×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ قول الله تعالى: ﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد﴾».

الله عز وجل لا يعاجل بالعقوبة بل يمهل:

هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن سنة الله عز وجل في الظالمين، وهي أنه جل في علاه حليم صبور، فهو جل في علاه لا يعاجل الظالمين بالعقوبة بل يمهل ويملي، ويطيل الأمد في المؤاخذة على الظلم.

لماذا يمهل الله الظالمين:

وذلك إما لينزع الظالم عن ظلمه، ويستعتب، ويئوب إلى ربه، ويستغفر، فيسلم من العقوبة، وإما لتقوم عليه الحجة وتكتمل عليه المحجة بإمهاله أمدا يمكنه المراجعة فيه فيزداد بهذا الإمهال إثما كما قال جل وعلا: ﴿وأملي لهم إن كيدي متين+++[القلم:45]---، وكما قال جل وعلا: ﴿ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين+++[آل عمران:178]---.

فالإمهال إما أن يكون إفساح الأمد، والأجل، والفرصة، ليستعتب الإنسان ويطلب من الله تعالى العفو والصفح، وينزع ويرد المظالم إلى أهلها، وهذا توفيق الله تعالى لأوليائه، ولمن اصطفاهم من عباده.

وأما الأمر الثاني الذي قد يكون الإمهال لأجله هو إعطائه الأمد والفرصة التي يزداد فيها وتقوم به عليه الحجة، فيكون عندما يؤخذ على تمام العلم بظلمه، والمعرفة بخروجه عن الصراط المستقيم.

ولذلك إذا أخذه جل في علاه أي عاقبه بما كان من سيء عمله لم يفلته، فإذا أدركه الهلاك لا نجاة له، وإذا أدركه عقوبة ظلمه لا سبيل إلى رفع هذه العقوبة لاسيما إذا كان ذلك في اليوم الآخر، وإذا كان ذلك في الشرك والكفر فإنه إذا أخذ الله تعالى الكافر والظالم المشرك به جل في علاه لم يفلته، كما يرى من فرعون حيث تمادى في ظلمه وطغيانه، وكفره وفسوقه، ومحاربته ومحادته لله ولما جاء به موسى من الهدى ودين الحق لما عاين الموت قال: ﴿قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين+++[يونس:90]--- فقال الله تعالى: ﴿آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين+++[يونس:91]--- فلا ينفع في هذه الحال عند نزول العقوبة والمؤاخذة لا ينفع المراجعة، والتوبة لأن الغيب صار شهادة، وشاهد الإنسان حقيقة ما أخبرت به الرسل، وإنما الامتحان في الإيمان بالغيب، ولذلك كان من أهم أوصاف المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب.

المقصود أن قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم» يشمل كل ظالم وعلى رأسهم أهل الشرك حتى إذا أخذه لم يفلته، والأخذ هنا في الشرك كما تقدم لا نجاة للمشرك إذا مات على شركه وكفره ﴿إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار+++[المائدة:72]---، وأما إذا كان فيما دون ذلك فقد يكون له من العمل الصالح ما ينجو به أو يشمله الله بعفوه، فيتحمل عنه وذاك حال استثنائي فكل ظلم بقدره، وبحسبه، ثم في هذا الحديث بيان أن إجابة دعوة المظلوم وأن نصرته لا تستلزم أن يكون ذلك عاجلا، فالمظلوم غالبا يتشوف إلى أن يكون ما وعده الله تعالى به من إجابة الدعوة، ومن نصرته على الظالم عاجلا، لكن ذلك يخالف حكمة الله عز وجل فليس في كل ظلم تكون المعاجلة للظالم بالعقوبة بل قد يرجى ويؤخر لأمر اقتضته حكمة الله عز وجل.

فينبغي للإنسان أن لا ييأس،

فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وحق على الله أن ينصر المظلوم، وأن يقتص له، وأن لا يضيع حقه في الدنيا أو في الآخرة. والقصاص في الآخرة أعظم نفعا للإنسان من الاقتصاص في الدنيا، وفي كل الأحوال المظلوم منصور، والظالم مخذول، فنسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الظلم دقيقه وجليله، صغيره وكبيره في حق الله، وفي حق الخلق، ونسأله أن يبرأ ذممنا، وأن يعيذنا من نزغات الشياطين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:8565

الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ قول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِي ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَديدٌ﴾».

الله عز وجل لا يعاجل بالعقوبة بل يمهل:

هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن سنة الله عز وجل في الظالمين، وهي أنه جل في علاه حليم صبور، فهو جل في علاه لا يعاجل الظالمين بالعقوبة بل يمهل ويملي، ويطيل الأمد في المؤاخذة على الظلم.

لماذا يمهل الله الظالمين:

وذلك إما لينزع الظالم عن ظلمه، ويستعتب، ويئوب إلى ربه، ويستغفر، فيسلم من العقوبة، وإما لتقوم عليه الحجة وتكتمل عليه المحجة بإمهاله أمدًا يمكنه المراجعة فيه فيزداد بهذا الإمهال إثمًا كما قال جل وعلا: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[القلم:45]، وكما قال جل وعلا: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ[آل عمران:178].

فالإمهال إما أن يكون إفساح الأمد، والأجل، والفرصة، ليستعتب الإنسان ويطلب من الله تعالى العفو والصفح، وينزع ويرد المظالم إلى أهلها، وهذا توفيق الله تعالى لأوليائه، ولمن اصطفاهم من عباده.

وأما الأمر الثاني الذي قد يكون الإمهال لأجله هو إعطائه الأمد والفرصة التي يزداد فيها وتقوم به عليه الحجة، فيكون عندما يؤخذ على تمام العلم بظلمه، والمعرفة بخروجه عن الصراط المستقيم.

ولذلك إذا أخذه جل في علاه أي عاقبه بما كان من سيء عمله لم يفلته، فإذا أدركه الهلاك لا نجاة له، وإذا أدركه عقوبة ظلمه لا سبيل إلى رفع هذه العقوبة لاسيما إذا كان ذلك في اليوم الآخر، وإذا كان ذلك في الشرك والكفر فإنه إذا أخذ الله تعالى الكافر والظالم المشرك به جل في علاه لم يفلته، كما يرى من فرعون حيث تمادى في ظلمه وطغيانه، وكفره وفسوقه، ومحاربته ومحادته لله ولما جاء به موسى من الهدى ودين الحق لما عاين الموت قال: ﴿قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ[يونس:90] فقال الله تعالى: ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ[يونس:91] فلا ينفع في هذه الحال عند نزول العقوبة والمؤاخذة لا ينفع المراجعة، والتوبة لأن الغيب صار شهادة، وشاهد الإنسان حقيقة ما أخبرت به الرسل، وإنما الامتحان في الإيمان بالغيب، ولذلك كان من أهم أوصاف المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب.

المقصود أن قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِم» يشمل كل ظالم وعلى رأسهم أهل الشرك حتى إذا أخذه لم يفلته، والأخذ هنا في الشرك كما تقدم لا نجاة للمشرك إذا مات على شركه وكفره ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ[المائدة:72]، وأما إذا كان فيما دون ذلك فقد يكون له من العمل الصالح ما ينجو به أو يشمله الله بعفوه، فيتحمل عنه وذاك حال استثنائي فكل ظلم بقدره، وبحسبه، ثم في هذا الحديث بيان أن إجابة دعوة المظلوم وأن نصرته لا تستلزم أن يكون ذلك عاجلًا، فالمظلوم غالبًا يتشوف إلى أن يكون ما وعده الله تعالى به من إجابة الدعوة، ومن نصرته على الظالم عاجلًا، لكن ذلك يخالف حكمة الله عز وجل فليس في كل ظلم تكون المعاجلة للظالم بالعقوبة بل قد يرجى ويؤخر لأمر اقتضته حكمة الله عز وجل.

فينبغي للإنسان أن لا ييأس،

فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وحق على الله أن ينصر المظلوم، وأن يقتص له، وأن لا يضيع حقه في الدنيا أو في الآخرة. والقصاص في الآخرة أعظم نفعًا للإنسان من الاقتصاص في الدنيا، وفي كل الأحوال المظلوم منصور، والظالم مخذول، فنسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الظلم دقيقه وجليله، صغيره وكبيره في حق الله، وفي حق الخلق، ونسأله أن يبرأ ذممنا، وأن يعيذنا من نزغات الشياطين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90594 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87038 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف