×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا»+++[صحيح البخاري (6064)، ومسلم (2563)]---.

خمسة مناهي:

هذا الحديث الذي تضمن هذه المناهي الخمسة، وختمه صلى الله عليه وسلم أو وختمها صلى الله عليه وسلم بالأمر بتحقيق الإخوة بين أهل الإيمان هي أصول في صلاح ما بين الإنسان وغيره، في الظاهر والباطن ففي الباطن وهو ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحاسدوا أي لا يحسد بعضكم بعضا سواء أن ذلك بإثارة الحسد، وإيغار الصدور، أو كان ذلك بإيقاع الحسد على نعمة ساقها الله تعالى على غيرك. الحسد أيها الإخوة مرض قلبي.

ما هو الحسد؟

الحسد هو أن تكره إنعام الله على غيرك، متى ما كرهت أن الله تعالى أنعم على غيرك في دين أو دنيا فقد تورطت في الحسد، هذا أدنى مراتب الحسد، وأما تمني زوال النعمة فهذه مرتبة أقبح وأردى من المرتبة السابقة إذ أنها كراهية مع الرغبة والأمنية في زوال الخير والنعمة عن الغير. والحسد مرض قلبي نهى الله تعالى عنه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبين عظيم عاقبته، وشؤم نتائجه على الحاسد في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ظلمة في الصدر، وسوء في الحال، وفي الآخرة ذهاب للحسنات إذ إن مفتاح الشرور الحسد، فمن حسد بهت، ومن حسد اغتاب، ومن حسد كذب، ومن حسد سعى بإلحاق الضرر بلسانه وبيده لإخوانه.

الحرص على سلامة الصدر:

فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يسلم صدره تجاه إخوانه، لا يكن في صدرك على مسلم حسد، فما ساقه الله تعالى إليه من النعم الدينية والدنيوية لم ينقصك شيئا، تأكد أن كل نعمة ساقها الله على غيرك فهي لا تنقصك شيئا، لو قسم الله لك من تلك النعمة التي ملئت صدرك كرها أن ساقها الله لغيرك لو لك منها أدنى نصيب لما فاتك، فبالتالي لا تشغل قلبك بالنظر إلى ما أنعم الله تعالى به على غيرك، إنما أشغل قلبك حقيقة بالنعم التي ساقها الله إليك، فكن عبدا شكورا كما أمر الله تعالى في قوله: ﴿اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور+++[سبأ:13]---.

ومن سلم من الحقد وعواقبه طهر قلبه وهنأ عيشه، فأول مصاب في الحسد هو الحاسد، مصاب في دينه، ومصاب في دنياه، في دينه بالسيئات والآثام التي يجنيها، وفي دنياه بالهم، والغم، وضيق الصدر، وكدر الحال بسبب ما يراه من إنعام الله على غيره. أما الخصلة الثانية التي نهى عنها فهي النجش، والنجش هو طلب زيادة الأسعار من غير رغبة في الشراء مثل أن يدخل مزايدة أو حراج ويزيد وهو لا يرغب في الشراء فقط ليفيد ويكسب صاحب السلعة سواء بتواطؤ باتفاق معه، أو بدون اتفاق، هذا هو النجش فهو إثارة ورفع للأسعار من غير رغبة في الشراء.

النهي عن البغضاء:

ولا تباغضوا أي لا يستعمل بعضكم من بعض البغضاء وهو أخذ أي سبب من الأسباب المفضية للبغضاء سواء أن في القول، أو في العمل، أو في المعاملة في السر أو في العلن. ولا تدابروا أي لا تترجموا هذه البغضاء التي في القلوب إلى أعمال بأن يتدابر بعضكم مع بعض فيولي دبره إما حقيقة وإما معنى، حقيقة بأن يعطيه ظهره إذا لقيه احتقارا له، أو تنقصا له، ومعنا أي السعي في كل ما يكون سبب للتنافر والتباعد بين الناس من أهل الإسلام، فإن هذا مما نهي عنه ولا تدابروا.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ولا يبع بعضكم على بيع بعض» يعني لا يسعى أحدكم في إبطال بيع أخيه ليكسب منه، لا يبع بعضكم على بيع بعض صورته يأتي البائع إلى من اشترى سلع فيقول له: اشتريتها بعشرة أنا أعطيك إياها بثمانية، ردها وأعطيك إياها بثمانية، أعطيك مثلها بثمانية، هذا يدخل فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم «ولا يبع بعضكم على بيع بعض».

ثم ختم ذلك بالوصية الجامعة التي يحصل بها السلامة من كل هذه الآفات: «وكونوا عباد الله إخوانا» لماذا قال إخوانا؟

لأن الإخوة تقتضي المحبة:

الأخوة تقتضي الرحمة، الإخوة تقتضي التعاون، فإذا كانت المحبة قائمة بيننا، والرحمة قائمة بيننا، والتعاون قائم بيننا، لم يقع تحاسد، ولا تناجش، ولا تباغض، ولا تدابر. فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على طيب الأخلاق في السر والعلن، وأن يطهر قلوبنا من كل الآفات، وجوارحنا مما يغضبه من سيء العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3305

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَحاسدُوا ولا تناجشُوا ولا تَباغَضُوا ولا تَدابرُوا ولا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْواناً»[صحيح البخاري (6064)، ومسلم (2563)].

خمسة مناهي:

هذا الحديث الذي تضمن هذه المناهي الخمسة، وختمه صلى الله عليه وسلم أو وختمها صلى الله عليه وسلم بالأمر بتحقيق الإخوة بين أهل الإيمان هي أصول في صلاح ما بين الإنسان وغيره، في الظاهر والباطن ففي الباطن وهو ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحاسدوا أي لا يحسد بعضكم بعضًا سواء أن ذلك بإثارة الحسد، وإيغار الصدور، أو كان ذلك بإيقاع الحسد على نعمة ساقها الله تعالى على غيرك. الحسد أيها الإخوة مرض قلبي.

ما هو الحسد؟

الحسد هو أن تكره إنعام الله على غيرك، متى ما كرهت أن الله تعالى أنعم على غيرك في دين أو دنيا فقد تورطت في الحسد، هذا أدنى مراتب الحسد، وأما تمني زوال النعمة فهذه مرتبة أقبح وأردى من المرتبة السابقة إذ أنها كراهية مع الرغبة والأمنية في زوال الخير والنعمة عن الغير. والحسد مرض قلبي نهى الله تعالى عنه، ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبين عظيم عاقبته، وشؤم نتائجه على الحاسد في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ظلمة في الصدر، وسوء في الحال، وفي الآخرة ذهاب للحسنات إذ إن مفتاح الشرور الحسد، فمن حسد بهت، ومن حسد اغتاب، ومن حسد كذب، ومن حسد سعى بإلحاق الضرر بلسانه وبيده لإخوانه.

الحرص على سلامة الصدر:

فلذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يسلم صدره تجاه إخوانه، لا يكن في صدرك على مسلم حسد، فما ساقه الله تعالى إليه من النعم الدينية والدنيوية لم ينقصك شيئًا، تأكد أن كل نعمة ساقها الله على غيرك فهي لا تنقصك شيئًا، لو قسم الله لك من تلك النعمة التي ملئت صدرك كرهًا أن ساقها الله لغيرك لو لك منها أدنى نصيب لما فاتك، فبالتالي لا تشغل قلبك بالنظر إلى ما أنعم الله تعالى به على غيرك، إنما أشغل قلبك حقيقة بالنعم التي ساقها الله إليك، فكن عبدًا شكورًا كما أمر الله تعالى في قوله: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ[سبأ:13].

ومن سلم من الحقد وعواقبه طهر قلبه وهنأ عيشه، فأول مصاب في الحسد هو الحاسد، مصاب في دينه، ومصاب في دنياه، في دينه بالسيئات والآثام التي يجنيها، وفي دنياه بالهم، والغم، وضيق الصدر، وكدر الحال بسبب ما يراه من إنعام الله على غيره. أما الخصلة الثانية التي نهى عنها فهي النجش، والنجش هو طلب زيادة الأسعار من غير رغبة في الشراء مثل أن يدخل مزايدة أو حراج ويزيد وهو لا يرغب في الشراء فقط ليفيد ويكسب صاحب السلعة سواء بتواطؤ باتفاق معه، أو بدون اتفاق، هذا هو النجش فهو إثارة ورفع للأسعار من غير رغبة في الشراء.

النهي عن البغضاء:

ولا تباغضوا أي لا يستعمل بعضكم من بعض البغضاء وهو أخذ أي سبب من الأسباب المفضية للبغضاء سواء أن في القول، أو في العمل، أو في المعاملة في السر أو في العلن. ولا تدابروا أي لا تترجموا هذه البغضاء التي في القلوب إلى أعمال بأن يتدابر بعضكم مع بعض فيولي دبره إما حقيقة وإما معنى، حقيقة بأن يعطيه ظهره إذا لقيه احتقارًا له، أو تنقصًا له، ومعنًا أي السعي في كل ما يكون سبب للتنافر والتباعد بين الناس من أهل الإسلام، فإن هذا مما نهي عنه ولا تدابروا.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ولا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ» يعني لا يسعى أحدكم في إبطال بيع أخيه ليكسب منه، لا يبع بعضكم على بيع بعض صورته يأتي البائع إلى من اشترى سلع فيقول له: اشتريتها بعشرة أنا أعطيك إياها بثمانية، ردها وأعطيك إياها بثمانية، أعطيك مثلها بثمانية، هذا يدخل فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم «ولا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ».

ثم ختم ذلك بالوصية الجامعة التي يحصل بها السلامة من كل هذه الآفات: «وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْواناً» لماذا قال إخوانًا؟

لأن الإخوة تقتضي المحبة:

الأخوة تقتضي الرحمة، الإخوة تقتضي التعاون، فإذا كانت المحبة قائمة بيننا، والرحمة قائمة بيننا، والتعاون قائم بيننا، لم يقع تحاسد، ولا تناجش، ولا تباغض، ولا تدابر. فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على طيب الأخلاق في السر والعلن، وأن يطهر قلوبنا من كل الآفات، وجوارحنا مما يغضبه من سيء العمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89657 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف