قَوْلُهُ : «فَهُما في الأَجْرِ سَواءٌ»، أَيْ عَلَى اسْتِوائِهِما في أَصْلِ أَجْرِ العَمَلِ ، دُونَ مُضاعَفَتِهِ ، فالمضاعَفَةُ يَخْتَصُّ بِها مِنْ عَمِلِ العَمَلِ دُونَ مَنْ نَواهُ فَلَمْ يَعْمَلْهُ ، فَإِنَّهُما لَوِ اسْتَوَيا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، لَكُتِبَ لِمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْها عَشْرُ حَسَناتٍ ، وَهُوَ خِلافُ النُّصُوصِ كُلِّها ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالَى : ﴿فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ﴾.
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ:"القاعِدُونَ المفَضَّلُ عَلَيْهِمْ المجاهِدُونَ دَرَجَةً هُمُ القاعِدُونَ مِنْ أَهْلِ الأَعْذارِ، وَالقاعِدُونَ المفَضَّلُ عَلَيْهِمْ المجاهِدُونَ دَرَجاتٍ هُمُ القاعِدُونَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الأَعْذارِ". "جامِعِ العُلُومِ وَالحِكَمِ" حَدِيثُ (37).