المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة نرحب بكم في هذه الحلقة المتجدِّدة لبرنامج "الدين والحياة"، والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى.
في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحيات الزملاء من الإخراج سالم بالقاسم، وياسر زيدان، وتقبلوا أجمل تحية مني محدثكم وائل حمدان الصبحي.
مستمعينا الكرام ضيف حلقات برنامج "الدين والحياة" هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم.
أهلا وسهلًا فضيلة الشيخ.
الشيخ:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا حياك الله، وحيَّ الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.
المقدم:- أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ، بمشيئة الله تعالى مستمعينا الكرام سيكون حديثنا في هذه الحلقة حول عنوان:﴿رَبِّ ٱشۡرَحۡ لِي صَدۡرِي﴾[طه:25]، سنتحدث -بمشيئة الله تعالى- حول جزء من معنى هذه الآية الكريمة التي وردت على لسان النبي موسي -عليه الصلاة والسلام-، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم التي وردت في كتاب الله تعالى.
سنتحدث حول معنى هذه الآية سنتحدث حول نقاط عديدة متعلقة بهذه الموضوع.
ابتداء فضيلة الشيخ بودي أن نتحدث عن ضيق الصدر، هذا الأمر الذي يُعدُّ ما أكبر ما يكدِّر حياة الإنسان، ويكدِّر خاطرَه ألا وهو ضيق الصدر، نريد أن نتحدث عن هذا الموضوع كمقدمة، ومن ثم سنتحدث عن خطورة هذا الأمر، والأسباب والعلاج بانشراح الصدر.
أسباب العلاج لانشراح الصدر، وسنتحدث أيضًا عن النتائج والآثار الطيبة للنفس من خلال انشراح الصدر.
ابتداء نريد أن نتحدث فضيلة الشيخ عن أكبر ما يُكدِّر حياةَ الإنسان هو ضيق الصدر.
الشيخ:- الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..
فهذا الموضوع موضوعٌ ذو أهمية بالغة، وله تأثير كبير في حياة البشرية عمومًا وخصوصًا، أي حياة الأفراد وحياة المجتمعات؛ ذلك أن ضيق الصدر وانشراحه ليس أمرًا معزولًا عن تأثيرات كبيرة في مناحي الحياة، بل له كبير التأثير في مناحي عديدة من معاش الإنسان وحياته، في خاصَّة نفسه وفي محيطه الضيِّق، وفي محيطه الواسع، في نظرته للحياة وفي نظرته للكون.
ولذلك نحن بحاجة إلى أن نتطرَّق لهذا الموضوع بين فترة وأخرى، لأجل أن نتلمَّس الأسبابَ والوسائل التي من خلالها يتمكَّن الإنسان من الانفكاك عن هذه الحال التي تُعيقه في معاشه.
وفي الكتاب، وفي السنة من النصوص ما يبين أهميَّةَ العناية بهذا الأمر، وأنَّه له تأثير بالغٌ في تجاوز ما يلقاه الإنسان من أمور يعيش حياته من خلالها، وقد ذكر الله تعالى ضيقَ الصدر، وأخبر به عن سيد الورى -صلوات الله وسلامه عليه- فقال: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾[الحجر: 97].
فهذا أشرح الناس صدرًا وأهنؤهم عيشًا، وأعظمُهم جاهًا عند ربه، وأرفعهم منزلةً، وأعبدُهم لله تعالى، يخبره -جل في علاه- في كتابه الحكيم أنه سيصيبه ضيقُ صدرٍ يكدِّر خاطرَه، ويبلُغ به نوعًا من الضيق والخروج عن هذا الانشراح، ويوجِّهه إلى ما يكون من أسباب الانشراح والخروج عن هذه الحال العارضة.
وقد نهى الله تعالى رسولَه عن الضيق الذي يعتري القلب بسبب ما يمكن أن يكون من الحوادث، قال الله تعالى: ﴿فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ﴾[الأعراف: 2]، أي فلا يكن في صدرك ضيق الحرج والضيق والضنك، وقد نهى الله –عز وجل- في تلك الآية الكريمة رسوله –صلى الله عليه وسلم- عن أن يكون في صدره أيُّ ضيق مما أوحاه الله تعالى إليه من القرآن الحكيم فقال: ﴿فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ﴾[الأعراف: 2].
لهذا من المهم أيها الإخوة والأخوات أن ندرِك أن ضيقَ الصدر ليس خاصًّا بفئة من الناس، أو بحال من أحوال البشرية، بل هو يأتي الأنبياءَ ويأتي غيرَهم من الناس، ويتفاوتون في الخروج من هذه الحال، وفي الخروج من آثاره؛ لأن ضيق الصدر يؤثِّر تأثيرًا بالغًا، ولك أن تعرف شيئًا من التأثير لهذا العارض النفسي في قول الله تعالى، في قول موسى -عليه السلام- وهو من أولي العزم من الرسل، حيث قال تعالى لما أوحى إليه وأخبره بالنبوءة قال: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾[الشعراء: 13]، فجعل ضيقَ الصدر سببًا لاكتفاء اللسان عن البيان، وعن القول، وعن الكلام، فتبيَّن بذلك أن ضيقَ الصدر يُفضي إلى تأثيراتٍ تعطِّل الإنسان عن القيام بمهامِّه، والقيام بمعاشه، هذا فضلًا عن أن ضيقَ الصدر يصيب الإنسانَ بتعثُّر كبيرٍ وتأخرٍ بالغ في طيب معاشه، فلا يدرك هناءً في المعاش مهما كان الإنسان على سعة من الرزق، وكثرةٍ من العرض، وتمكُّن من الملذَّات ألا أنه إذا أُصيب بهذا الشعور (ضيق الصدر) لم تكن هذه الملذَّات، وهذه الإمكانات، وهذه العطايا التي منَّ الله تعالى به عليه مؤثرة؛ لأنه قد تعطل ما به يحصُل الالتذاذ بالمعاش، وهو صدره حيث ضاق وأصبح ضنكًا كما قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾[طه: 124].
ابتداء ذلك بضيق الصدر، ابتداء ذلك بالكَدَر الذي يعشِّش ويتربَّع في القلب، فيصيب الإنسان بالحزن، يصيبه بالكآبة، يصيبه بتفكير مُشوَّش، يصيبه بضعف على التركيز والقدرة على التفكير المستقيم، يصيبه بمخاوف شديدة، بقلق، يصيبه بابتعاد عن المحيط وانعزال، تتأثر طاقته فلا يتمكَّن من إنجاز مهامٍّ أو أعمال لا يهنأ بنوم، قد تحاصره الأوهام ويصاب بالوساوس والهواجس التي تجعله في غاية الكدر مهما كان في نعيم البدن؛ لأن الروح معذَّبة، فالبدن مهما كان منعَّمًا تأثيره على طيب البدن ليس بالكبير، والعكس صحيح.
إذا هنأت الروح تبعها البدن، مهما كان المحيط قاسيًا، مهما كانت الإمكانات ضعيفة، لكن إذا كانت الروح والنفس والصدر ضيِّقًا، فإنه مهما كان الإنسان عنده من الإمكانات، ومهما كان فيه من الملذات فإنه لا يدرك ما يؤمِّل من طيب المعاش.
إذًا الحالة التي تصيب الإنسان فيما إذا ضاق صدره من التأثير بالغة الخطورة، يتعثَّر بها دينه، وتتعثر بها دنياه، يفصل بها معاشه كما أنه يفوته خير كثير مما يتعلَّق بمعاده، ولهذا كان في الحقيقة الخطر الأكبر الذي يتهدَّد البشريةَ، ويتهدَّد الأفراد، ويتهدد الناس هو ما يصيبهم من ضيق الصدور الذي تسوَدُّ به الدنيا وتتنكد، ويصيب الإنسان من الكدر ما يصيبه فلا يحيا حياة طيبة هنيئة.
المقدم:- فضيلة الشيخ تحدثنا عن أن ضيق الإنسان هو من أكبر ما يكدِّر حياة الإنسان في هذه الدنيا، وأيضًا له آثار سلبيَّةٌ خطيرة جدًّا تؤثر على حياة الإنسان، سواء من الناحية الدينية، أو من الناحية الدنيوية.
نريد أن نتحدث فضيلة الشيخ في الجزء الثاني من هذه الحلقة عن الأسباب التي بسببها يضيق ويتكدَّر صدر الإنسان، ويضيق ويتكدر خاطره أيضًا.
الشيخ:- ضيق الصدر -سلَّمك الله- يؤثِّر على معاش الإنسان ويعكِّر حياته، ويصيبه بشلل في حياته، ولذلك الشعور بالضيق أحيانًا قد يكون مؤقَّتًا يمرُّ به الإنسان لعارض، وأحيانًا قد يتَّسع فيكون ممتدًّا لمدة ليست بوجيزة، تكون آثاره كارثيَّةً، وكلما زادت هذه المدة التي يكون فيها الصدر ضيقًا، ويكون الإنسان قد استسلم لحرج الصدر وضيقه، تتعثَّر حياته، ويتعثر معاشه ويتأخر عن تحقيق مقصوده.
الشعور بالضيق من الأعراض الشائعة التي يمرُّ بها جميع الناس، كما ذكرتُ قبل قليل، ما ذكره الله تعالى عن رسوله الكريم ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾[الحجر: 97].
وفيما ذكره الله تعالى عن موسي -عليه السلام-، وهو من أولي العزم من الرسل: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾[الشعراء: 13]، وقد نهى الله تعالى رسوله عن ذلك فقال: ﴿وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾[النمل: 70]، وفي الآية الأخرى يقول: ﴿فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ﴾[الأعراف: 2]، فالآيات واضحة في أن ضيق الصدر ليس حالةً تصيب فئة من الناس دون غيرها، بل هي حالة شائعة والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول في شريف سُنَّته –صلى الله عليه وسلم-: «إنَّهُ ليُغانُ على قَلبي، وإنِّي لأستغفِرُ اللَّهَ في كلِّ يومٍ مائةَ مَرَّةٍ»[أخرجه مسلم في صحيحه:ح2702/41].
وهذا يدل على أن قوله: «يُغان» أي يصيبه نوع من التأثُّر، فالغين هي طبقة تغشى القلبَ تصيبه بنوع من التأثير، هذا الغين يدفعه –صلى الله عليه وسلم-، وهو طبقة من طبقات، أدنى طبقات ما يصيب القلب من أحوال كان فيه –صلى الله عليه وسلم- يتخلَّص منه بالاستغفار.
المقدم:- ما هي الأسباب فضيلة الشيخ لأسباب ضيق الصدر، يعني بالتأكيد هناك أسباب دينية، وهناك أسباب دنيوية، نريد أن نتحدث ونُبحِر في الأسباب قليلًا، لو تكرمت فضيلة الشيخ.
الشيخ:- هو الحقيقة أسباب ضيق الصدر متنوعة، قد يكون ضيق الصدر ناتجًا عن أسباب تتعلَّق بآمال الإنسان ورغباته، فمثلًا إذا لم يتحقق له هدفٌ من أهدافه، إذا لم يصل إلى مُرادٍ من مرادته فإنه سينعكس ذلك على نفسه بنوع من الحرج والضيق، والناس يتفاوتون في أهدافهم ورغباتهم وما يكدِّر خواطرَهم.
أشرف الخلق الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- كانت صدروهم تضيق عندما لا يستجيب الناس لدعوتهم، ولا يتقبلون منهم كما قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾[الحجر: 97]، ويقول تعالى: ﴿فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ﴾[الأعراف: 2]، أي من القرآن، وعدم تقبل أعدائه له، ويقول –جل وعلا- فيما ذكر عن موسى ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾[الشعراء: 13] هؤلاء كل الجامع بين ما ذكر الله تعالى من الآثار في حق الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- أنه تضيق صدروهم لأجل ما يواجهون به من الصدِّ والإعراض وعدم قبول الحق والهدى الذي جاءوا به شفقةً على الناس، وقد قال الله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾[الشعراء: 3]، وهنا يذكر أعلى ما يصيب الإنسان من ضيق الصدر بعدم قبول ما يدعو إليه من الحق والهدى، وهو أن يهلك نفسه، أو يوشك أن يهلك نفسه بسبب الأسى والحزن على أولئك الذين لم يستجيبوا.
الناس عمومًا كما ذكرت يتفاوتون في أهدافهم ومرادتهم، فتجد شخصًا مثلا قد يصاب بانتكاسة في أمر دراسيٍّ، أو في أمر وظيفيٍّ، أو في أمر تجاري، أو في وضع أُسري مثلا بعدم توفيق في زواج، أو بعدم حصول وظيفة، هناك أحيانًا ضيق الصدر ينشأ عن هشاشة في النفس، وضعف في الروح تجعل الإنسان سريعَ الانفعال لما يحيط به من المُكدِّرات والمنغِّصات.
وبالتالي يكون الإنسان عُرضة لضيق الصدر عند أدنى تعثُّر في أمور دنياه، أو في علاقاته أو صلاته، أو فيما يحيط به من الحوادث، أو فيما ينزل به من المصائب، كلما كان الإنسان ضعيفًا في نفسه غيرَ متحصِّن بروح قوية كانت الحوادث المحيطة به موجبةً للأثر النفسي الذي هو ضيق الصدر، أحيانًا قد يكون ضيق الصدر ناتجًا عن تراكمات لوقائع مُزعِجة وحوادث مُؤلمة، قد يكون ناتجًا عن كثرة الضغوط الحياتية التي تُفضي إلى نوع من الضيق، فينتج عنه قلقٌ وتوتُّر مستمرٌ، قد يكون ناتجًا عن إجهاد بدني، الأمثال كثيرة، ولن نحصيَها، ولن نستطيع حصرها، لكننا نشير إلى مهمات.
ومما يتعلق بأسباب ضيق الصدر: الإعراض عن ذكر الله –عز وجل-، الإعراض عن شرعه، فإن الإعراض عن شرع الله –عز وجل- من أعظم ما تضيق به الصدور قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[طه: 124]، هذا الضنك الذي ذكره الله تعالى في الآية هو نتاج الإعراض عن ذكر الله، والإعراض عن ذكر الله هنا معني عام يشمل تركَ كل ما أمر الله تعالى به، أو الوقوع فيما نهى الله تعالى عنه، أو تركَ ما يجب تعلُّمه من أمر الله وأمر رسوله.
فالإعراض عن شرع الله –عز وجل- تعلُّمًا وعملًا هو من أعظم ما تضيق به الصدور، ولذلك كان الإقبال على الإسلام وعلى الدين وعلى التُّقى وما جاء به القرآن الكريم من أعظم ما تنشرح به الصدور قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ﴾[الأنعام: 125] جعل شرح الصدر للإسلام أي الإقبال عليه، الإقبال على معرفته، الإقبال على تعلمه، الإقبال على العمل بما علِمه منه، فبالتالي إعراض الإنسان عن الشريعة، إعراض الإنسان عن الكتاب والسنة هو من أعظم ما يكون من أسباب ضيق الصدر، ولهذا تجد أن الذين انحرفوا بإلحاد، انحرفوا بسلوك طرائق غير ما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- من هذا الدين القويم الذي هو هداية للبشرية جمعاء، وهو الذي لا يقبل الله تعالى دينًا سواه، هؤلاء نصيبهم من ضيق الصدر أعلى من غيرهم.
لا يعني أن المؤمن والمسلم لا يصيبه ضيقُ صدر، بل كما ذكرت ضيق الصدر قد يصيب حتى الأنبياء كما أخبر الله تعالى لكن هناك نِسَب متفاوتة في مُدَد هذا الضيق، في حجم هذا الضيق، في آثار هذا الضيق، وذلك يتفاوت بتفاوت الناس قربًا من الله –عز وجل-، وقربًا من شرعه، وقيامًا بحقِّه، وما يقابل ذلك وعكس ذلك أي البعد عن شرع الله وعن دينه.
ولهذا كان من أعظم ما تنشرح به الصدور ذكر الله –عز وجل-، الله –عز وجل- يقول: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾[طه: 124]، وفي المقابل يقول: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾[الرعد: 28]، فجعل طمأنينة القلوب، وهو سكونها وانشراحها وبهجتها وبعدها عن الكدر مرتبطًا بذكره -جل في علاه- بالإقبال على دينه، بذكره بالقلب تمجيدًا وتسبيحًا وإخلاصًا وتوحيدًا وقصدًا له -جل في علاه-، وباللسان ذكرًا وتمجيدًا وثناء وتسبيحًا وتقديسًا، وبالبدن عملًا بطاعته -جل في علاه- في حقه، وفي حق الخلق.
بهذا يكون الخروج عن هذه الدائرة دائرة الضيق، بذكر الله -جل في علاه-، وكلما قلَّ نصيبُ الإنسان من الذكر كان نصيبه من الضيق والكَدَر أوفَرَ وأكبر، ولك أن تتصور هذا فيما ذكره النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث نوم الإنسان، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر فيما يتصل بضيق الصدر وكآبة النفس الحديث المعروف في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «يعقِدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم إذا هو نام ثلاثَ عُقَدٍ»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح1142] يعقد، العَقْد هنا معنوي، وعقده بما يعمله مما يكون سببًا لضيق الإنسان وكَدَره، يعقد الشيطان إذا نام أحدكم،«يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل»، النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «فإذا استيقظ» الآن كلنا ننام ويستيقظ مَن ردَّ اللهُ له روحه، «فإذا استيقظ فذَكَر الله حُلَّت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة» هذه العقد كلُّها من أسباب ضيق الصدر، كلها من أسباب الكدر، كلها من أسباب الضيق.
ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: «فأصبح» يعني نتيجة أنه ذكر الله عندما قام أنه توضأ، عندما قام أنه صلى لله –عز وجل- سواء صلى فريضةً أو نافلة عندما قام نتيجة هذا وثمرته «فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس» وطيب النفس لا يكون إلا بانشراحها وطمأنينتها وسكونها وبهجتها، فطِيبُ النفس هو ثمرة لسعة الصدر وانشراحه ولا يكون ذلك إلا لمن أخذ بهذه الأسباب.
هذه انظر عمل يومي فيما يتعلق بالنوم، إذا نام الإنسان واستيقظ تجد بعضَ الناس يقوم مُنغَلِقًا متوتِّرًا، يأخذ وقتًا حتى ينفكَّ عنه هذا الغلق وهذا القلق وهذا الضيق، إنه لم يصبح طيب النفس.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر هذه الأعمال: « فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ».[تقدم]
وانظر إلى التأثير، تأثيرِ انشراح الصدر وطيب النفس على العمل، فإنه إذا انشرح الصدر وطابت نفسه نشط للعمل، وإذا كان العكس خبُثت نفسه وضاق صدره أصبح كسلانًا متثاقلًا، وبه يعرف أن ضيق الصدر وأن خُبثَ النفس يؤثِّر على معاش الإنسان ومعاده، على دينه ودنياه، فبالتالي من المهم أن يدرَك أن أسباب ضيق الصدر كثيرة، لكن يجمعها إما إعراض الإنسان عن ذكر الله –عز وجل-، وعدم فهمه لطبيعة الحياة، وأنها لا تخلو من كدر، لا تخلو من ضيق، لا تخلو من عَثْرات، وأنها هذه العثرات وتلك الأكدار التي تتوالى عليه إذا قابلها بالصبر والاحتساب وما أمر الله تعالى به المؤمن من الصبر على الضراء والشكر في السراء، فإنه يستطيع التجاوز.
إذا لم يقابلها بذلك كان ذلك من صفات حسرته وضيق صدره، وبالتالي ينعكس هذا على معاشه، فتجده كثيرَ التشكِّي من الدنيا، قليل التمتُّع بما أذن الله تعالى فيه من متعها، وحتى ما يتمتع به من المتع لا يجد له أثرا.
من أسباب ضيق الصدر -وهذا معني عظيم ومهم ويغفل عنه بعض الناس- أن المعصية تُورِث ضِيقًا وكدَرًا، وهذا المعنى قد يستغربه بعض الناس؛ لأن المعاصي في الأصل لا يقبل عليها أصحابها ومن ابتُلوا بها، ومن تورَّطوا في شيء منها إلا لطلب السعة واللذة والسرور بهذه المعاصي، لكن الواقع أن المعاصي والمخالفات لأمر الله ورسوله تُثمِر خلافَ ما يتبادر لأصحابها أو ما يقصده أصحابها من مَلذَّات.
ولذلك كان من أعظم ما يصيب المسرفَ على نفسه بالمعصية هو ما ينزل به من ضيق الصدر وكدره، المعاصي والفساد يوجب الهمَّ والغم والخوف والحزن وضيق الصدر وأمراض القلب، ولهذا كان دواء ذلك كله بالتوبة والفزع إلى الله -جل في علاه-، وبقدر ما يكون مع الإنسان من الطاعة يدرك من الانشراح والبهجة والملذَّة التي تَطيب بها حياتُه وينعم بها في معاشه.
وبقدر ما يكون مع الإنسان من المعصية والمخالفة لأمر الله ورسوله يدركه من الضيق والكدر والحزن والأذى ما يُعيقُه عن طيب المعاش.
من أعظم آثار وخطورات ضيق الصدر ما يكون من الضعف في الطاعة، سبحان الله العظيم يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة المعاصي يأخذ بعضها برقاب بعض، فالإنسان إذا أسرف على نفسه في المعصية ثقُلت قدمه في أمر دينه وفي أمر دنياه، فإذا ألِف العاصي ما في الطاعة من اللذة والانشراح لعلم أن ما يفوته من لذة الطاعة أضعاف ما يدركه بالمعصية، أن ما يدركه من اللذة بالطاعة أضعاف ما يدركه من اللذة بالمعصية، بل المعصية حقيقة الأمر لا ينال الإنسان منها إلا الكدر والضيق.
إذًا مُجمل ما يكون من أسباب ضيق الصدر، ومن أسباب حرج النفس، من أسباب خُبث الروح ما يكون من الإعراض عن ذكر الله ما يكون من مُواقَعة المعاصي والسيئات، ما يكون من عدم استعمال الأسباب أو الخطوات التي يخرج بها الإنسان عندما ينزل به ما يضيق به صدره، يعني عندما تقابل المكروهات والمكدِّرات بما أمر الله من الصبر والاحتساب والنظرة التي تُخرج الإنسان عن الضيق فيما يحيطه من أكدار فإنه يضيق صدره ولا ينال من هناء العيش وملذته ما تطيب به حياته، ويَنْعم به في معاشه، ويصلح به معاده.
المقدم:- الله يعطيك العافية فضيلة الشيخ، سنذهب إلى فاصل ثاني في هذه الحلقة بعده -بمشيئة الله تعالى- نستكمل حديثنا بعد الانتهاء من الأسباب المُعِينة على انشراح الصدر، سنتحدث عن النتائج والآثار الطيبة التي يتحصَّلها الإنسان من انشراح صدره، سواء الأمور الإيجابية والآثار الطيبة التي يجدها في دينه أو في دنياه.
إذا كان هناك من أسباب تستكملها فضيلة الشيخ، وننتقل بعدها إلى النتائج والآثار الطيبة التي يتحصلها الإنسان من انشراح الصدر.
الشيخ:- لاشك أن انشراح الصدر له تأثير بالغ على طيب معاش الإنسان، والتِذَاذِه بالمعاش، وتحقيقه للغاية منه، الله تعالى امتنَّ على رسوله الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- بشرح الصدر فقال: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾[الشرح: 1]، وهذه الآية الكريمة التي افتتح الله تعالى بها سورة الشرح تبين عظيم المِنَّة التي من الله تعالى بها على رسوله من شرح الصدر، وما ترتب على ذلك من الخير الكثير الذي حقَّق به –صلى الله عليه وسلم- طيب المعاش وفوز الميعاد، فأعظم ما يَمنُّ الله تعالى به على العبد في الدنيا أن يشرح صدرَه وأن يُنِيلَه ما يؤمِّل من طيب النفس، وزكاء الروح الذي يدرك به الإنسان غاية الوجود.
ولهذا ينبغي لكل أحد منا يا إخوة ويا أخوات أن يتعرَّف على الأسباب التي من خلالها يمكن أن ينشرح صدره، وتطيب نفسه، وتزكو روحه ليخرج من هموم الدنيا وأكدارها وهمومها ويحقِّق الغاية من خَلقه ووجوده، والمفتاح الأعظم الذي يدرِك به الإنسان ذلك هو علمه بالله –عز وجل-، ومعرفته به، ومحبته له –جل وعلا-؛ فمحبة الله، ومعرفته، ودوام ذِكرِه، والقيام بحقه من أعظم ما تسكن به النفوس وتطمئن به القلوب، وتنشرح به الصدور، ويدرك الإنسان به خيرَ الدنيا والآخرة.
بل في الحقيقة ذلك كله جنة الدنيا، والنعيم الذي يدركه بهذه الأسباب لا يَشبِهه أي نعيم، هو قُرَّة عين، وطيب حياة، وزكاء معاش لا يدركه إلا من وفَّقه الله تعالى وسَلَك به هذا السبيل.
من أعظم ما يدرك الإنسان به الحياة السعيدة إخلاصُه لله، وتحقيقه لتوحيده بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا المفتاح لطيب القلوب وسعادتها واطمئنانها، ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبه أَمرٌ أو نزل به همٌّ قال: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم».[أخرجه البخاري في صحيحه:ح6346]
فكان يَلْهج بالتوحيد، ويقول: الله ربي لا أشرك به شيئًا، فمن أعظم ما تنشرح به الصدور قوة التوحيد وتحقيق الإخلاص لله –عز وجل- في القول والعمل والقلب والقالب.
من أسباب شرح الصدر: التمجيد والذكر لله –عز وجل-، فإنه تطمئن به القلوب وتنشرح به الصدور، وكثير من الناس يعانون من ضوائق نفسية وأسباب وآثار ناتجة عن حوادث أو وقائع أو أزمات خروجهم وخلوصهم هو بهذه الأسباب التي ذَكَرْتُ منها التوحيد، وذكرت منها كثرة ذكر الله –عز وجل-، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:«صدق المُفرِّدون، قالوا: من المفرِّدون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».[أخرجه مسلم في صحيحه:ح2676/4] فذكر الله –عز وجل- من أسباب الخروج من هذا الضيق، ومن أسباب انشراح الصدر والسلامة من آثار ضيق الصدر.
كثرة الدعاء أيضًا من الأسباب التي يدرك بها الإنسان طيب حياته وسكونَ نفسه، ترك المعاصي والذنوب، وكثرة التوبة والاستغفار من أسباب شرح الصدر.
أداء الفرائض وقيام بحقوق الله –عز وجل- وحقوق الخلق من أسباب شرح الصدر
الصحبة الطيبة، ومجالسة أهل البرِّ والصلاح وأهل العقل والرشد من أسباب شرح الصدر.
عدم الاستسلام للوساوس ومقاومتها بالأسباب الشرعية من أسباب شرح الصدر.
عدم الاستسلام للفراغ بإشغال النفس بما ينفع في دين أو دنيا.
ومن أسباب شرح الصدر تلاوة القرآن، وكثرة قراءته من أسباب شرح الصدر وشفائه، فقد قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾[الإسراء: 82].
كل هذه من الأسباب التي تُوجب وتُثمِر شرحَ الصدر وطيب النفس وذكاء الروح، وإذا تحقق للعبد ذلك فإنه سيتحقق له نشاط في بدنه، قوة في نفسه وقدراته فيبلغ بذلك من المصالح في معاشه، في حياته ،في وظيفته، في أعماله ما لا يدركه بدون هذه الأسباب.
فبهذا يتبيَّن أسباب شرح الصدر وأثر ذلك في طيب المعاش، وتحقيق غايات الوجود.
المقدم:- فضيلة الشيخ بودي أن نختم حديثنا المتبقي تقريبًا ثلاث دقائق أمامنا، بودي أن نختم حديثنا بالحديث عن جانب مُهمٍّ وهو عدم إغفال الجوانب العلاجية لبعض الناس، بعض الناس قد يعاني من أمراض عضوية ونقول: أنه لا يُغفل الجانب العلاجي مع ما تفضَّلت به من المداومة على ذكر الله –تبارك وتعالى-، والدعاء والقرب من الله –جل وعلا-، وقراءة القرآن ونحوها من الأمور العظيمة التي تشرح صدر الإنسان، وتقرِّبه من الله –تبارك وتعالى-.
أيضًا لا يغفل الجوانب العلاجية المادية إذا كان مصابًا بأي من الأمراض التي تَستوجِب العلاج المادي.
الشيخ:- بالتأكيد، لاشك أن العلاج لما يمكن أن يصيب الإنسان من مرض نفسيٍّ، أو من آثار –أحيانًا- ضيق الصدر سواء كان ذلك في الاكتئاب، أو الشعور بالحزن، أو في الإفراط في الخوف والقلق، أو كان ذلك فيما يتصل بالوساوس والهلاوس والأوهام، أو غير ذلك من الأعراض التي تنتُج عن ضيق الصدر، وعن الأمراض النفسية ما ذكرناه هو الحقيقة يعني جزء قد يكون علاجًا، أو جزءًا من العلاج، فإذا كان الإنسان جرَّب هذه الأسباب الشرعية ولم تُنتِج ما يؤمِّل من الصحة النفسية، والسلامة القلبية وشرح الصدر، فإنه لا يمنع أن يستعين مع هذه الأسباب والمواصلة فيها ومراجعة طريقته في التعامل معها، لا يمنع أن يراجع الطبَّ النفسي الذي قد يكون مُعينًا له على تجاوز إشكالات وتخطِّي بعض الأمور؛ لأن ثمة أحيانًا تعثرًا نفسيًّا ناتجًا عن اختلال عضويٍّ قد لا يدركه الإنسان، فيكون مما يعينه على تخطي هذا التعثُّر النفسي معالجة هذا التأثُّر العضوي، وبعض الناس عنده حساسية إذا مثلا كان عنده وسواس، أو عنده حالة نفسية متأزِّمة، وقيل له: راجع الطب النفسي قد يشعر بأنه هذا نقصٌ في حقِّه، أو عدم تقدير له، والحقيقة أن الأمراض النفسية كالأمراض العضوية، سواء بسواء، فكما أنك تراجع المستشفيات ولا تجد حرجًا في مواجهة الطبيب لألم في رأسك، أو في بطنك، أو في أي عضو من أعضائك.
فكذلك فيما يتعلق بروحك ونفسك وهي الأهم؛ لأن المرض النفسي خطورته وأثره وتأثيره على الإنسان أعظم بكثير من الأمراض العضوية، الأمراض العضوية تبقى محدودةً ومحصورة في آثارها، ويمكن تجاوزها أو التعايش معها، لكن الأمراض النفسية تُعطِّل المعاش وتكدِّر الحياة، فأنا أدعو كلَّ من كانت عنده معاناة أو عنده أحد لديه معاناة في جانب من الجوانب النفسية أن يُشير عليه إذا عجز عن تخطِّي ذلك بنفسه أن يشير عليه بمراجعة المُختَصِّين من الأطباء النفسيين.
ولاشك أن هناك أحيانًا قد يقول: جربت ولم أجد نتيجة، لكن لا يعني أنك لم تجد نتيجة عند طبيب أو بسبب من أسباب العلاج أن ذلك يبرر ألا تبحث عن علاج، فما مِن داء إلا وله دواء، ونحن نسعى دائمًا إلى طرق الأبواب مع دعاء الله والإلحاح عليه -جل في علاه- أن يهديَنا إلى الطريق القويم الذي من خلاله نخرج من المضايق.
نسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يشرح صدرونا للبرِّ والتقوى، ويعيذنا وإياكم من الوساوس وسيءِ الهواجس، وأن يرزقنا نفوسا طيبة وشروحًا وصدورًا منشرحة، وأرواحًا ذكية.
المقدم:- شكر الله لك، وكتب الله أجرك فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، شكرًا جزيلًا فضيلة الشيخ.
الشيخ:- وأنا أشكركم أيضًا أيها الإخوة والأخوات المستمعين والمستعمات، وأسال الله تعالى للجميع السلامة في قلوبهم وأعمالهم ودينهم ودنياهم، وأن يعجِّل برفع الوباء وأن يحفَظَ بلادَنا وبلاد المسلمين من كل سوء وشر، وأن يوفِّق ولاةَ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهده إلى ما يحب ويرضي، وأن يسددهم في الأقوال والأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.