×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف –رحمه الله- تعالى: باب الأمر بأداء الأمانة: وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

الإيمان فطرة الله:

هذا الحديث الشريف حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه يخبر فيه عن فضل الله تعالى على عباده بأنه جل في علاه ألقى في قلوب العباد الإيمان به، وهذا هو فطرته جل في علاه التي فطر الناس عليها ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾+++[الروم: 30]--- ثم عظيم فضله وإحسانه أنه لم يكل الناس إلى مجرد ما في قلوبهم من الفطرة التي تدعوهم إلى الإيمان بالله ومحبته وتعظيمه، بل أقام من الدلائل على جلاله وعظمته ووجوب عبادته وإفراده بالعبادة جل في علاه ما عزز ما في قلوبهم من فطرة كما قال تعالى: ﴿نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء﴾+++[النور: 35]---.

الآيات والدلائل تكمل الفطرة:

فجاءت الدلائل والبراهين الدالة على رب العالمين المعرفة به جل في علاه، المبينة للطريق الموصل إليه جل في علاه وأعظم ذلك وأجله وأكبره نفعا القرآن العظيم، فإنه أعظم ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فالقرآن أعظم الآيات الدالة على الله، ولذلك قال تعالى: ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق﴾+++[فصلت: 53]--- أي أن القرآن حق وما جاء فيه صدق، وأنه خبر الله ورسالته لعباده كما قال ذلك جماعة من أهل التفسير.

فالمقصود أن الله تعالى جعل في فطر الناس ما يعرفهم بالله وما يجذبهم إليه ثم أنزل القرآن لتعزيز هذا المعنى، فيقبل الناس عليه –جل وعلا- بدلالة الفطرة وبدلالة القرآن التي صدقت ما في فطر الناس من محبة الله وتعظيمه.

الإيمان نزل في جذر قلوب الرجال:

قال –صلى الله عليه وسلم-: نزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال أي في أصل قلوبهم، ثم نزل القرآن وهو الوحي الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر نزول القرآن بين كيف حصل لهم بالقرآن نفع فقال: فعلموا من القرآن وعلموا من السنة.

علموا من القرآن أي من معانيه الظاهرة الجلية الدالة على الله –عز وجل- والمعرفة بالطريق الموصل إليه، وعلموا من السنة فالسنة قرينة القرآن وهي التي تبينه وتوضحه كما قال جل في علاه ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾+++[الحشر: 7]--- وكما قال تعالى: ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾+++[النحل: 44]---.

السنة بيان للقرآن:

فالسنة جاءت بيانا للقرآن، وبهذا يتبين أنه لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن وأن يعمل به إلا بمعرفة بيان النبي –صلى الله عليه وسلم- وإلا لكان نزل القرآن دون واسطة على قلوب الناس، أو بأي سبيل من السبل التي يصل بها القرآن لفظا إلى الناس دون بيان معانيه، لكن لما كان القرآن محتاجا إلى بيان المعاني أنزله الله على صفوة الخلق النبي –صلى الله عليه وسلم- ليبينه للناس، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- بلغ القرآن لفظا وبلغه معنا ببيانه وإيضاحه، ولذلك كان تحذيره –صلى الله عليه وسلم- ممن أعرض عن سنته سابقا لبدعة أولئك الذين يقولون نكتفي بالقرآن ولا حاجة لنا بالسنة، الذي يقول هذا لا يعرف كيف يصلي الذي يقول يكفينا القرآن يقال له كيف تصلي؟

القرآن أمر بالصلاة لكن لم يبين كيفية الصلاة تفصيلا جاء بيانها في السنة، الذي يقول يكفينا القرآن قالوا له كيف تحج؟ وهكذا في سائر العبادات وسائر الشرائع بينها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من فتنة الذين يقولون نكتفي بالقرآن عن السنة فقال: لألفين الرجل متكأ على أريكته وهذا دلالة على انهماكه في الدنيا وإعراضه عما ينفعه.

يأتيه الأمر من أمره أي يأتيه الشيء من سنته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما حرمه حرمناه وما استحله أحللناه يعني القرآن فيقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: في بيان خطأ ذلك يقول –صلى الله عليه وسلم: إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله أي ما جاء تحريمه عنه –صلى الله عليه وسلم- فهو كتحريم الله –عز وجل- لأنه المبلغ عنه كما قال تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى﴾+++[النجم: 3]---

ولذلك كل من سمعت منه أنه يدعو إلى الإعراض عن السنة وعدم الأخذ بها والتهويل لها، فأعلم أن في قلبه مرض وأن حقيقة دعوته أدرك أو لم يدرك هي ترك القرآن.

ولذلك قال أيوب السختياني: من قال نأخذ بالقرآن يعني فقط فحين ترك القرآن يعني هذا هو الوقت والزمان الذي يترك فيه القرآن، لأن القرآن أمرنا بإتباع هديه والأخذ بسنته وهذه دعوة يروجها بعض من يسمى بالمفكرين ومن يسمى بالمطلعين والمثقفين وغير ذلك، وهي دعوة في الحقيقة عارية عن نور القرآن وعارية عن فهم حقيقة ما بعث الله به سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه.

فنسأله جل في علاه أن يقينا وإياكم شر الفتن، وأن يلزمنا كتابه وسنة رسوله فلا هداية ولا رشد ولا إيمان ولا طاعة ولا استقامة ولا صلاح ولا نجاح ولا فلاح ولا فوز في الآخرة إلا بلزوم الكتاب والسنة ألزمنا الله كتابه وسنة نبيه وتبعنا آثاره وحشرنا في زمرته وأعاذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:1749

يقول المصنف –رحمه الله- تعالى: باب الأمر بأداء الأمانة: وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قَالَ: حدثنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حدِيثَينِ قَدْ رأيْتُ أحَدَهُمَا وأنا أنتظرُ الآخر: حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثُمَّ نزل القرآن فعلموا مِنَ القرآن، وعلِموا من السنةِ.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

الإيمان فطرة الله:

هذا الحديث الشريف حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه يخبر فيه عن فضل الله تعالى على عباده بأنه جل في علاه ألقى في قلوب العباد الإيمان به، وهذا هو فطرته جل في علاه التي فطر الناس عليها ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ[الروم: 30] ثم عظيم فضله وإحسانه أنه لم يكل الناس إلى مجرد ما في قلوبهم من الفطرة التي تدعوهم إلى الإيمان بالله ومحبته وتعظيمه، بل أقام من الدلائل على جلاله وعظمته ووجوب عبادته وإفراده بالعبادة جل في علاه ما عزز ما في قلوبهم من فطرة كما قال تعالى: ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ[النور: 35].

الآيات والدلائل تكمل الفطرة:

فجاءت الدلائل والبراهين الدالة على رب العالمين المعرفة به جل في علاه، المبينة للطريق الموصل إليه جل في علاه وأعظم ذلك وأجله وأكبره نفعًا القرآن العظيم، فإنه أعظم ما جاءت به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فالقرآن أعظم الآيات الدالة على الله، ولذلك قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ[فصلت: 53] أي أن القرآن حق وما جاء فيه صدق، وأنه خبر الله ورسالته لعباده كما قال ذلك جماعة من أهل التفسير.

فالمقصود أن الله تعالى جعل في فطر الناس ما يعرفهم بالله وما يجذبهم إليه ثم أنزل القرآن لتعزيز هذا المعنى، فيقبل الناس عليه –جل وعلا- بدلالة الفطرة وبدلالة القرآن التي صدقت ما في فطر الناس من محبة الله وتعظيمه.

الإيمان نزل في جذر قلوب الرجال:

قال –صلى الله عليه وسلم-: نزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال أي في أصل قلوبهم، ثم نزل القرآن وهو الوحي الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر نزول القرآن بين كيف حصل لهم بالقرآن نفع فقال: فعلموا من القرآن وعلموا من السنة.

علموا من القرآن أي من معانيه الظاهرة الجلية الدالة على الله –عز وجل- والمعرفة بالطريق الموصل إليه، وعلموا من السنة فالسنة قرينة القرآن وهي التي تبينه وتوضحه كما قال جل في علاه ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[الحشر: 7] وكما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[النحل: 44].

السنة بيان للقرآن:

فالسنة جاءت بيانًا للقرآن، وبهذا يتبين أنه لا يمكن لأحد أن يفهم القرآن وأن يعمل به إلا بمعرفة بيان النبي –صلى الله عليه وسلم- وإلا لكان نزل القرآن دون واسطة على قلوب الناس، أو بأي سبيل من السبل التي يصل بها القرآن لفظًا إلى الناس دون بيان معانيه، لكن لما كان القرآن محتاجًا إلى بيان المعاني أنزله الله على صفوة الخلق النبي –صلى الله عليه وسلم- ليبينه للناس، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- بلغ القرآن لفظًا وبلغه معنًا ببيانه وإيضاحه، ولذلك كان تحذيره –صلى الله عليه وسلم- ممن أعرض عن سنته سابقًا لبدعة أولئك الذين يقولون نكتفي بالقرآن ولا حاجة لنا بالسنة، الذي يقول هذا لا يعرف كيف يصلي الذي يقول يكفينا القرآن يقال له كيف تصلي؟

القرآن أمر بالصلاة لكن لم يبين كيفية الصلاة تفصيلًا جاء بيانها في السنة، الذي يقول يكفينا القرآن قالوا له كيف تحج؟ وهكذا في سائر العبادات وسائر الشرائع بينها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من فتنة الذين يقولون نكتفي بالقرآن عن السنة فقال: لألفين الرجل متكأ على أريكته وهذا دلالة على انهماكه في الدنيا وإعراضه عما ينفعه.

يأتيه الأمر من أمره أي يأتيه الشيء من سنته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله ما حرمه حرمناه وما استحله أحللناه يعني القرآن فيقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: في بيان خطأ ذلك يقول –صلى الله عليه وسلم: إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله أي ما جاء تحريمه عنه –صلى الله عليه وسلم- فهو كتحريم الله –عز وجل- لأنه المبلغ عنه كما قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى[النجم: 3]

ولذلك كل من سمعت منه أنه يدعو إلى الإعراض عن السنة وعدم الأخذ بها والتهويل لها، فأعلم أن في قلبه مرض وأن حقيقة دعوته أدرك أو لم يدرك هي ترك القرآن.

ولذلك قال أيوب السختياني: من قال نأخذ بالقرآن يعني فقط فحين ترك القرآن يعني هذا هو الوقت والزمان الذي يترك فيه القرآن، لأن القرآن أمرنا بإتباع هديه والأخذ بسنته وهذه دعوة يروجها بعض من يسمى بالمفكرين ومن يسمى بالمطلعين والمثقفين وغير ذلك، وهي دعوة في الحقيقة عارية عن نور القرآن وعارية عن فهم حقيقة ما بعث الله به سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه.

فنسأله جل في علاه أن يقينا وإياكم شر الفتن، وأن يلزمنا كتابه وسنة رسوله فلا هداية ولا رشد ولا إيمان ولا طاعة ولا استقامة ولا صلاح ولا نجاح ولا فلاح ولا فوز في الآخرة إلا بلزوم الكتاب والسنة ألزمنا الله كتابه وسنة نبيه وتبعنا آثاره وحشرنا في زمرته وأعاذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91551 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87255 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف