×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

عن أنس - رضي الله عنه - قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات. رواه البخاري.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث الذي يخبر فيه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن حال الصحابة رضي الله تعالى عنهم في تعظيم شعائر الله وفي تعظيمهم حرماته جل في علاه، ذاك أن تعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله مما يدل على قوة الإيمان وصحة الإسلام وثبات اليقين وصحة مراتب الإنسان وترقيه في درجات الإحسان، فإن الإنسان إذا عظم في قلبه أمر الله كان ذلك دليلا على تقواه قال الله –جل وعلا-: ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾[الحج: 32] وقال تعالى: ﴿ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له﴾[الحج: 30] أنس بن مالك من الصحابة الكرام الذين امتد بهم العمر، فإنه خدم النبي –صلى الله عليه وسلم- عشر سنين وكان حدثا صغيرا ومات النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في العشرين ثم أنه امتد به العمر حتى آخر ذلك القرن، فإنه رضي الله تعالى عنه ممن طال عمره وحسن عمله –رحمه الله- ورضي عنه.

وأدرك حال الناس بعد أن تغير شأنهم وجرى من أحوالهم ما اختلف عن واقع الصحابة رضي الله تعالى عنهم في زمن النبوة وفي زمن الخلفاء الراشدين، فإنه أدرك زمن الحجاج وكان بينه وبين الحجاج جملة من المواقف حكي رضي الله تعالى عنه مقارنا بين حالين؛ حال الناس في ذلك الزمان الذي تكلم به بهذا الكلام، وحالهم زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر».

يعني ترونها شيئا ولا تقيمون لها وزنا، ولا تخافونها ولا تتوقونها «كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات».

أي من المهلكات فالموبقات هن المهلكات، وهذا يبين ما كان عليه الصحابة من علو القدر وعظيم الشأن في رسوخ الإيمان وخوف رب العالمين وما حصل من التغير الذي أصبح فيه العظيم حقيرا والكبير صغيرا والمخوف مأمونا وهذا لاشك أنه يدل على أن ثمة تغيرا عظيما حصل في تلك الفترة الوجيزة من الزمن والعهد فإنهم قرب عهد بالخلافة الراشدة، قريب عهد بزمن النبوة وطرأ هذا التغير الكبير الذي ذكره أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

ولم يكن الأمر مقصورا على أنس، بل جاء مثل هذا عن مجموعة من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد نقل مثل هذا عن أبي سعيد أنه قال: «إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر» وجاء مثله أيضا عن عبادة بن قرص الليثي حيث ذكر مثل ذلك، وابن عمر دخل عليه رجل يسب الحجاج ويشتمه ويتكلم فيه فلما فرغ من كلامه قال: أترى لو كان الحجاج حاضرا أتقول هذا القول؟ قال: لا قال: إن كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وهذا يدل على تغير أحوال الناس، وأن ما كان يرونه عظيما انتقل إلى أن صار في أعين كثير من الناس في ذلك الزمان صغيرا، فكيف لو أدركوا حال الناس اليوم، وقد أصبح شأنهم في تعظيم شعائر الله ضعيفا وطلبوا لتضعيف شعائر الله وتوهينها وعدم قيامها الحيل والألاعيب وأنواع من المراوغات كل ذلك ليخففوا من قدر شعائر الله وليسوغوا لأنفسهم مواقعة ما حرم الله.

والإنسان أن يقع في العظيم وهو خائف ويعرف أنه عظيم خير من أن يطلب لتبرير ذلك وتسويغه وتهوينه على نفسه ما يجعله آمنا من العقوبة ﴿أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون﴾[الأعراف: 99]، ﴿يخادعون الله وهو خادعهم﴾[النساء: 142] لذلك إخواني يجب أن يعرف الإنسان حدا فاصلا بين تعظيم شعائر الله وبين أن يخطأ ويطلب لخطأه تبريرا وتسويغا، طلب التبرير والتسويغ للخطأ هو خطأ في ذاته، يجب عليك إذا أخطأت ووقعت في معصية أن تقر فليس أقرب إلى حصول مغفرة الله ونيل عفوه من أن يقر الإنسان بذنبه.

ولهذا في سيد الاستغفار جاء الإقرار بالذنب، وهو أعلى صيغ التوبة «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي» يعني وأقر بذنبي فالإقرار بالذنب هو سبيل نيل المغفرة والعفو من الله –عز وجل- ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

فلا تطلب للخطأ تبريرا إذا أخطأت في معصية في ترك واجب في فعل محرم في نوع من أنواع المعاصي الظاهرة والباطنة أقر بالخطأ واطلب مغفرته بالاستغفار.

وأما أن يطلب الإنسان تبرير الأخطار بتتبع رخص العلماء، كما هو شأن كثير من الناس اليوم في تحايلهم على التشريع تجد يقول الغنى قال فلان بأنه حلال والربا قال فلان بأنه حلال وكذا قال فلان بأنه حلال وهكذا حتى يخلع عن نفسه ربقة التكليف ويخرج عن الواجبات والمحرمات بمثل هذه الألاعيب وهذه الحيل.

يجب على المؤمن أن يعرف أنه يتعامل مع الله، وأن يضع الله نصب عينه وعبده كأنه يراه، وأيقن بأن الله يراه فإنه ستتغير حاله ويراقب الله –جل وعلا- في الدقيق والصغير والجليل والكبير ويتوقى السيئات واحذر أن تصغر المعصية في عينك فإنها إذا صغرت في عينك عظمت عند ربك وهذه قاعدة، كلما صغر الذنب في عينك عظم عند الله، وكلما عظم الذنب في عينك صغر عند الله.

أسال الله أن يرزقنا وإياكم خشيته ومراقبته والقيام بحقه وأن يعيننا وإياكم على الطاعة في السر والعلن واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

المشاهدات:1649

عن أنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّكُمْ لَتعمَلُونَ أعْمَالًا هي أدَقُّ في أعيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ المُوبِقاتِ. رواه البخاري.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث الذي يخبر فيه أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن حال الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ في تعظيم شعائر الله وفي تعظيمهم حرماته جل في علاه، ذاك أن تعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله مما يدل على قوة الإيمان وصحة الإسلام وثبات اليقين وصحة مراتب الإنسان وترقيه في درجات الإحسان، فإن الإنسان إذا عظم في قلبه أمر الله كان ذلك دليلًا على تقواه قال الله –جل وعلا-: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[الحج: 32] وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾[الحج: 30] أنس بن مالك من الصحابة الكرام الذين امتد بهم العمر، فإنه خدم النبي –صلى الله عليه وسلم- عشر سنين وكان حدثًا صغيرًا ومات النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في العشرين ثم أنه امتد به العمر حتى آخر ذلك القرن، فإنه رضي الله تعالى عنه ممن طال عمره وحسن عمله –رحمه الله- ورضي عنه.

وأدرك حال الناس بعد أن تغير شأنهم وجرى من أحوالهم ما اختلف عن واقع الصحابة رضي الله تعالى عنهم في زمن النبوة وفي زمن الخلفاء الراشدين، فإنه أدرك زمن الحجاج وكان بينه وبين الحجاج جملة من المواقف حكي رضي الله تعالى عنه مقارنًا بين حالين؛ حال الناس في ذلك الزمان الذي تكلم به بهذا الكلام، وحالهم زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «إِنَّكُمْ لَتعمَلُونَ أعْمَالًا هي أدَقُّ في أعيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ».

يعني ترونها شيئًا ولا تقيمون لها وزنًا، ولا تخافونها ولا تتوقونها «كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ المُوبِقاتِ».

أي من المهلكات فالموبقات هن المهلكات، وهذا يبين ما كان عليه الصحابة من علو القدر وعظيم الشأن في رسوخ الإيمان وخوف رب العالمين وما حصل من التغير الذي أصبح فيه العظيم حقيرًا والكبير صغيرًا والمخوف مأمونًا وهذا لاشك أنه يدل على أن ثمة تغيرًا عظيمًا حصل في تلك الفترة الوجيزة من الزمن والعهد فإنهم قرب عهد بالخلافة الراشدة، قريب عهد بزمن النبوة وطرأ هذا التغير الكبير الذي ذكره أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

ولم يكن الأمر مقصورًا على أنس، بل جاء مثل هذا عن مجموعة من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- فقد نقل مثل هذا عن أبي سعيد أنه قال: «إِنَّكُمْ لَتعمَلُونَ أعْمَالًا هي أدَقُّ في أعيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الكبائر» وجاء مثله أيضًا عن عبادة بن قرص الليثي حيث ذكر مثل ذلك، وابن عمر دخل عليه رجل يسب الحجاج ويشتمه ويتكلم فيه فلما فرغ من كلامه قال: أترى لو كان الحجاج حاضرًا أتقول هذا القول؟ قال: لا قال: إن كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وهذا يدل على تغير أحوال الناس، وأن ما كان يرونه عظيمًا انتقل إلى أن صار في أعين كثير من الناس في ذلك الزمان صغيرًا، فكيف لو أدركوا حال الناس اليوم، وقد أصبح شأنهم في تعظيم شعائر الله ضعيفًا وطلبوا لتضعيف شعائر الله وتوهينها وعدم قيامها الحيل والألاعيب وأنواع من المراوغات كل ذلك ليخففوا من قدر شعائر الله وليسوغوا لأنفسهم مواقعة ما حرم الله.

والإنسان أن يقع في العظيم وهو خائف ويعرف أنه عظيم خير من أن يطلب لتبرير ذلك وتسويغه وتهوينه على نفسه ما يجعله آمنا من العقوبة ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾[الأعراف: 99]، ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾[النساء: 142] لذلك إخواني يجب أن يعرف الإنسان حدًا فاصلًا بين تعظيم شعائر الله وبين أن يخطأ ويطلب لخطأه تبريرًا وتسويغًا، طلب التبرير والتسويغ للخطأ هو خطأ في ذاته، يجب عليك إذا أخطأت ووقعت في معصية أن تقر فليس أقرب إلى حصول مغفرة الله ونيل عفوه من أن يقر الإنسان بذنبه.

ولهذا في سيد الاستغفار جاء الإقرار بالذنب، وهو أعلى صيغ التوبة «اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي» يعني وأقر بذنبي فالإقرار بالذنب هو سبيل نيل المغفرة والعفو من الله –عز وجل- ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

فلا تطلب للخطأ تبريرًا إذا أخطأت في معصية في ترك واجب في فعل محرم في نوع من أنواع المعاصي الظاهرة والباطنة أقر بالخطأ واطلب مغفرته بالاستغفار.

وأما أن يطلب الإنسان تبرير الأخطار بتتبع رخص العلماء، كما هو شأن كثير من الناس اليوم في تحايلهم على التشريع تجد يقول الغنى قال فلان بأنه حلال والربا قال فلان بأنه حلال وكذا قال فلان بأنه حلال وهكذا حتى يخلع عن نفسه ربقة التكليف ويخرج عن الواجبات والمحرمات بمثل هذه الألاعيب وهذه الحيل.

يجب على المؤمن أن يعرف أنه يتعامل مع الله، وأن يضع الله نصب عينه وعبده كأنه يراه، وأيقن بأن الله يراه فإنه ستتغير حاله ويراقب الله –جل وعلا- في الدقيق والصغير والجليل والكبير ويتوقى السيئات واحذر أن تصغر المعصية في عينك فإنها إذا صغرت في عينك عظمت عند ربك وهذه قاعدة، كلما صغر الذنب في عينك عظم عند الله، وكلما عظم الذنب في عينك صغر عند الله.

أسال الله أن يرزقنا وإياكم خشيته ومراقبته والقيام بحقه وأن يعيننا وإياكم على الطاعة في السر والعلن واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف