×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

قال الإمام النووي –رحمه الله- في كتابه رياض الصالحين: عن أبي سعيد الحسن البصري: أن عائذ بن عمرو رضي الله عنه دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الرعاء الحطمة» فإياك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم  فقال: وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. رواه مسلم. 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

هذا الحديث في قصة دخول عائذ بن عمرو المزني وهو من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- من أصحاب بيعة الرضوان ومن صالح أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- وكلهم صالح رضي الله تعالى عنهم صاحب إنفاق وخير وبذل.

النصح لولاة الأمر:

دخل على عبيد الله بن زياد بن أبيه وهو وال على جهة في العراق وكان غشوما ظلوما وهو الذي قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه، فلما دخل عليه قال: أي بني وهذا تلطف منه في النصيحة واستجلاب للقبول إني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: إن شر الرعاء الحطمة الرعاء جمع راعي أخبره بأن النبي قال: إن شر الرعاء يعني من يرعى غيره على اختلاف مراتب الرعاية والولاية إن شر الرعاء يعني من أشدهم شرا وأعظمهم نزولا في المنزلة.

الحطمة وهم أصحاب العنف والشدة والقسوة في معاملة الخلق، إن شر الرعاء الحطمة الذين يحطمون الناس بظلمهم وعنفهم وشدتهم فقال له بعد ذلك: فلا تكن منهم أي حذره أن يكون من هؤلاء لما عرف به من الظلم والاعتداء فلم يقبل النصيحة بل قال لهذا الصحابة الكريم اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-.

ليس في الصحابة نخالة:

النخالة هي الحثالة البقية وهم من لا نفع فيهم ولا رغبة فيهم، فالنخالة هي ما يبقى من قشور وقش وسائر ما يعلق بالشيء المنخول المصفى ومراده يعني لست شيئا حتى تذكرني بما يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فأنت من قشور أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- فرد عليه ردا بين فيه منزلة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

فقال: وهل في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- من نخالة؟ فهم الصفوة الذين اختارهم الله تعالى لصحبة خير الخلق هم أبر الأمة قلوبا وأصلحها عملا وأقومها سبيلا وطريقا فلذلك قال: وهل فيهم من نخالة؟ إنما النخالة في غيرهم وهذا إشارة إلى أن النقص بهذا الوصف لا يكون في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- على اختلاف منازلهم وكثرة صحبتهم، فكل من لقي النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد حاز شرفا وفضلا عظيما يصدق عليه قوله –صلى الله عليه وسلم-: «لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»+++[صحيح البخاري (3673)، ومسلم (2541)]--- يعني أجر الصحابي الذي يخرج المد من الذهب وهو ملأ اليدين لا يبلغه من أنفق مثل جبل أحد ذهبا ولك أن تتصور الفرق بين هذا وذاك، والفضل هنا ليس في ذات المخرج، فلاشك أن جبل أحد كبير والمخرج عظيم، لكن فيما قام في القلب من صدق الرغبة وصحة القصد، وسلامة النية وإخلاص العمل لله –عز وجل- ومتابعة النبي –صلى الله عليه وسلم- وفضل الصحبة فكانوا بفضل الصحبة على هذه المنزلة، ولذلك قال: إنما النخالة في غيرهم فليس فيهم نخالة رضي الله تعالى عنهم.

الرفق بالمسلمين في الولاية عليهم:

وهذا الحديث يحث كل أحد يلي شيئا من أمور الناس، حتى في ولايته الخاصة في ولده وأهله أن يعمل بالرفق، وأن يجنب العنف فإنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ولا فرق في ذلك بين ولاية صغيرة أو كبيرة ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به»+++[صحيح مسلم (1828)]---.

ولهذا يندب لكل أحد يلي شيئا من أمور الناس عام أو خاص أن يحرص على الرفق، وأن يجانب العنف والمشقة وهذا لا يعني ألا يكون الإنسان حازما فيما يحقق له المصالح، لكن شتان بين العنف والظلم والقسوة والصلافة والجفاء وبين ما يقابله من السهولة واللين مع الحزم وضبط الأمور وإصلاحها.

فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على ما تكلفنا به وأن يجعلنا وإياكم من أهل اللين والسماحة وأن يجنبنا العنف والحطمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:5162

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

قال الإمام النووي –رحمه الله- في كتابه رياض الصالحين: عن أَبي سعيد الحسن البصري: أن عائِذَ بن عمرو رضي الله عنه دخل عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بنِ زياد، فَقَالَ: أي بُنَيَّ، إني سمعت رَسُول الله  صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الحُطَمَةُ» فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ: اجلِسْ فَإِنَّمَا أنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أصْحَابِ مُحَمَّد  صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ: وهل كَانَتْ لَهُم نُخَالَةٌ إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفي غَيْرِهِمْ. رواه مسلم. 

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

هذا الحديث في قصة دخول عائذ بن عمرو المزني وهو من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- من أصحاب بيعة الرضوان ومن صالح أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- وكلهم صالح رضي الله تعالى عنهم صاحب إنفاق وخير وبذل.

النصح لولاة الأمر:

دخل على عبيد الله بن زياد بن أبيه وهو وال على جهة في العراق وكان غشومًا ظلومًا وهو الذي قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه، فلما دخل عليه قال: أي بني وهذا تلطف منه في النصيحة واستجلاب للقبول إني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: إن شر الرعاء الحطمة الرعاء جمع راعي أخبره بأن النبي قال: إن شر الرعاء يعني من يرعى غيره على اختلاف مراتب الرعاية والولاية إن شر الرعاء يعني من أشدهم شرًا وأعظمهم نزولًا في المنزلة.

الحطمة وهم أصحاب العنف والشدة والقسوة في معاملة الخلق، إن شر الرعاء الحطمة الذين يحطمون الناس بظلمهم وعنفهم وشدتهم فقال له بعد ذلك: فلا تكن منهم أي حذره أن يكون من هؤلاء لما عرف به من الظلم والاعتداء فلم يقبل النصيحة بل قال لهذا الصحابة الكريم اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-.

ليس في الصحابة نخالة:

النخالة هي الحثالة البقية وهم من لا نفع فيهم ولا رغبة فيهم، فالنخالة هي ما يبقى من قشور وقش وسائر ما يعلق بالشيء المنخول المصفى ومراده يعني لست شيئًا حتى تذكرني بما يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فأنت من قشور أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- فرد عليه ردًا بين فيه منزلة الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

فقال: وهل في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- من نخالة؟ فهم الصفوة الذين اختارهم الله تعالى لصحبة خير الخلق هم أبر الأمة قلوبًا وأصلحها عملًا وأقومها سبيلًا وطريقًا فلذلك قال: وهل فيهم من نخالة؟ إنما النخالة في غيرهم وهذا إشارة إلى أن النقص بهذا الوصف لا يكون في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- على اختلاف منازلهم وكثرة صحبتهم، فكل من لقي النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد حاز شرفًا وفضلًا عظيمًا يصدق عليه قوله –صلى الله عليه وسلم-: «لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه»[صحيح البخاري (3673)، ومسلم (2541)] يعني أجر الصحابي الذي يخرج المد من الذهب وهو ملأ اليدين لا يبلغه من أنفق مثل جبل أحد ذهبًا ولك أن تتصور الفرق بين هذا وذاك، والفضل هنا ليس في ذات المخرج، فلاشك أن جبل أحد كبير والمخرج عظيم، لكن فيما قام في القلب من صدق الرغبة وصحة القصد، وسلامة النية وإخلاص العمل لله –عز وجل- ومتابعة النبي –صلى الله عليه وسلم- وفضل الصحبة فكانوا بفضل الصحبة على هذه المنزلة، ولذلك قال: إنما النخالة في غيرهم فليس فيهم نخالة رضي الله تعالى عنهم.

الرفق بالمسلمين في الولاية عليهم:

وهذا الحديث يحث كل أحد يلي شيئًا من أمور الناس، حتى في ولايته الخاصة في ولده وأهله أن يعمل بالرفق، وأن يجنب العنف فإنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ولا فرق في ذلك بين ولاية صغيرة أو كبيرة ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ، مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به»[صحيح مسلم (1828)].

ولهذا يندب لكل أحد يلي شيئًا من أمور الناس عام أو خاص أن يحرص على الرفق، وأن يجانب العنف والمشقة وهذا لا يعني ألا يكون الإنسان حازمًا فيما يحقق له المصالح، لكن شتان بين العنف والظلم والقسوة والصلافة والجفاء وبين ما يقابله من السهولة واللين مع الحزم وضبط الأمور وإصلاحها.

فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على ما تكلفنا به وأن يجعلنا وإياكم من أهل اللين والسماحة وأن يجنبنا العنف والحطمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91426 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف