×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، أحمده له الحمد كله،  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن أتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فقد جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث خولة الأنصارية رضي الله تعالى عنها وهي امرأة حمزة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة».

التصرف في مال الله بغير حق:

«إن رجالا يتخوضون» أي يتصرفون في أنواع من التصرفات، فالتخوض مأخوذ من الخوض وهو في الأصل المشي في الماء مع حركة، ولكن يطلق على الدخول فيما هو من الباطل، سواء أن كان قولا أو كان فعلا، فقوله: «يتخوضون في مال الله» أي يتصرفون في مال الله بغير حق، فيكسبونه من وجه غير جائز، ويصرفونه في وجه لا يجوز، فيجمعون بين الأمرين أو ينفردون بواحد منهما.

إذ أنهم يتصرفون في أموال الناس وفي الأموال العامة، وكذلك في أموالهم على وجه لا يجوز، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إن رجالا يتخوضون في مال الله» فمال الله يطلق على المال الشرعي وهو ما يكون من أموال بيت المال، وما يلحق به من مصادر، ويطلق أيضا على المال على وجه العموم، ولو كان مما يخص الأفراد، ومن ذلك قول الله تعالى:  ﴿وآتوهم من مال الله الذي آتاكم+++[النور:33]---، فقوله صلى الله عليه وسلم: «إن رجالا يتخوضون في مال الله» يشمل هذا وهذا، وإن كان أكثر العلماء من الشراح ذكروا أنه في التصرف في المال العام، لكن الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه يشمل المال العام والمال الخاص.

ويكون الخوض في المال بغير حق إما من جهة كسبه، وإما من جهة التصرف فيه، ولهذا يسأل يوم القيامة كل واحد منا عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فالإنسان مسئول عن المال من جهة تحصيله، ومسئول عن المال من جهة تصرفه فيه، وعمله فيه. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يتخوضون» يشمل كل أوجه التصرف المحرم في المال سواء أن كان ذلك في المكاسب أو في المصارف، وسواء أن كان ذلك في الإعطاء أو في المنع فإن من التصرف في المال أن يمنع عمن يستحقه.

فالذي يمنع الزكاة متخوض في مال الله بغير حق، والذي يمنع النفقة الواجبة على زوجته أو على أولاده أو على من تجب عليه نفقتهم متخوض في مال الله بغير حق، والذي يتصرف في المال العام بما لا يجوز له صرفا أو منعا فإنه أيضا متخوض في مال الله بغير حق. ولهذا ينبغي للإنسان أن يحذر في كل مال يكسبه أو يصرفه أن يعد للسؤال جوابا: من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟

حتى تسلم من التخوض في مال الله بغير حق ليكن بين عينيك وبين ناظريك هذا الأمر وهو من أين اكتسبت هذا المال أمن حل أو من حرام؟ وفيما أنفقت هذا المال أفيما يرضي الله عز وجل وما يحل لك؟ أم فيما يغضبه جل وعلا ويحرم عليك.

فإذا عملت بهذا سلمت من التخوض في مال الله بغير حق، وأما إذا كنت غير مبال في مكسبك، فالحل ما حل في يدك، وفي مصرفك في صرفه فيما تشتهي وتحب سواء أن كان ذلك فيما يخصك أو فيما يخص غيرك، تصرفت فيه لما لا يحل لك من مشتهياتك ومحبوباتك، فعند ذلك أحذر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فلهم النار يوم القيامة». فلهم النار.

وهذا بيان أن التخوض في مال الله بغير حق من كبائر الذنوب؛ لأن كل ذنب يأتي الوعيد عليه بالنار، أو باللعن، أو بالبراءة من صاحبه، وما أشبه ذلك من العقوبات العاجلة أو الآجلة فإنه من كبائر الذنوب، هذا هو ضابط كبائر الذنوب، فقوله: فلهم النار يدل على أن ذلك من الكبائر، وقوله: يوم القيامة لأنه اليوم الذي يجازى فيه الناس على أعمالهم، ويلقون ما قدموه من خير وشر، وهو الذي يعمل له فالناس في هذه الدنيا يعملون ليوم المعاد، شعروا بذلك أو لم يشعروا، أدركوا أو لم يدركوا، فكلنا بائع نفسه فمعتقها أو موبقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

ما فيه أحد إلا وهو في تجارة مع الله عز وجل، إما أم يكون فاطنا لهذه التجارة، عاملا بما يقتضي الكسب، وإما أن يكون غافلا عنها، معرضا عنها، زاهدا فيها، فيبوء بالبوار والخسار، فإنه لا ينجو أحد إلا بما يكون من امتثال شرع الله، والعمل بأمره، والبعد عما نهى عنه وزجر، ومما نهى عنه وزجر ما يتعلق بالأموال، وهي من أعظم الفتن التي يفتن فيها كثير من الناس، فتجد الرجل يصلي، تجد الرجل يصوم، وتجد الرجل يقوم بأعمال صالحة لكنه في المال قد قصر، أما بخلا، وأما شحا، وأما كسبا بغير حق أو صرفا بغير حق.

 فنسأل الله الإعانة على طاعته، وأن يسلمنا وإياكم من التخوض في مال الله بغير حق، وأن يجيرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3923

الحمد لله رب العالمين، أحمده له الحمد كله،  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن أتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فقد جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث خولة الأنصارية رضي الله تعالى عنها وهي امرأة حمزة أنها قالت: سمِعْتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَـقٍّ فَلهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامةِ».

التصرف في مال الله بغير حق:

«إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ» أي يتصرفون في أنواع من التصرفات، فالتخوض مأخوذ من الخوض وهو في الأصل المشي في الماء مع حركة، ولكن يطلق على الدخول فيما هو من الباطل، سواء أن كان قولًا أو كان فعلًا، فقوله: «يَتَخَوَّضُونَ فِي مالِ اللَّهِ» أي يتصرفون في مال الله بغير حق، فيكسبونه من وجه غير جائز، ويصرفونه في وجه لا يجوز، فيجمعون بين الأمرين أو ينفردون بواحد منهما.

إذ أنهم يتصرفون في أموال الناس وفي الأموال العامة، وكذلك في أموالهم على وجه لا يجوز، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مالِ اللَّهِ» فمال الله يطلق على المال الشرعي وهو ما يكون من أموال بيت المال، وما يلحق به من مصادر، ويطلق أيضًا على المال على وجه العموم، ولو كان مما يخص الأفراد، ومن ذلك قول الله تعالى:  ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ[النور:33]، فقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مالِ اللَّهِ» يشمل هذا وهذا، وإن كان أكثر العلماء من الشراح ذكروا أنه في التصرف في المال العام، لكن الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه يشمل المال العام والمال الخاص.

ويكون الخوض في المال بغير حق إما من جهة كسبه، وإما من جهة التصرف فيه، ولهذا يسأل يوم القيامة كل واحد منا عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فالإنسان مسئول عن المال من جهة تحصيله، ومسئول عن المال من جهة تصرفه فيه، وعمله فيه. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يَتَخَوَّضُونَ» يشمل كل أوجه التصرف المحرم في المال سواء أن كان ذلك في المكاسب أو في المصارف، وسواء أن كان ذلك في الإعطاء أو في المنع فإن من التصرف في المال أن يمنع عمن يستحقه.

فالذي يمنع الزكاة متخوض في مال الله بغير حق، والذي يمنع النفقة الواجبة على زوجته أو على أولاده أو على من تجب عليه نفقتهم متخوض في مال الله بغير حق، والذي يتصرف في المال العام بما لا يجوز له صرفًا أو منعًا فإنه أيضًا متخوض في مال الله بغير حق. ولهذا ينبغي للإنسان أن يحذر في كل مال يكسبه أو يصرفه أن يعد للسؤال جوابًا: من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟

حتى تسلم من التخوض في مال الله بغير حق ليكن بين عينيك وبين ناظريك هذا الأمر وهو من أين اكتسبت هذا المال أمن حل أو من حرام؟ وفيما أنفقت هذا المال أفيما يرضي الله عز وجل وما يحل لك؟ أم فيما يغضبه جل وعلا ويحرم عليك.

فإذا عملت بهذا سلمت من التخوض في مال الله بغير حق، وأما إذا كنت غير مبال في مكسبك، فالحل ما حل في يدك، وفي مصرفك في صرفه فيما تشتهي وتحب سواء أن كان ذلك فيما يخصك أو فيما يخص غيرك، تصرفت فيه لما لا يحل لك من مشتهياتك ومحبوباتك، فعند ذلك أحذر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فَلهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامةِ». فلهم النار.

وهذا بيان أن التخوض في مال الله بغير حق من كبائر الذنوب؛ لأن كل ذنب يأتي الوعيد عليه بالنار، أو باللعن، أو بالبراءة من صاحبه، وما أشبه ذلك من العقوبات العاجلة أو الآجلة فإنه من كبائر الذنوب، هذا هو ضابط كبائر الذنوب، فقوله: فلهم النار يدل على أن ذلك من الكبائر، وقوله: يوم القيامة لأنه اليوم الذي يجازى فيه الناس على أعمالهم، ويلقون ما قدموه من خير وشر، وهو الذي يُعمل له فالناس في هذه الدنيا يعملون ليوم المعاد، شعروا بذلك أو لم يشعروا، أدركوا أو لم يدركوا، فكلنا بائع نفسه فمعتقها أو موبقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

ما فيه أحد إلا وهو في تجارة مع الله عز وجل، إما أم يكون فاطنًا لهذه التجارة، عاملًا بما يقتضي الكسب، وإما أن يكون غافلًا عنها، معرضًا عنها، زاهدًا فيها، فيبوء بالبوار والخسار، فإنه لا ينجو أحد إلا بما يكون من امتثال شرع الله، والعمل بأمره، والبعد عما نهى عنه وزجر، ومما نهى عنه وزجر ما يتعلق بالأموال، وهي من أعظم الفتن التي يفتن فيها كثير من الناس، فتجد الرجل يصلي، تجد الرجل يصوم، وتجد الرجل يقوم بأعمال صالحة لكنه في المال قد قصر، أما بخلًا، وأما شحًا، وأما كسبًا بغير حق أو صرفًا بغير حق.

 فنسأل الله الإعانة على طاعته، وأن يسلمنا وإياكم من التخوض في مال الله بغير حق، وأن يجيرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90607 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87039 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف