×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث:

أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار» متفق عليه.

القضاء في الخصومات يكون بالظاهر:

هذا الحديث الشريف سببه أن رجلين اختصما عند باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرفع الخصومة إليه، فبين لهما أنه صلى الله عليه وسلم بشر، ومقتضى البشرية أنه لا يقضي إلا بما يسمع، فليس لديه من العلم بالبواطن، والخفايا ما يتمكن منه أو ما يتمكن معه من القضاء به؛ لأن البشر لا يحكمون إلا بالظاهر، ولا ينظرون إلا لما بدا، وأما مكنونات الضمائر وما في السرائر، وما في القلوب فذاك لا يطلع عليه إلا علام الغيوب جل في علاه.

قوة الحجة أمام القاضي لا تغير الحقيقة:

ولهذا قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي» أي فيما يكون بينكم من الخصومات، في الدماء، وفي الأموال، وفي الأعراض، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض» يعني أفطن، وابلغ، وأفصح في بيان دليله، وبيان بينته التي يطلب بها الحق، ولو كان غير محق يعني ولو كان ليس بصاحب حق إنما غلب بالبيان، والفصاحة، ويكون صاحب الحق أحيانا عاجز عن التوضيح والبيان، فيسلب حقه لعدم بيانه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من هذا قال: «ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع » ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان أن هذا القضاء لا يحل ما أخذ بغير حق، قال: «فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار» وفي رواية: فإنما هي قطعة من النار فليأخذ أو ليدع، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن حكم الحاكم المبني على بينة كاذبة، أو شهادة من شهادة الزور، أو ما إلى ذلك مما يستعمله بعض الخصوم لانتزاع ما لا يستحق لا تحل له ما أخذ، فلا تسير الحرام حلالا، ولا تغير حقيقة الأمر، ولو صدر بذلك ما صدر من الأحكام؛ لأن الحكم إنما على الظاهر، والشأن كله فيما يعلمه الإنسان من البواطن والحقائق.

فمن علم أنه لا يستحق شيئا حتى لو وصل إليه، حتى لو قضي إليه وحكم له به الواجب عليه أن يدعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فقال: «فإنما أقطع له قطعة من النار»، أي يأخذ ما أخذه زادا له إلى النار يعاقب به يوم القيامة، فيجب على كل من خاصم أن يسعى إلى أن لا يأخذ إلا ما يستحق، وأن لا يكون من ألد الخصام الذين يخاصمون بالباطل، والله تعالى قال: ﴿ولا تكن للخائنين خصيما+++[النساء:105]---، فيجب على المؤمن أن يبتعد عن الخيانة، وأن يحذر حقوق الخلق، فما أخذه ظاهرا في الدنيا من حقوق الخلق لا يخفى على الخالق إذ أنه سيحاسبه بحقيقة الأمر وباطنه، فهو جل في علاه الذي يعلم السر وأخفى.

لا يعلم الغيب إلا الله:

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب إلا ما أعلمه الله تعالى إياه، فمن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، أو أن أحدا يعلم الغيب من غير وحي الله عز وجل الذي أوحاه على رسوله والرسل صلوات الله وسلامه عليه فإنه كاذب. قال الله تعالى:  ﴿قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون+++[النمل:65]---، وهذا سيد الورى صلى الله عليه وسلم أعظم الناس جاها يقول: «لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء» فهو لا يعلم الغيب، ولهذا قال للمختصمين: «إنما أنا بشر» وهذا لا يعني أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم بالكلية إنما يعلم ما أعلمه الله تعالى إياه فيما أظهره له من غيبه.

ثم إن في الحديث ذم البيان والفصاحة إذا كانت تقلب الحق باطلا، والباطل حقا، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: «إن من البيان لسحرا» فإن من معاني «إن من البيان لسحرا» أي أنه يقلب الحقائق فيقلب الحق باطلا، والباطل حقا، فينبغي أن لا يستعمل الإنسان فصاحته في تقرير باطل، أو دعوة إلى ضلالة، أو إشارة إلى شر، أو رد حق، أو بخس وظلم، فإن ذلك وبال عليه وهو مخصوم بهذا محاسب عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنما أقطع له قطعة من النار».

اللهم ارزقنا القناعة، وأعنا على الصدق والبيان فيما تحب وترضى، وأعذنا من الفصاحة الدالة على الباطل، وأرشدنا إلى ما تحب وترضى في السر والعلن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:5288

الحمد لله رب العالمين، واصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث:

أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها، أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْض، فأَقْضِي لَهُ بِنحْو ما أَسْمَعُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» متفق عليه.

القضاء في الخصومات يكون بالظاهر:

هذا الحديث الشريف سببه أن رجلين اختصما عند باب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرفع الخصومة إليه، فبين لهما أنه صلى الله عليه وسلم بشر، ومقتضى البشرية أنه لا يقضي إلا بما يسمع، فليس لديه من العلم بالبواطن، والخفايا ما يتمكن منه أو ما يتمكن معه من القضاء به؛ لأن البشر لا يحكمون إلا بالظاهر، ولا ينظرون إلا لما بدا، وأما مكنونات الضمائر وما في السرائر، وما في القلوب فذاك لا يطلع عليه إلا علام الغيوب جل في علاه.

قوة الحجة أمام القاضي لا تغير الحقيقة:

ولهذا قال: «إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ» أي فيما يكون بينكم من الخصومات، في الدماء، وفي الأموال، وفي الأعراض، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْض» يعني أفطن، وابلغ، وأفصح في بيان دليله، وبيان بينته التي يطلب بها الحق، ولو كان غير محق يعني ولو كان ليس بصاحب حق إنما غلب بالبيان، والفصاحة، ويكون صاحب الحق أحيانًا عاجز عن التوضيح والبيان، فيسلب حقه لعدم بيانه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم محذرًا من هذا قال: «وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْض فأَقْضِي لَهُ بِنحْو ما أَسْمَعُ » ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان أن هذا القضاء لا يحل ما أخذ بغير حق، قال: «فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» وفي رواية: فإنما هي قطعة من النار فليأخذ أو ليدع، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن حكم الحاكم المبني على بينة كاذبة، أو شهادة من شهادة الزور، أو ما إلى ذلك مما يستعمله بعض الخصوم لانتزاع ما لا يستحق لا تحل له ما أخذ، فلا تسير الحرام حلالًا، ولا تغير حقيقة الأمر، ولو صدر بذلك ما صدر من الأحكام؛ لأن الحكم إنما على الظاهر، والشأن كله فيما يعلمه الإنسان من البواطن والحقائق.

فمن علم أنه لا يستحق شيئًا حتى لو وصل إليه، حتى لو قضي إليه وحكم له به الواجب عليه أن يدعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك فقال: «فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ»، أي يأخذ ما أخذه زادًا له إلى النار يعاقب به يوم القيامة، فيجب على كل من خاصم أن يسعى إلى أن لا يأخذ إلا ما يستحق، وأن لا يكون من ألد الخصام الذين يخاصمون بالباطل، والله تعالى قال: ﴿وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا[النساء:105]، فيجب على المؤمن أن يبتعد عن الخيانة، وأن يحذر حقوق الخلق، فما أخذه ظاهرًا في الدنيا من حقوق الخلق لا يخفى على الخالق إذ أنه سيحاسبه بحقيقة الأمر وباطنه، فهو جل في علاه الذي يعلم السر وأخفى.

لا يعلم الغيب إلا الله:

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب إلا ما أعلمه الله تعالى إياه، فمن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، أو أن أحدًا يعلم الغيب من غير وحي الله عز وجل الذي أوحاه على رسوله والرسل صلوات الله وسلامه عليه فإنه كاذب. قال الله تعالى:  ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ[النمل:65]، وهذا سيد الورى صلى الله عليه وسلم أعظم الناس جاهًا يقول: «لَوْ كُنْتُ أعْلَـمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الـخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ» فهو لا يعلم الغيب، ولهذا قال للمختصمين: «إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ» وهذا لا يعني أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم بالكلية إنما يعلم ما أعلمه الله تعالى إياه فيما أظهره له من غيبه.

ثم إن في الحديث ذم البيان والفصاحة إذا كانت تقلب الحق باطلًا، والباطل حقًا، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: «إنَّ مِن البيانِ لَسِحْرًا» فإن من معاني «إنَّ مِن البيانِ لَسِحْرًا» أي أنه يقلب الحقائق فيقلب الحق باطلًا، والباطل حقًا، فينبغي أن لا يستعمل الإنسان فصاحته في تقرير باطل، أو دعوة إلى ضلالة، أو إشارة إلى شر، أو رد حق، أو بخس وظلم، فإن ذلك وبال عليه وهو مخصوم بهذا محاسب عند الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ».

اللهم ارزقنا القناعة، وأعنا على الصدق والبيان فيما تحب وترضى، وأعذنا من الفصاحة الدالة على الباطل، وأرشدنا إلى ما تحب وترضى في السر والعلن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91428 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف