×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه.

يعني ساع في أمر من الأمور أقبل على جلسائه من أصحابه رضي الله تعالى عنهم وقال لهم: قال: «اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب» متفق عليه، وفي رواية: «ما شاء».

حرصه صلى الله عليه وسلم على قضاء حوائج الناس:

هذا الحديث الشريف فيه طيب خصال النبي –صلى الله عليه وسلم- وعظيم حرصه على قضاء حوائج الناس فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا جاءه طالب حاجة أي يطلب حاجة لنفسه أو لغيره أقبل على أصحابه على جلسائه مذكرا لهم بفضل الشفاعة وهي التوسط للغير في جلب خير أو دفع ضر فيأمرهم –صلى الله عليه وسلم- قائلا اشفعوا أي: توسطوا لغيركم عند من لا يتمكن من الوصول إلى حاجته إلا من طريقكم أو عندما لا يتم له مراده إلا من قبلكم ومن جهة توسطكم اشفعوا فالوساطة في الخير مأمور بها وقد قال الله تعالى في كتابه: ﴿من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها﴾+++[النساء: 85]--- الشفاعة الحسنة هي ما أوصل إلى مباح أو ما حقق مصلحة ودرأ مفسدة، سواء كانت دينية أو دنيوية فهي ما يوصل إلى المباحات من أمر الدنيا وما يحقق مصلحة أو يدفع مفسدة سواء كانت دينية أو دنيوية، كالإصلاح بين الناس والتوسط لهم في إسقاط الحقوق أو في الإنذار عند المدنيين أو نحو ذلك مما يكون به مصلحة ولا فرق في ذلك في الشفاعة المأمور بها بين أن تكون عند السلطان أو عند ذي الجاه أو عند أحد من الناس فكل من كان لا يصل الإنسان إلى حاجته إلا بالتوسط فإن التوسط فيه مندوب، لكن هذا في الشفاعة الحسنة وهي التي توصل إلى مباح أو تحق حقا أو تبطل باطلا.

الشفاعة المنهي عنها:

أما ما كان من الشفاعات التي ينتزع فيها الإنسان ما لا يستحق، أو يسقط فيها حقا من حقوق الله أو حقوق الخلق فذلك مذموم وهو المذكور في قوله: ﴿ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها﴾+++[النساء: 85]--- أي يكن له نصيب من إثمها ووزرها وعقوبتها، فينبغي للإنسان أن يحرص على الشفاعة التي يتحقق بها الخير ويحرص على إعانة إخوانه فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

أجر الشفاعة الحسنة:

وأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بالمثوبة المرتبة على الشفاعة حثا للناس على الإقبال عليها.

قال: تؤجر أي تثاب وتدركون بذلك أجرا وثوابا من الله –عز وجل- فبالشفاعة وحصولها يدرك الإنسان الأجر والمثوبة، ولا فرق في ذلك بين أن يدرك الإنسان ويتحقق بالشفاعة المطلوب أو لا يتحقق إنما الأجر المرتب على الشفاعة مجردة، ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب في رواية ما يشاء يعني من إمضاء الأمر أو عدمه، فالمندوب هو اشتغال الإنسان بحاجة أخيه وبذله الوسع في إدراك هذه الحاجة إن حصلت فذاك فضل الله للجميع، وإن لم يحصل فالشافع عائد بالأجر والمثوبة.

أنواع الشفاعة وأحكامها:

وهذا من حقوق أهل الإسلام والشفاعة من حيث الحكم تنقسم إلى أقسام؛ فمنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب مندوب، ومنها ما هو محرم المحرم الشفاعة السيئة ومن ذلك الشفاعات في انتزاع حقوق ليس للإنسان فيها حق، أو إبطال حق وإسقاطه سواء كان حق لله أو حق للخلق إذا كان في إسقاطه ما يترتب على ذلك من الظلم أو البغي أو الاعتداء.

أما ما يتعلق بالواجب من الشفاعات هو ما كان يتحقق به واجب شرعي، وفي مقدور الإنسان أن يشفع أما ما يندب إليه فهو الأصل في الشفاعات التي توصل إلى المباحات وتوصل إلى الخير غير المتعين الواجب من جلب خير أو دفع ضر.

وقوله: تؤجرون لم يذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- الأجر لم يعين الأجر إنما أثبت أصله، وذلك أن الأجر يتفاوت بقدر ما يحصل بالشفاعة من نفع إذا عظم الخير المرتب على الشفاعة عظم الأجر، وذلك أنه من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه فالأعمال المتعدية يعظم أجرها، الأعمال ذات النفع المتعدي يعظم أجرها بقدر ما يترتب عليها من المصالح والمنافع.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من خير عبادك لعبادك وأعنا على ما فيه الخير والرشد وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3054

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فقد جاء في الصحيحين من حديث أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أتاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أقبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ.

يعني ساع في أمر من الأمور أقبل على جلسائه من أصحابه رضي الله تعالى عنهم وقال لهم: قَالَ: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أحبَّ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وفي رواية: «مَا شَاءَ».

حرصه صلى الله عليه وسلم على قضاء حوائج الناس:

هذا الحديث الشريف فيه طيب خصال النبي –صلى الله عليه وسلم- وعظيم حرصه على قضاء حوائج الناس فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا جاءه طالب حاجة أي يطلب حاجة لنفسه أو لغيره أقبل على أصحابه على جلسائه مذكرًا لهم بفضل الشفاعة وهي التوسط للغير في جلب خير أو دفع ضر فيأمرهم –صلى الله عليه وسلم- قائلًا اشفعوا أي: توسطوا لغيركم عند من لا يتمكن من الوصول إلى حاجته إلا من طريقكم أو عندما لا يتم له مراده إلا من قبلكم ومن جهة توسطكم اشفعوا فالوساطة في الخير مأمور بها وقد قال الله تعالى في كتابه: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا[النساء: 85] الشفاعة الحسنة هي ما أوصل إلى مباح أو ما حقق مصلحة ودرأ مفسدة، سواء كانت دينية أو دنيوية فهي ما يوصل إلى المباحات من أمر الدنيا وما يحقق مصلحة أو يدفع مفسدة سواء كانت دينية أو دنيوية، كالإصلاح بين الناس والتوسط لهم في إسقاط الحقوق أو في الإنذار عند المدنيين أو نحو ذلك مما يكون به مصلحة ولا فرق في ذلك في الشفاعة المأمور بها بين أن تكون عند السلطان أو عند ذي الجاه أو عند أحد من الناس فكل من كان لا يصل الإنسان إلى حاجته إلا بالتوسط فإن التوسط فيه مندوب، لكن هذا في الشفاعة الحسنة وهي التي توصل إلى مباح أو تحق حقًا أو تبطل باطلًا.

الشفاعة المنهي عنها:

أما ما كان من الشفاعات التي ينتزع فيها الإنسان ما لا يستحق، أو يسقط فيها حقًا من حقوق الله أو حقوق الخلق فذلك مذموم وهو المذكور في قوله: ﴿وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا[النساء: 85] أي يكن له نصيب من إثمها ووزرها وعقوبتها، فينبغي للإنسان أن يحرص على الشفاعة التي يتحقق بها الخير ويحرص على إعانة إخوانه فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

أجر الشفاعة الحسنة:

وأخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بالمثوبة المرتبة على الشفاعة حثًا للناس على الإقبال عليها.

قال: تؤجر أي تثاب وتدركون بذلك أجرًا وثوابًا من الله –عز وجل- فبالشفاعة وحصولها يدرك الإنسان الأجر والمثوبة، ولا فرق في ذلك بين أن يدرك الإنسان ويتحقق بالشفاعة المطلوب أو لا يتحقق إنما الأجر المرتب على الشفاعة مجردة، ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب في رواية ما يشاء يعني من إمضاء الأمر أو عدمه، فالمندوب هو اشتغال الإنسان بحاجة أخيه وبذله الوسع في إدراك هذه الحاجة إن حصلت فذاك فضل الله للجميع، وإن لم يحصل فالشافع عائد بالأجر والمثوبة.

أنواع الشفاعة وأحكامها:

وهذا من حقوق أهل الإسلام والشفاعة من حيث الحكم تنقسم إلى أقسام؛ فمنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب مندوب، ومنها ما هو محرم المحرم الشفاعة السيئة ومن ذلك الشفاعات في انتزاع حقوق ليس للإنسان فيها حق، أو إبطال حق وإسقاطه سواء كان حق لله أو حق للخلق إذا كان في إسقاطه ما يترتب على ذلك من الظلم أو البغي أو الاعتداء.

أما ما يتعلق بالواجب من الشفاعات هو ما كان يتحقق به واجب شرعي، وفي مقدور الإنسان أن يشفع أما ما يندب إليه فهو الأصل في الشفاعات التي توصل إلى المباحات وتوصل إلى الخير غير المتعين الواجب من جلب خير أو دفع ضر.

وقوله: تؤجرون لم يذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- الأجر لم يعين الأجر إنما أثبت أصله، وذلك أن الأجر يتفاوت بقدر ما يحصل بالشفاعة من نفع إذا عظم الخير المرتب على الشفاعة عظم الأجر، وذلك أنه من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه فالأعمال المتعدية يعظم أجرها، الأعمال ذات النفع المتعدي يعظم أجرها بقدر ما يترتب عليها من المصالح والمنافع.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من خير عبادك لعبادك وأعنا على ما فيه الخير والرشد وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93876 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89754 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف