×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

نقل الإمام النووي –رحمه الله- تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات!» فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها. فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: «فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه». قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر». متفق عليه. 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

حقوق الطريق:

هذا الحديث حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه فيه بيان ما ينبغي أن يرعاه الإنسان من حق الجلوس في المكان العام فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث «إياكم والجلوس في الطرقات!» أي في أماكن مرور الناس على أقدامهم أو على مراكبهم باختلاف أنواع المراكب وصورها وذلك لما في الجلوس من المفاسد التي قد يتورط فيها الجالس، وهو لا يشعر.

ولذلك قال: إياكم تحذير والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله: ما لنا من مجالسنا بد أي ما لنا عنها غنى نتحدث فيها والحديث هنا يشمل الحديث المباح والحديث الذي لابد منه في منافع الناس ومصالحهم.

التزام الأدب عند الحاجة للجلوس:

فاعتذروا عن الانتهاء عن ذلك والكف عن الجلوس في المجالس العامة في الطرقات ونحوها بأنهم محتاجون إلى ذلك لكونها مجامعيهم التي يجتمعون فيها فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- فإن أبيتم يعني لم تأخذوا بالندب الذي ندبتكم إليه وهو ترك هذه المجالس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه فأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بأن من جلس في هذه المجالس التي ندب إلى تركها ينبغي أن يراعي حق الطريق.

من حقوق الطريق:

فللطريق حقوق ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أصول هذه الحقوق أي ما يجب مما ينبغي أن يراعى في هذه المجالس التي تجلس على الطرقات.

بدأ أولا بغض البصر وذكر البصر في مقدمة التوجيهات النبوية في بيان حق الطريق لأن البصر أوسع الحواس إدراكا، فيدرك ببصره ما لا يدرك بسمعه، ويدرك ببصره ما لا يدرك بيده فلذلك قال –صلى الله عليه وسلم- فيما يجب من حق الطريق غض البصر.

غض البصر واجب ومندوب:

وغض البصر هو كفه وحجزه عما لا حاجة إلى النظر إليه وعما النظر إليه فيه مضرة، فالغض المأمور يشمل غض البصر عما لا حاجة إليه وهذا على وجه الندب.

وغض الواجب وهو عما منع الله تعالى المؤمن للنظر إليه كالنظر للمحرمات من العورات وغير ذلك مما يجب كف البصر عنه وهذا حق إما واجب وإما مستحب على حسب حال المنظور، فما لا حاجة إليه ينبغي كف النظر عنه لأنه اشتغال بما لا ينفع، وما كان واجب الصرف الانصراف عنه وعدم النظر إليه كان غض البصر في حقه واجبا.

غض البصر وهذا لحماية النفس مما قد يقع فيه من المعاصي سواء كانت المعاصي القولية أو المعاصي العملية فالبصر وسيلة إدراك تؤثر على القلب فينعكس هذا في القول والعمل، وقد ينظر الإنسان إلى شيء لا حاجة إليه فيكون سببا للسخرية به أو احتقاره أو ما إلى ذلك.

كف الأذى:

ولذلك عطف على غض البصر قال: وكف الأذى وهذا فيما يتعلق بحماية الآخرين مما يمكن أن يكون من الضرر الصادر عنك فكف الأذى يشمل منع كل مؤذي يتأذى به الآخرين، سواء كان ذلك في القول أو كان ذلك في الفعل أو كان ذلك في القلب ظاهرا أو باطنا، فكل ذلك مما ينبغي أن يحرص عليه المؤمن فيكف قلبه عن أذية الخلق بالاحتقار أو العجب بنفسه عليهم أو الحسد أو الحقد أو ما إلى ذلك مما يكون في القلوب، وكذلك يكف لسانه عن قول السوء، فإن ذلك داخل في كف الأذى ويكف فعل يديه وفعله عن كل مؤذى ومنه ما يكون فيما يتعلق بمكان الجلوس، فيكف الأذى في مكان جلوسه فلا يجلس فيما يمكن أن يكون في مواضع الأذى من الجلوس.

رد السلام:

وبعد ذلك قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم غض البصر وكف الأذى ورد السلام وهو إعطاء حق المار بالإكرام وذلك إذا سلم أن يرد عليه السلام.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ثم قال –صلى الله عليه وسلم- في التوجيه الرابع مما يتعلق بحقوق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، والمعروف يشمل كل ما أمر الله تعالى به ورسوله، والمنكر يشمل كل ما نهى الله تعالى عنه ورسوله وذلك وفق ما رتبته الشريعة من المراتب باليد إن أمكن فإن لم يستطع فباللسان فإن لم يستطع فبالقلب وذلك أضعف الإيمان، وهذه هي حقوق الطريق وهي أصوله يندرج فيها ما جاء في الأحاديث الأخرى من الحقوق.

وهذا الحديث فيه فوائد عديدة:

وفيه رحمة من ذلك شفقة النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحابه بنهيهم عما يمكن أن يكون سبب للمضرة والأذى وفيه قبول اعتذارهم عما لابد لهم منه وفيه بيان المخرج عندما يقع الإنسان فيما لابد له منه من العمل حيث وجههم إلى ما ينبغي أن يراعوه إذا جلسوا في هذه المجالس التي نهاهم عن الجلوس فيها.

وفيه بيان أن الإسلام جاء بترتيب علاقة الإنسان بالله –عز وجل- وإصلاح علاقة الإنسان بالخلق فكل هذه الحقوق مما يتعلق بإصلاح ما بين الإنسان وربه وما بين الإنسان والخلق.

أسال الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:6705

نقل الإمام النووي –رحمه الله- تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: عن أَبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ!» فقالوا: يَا رَسُول الله، مَا لنا مِنْ مجالِسِنا بُدٌّ، نتحدث فِيهَا. فَقَالَ رسولُ الله  صلى الله عليه وسلم: «فَإذَا أبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ». قالوا: وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ، والنَّهيُ عن المُنْكَرِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

حقوق الطريق:

هذا الحديث حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه فيه بيان ما ينبغي أن يرعاه الإنسان من حق الجلوس في المكان العام فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث «إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ!» أي في أماكن مرور الناس على أقدامهم أو على مراكبهم باختلاف أنواع المراكب وصورها وذلك لما في الجلوس من المفاسد التي قد يتورط فيها الجالس، وهو لا يشعر.

ولذلك قال: إياكم تحذير والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله: ما لنا من مجالسنا بد أي ما لنا عنها غنى نتحدث فيها والحديث هنا يشمل الحديث المباح والحديث الذي لابد منه في منافع الناس ومصالحهم.

التزام الأدب عند الحاجة للجلوس:

فاعتذروا عن الانتهاء عن ذلك والكف عن الجلوس في المجالس العامة في الطرقات ونحوها بأنهم محتاجون إلى ذلك لكونها مجامعيهم التي يجتمعون فيها فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- فإن أبيتم يعني لم تأخذوا بالندب الذي ندبتكم إليه وهو ترك هذه المجالس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه فأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بأن من جلس في هذه المجالس التي ندب إلى تركها ينبغي أن يراعي حق الطريق.

من حقوق الطريق:

فللطريق حقوق ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أصول هذه الحقوق أي ما يجب مما ينبغي أن يراعى في هذه المجالس التي تجلس على الطرقات.

بدأ أولًا بغض البصر وذكر البصر في مقدمة التوجيهات النبوية في بيان حق الطريق لأن البصر أوسع الحواس إدراكًا، فيدرك ببصره ما لا يدرك بسمعه، ويدرك ببصره ما لا يدرك بيده فلذلك قال –صلى الله عليه وسلم- فيما يجب من حق الطريق غض البصر.

غض البصر واجب ومندوب:

وغض البصر هو كفه وحجزه عما لا حاجة إلى النظر إليه وعما النظر إليه فيه مضرة، فالغض المأمور يشمل غض البصر عما لا حاجة إليه وهذا على وجه الندب.

وغض الواجب وهو عما منع الله تعالى المؤمن للنظر إليه كالنظر للمحرمات من العورات وغير ذلك مما يجب كف البصر عنه وهذا حق إما واجب وإما مستحب على حسب حال المنظور، فما لا حاجة إليه ينبغي كف النظر عنه لأنه اشتغال بما لا ينفع، وما كان واجب الصرف الانصراف عنه وعدم النظر إليه كان غض البصر في حقه واجبًا.

غض البصر وهذا لحماية النفس مما قد يقع فيه من المعاصي سواء كانت المعاصي القولية أو المعاصي العملية فالبصر وسيلة إدراك تؤثر على القلب فينعكس هذا في القول والعمل، وقد ينظر الإنسان إلى شيء لا حاجة إليه فيكون سببا للسخرية به أو احتقاره أو ما إلى ذلك.

كف الأذى:

ولذلك عطف على غض البصر قال: وكف الأذى وهذا فيما يتعلق بحماية الآخرين مما يمكن أن يكون من الضرر الصادر عنك فكف الأذى يشمل منع كل مؤذي يتأذى به الآخرين، سواء كان ذلك في القول أو كان ذلك في الفعل أو كان ذلك في القلب ظاهرًا أو باطنًا، فكل ذلك مما ينبغي أن يحرص عليه المؤمن فيكف قلبه عن أذية الخلق بالاحتقار أو العجب بنفسه عليهم أو الحسد أو الحقد أو ما إلى ذلك مما يكون في القلوب، وكذلك يكف لسانه عن قول السوء، فإن ذلك داخل في كف الأذى ويكف فعل يديه وفعله عن كل مؤذى ومنه ما يكون فيما يتعلق بمكان الجلوس، فيكف الأذى في مكان جلوسه فلا يجلس فيما يمكن أن يكون في مواضع الأذى من الجلوس.

رد السلام:

وبعد ذلك قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم غض البصر وكف الأذى ورد السلام وهو إعطاء حق المار بالإكرام وذلك إذا سلم أن يرد عليه السلام.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ثم قال –صلى الله عليه وسلم- في التوجيه الرابع مما يتعلق بحقوق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، والمعروف يشمل كل ما أمر الله تعالى به ورسوله، والمنكر يشمل كل ما نهى الله تعالى عنه ورسوله وذلك وفق ما رتبته الشريعة من المراتب باليد إن أمكن فإن لم يستطع فباللسان فإن لم يستطع فبالقلب وذلك أضعف الإيمان، وهذه هي حقوق الطريق وهي أصوله يندرج فيها ما جاء في الأحاديث الأخرى من الحقوق.

وهذا الحديث فيه فوائد عديدة:

وفيه رحمة من ذلك شفقة النبي –صلى الله عليه وسلم- على أصحابه بنهيهم عما يمكن أن يكون سبب للمضرة والأذى وفيه قبول اعتذارهم عما لابد لهم منه وفيه بيان المخرج عندما يقع الإنسان فيما لابد له منه من العمل حيث وجههم إلى ما ينبغي أن يراعوه إذا جلسوا في هذه المجالس التي نهاهم عن الجلوس فيها.

وفيه بيان أن الإسلام جاء بترتيب علاقة الإنسان بالله –عز وجل- وإصلاح علاقة الإنسان بالخلق فكل هذه الحقوق مما يتعلق بإصلاح ما بين الإنسان وربه وما بين الإنسان والخلق.

أسال الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91536 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87248 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف