×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 26- باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم / (17) فوائد من حديث " الجهاد في سبيل الله والإيمان أفضل الأعمال"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث:

أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم، فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال» ثم ذكر خبر الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تكفير الخطايا بالاستشهاد في سبيل الله، وقد تقدم الحديث.

وفيه من الفوائد بيان عظيم فضل الجهاد في سبيل الله.

ومن الفوائد أن الإيمان يذكر مع صالح الأعمال، فإذا ذكر الإيمان مع صالح العمل كان ذلك من باب عطف عام على خاص أو خاص على عام على حسب التقديم والتأخير، فقوله رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان أفضل العمل هذا من باب عطف العام على الخاص، فالإيمان يشمل الجهاد في سبيل الله.

﴿يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار+++[التوبة:123]--- فالإيمان من مقتضياته امتثال ما أمر الله تعالى به من الذب عن أهل الإسلام، والصيانة لبلادهم ثم من فوائد هذا الحديث أيضا بيان اختلاف أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أفضل الأعمال، وهذا الاختلاف له أسباب، ومن أسبابه اختلاف أحوال السائلين.

وفيه من الفوائد المبادرة إلى السؤال عما يحتاج إلى بيانه، فإن الرجل رضي الله تعالى عنه بادر إلى سؤال ما احتاج إلى بيانه فإن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظهر ذكر فضل الجهاد على وجه العموم، فسأل هذا الرجل عن شيء خاص وهو تكفير الخطايا بالجهاد، والقتل في سبيل الله، فقال: «يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله، تكفر عني خطاياى؟» فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله.

محو الخطايا بالشهادة في سبيل الله:

وفيه أن الشهادة في سبيل الله مما يدرك به الإنسان هذا الفضل العظيم، وهو محو الخطايا والسيئات، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم عام يشمل كل الخطايا والسيئات سواء أن كانت صغائر أو كبائر، وسواء أن كانت في حقوق الله عز وجل أو في حقوق العباد.

مسألة هامة:

وهذه مسألة من المسائل المهمة وهي أن من النصوص ما ورد فيه بيان مغفرة الذنوب، وتكفير الخطايا على وجه الإطلاق فهل هذا يفيد عموم تكفير الخطايا والذنوب بتلك الأعمال الصالحة؟

هذا مما اختلف فيه العلماء، فذهب أكثرهم إلى تقييد ذلك بالصغائر، وذهب آخرون إلى أنه يشمل الصغائر والكبائر، وأخرجوا التبعات وهي حقوق العباد، وذهب آخرون إلى شمول ذلك للصغائر والكبائر وحقوق العباد التي عجز الإنسان عن ردها. وهذا الحديث فيه دلالة على إفادة العموم في مثل هذه السياقات إذا جاءت عامة أو مطلقة غير مقيدة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أولا: «نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر» ثم طلب منه أن يعيد مسألته فقال: كيف قلت؟ فأعاد الرجل مسألته، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدين» فاستثنى الدين وهو ما كان من حقوق العباد سواء أن كان ذلك في الأموال أو في غيرها.

استثناء الدين:

الدين يطلق على المال في الأصل لكن يشمل ما كان في ذمة الإنسان لغيره من مال أو حق، ومنه المظالم وبهذا يعلم أن حقوق العباد غليظة فإنه لا تكفرها الشهادة في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم: إلا الدين. وبيان عظيم أجر الجهاد والاستشهاد في سبيل الله حيث ينال بذلك هذا الفضل العظيم الذي هو تكفير الخطايا. وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا الدين حمله بعضهم على الدين مطلقا، وقيده بعضهم بالدين الذي يكون من جملة الخطايا؛ لأن الدين في الأصل ليس خطيئة، فقالوا: إن الاستثناء هنا إلا الدين إما أن يكون استثناء منقطعا، فيكون المعنى ولكن الدين مما يتعلق بحقوق العباد، وقال آخرون: بل المقصود بالدين هنا ما كان من جملة الخطايا وهو الدين الذي يأخذه الإنسان ولا ينوي وفاءه، أو يتساهل في رده، أو يجحده.

أما ما كان من الدين أخذه بحق وينوي رده لكن عجز أو لم يتمكن من رده فإنه يغفره الله تعالى ويتحمله عن عبده، ويشهد لهذا ما في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله»+++[صحيح البخاري (2387)]--- ومثل ذلك ما يكون من الحقوق الثابتة على العبد بسبب جنايته واعتدائه في المظالم فإنه إن تاب توبة صادقة واجتهد في رد الحقوق إلى أهلها لكنه عجز، مع تمام الندم والتوبة الصادقة فإن الله يتحمله عنه، وأما ما أمكنه رده فإنه داخل في أنه يجب رده، وأنه مما لا يكفر بالاستشهاد في سبيل الله.

وفيه من الفوائد أن النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، وما ينطق به من الأحكام هو شرع أوحاه الله تعالى إليه، فإنه لما أجاب بما أجاب صلى الله عليه وسلم استدرك جبريل بالوحي الذي أوحاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم باستثناء الدين.

وفيه فضيلة هذه الأوصاف الأربعة لمن قتل في سبيل الله، الصبر والاحتساب، والإقبال من غير إدبار. أما الصبر والاحتساب فهما مطلوبان في كل الأعمال فإنه لا يكون ثواب على عمل إلا بصبر واحتساب، ولكن يذكر الصبر والاحتساب في الغالب كما يذكر الإيمان والاحتساب في الغالب في الأعمال التي فيها كلفة ومشقة، وتحتاج إلى تهيئة وتحضير نية، حتى يحضر في قلب الإنسان تلك المعاني التي يعظم بها الأجر من الإخلاص، والاحتساب، والصبر، والإيمان.

أما الإقبال من غير إدبار فهذا خاص بالجهاد والقتال في سبيل الله لما في ذلك من الثبات، وقد أمر الله تعالى به في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا+++[الأنفال:45]---، ومن مقتضيات الثبات عدم الفرار، ولذلك عد النبي صلى الله عليه وسلم الفرار يوم الزحف من الموبقات المهلكات التي تهلك صاحبها، هذه بعض الفوائد المستفادة من الحديث، ومن ختام تلك الفوائد خطورة الدين، وأن الإنسان ينبغي له أن يحرص على إبراء ذمته، وأن لا يشغلها إلا بما لابد له منه مع نية صادقة في الوفاء بحقوق الخلق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه»+++[مسند أحمد (10599) قال محققو المسند: حديث صحيح]--- كما في الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

هل يخرج المدين إلى الجهاد؟

ومن المسائل التي ذكرها بعض أهل العلم هو أنه لا يخرج من عليه دين في جهاد غير متعين، ذهب إلى ذلك الشافعية رحمهم الله حتى يقضي دينه، أو يترك وفاء، أو رهنا، أو كفيلا ضامنا، قالوا: حتى لو لم يكن عنده وفاء لا يخرج بل يشتغل بوفاء دينه، وأما المالكية فقالوا: أنه يجوز أن يخرج في جهاد غير متعين إذا كان لا يجد وفاء لأنه لا يطالب به، ومع هذا القائلون بخروجه قالوا: لا يعرض نفسه للهلكة لما في ذلك من تفويت حق غيره، والذي يظهر والله تعالى أعلم أنه في غير الجهاد المتعين ينبغي له أن يسد حاجته أو يستسمح صاحب الدين بأن يعفو عنه، إذا لم يتمكن من الوفاء أو إذا قتل في سبيل الله.

أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يسلك بنا سبيل الهدى والصلاح، وأن يجعلنا صابرين، محتسبين، قائمين بأمره على الوجه الذي يرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3444

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث:

أَبي قَتَادَةَ الْحارثِ بنِ ربعي رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ قَام فِيهمْ، فذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجِهادَ فِي سبِيلِ اللَّه، وَالإِيمانَ بِاللَّه أَفْضلُ الأَعْمالِ» ثم ذكر خبر الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تكفير الخطايا بالاستشهاد في سبيل الله، وقد تقدم الحديث.

وفيه من الفوائد بيان عظيم فضل الجهاد في سبيل الله.

ومن الفوائد أن الإيمان يذكر مع صالح الأعمال، فإذا ذكر الإيمان مع صالح العمل كان ذلك من باب عطف عام على خاص أو خاص على عام على حسب التقديم والتأخير، فقوله رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان أفضل العمل هذا من باب عطف العام على الخاص، فالإيمان يشمل الجهاد في سبيل الله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ[التوبة:123] فالإيمان من مقتضياته امتثال ما أمر الله تعالى به من الذب عن أهل الإسلام، والصيانة لبلادهم ثم من فوائد هذا الحديث أيضًا بيان اختلاف أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أفضل الأعمال، وهذا الاختلاف له أسباب، ومن أسبابه اختلاف أحوال السائلين.

وفيه من الفوائد المبادرة إلى السؤال عما يحتاج إلى بيانه، فإن الرجل رضي الله تعالى عنه بادر إلى سؤال ما احتاج إلى بيانه فإن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظهر ذكر فضل الجهاد على وجه العموم، فسأل هذا الرجل عن شيء خاص وهو تكفير الخطايا بالجهاد، والقتل في سبيل الله، فقال: «يا رسول اللَّه أَرَأَيْت إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّه، تُكَفِّرُ عنِي خَطَايَاىَ؟» فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم على سؤاله.

محو الخطايا بالشهادة في سبيل الله:

وفيه أن الشهادة في سبيل الله مما يدرك به الإنسان هذا الفضل العظيم، وهو محو الخطايا والسيئات، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم عام يشمل كل الخطايا والسيئات سواء أن كانت صغائر أو كبائر، وسواء أن كانت في حقوق الله عز وجل أو في حقوق العباد.

مسألة هامة:

وهذه مسألة من المسائل المهمة وهي أن من النصوص ما ورد فيه بيان مغفرة الذنوب، وتكفير الخطايا على وجه الإطلاق فهل هذا يفيد عموم تكفير الخطايا والذنوب بتلك الأعمال الصالحة؟

هذا مما اختلف فيه العلماء، فذهب أكثرهم إلى تقييد ذلك بالصغائر، وذهب آخرون إلى أنه يشمل الصغائر والكبائر، وأخرجوا التبعات وهي حقوق العباد، وذهب آخرون إلى شمول ذلك للصغائر والكبائر وحقوق العباد التي عجز الإنسان عن ردها. وهذا الحديث فيه دلالة على إفادة العموم في مثل هذه السياقات إذا جاءت عامة أو مطلقة غير مقيدة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أولًا: «نعَمْ إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّه وأَنْتَ صَابر مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غيْرَ مُدْبرٍ» ثم طلب منه أن يعيد مسألته فقال: كيف قلت؟ فأعاد الرجل مسألته، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «نَعمْ وأَنْت صابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقبِلٌ غَيْرَ مُدْبِرٍ، إِلاَّ الدَّيْن» فاستثنى الدين وهو ما كان من حقوق العباد سواء أن كان ذلك في الأموال أو في غيرها.

استثناء الدَّين:

الدين يطلق على المال في الأصل لكن يشمل ما كان في ذمة الإنسان لغيره من مال أو حق، ومنه المظالم وبهذا يُعلم أن حقوق العباد غليظة فإنه لا تكفرها الشهادة في سبيل الله لقوله صلى الله عليه وسلم: إلا الدين. وبيان عظيم أجر الجهاد والاستشهاد في سبيل الله حيث ينال بذلك هذا الفضل العظيم الذي هو تكفير الخطايا. وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا الدين حمله بعضهم على الدين مطلقًا، وقيده بعضهم بالدين الذي يكون من جملة الخطايا؛ لأن الدين في الأصل ليس خطيئة، فقالوا: إن الاستثناء هنا إلا الدين إما أن يكون استثناء منقطعًا، فيكون المعنى ولكن الدين مما يتعلق بحقوق العباد، وقال آخرون: بل المقصود بالدين هنا ما كان من جملة الخطايا وهو الدين الذي يأخذه الإنسان ولا ينوي وفاءه، أو يتساهل في رده، أو يجحده.

أما ما كان من الدين أخذه بحق وينوي رده لكن عجز أو لم يتمكن من رده فإنه يغفره الله تعالى ويتحمله عن عبده، ويشهد لهذا ما في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ»[صحيح البخاري (2387)] ومثل ذلك ما يكون من الحقوق الثابتة على العبد بسبب جنايته واعتدائه في المظالم فإنه إن تاب توبة صادقة واجتهد في رد الحقوق إلى أهلها لكنه عجز، مع تمام الندم والتوبة الصادقة فإن الله يتحمله عنه، وأما ما أمكنه رده فإنه داخل في أنه يجب رده، وأنه مما لا يكفر بالاستشهاد في سبيل الله.

وفيه من الفوائد أن النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، وما ينطق به من الأحكام هو شرع أوحاه الله تعالى إليه، فإنه لما أجاب بما أجاب صلى الله عليه وسلم استدرك جبريل بالوحي الذي أوحاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم باستثناء الدين.

وفيه فضيلة هذه الأوصاف الأربعة لمن قتل في سبيل الله، الصبر والاحتساب، والإقبال من غير إدبار. أما الصبر والاحتساب فهما مطلوبان في كل الأعمال فإنه لا يكون ثواب على عمل إلا بصبر واحتساب، ولكن يذكر الصبر والاحتساب في الغالب كما يذكر الإيمان والاحتساب في الغالب في الأعمال التي فيها كلفة ومشقة، وتحتاج إلى تهيئة وتحضير نية، حتى يحضر في قلب الإنسان تلك المعاني التي يعظم بها الأجر من الإخلاص، والاحتساب، والصبر، والإيمان.

أما الإقبال من غير إدبار فهذا خاص بالجهاد والقتال في سبيل الله لما في ذلك من الثبات، وقد أمر الله تعالى به في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا[الأنفال:45]، ومن مقتضيات الثبات عدم الفرار، ولذلك عد النبي صلى الله عليه وسلم الفرار يوم الزحف من الموبقات المهلكات التي تهلك صاحبها، هذه بعض الفوائد المستفادة من الحديث، ومن ختام تلك الفوائد خطورة الدين، وأن الإنسان ينبغي له أن يحرص على إبراء ذمته، وأن لا يشغلها إلا بما لابد له منه مع نية صادقة في الوفاء بحقوق الخلق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ»[مسند أحمد (10599) قال محققو المسند: حديث صحيح] كما في الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

هل يخرج المدين إلى الجهاد؟

ومن المسائل التي ذكرها بعض أهل العلم هو أنه لا يخرج من عليه دين في جهاد غير متعين، ذهب إلى ذلك الشافعية رحمهم الله حتى يقضي دينه، أو يترك وفاء، أو رهنًا، أو كفيلًا ضامنًا، قالوا: حتى لو لم يكن عنده وفاء لا يخرج بل يشتغل بوفاء دينه، وأما المالكية فقالوا: أنه يجوز أن يخرج في جهاد غير متعين إذا كان لا يجد وفاء لأنه لا يطالب به، ومع هذا القائلون بخروجه قالوا: لا يعرض نفسه للهلكة لما في ذلك من تفويت حق غيره، والذي يظهر والله تعالى أعلم أنه في غير الجهاد المتعين ينبغي له أن يسد حاجته أو يستسمح صاحب الدين بأن يعفو عنه، إذا لم يتمكن من الوفاء أو إذا قتل في سبيل الله.

أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يسلك بنا سبيل الهدى والصلاح، وأن يجعلنا صابرين، محتسبين، قائمين بأمره على الوجه الذي يرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف