيب المشغبين الذين لا ينتهي تشغيبهم ولا يقف عند حد، بل كلما التفت إليهم زادوا أَذِيَّة وتمادَوا فيما يظنون أنه سيؤثر في هذه البلاد وفي مسيرتها وهم مخطئون، فهذه البلاد ولله الحمد عبر التاريخ أثبتت ثباتًا وقوةً وسيرا جازما للغرض الذي تريد، ويصدق على هذه البلاد قولُ الشاعر: واثق الخطوة يمشي ملكا، وأما غيره فإنه يتردَّد ويعيقه أدنى مُعيق، أما صاحب الرؤية الواثقة والرأي السديد لا يلتَفِتُ إلى تشغيب المشغبين، كالذي تنبَح به الكلاب إذا التفت إليها انقطع سَيره، وإذا مضى اشتغلت بنباحها وانصرف عنها وذهب ضجيجها، فالتشغيب الذي تلقاه هذه المملكة لن يثنيَها عن مسارها وهذا ما نبشِّر به ونخبر به وفق ما علمناه ورأيناه من خير هذه البلاد على العالم الإسلامي، وعلى الأمة جمعاء، وعلى البشرية عامة، ولذلك تجد مثلا على سبيل المثال، يعني إيران التي تحمِل لواء التشغيب على هذه البلاد المباركة في كل مناسبة من المناسبات التي تتوهَّم أنها من الفرص التي ستنال فيها من المملكة ينقلب الأمر عليها فيتحقق فيها قول الله – عز وجل –: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر : 43] فهي تسعى جاهدة في كل المحافل وفي كل المناسبات للتشكيك في قدرة المملكة على إدارة هذه البلاد وإدارة الحرمين الشريفين، وتُشكِّك في الجهود المبذولة وفي الإدارة الرشيدة، وتشكِّك بكل ما أوتيت من قدرة في كلِّ المحافل، العالمية والإسلامية، الإقليمية والدولية، إلا أنها ترجع خاسئة حسيرةً، لم تدرك خيرا، بل تُثبِت الوقائع ويثبت التاريخ ويثبت الواقع أن أكبر إشكالية وأكبر مصدر إزعاج لهذه البلدة المباركة وهذه الدولة الرشيدة في إقامة الحج وتأمينه هي جهود التخريب التي تتولاها إيران عبر التاريخ، فإنه مُنذُ الثورة الشيطانية الخُمَينية إلى يومنا هذا، نحن لا نعرف دولة تبنَّت إفسادًا وشرًّا لحجاج بيت الله إلا وكان إيران وأتباعُها والمنضمون لفكرها هم الذين وراء ذلك، ولا يخفى على علم المتابع المدرك للوقائع ما جرى من مظاهرات كان غرضها اقتحام الحرم المكي في عام 1406، ولا يخفى ما جرى من حزب الشيطان من تفجير في عام 1411، ولا يخفى المسيرات التي ترفع الدعايات الكاذبة والمضلِّلة التي تفرق ولا تجمع وتشغِّب ولا تضم مما يجريه الحجاج الذين يوجَّهون ويسيرون للتشغيب بتوجيهات من جهات إيرانية، كل هذا شاهد لكذب هذه الدعايات التي تطلقها هذه الدولة التي ترى المملكة غُصَّة في حلقها، تراها عائقا في أطماعها، تراها سدًّا مَنيعا للذبِّ عن أهل الإسلام وإبطال هذا الكيد الكُبَّار الذي تتولاه هذه الدولة لتفريق الأمة الإسلامية وإضعاف البلاد العربية على وجه العموم، والواقع شاهد، يا أخي من الذي أفسد العراق؟ من الذي أفسد سوريا؟ من وراء التخريب الذي يجري في اليمن؟ من الذي يسعى لإفساد كثير من البلاد العربية والبلاد الإسلامية بتصدير الثورة ومحاولة تمزيق البلد؟ لم تدخل إيران بلدا من بلاد العالم والبلاد الإسلامية إلا وكانت مشروعَ فتنة، مشروع فرقة، مشروع تمزيق، مشروع إفساد في تلك المجتمعات، يسر الله -عز وجل- هذه البلاد المباركة للتنبه لهذا الخطر، وجرَت المبادرة بفضل الله -عز وجل- ثم ما مكن الله تعالى به ولاة أمر هذه البلاد على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سدَّد الله خطاه، فكانت المبادرة الاستجابة لدعوة الإخوان في اليمن، الحكومة اليمنية بالتدخل إيقاف المدِّ الذي يسعى إلى تخريب البلد وكان ما كان من خَير حَمِده الجميع، ونسأل الله لأن يتم ذلك في دَحرِ المعتدين والتئام إخواننا في اليمن وجمع كلمتهم على الحق والهدى.

المقدم: شيخ خالد حتى في كل موسم يحاولون التشغيب سواء عبر وسائل إعلامهم، وكذلك أيضا لهم في كل ما تفضلتم به مثل ما ذكرتموه في صور وأحداث حصلت في السابق سواء الماضي القريب أو البعيد، لهم في كل ما حصل من تخريب يدٌ، وهذا الشيء لا ينكره أي متابع مُنصف، نتحدث عما قامت به المملكة والجهات المختصة والمعنية بتنظيم شئون الحجيج والمعتمرين في هذه البلاد الغالية من تنظيمات سنَّتها وفرضَتها وهي دائما، لكن أكدت على هذه التنظيمات بضرورة التزام كل الدول الإسلامية بها، لكن كالعادة هؤلاء لا يُستغرب رفضُهم، ولا يستغرب كذلك تعنُّتُهم ضد هذه التنظيمات، وأبوا إلا أن يستمروا في فَوضويَّتِهم وفي تشغيبهم، ورفضوا ذلك، وبالتالي منعوا أنفسهم من القدوم لأداء هذه الفرائض، وفي ذات الوقت للأسف الشديد يعني لا يكتفون عن هذا التشغيب وهذه الفوضى، يستمرون كذلك أيضا في التشويه في سُمعة المملكة وفي تشويه صورتها الناصعة، ويحاولون بشتى الوسائل الإساءة إلى المملكة العربية السعودية، لكن الحمد لله رب العالمين، هذا الأمر كان واضحا من  خلال استجابة الكثير من كل الدول الإسلامية بصراحة لهذه التنظيمات التي وضعتها المملكة العربية السعودية وتأكيدهم الدوري والمستمر على هذه التنظيمات، وكما تفضلتم {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر : 43]ها هم الآن يُعرُّون أنفسهم أمام الملأ كيف هم يحرصون على إثارة الشغب ويرفضون التنظيمات، وفي ذات الوقت أيضا يحرمون مواطنيهم من القدوم إلى هذه الديار المقدسة، وأعتقد أن الأمر أصبح أكثر وضوحا من قبل.

الشيخ: بالتأكيد يا أخي سعي هذه مثل ما ذكرت، سعي إيران في التشغيب على هذه البلدة المباركة لا حدود له، وكما ذكرت لا يتركون ملفًّا ولا قضية يسعون من خلالها للنيل من هذه البلاد إلا ويبادرون، بل يختلقون القضايا من أجل التشغيب والتشويش، الآن العالم الإسلامي دول فوق الخمسين دولة، كل الدول من شرقها وغربها من شرق الأرض وغربها توقِّع وتوافق على تنظيم وترتيبات الحج التي رتبتها المملكة العربية السعودية وعرضَتها ووافقت عليها الدول، تأتي هذه الدولة وترفض التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حج هذا العام بدعوى أننا لا نقبل إلا أن تتركونا نقيم ما يخصُّنا من تنظيمات هي في الحقيقة تعود على الحج وعلى التجمع العالمي وعلى صورة المسلمين بالتفرق والتشرذم، هم يدعون إلى الخروج في مراسم براءة وفي دعاء يزعمونه، بغض النظر عن هل هذه صحيح أم خطأ؟ بالتأكيد أنها بدع ومحدثات، لكن لو كانت هذه بدع ومحدثات تخصهم لا تشغب على الاجتماع ولا تفرق ولا تستغل من خلال دعاياتهم للتحريض وإثارة النعرات والتشويش على الحجيج لكان شيئا يخصهم، لكن هذه قضايا ليست في غُرف مغلقة، لن تتدخل المملكة في طريقة حجِّك وطريقة عبادتك، إنما هي مسؤولة عن إدارة هذه الجموع، مسؤولة عن تنظيم هذه الجموع وخلل واحد واضطراب في موضع واحد يمكن أن ينعكس أثره وضرره على المجموع كله، وبالتالي لا يمكن أن توافق المملكة بما يعود على الحجاج بالضرر، ولهذا جاءت الدعاوى مؤيدة للمملكة من الشرق والغرب، ويكفي تأييدا للمملكة توقيع جميع الدول إلا هذه الدولة، أعطونا دولة غير دولة إيران امتنعت عن التوقيع، ليس ثمة أحد امتنع عن التوقيع؛ لأن الجميع يعرف أن الحج فريضة المقصود منه إقامة الشعيرة، المقصود منه تعظيم شعائر الله، المقصود منه تحقيق العبودية، المقصود تمكين المسلمين من المجيء إلى هذه البلاد، إيران لا تقصد هذا، إيران تريد أن يكون الحج موسم تفريق، تريد الدماء تسيل في مكة وفي المشاعر، تريد البلاء الجاري في المناطق التي تُشرف على الصراع فيها وتدير الصراع فيها أن ينتقل إلى الحرمين، وهذا كحلم إبليس في الجنة، لن يكون بإذن الله ما دامت هذه البلاد تحت هذه الولاية المباركة، ونسأل الله -عز وجل- ألا يكون إلا ما يَسُرُّ، والمسؤول الأول واللوم الذي لا شك فيه يتوجه بمنع الحجاج الإيرانيين يتوجه إلى حكومتهم الجائرة الظالمة التي تمتنع عن ترتيبات تعود على الحجاج بالخير وتعود على الأمة بالصلاح، يا أخي إيران عندما يجري حادث قد يكون حادثًا طبيعيًّا، إذا مات إيراني قالوا: أنتم ما تعرفون تديرون الحج، وأنتم فيكم وفيكم وفتحت مَوَّالات لا نهاية لها، ثم فيما يتعلق بالجانب الأمني، جانب الترتيب والتنظيم، جانب حفظ مسيرة الحجاج من الاضطراب تأتي وتشغب، إذا هذه ليس غرضها لا من قريب ولا من بعيد، بل يسوؤها أن ينجح الترتيب للحج، لأن النجاح إسقاط لكل الدعاوى التي تدعيها، وإبطال لكل التزوير التي تتكلمه.

المقدم: شيخ ليه ما ينشغلوا بأنفسهم يعني الجرائم التي يمارسونها ويعني منع الحريات وكبتها، وكذلك أيضا كثير من الجرائم البشعة التي يمارسونها ومنع الحريات وكبتها وكذلك أيضا كثير من الجرائم البشعة التي يمارسونها في الداخل لديهم هو يعني أدعى بأن ينشغلوا بها يعني عن الآخرين، وفي المقابل يعني هي تنظيمات رفضوها، يعني معروفة أعتقد الصورة أصبحت واضحة مقارنات يعني أعتقد بهذه المقارنة أصبح هؤلاء يعني مفضوحين أمام الملأ، أمام الشارع، أمام الرأي العام.

الشيخ: على كل حال يا أخي الكريم ما يعيشه الشعب الإيراني تحت هذه الولاية الجائرة الظالمة شيء يفوق الخيال، ولا يمكن أن يتحدث عنه إلا من شاهد ورأى، وقد بَلَغَنا ورأينا وسمعنا ممن وفَدَ من تلك البلاد أن الشعب الإيراني يعيش مستويات من التخلُّف والفقر والاضطهاد والمحاصرة لا يماثلها شعب من شعوب المنطقة، لا نبالغ ونقول من شعوب العالم لكن شعب من شعوب المنطقة، يعيشون في قهر وفي كبت وفي حصار، يا أخي يكفي أن طهران التي تعد عاصمة إيران والتي فيها لا يقل عن أربعين في المائة سُنة، أربعين في المائة سنة، طهران ليس فيها مسجد تقام فيها الجمعة، كما أن مساجد السنة في بقية الأقطار يجري عليها من المحاصرة ما يجري، فالشعب سنته وشيعته مُرهَق، وما هذه الدعوات التي خرجت من الشيعة في العراق تقول: إيران برة برة إلا شاهدًا واضحًا وجليًّا على فساد هذه الدولة وشرها الذي لم يقتصر على مواطنيها بل انتشر إلى العالم كله وإلى المنطقة كلها، وهي تريد أن تأتي بشرِّها وفسادها إلى هذه البلاد من خلال ما تتمكن منه في موسم الحج لكن{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر : 43]، ستبقى هذه البلاد عينًا رافدة ويدًا حامية، ونحن جميعا حكومة وشعبا في هذه الأرض المباركة، المملكة العربية السعودية نقدم دماءنا وأنفسنا صيانة للحرمين الشريفين وحفظا لهذه البلاد من أن يطالها سوء أو شرٌّ، فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يخيِّبَ هذه الدعاوى الباطلة التي هي نهيقٌ ونباح يتبدد في الفضاء، ولن يضرَّ إلا أهله، أما هذه البلاد فخيرها والحمد لله يا أخي ما عندنا شيء نخاف فيه، أربع وعشرين ساعة من البثِّ المباشر من المسجد النبوي ومن المسجد الحرام على مرأى ومسمع من العالم، فليس ثمة ما يخفى أو يُستَر من قصور أو نقص أو تقصير، نحن لا ندَّعي الكمال، لكن نحن نبذل غاية الجهد في تكميل ما يحتاجه الناس وِفق آليات وعمل دءوب وجهود متواصلة، لكن هذا لا يعني الكمال، والمبذول فوق الطاقة، والترتيبات يُسعى إلى أن تبلغ الدولة مقصودها في حماية الحجيج وصيانتهم وأن يؤدوا نُسُكَهم في يُسر وأمان وسهولة، وأن يعودوا إلى بلدانهم على أيسر حال وأكمل ما يمكن أن يُقدَّم لهم من خدمات وتوفير حاجياتهم، ولا نملك إلا أن ندعوا لهذه الدولة المباركة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- أن يسدِّدَه وأن يعينه وأن يجزيَه خيرًا على ما يبذله ويقدمه لهذه البلاد وللحرمين الشريفين على وجه الخصوص وللعالم الإسلامي على وجه العموم والبشرية كافة، لا شك أن الدعاء حقهم وينبغي أن يكون في السرِّ والعلن، وخير ما يُدعى الدعاء لولاة الأمر بالصلاح والتوفيق والتسديد والإعانة.

المقدم: الحمد لله، أيضا المملكة العربية السعودية وكما عوَّدتنا يعني في كل هذه الأحداث وهذه الأمور هي دائما واضحة وشفافة من خلال أجهزتها المعنية، حتى في مجلس الوزراء حينما أكد ووضَّح وجدَّد تأكيده على أن قرار منع المواطنين الإيرانيين من القدوم للحج يعود إلى المسؤولين الإيرانيين أنفسهم وليس إلى المملكة، وهذا الأمر أيضا في ذات الوقت من خلال المجلس الذي حمل المسؤولية أمام الله ثم أمام العالم أجمع على إيران التي هي قامت بمنع مواطنيها من القدوم للحج، وفي ذات الوقت أيضا وزارة الحج قامت بدورها ببيان شافٍ وكاف لتوضيح أسباب هذه الحملات الممتنعة وحملات التشويه والفوضى التي تمارسها إيران دائما وبيَّنت ذلك في بيان ونَفَت منعَ الإيرانيين من الحج، وأكَّدت أن طِهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج، وانظر يعني صاحب الفضيلة أنهم أن الجانب الإيراني، طبعًا جاء ذلك الامتناع، أن الجانب الإيراني علل عدمَ التوقيع على المحضر برغبته في عرض الأمر على مرجِعِيَّته في طهران، وأنه طالب بمنح تأشيرات للحجاج من داخل إيران، لكن الوزارة قالت أن الإيرانيين طالبوا بالسماح للحجاج بإقامة الشعائر والطقوس الخاصَّة بهم وتجمعات قد تُعيق حركة بقية الحجاج، والحمد لله رب العالمين أن هذا الأمر قُوبل بالحزم وقوبل أيضا بالتأكيد على تطبيق التعليمات والتنظيمات.

 أخيرا شيخنا في دقيقة لو تعطونا توجيهًا وكلمة لنا عموما كمسلمين، ولنا خصوصا في هذه البلاد المباركة فيما يتعلق بدورنا تجاه فضح هذه المحاولات للتشويهية وكذلك أيضا الدفاع والذب عن هذه البلاد المباركة.

الشيخ: قبل أن أتكلم عما ذكرت أخي الكريم، أقول يعني مما يقطع هذه الدعاوى الكاذبةَ للإعلام الإيراني الكاذب الذي يدَّعي أن المملكة تمنع الحُجَّاج الإيرانيين، وهذا على مرأى ومسمع من العالم أن المملكة لا تمنع، ما يدل على هذا أنه لما حصل الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وأُحرقت وسرقت هواتفها ومقتنياتها تحت سمع وبصر مرشِدِها وأمنها الذي يمنع الدقيق والجليل إلا بإذنه وتحت سمعه وبصره، المملكة حفاظًا على حقوق الشعب المظلوم الذي لا يتحمل جنايةَ وغشم وظلم حكومته المستبدة فتحت المجال لتنظيم الحجاج والمعتمرين الإيرانيين وهيَّأت ما يناسب ذلك في جهة السفارة السويسرية أو ما أشبه ذلك لاستقبال الطلبات على نحو تنسيق يقطع حجة أن قطع العلاقات مع  الإيرانيين،  الشعب الإيراني لا علاقة له بإجرام، بل هو ضحية لإجرام الجرمين ممن يستبدون به ويخططون لإفساد العالم الإسلامي من خلال تصدير الثورة والتشغيب على الأمة من خلال هذه المفاسد التي يسعون إليها، أنا أقول يعني فيما يتعلق بمواجهة الدعاية الإيرانية، الحقيقة نحن بحاجة إلى تفعيل دور الإعلام بكل صوره؛ لأن الكذب إذا تكرَّر ينطلي على بعض من لا بصر له ولا علم، ولهذا دور إعلامنا والإعلام الإسلامي عموما، لأن القضية لا تتعلق بالمملكة، تتعلق بالعالم الإسلامي كله؛ لأن الموقِّع على هذه التنظيمات هو جميع الدول الإسلامية، لكن إعلامنا يتحمل من المسؤولية ما لا يتحمله غيره، فينبغي التخطيط والمبادرة لمواجهة هذه الحملات المتتابعة المتكررة من أعدائنا ومن أعداء هذه الدولة، وليُعلم أن الأعداء لا يلبسون ثوبا واحدا، بل من الأعداء من يلبس ثوبا قد يقول قائل إنه عدو لإيران، يعني عندما نتحدث عن ظلم إيران في بعض الأحيان تلاحظ أنه عندما نتحدث عن ظلم إيران في بعض الأمور الذي يذُبُّ عنها هم أولئك التكفيريون الذين يشتركون مع إيران في محاولة النيل من هذه البلد، بل هم أدوات من حيث شعروا أم لم يشعروا، أدوات للإعلام الإيراني للنيل من هذه البلاد المباركة، فينبغي أن تتضافر الجهود، وأنا أقول حتى يا أخي على مستوى الإعلام الاجتماعي الجديد، شبكات التواصل، يا أخي مسؤولية الدفاع عن هذه البلاد المباركة، الدفاع عن دولة الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية واجب ومسؤولية لكل مسلم؛ لأن حفظ هذه البلاد، استقرار هذه البلاد، أمن هذه البلاد، عز هذه البلاد، لن يكون مقصورا على ولاتها أو شعبها فقط، بل هو عزٌّ للإسلام والمسلمين في جميع أرجاء المعمورة، ينبغي أن يُدرك هذا، وبالتالي نتكاتف ونسعى للذب عن هذه البلاد وعن ديننا بكل ما نستطيع من قوة.

 نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ هذه البلاد وأن يسدد ولاتها إلى ما فيه الخير للعباد والبلاد، وأن يوفِّق الملك سلمان إلى خير ما ينفع البلاد والعباد، وأن يدفع عنا كل عدوٍّ ظاهر أو مستتر، نسأله أن يكفينا شرهم بما شاء.

المقدم: شكر الله لكم صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه في كلية الشريعة بجامعة القصيم، والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، على ما تحدثتم به من حديث شيق وماتع.

 أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل ما تحدثتم به في هذه الحلقة في موازين أعمالكم الصالحة.

الشيخ: آمين، بارك الله فيك، تقبل الله دعواتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ولكم الشكر الجزيل مستمعينا الكرام على حسن استماعكم لنا في هذه الحلقة، نلقاكم بإذنه -سبحانه وتعالى- في حلقة الأسبوع المقبل في يوم الأحد، في تمام الساعة الثانية ظهرا، حتى ذلكم الحين تقبلوا تحيات محدثكم عبد الله الداني، ومن التنفيذ على الهواء الزميل المهندس الإذاعي الزميل: عبد الرحمن الغامدي، أستودعكم الله، وإلى اللقاء.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90567 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87036 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف