×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير. وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء»، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: «وذا الحاجة»، يعني فيهم ذو الحاجة.

رحمة الإمام بالمصلين:

هذا الحديث الشريف فيه بيان ما عليه هذه الشريعة المطهرة من الرحمة، والرأفة، فهي صورة من صور بيان قول الله عز وجل: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين+++[الأنبياء:107]---، وكذلك قوله تعالى: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم+++[التوبة:128]---، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا القول في توجيهه للأمة وهم من يصلي بالناس أنه إذا صلى بالناس صلاة فرض أو نفل مما يجتمع له من الصلوات فليخفف، ومعنى فليخفف أي فليراع عدم الإطالة، وليجتهد في أن تكون صلاته خفيفة على من وراءه.

وذكر علة ذلك أنه يأتم به ويصلي معه: الضعيف، والسقيم، وذو الحاجة، الضعيف هو من كان ضعيف الخلقة ويحتمل من كان ضعيفا في نفسه من حيث الحرص على الصلاة، فقد يفضي ذلك إلى ترك حضور الجماعة وشهودها لضعف دينه وضعف إيمانه، فالضعيف يشمل الضعف في البنية، والضعف في القوة على الطاعة والإحسان. والسقيم وهو المريض الذي يتعبه، ويشق عليه الإطالة، والكبير أي من بلغ من العمر مبلغا يعجز معه عن التحمل لطول الصلاة قياما وركوعا وسجودا، وفي رواية: «وذا الحاجة» أي صاحب الحاجة المار بالمسجد مرورا عارضا أو الذي له حاجة يرقب أن يقضيها بعد صلاته.

ضابط تخفيف الإمام في الصلاة:

والتخفيف في قوله صلى الله عليه وسلم: «فليخفف» حده وضابطه أن يأتي بالواجب من أركان الصلاة، وواجباتها، يأتي بالقدر الأدنى من واجبات الصلاة وأركانها، فلا يكون التخفيف مخلا لركن، ولا مسقطا لواجب؛ لأن ذلك يفسد الصلاة، وعلم بذلك أن التخفيف ليس هو الإتيان بالصلاة على أي وجه من السرعة والعجلة، إنما التخفيف بالقدر الذي يتمكن معه من إقامة الصلاة على الوجه المأمور به، فإن رجلا صلى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فقال: «أرجع فصل فإنك لم تصل» ثم علمه كيف يصلي من الصلاة التي تكون مقبولة في قيامها وركوعها واعتدالها وسجودها وسائر أحوالها.

مرجع التخفيف إلى الهدي:

وبهذا يعلم أن التخفيف مرجعه إلى هديه صلى الله عليه وسلم وليس شيئا مطلقا يرجع إلى أهواء الناس وإلى ما يشتهون، ولهذا قال أنس: "ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام"+++[صحيح مسلم (473)]---، فالنبي صلى الله عليه وسلم هديه أكمل الهدي ولذلك المرجع في معرفة التخفيف المطلوب هو هديه صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه في قراءته، وما كان عليه في صلاته.

التخفيف والتطويل في الصلاة مرجعه إلى حال المصلين:

وبهذا يعلم أن حال من خلف الإمام مؤثر، فإذا كان الإمام من خلفه أقوياء ويحبون التطويل وليس فيهم ذو حاجة فإنه لو أطال عند ذلك لا بأس، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء»، هذا فيه بيان أن من صلى لنفسه فله الحرية في أن يطيل على نحو ما يشتهي ويحب؛ لأنه مصلي لنفسه وبالتالي ليس مأمورا بالنظر إلى غيره. وهذا الحديث له قصة وهي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أني لأتأخر عن الصلاة في الفجر من أجل فلان ممن يطيل بنا، يقول عبد الله بن مسعود راوي الحديث: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن منكم منفرين« أي يصدون عن الخير، وعن الهدى، وعن البر ومن ذلك الإطالة في الصلاة على نحو يخرج عن هديه صلى الله عليه وسلم، أو على نحو يحصل به المشقة لمن خلفه من ضعيف، وسقيم، وكبير، وذي حاجة.

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز»، أي فليخفف فإن فيهم الضعيف والمريض والكبير وذي الحاجة، وقد جرى أيضا مثل هذا في قصة معاذ رضي الله تعالى عنه، فإن معاذا رضي الله تعالى عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قوما فيصلي بهم الصلاة، فجاء مرة فقرأ بسورة البقرة وكان أحدهم قد انعزل وصلى لنفسه، أتم الصلاة خفيفة لنفسه، فبلغ ذلك معاذا فقال: إنه منافق، فجاء ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما جرى، وقال: إن معاذ يقول: أنك منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ ، أفتان أنت - ثلاثا - اقرأوالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى ونحوها»+++[صحيح البخاري (701)، ومسلم (465)]---، وذكر الصور التي تقرأ ثم قال: فإنه يصلي وراءك الكبير الضعيف وذو الحاجة.

فينبغي لمن صلى بالناس أن يراعي هذا الأمر مراعاة تامة حتى يبعد نفسه هم الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولئلا يشق على الناس، ولئلا يكون فتانا، ولئلا يكون منفرا لكن أعود وأقول: ضابط التخفيف هو ما لا يخرج عن هديه صلى الله عليه وسلم، وما لا يخل بالأركان والواجبات، والتخفيف المأمور به شامل لكل الصلوات المفروضة والنافلة، واستثني من ذلك صلاة الكسوف لأنها مبنية على الطول، وكذلك استثني ما إذا كانت الجماعة أي ما إذا كان من يصلي خلفه يرغب في التطويل ولا مشقة عليهم في ذلك، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.   

 

المشاهدات:5576

 

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: «إِذا صلى أَحدُكُمْ للنَّاسِ فلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسقيمَ والْكَبِيرَ. وإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيطَوِّل ما شَاءَ»، وفي روايةٍ قال صلى الله عليه وسلم: «وذَا الْحاجَةِ»، يعني فيهم ذو الحاجة.

رحمة الإمام بالمصلين:

هذا الحديث الشريف فيه بيان ما عليه هذه الشريعة المطهرة من الرحمة، والرأفة، فهي صورة من صور بيان قول الله عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[الأنبياء:107]، وكذلك قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا القول في توجيهه للأمة وهم من يصلي بالناس أنه إذا صلى بالناس صلاة فرض أو نفل مما يجتمع له من الصلوات فليخفف، ومعنى فليخفف أي فليراعِ عدم الإطالة، وليجتهد في أن تكون صلاته خفيفة على مَن وراءه.

وذكر علة ذلك أنه يأتم به ويصلي معه: الضعيف، والسقيم، وذو الحاجة، الضعيف هو من كان ضعيف الخلقة ويحتمل من كان ضعيفًا في نفسه من حيث الحرص على الصلاة، فقد يفضي ذلك إلى ترك حضور الجماعة وشهودها لضعف دينه وضعف إيمانه، فالضعيف يشمل الضعف في البنية، والضعف في القوة على الطاعة والإحسان. والسقيم وهو المريض الذي يتعبه، ويشق عليه الإطالة، والكبير أي من بلغ من العمر مبلغًا يعجز معه عن التحمل لطول الصلاة قيامًا وركوعًا وسجودًا، وفي رواية: «وذَا الْحاجَةِ» أي صاحب الحاجة المار بالمسجد مرورًا عارضًا أو الذي له حاجة يرقب أن يقضيها بعد صلاته.

ضابط تخفيف الإمام في الصلاة:

والتخفيف في قوله صلى الله عليه وسلم: «فلْيُخَفِّفْ» حده وضابطه أن يأتي بالواجب من أركان الصلاة، وواجباتها، يأتي بالقدر الأدنى من واجبات الصلاة وأركانها، فلا يكون التخفيف مخلًا لركن، ولا مسقطًا لواجب؛ لأن ذلك يفسد الصلاة، وعلم بذلك أن التخفيف ليس هو الإتيان بالصلاة على أي وجه من السرعة والعجلة، إنما التخفيف بالقدر الذي يتمكن معه من إقامة الصلاة على الوجه المأمور به، فإن رجلًا صلى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فقال: «أرْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثم علمه كيف يصلي من الصلاة التي تكون مقبولة في قيامها وركوعها واعتدالها وسجودها وسائر أحوالها.

مرجع التخفيف إلى الهدي:

وبهذا يُعلم أن التخفيف مرجعه إلى هديه صلى الله عليه وسلم وليس شيئًا مطلقًا يرجع إلى أهواء الناس وإلى ما يشتهون، ولهذا قال أنس: "ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام"[صحيح مسلم (473)]، فالنبي صلى الله عليه وسلم هديه أكمل الهدي ولذلك المرجع في معرفة التخفيف المطلوب هو هديه صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه في قراءته، وما كان عليه في صلاته.

التخفيف والتطويل في الصلاة مرجعه إلى حال المصلين:

وبهذا يُعلم أن حال من خلف الإمام مؤثر، فإذا كان الإمام من خلفه أقوياء ويحبون التطويل وليس فيهم ذو حاجة فإنه لو أطال عند ذلك لا بأس، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيطَوِّل ما شَاءَ»، هذا فيه بيان أن من صلى لنفسه فله الحرية في أن يطيل على نحو ما يشتهي ويحب؛ لأنه مصلي لنفسه وبالتالي ليس مأمورًا بالنظر إلى غيره. وهذا الحديث له قصة وهي أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أني لأتأخر عن الصلاة في الفجر من أجل فلان ممن يطيل بنا، يقول عبد الله بن مسعود راوي الحديث: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط في موعظة أشد غضبًا منه يومئذ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ« أي يصدون عن الخير، وعن الهدى، وعن البر ومن ذلك الإطالة في الصلاة على نحو يخرج عن هديه صلى الله عليه وسلم، أو على نحو يحصل به المشقة لمن خلفه من ضعيف، وسقيم، وكبير، وذي حاجة.

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ»، أي فليخفف فإن فيهم الضعيف والمريض والكبير وذي الحاجة، وقد جرى أيضًا مثل هذا في قصة معاذ رضي الله تعالى عنه، فإن معاذا رضي الله تعالى عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومًا فيصلي بهم الصلاة، فجاء مرة فقرأ بسورة البقرة وكان أحدهم قد انعزل وصلى لنفسه، أتم الصلاة خفيفة لنفسه، فبلغ ذلك معاذًا فقال: إنه منافق، فجاء ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما جرى، وقال: إن معاذ يقول: أنك منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ - ثَلاَثًا - اقْرَأْوَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَنَحْوَهَا»[صحيح البخاري (701)، ومسلم (465)]، وذكر الصور التي تقرأ ثم قال: فإنه يصلي وراءك الكبير الضعيف وذو الحاجة.

فينبغي لمن صلى بالناس أن يراعي هذا الأمر مراعاة تامة حتى يبعد نفسه هم الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولئلا يشق على الناس، ولئلا يكون فتانًا، ولئلا يكون منفرًا لكن أعود وأقول: ضابط التخفيف هو ما لا يخرج عن هديه صلى الله عليه وسلم، وما لا يخل بالأركان والواجبات، والتخفيف المأمور به شامل لكل الصلوات المفروضة والنافلة، واستثني من ذلك صلاة الكسوف لأنها مبنية على الطول، وكذلك استثني ما إذا كانت الجماعة أي ما إذا كان من يصلي خلفه يرغب في التطويل ولا مشقة عليهم في ذلك، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.   

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف