ِإِنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْ مَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اَللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهْ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ اِتَّبَعَ سُنَّتَهُ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ، أمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ، وَاشْكُرُوا نِعَمَهُ اَلَّتِي تَتْرَى؛ فَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اَللَّهِ، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7] اُشْكُرُوا اَللَّهَ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ اَلْجَزِيلَةِ؛ فَمَا مِنَّا إِلَّا وَقَدْ مَنَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ بِأَلْوَانٍ مِنْ اَلنِّعَمِ وَالْمِنَنِ اَلَّتِي تَسْتَوْجِبُ شُكْرَهُ وَمِنَ اَلنِّعَمِ اَلْمَغْفُولِ عَنْهَا نِعْمَةُ الصِّحَّةِ فَقَدْ قَالَ اَلنَّبِيُّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ» البُخارِيُّ(6412).
وَنِعْمَةُ اَلصِّحَّةِ غُبِنَ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ اَلنَّاسِ بِعَدَمِ اِسْتِعْمَالِ اَلصِّحَّةِ فِيمَا يَنْفَعُهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَمِمَّا يُغْبِنُ فِيهِ اَلْإِنْسَانُ فِي نِعْمَةِ اَلصِّحَّةِ أَلَّا يَشْكُرَ اَللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ عَافِيَةٍ، فَإِنَّ اَلْعَافِيَةَ وَالصِّحَّةَ فِي اَلْأَبْدَانِ نِعْمَةٌ جَزِيلَةٌ عَظِيمَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَمَنٌ وَلَا تُقَاسُ بِسَائِرِ اَلنِّعَمِ إِذْ بِالصِّحَّةِ يُدْرِكُ اَلْإِنْسَانُ مَصَالِحَ مَعَاشِهِ وَبِهِ يُحَقِّقُ مَقْصُودَ حَيَاتَهِ، فَبِهَا يُحَقِّقُ اَلْعُبُودِيَّةَ لِلَّهِ –عَزَّ وَجَلَّ- وَيُدْرِكُ مَا يَكُونُ مِنْ مَصَالِحِ مَعَاشِهِ، وَلِهَذَا قَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمنًا في سِرْبِهِ، مُعافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يومِهِ، فِكِأِنَّما حِيِزَتْ لَهُ الدُّنْيا» الترمذي(2346), وقالَ: حَسَنٌ..
اَللَّهُمَّ لَكَ اَلْحَمْدُ كَثِيرًا كَثِيرًا، وَلَكَ اَلشُّكْرُ عَلَى مَا أَعْطِيَتَ شُكْرًا جَزِيلاً، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنَّ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرَحمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ اَلْخَاسِرِينَ.
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ اَلشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِشُكْرِ هَذِهِ اَلنِّعْمَةِ، وَمِنْ شُكْرِهَا اَلْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا، وَلِهَذَا نَهَىَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْمُؤْمِنينَ عَنْ أَنْ يُلْقُوُا بِأَيْدِيهِمْ إِلَى اَلتَّهْلُكَةِ وَقَدْ دَخَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ بَلَغَ بِهِ اَلْمَرَضُ مَبْلَغًا عَظِيمًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا كَانَ يَقُولُ فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُهُ - أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ» مسلم(2688) أَيْ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ وَلَكِنْ سَلِ اَللَّهَ اَلْعَافِيَةَ.
فَالْإِنْسَانُ لَا يُطِيقُ مَا يَكُونُ مِنْ مَرَضٍ قَدْ يَدْلِفُ بِهِ إِلَى حَتْفِهِ أَوْ يُوَصِّلُهُ إِلَى تَعَطُّلِ مَصَالِحِهِ، وَلِهَذَا نَهَاهُ اَلنَّبِيُّ –صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ وَوَجَّهَهَ إِلَى أَنْ يَسْأَلَ اَللَّهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِه، وَلِهَذَا يَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَحْرِصَ عَلَىَ عَافِيَةِ بَدَنِهِ وَصِحَّتِهِ بِأَخْذِ كُلِّ مَا يُفْضِي إِلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ فِي شَأْنِ اَلدَّاءِ بِأَمْرَيْنِ: اَلْأَمْرُ اَلْأَوَّلُ تَوَقِّيِهِ فَقَالَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» مسلم(2221) وَقَالَ –صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فِرَّ مِن المَجْذُومِ فِرارَك مِنَ الأسَدِ» البخاري(5707).
وَأَمَرَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا فِي شَأْنِ اَلدَّاءِ أَمْراً ثَانياً وَهُوَ اَلتَّدَاوِي فَقَالَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «تَداوَوْا عِبادَ اللَّهِ» ابنُ ماجَةْ(3436)، بإِسْنادٍ صحيحٍ ، فَأَمَرَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِالتَّدَاوِي صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ اَلْمَصَالِحِ اَلَّتِي يُدْرَكُ بِهَا خَيْرُ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَبِصِحَّةِ اَلْأَبْدَان تُدْرَكُ مَصَالِحُ اَلْإِنْسَانِ فِي مَعَاشِهِ وَفِي مَعَادِهِ.
اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بك مِنْ مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ، اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا اَلصِّحَّةِ فِي أَبْدَانِنَا، وَالسَّلَامَةِ فِي قُلُوبِنَا، وَالْعَافِيَةَ فِي كُلِّ شَأْنِنَا وَلَا تُؤَاخِذنَا بِسَيِّئِ عَمَلِنَا، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرَحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخَاسِرِينَ، أَقُولُ هَذَا اَلْقَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفَرُوهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
اَلْحَمْد لِلَّهِ حَمَدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حَمَدًا يُرْضِيهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمِنْ اِتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ اَلدِّين، أَمَّا بَعد:
فَاتَّقُوا اَللَّهَ عِبَادَ اَللَّهِ؛ اِتَّقَوْا اَللَّهُ تَعَالَى حَقَّ تَقْوَاهُ؛ فَبِالتَّقْوَى تُجْلِبُ اَلْخَيْرَات وتُسْتَدَفَعُ اَلْمَكْرُوهَات وَيَنَالُ اَلْإِنْسَانُ بِذَلِكَ سَعَادَةً اَلدَّارَيْنِ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ: عِبَادَ اَللَّهِ؛ إِنَّ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ اَلشَّرِيعَةُ عَنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَتَوَقَّى أَصْحَابَ اَلْأَمْرَاضِ صَلَوَاتِ اَللَّهِ وَسَلَامِهِ عَلَيْهِ، فَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ اَلْإِمَام مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بن اَلشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَدَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ ثَقِيفٍ جَاءُوا يُبَايِعُونَهُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ كَانَ مَعَهُمْ رَجُلٍ مَجْذُومٍ أَيْ قَدْ أَصَابَهُ اَلْجُذَامُ وَالْجُذَامُ مَرَضٌ مُعْدٍ فَقَالَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِذَلِكَ اَلرَّجُلِ: «إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ» مسلم(2231) فَلَمْ يُصَافِحْهُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِكَوْنِ ذَلِكَ اَلْمَرَضِ مُعْدٍ فَهَذَا هَدْيُهُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ كَوْنِهِ أَكْمَلَ اَلنَّاسُ تَوَكُّلاً فَلَمْ يَكُنْ يُخَالِطُ ذَوِي اَلْأَمْرَاضِ اَلْمُعْدِيَةِ صَلَوَاتِ اَللَّهِ وَسَلَامِهِ عَلَيْهِ.
بَلْ قَدْ قَالَ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لا يُورِدُ مُمرِضٌ على مُصِحٍّ» مسلم(2221) وَلِهَذَا يَنْبَغِي لَنَا وَنَحْنُ فِي ظِلِّ هَذِهِ اَلْجَائِحَةِ اَلَّتِي أَصَابَتْ شَرْقَ اَلدُّنْيَا وَغَرْبِهَا، أَصَابَتْ أَقَاصِيَ اَلدُّنْيَا فِي كُلِّ اِتِّجَاهِ أَنْ نَكُونَ عَلَى وَعْيِ بِاِتِّخَاذِ اَلتَّدَابِيرِ اَلْوَاقِيَةِ اَلَّتِي تَقِي اِنْتِقَالَ هَذَا اَلْمَرَضِ إِذْ إِنَّهُ مِنْ اَلْأَمْرَاضِ سَرِيعَةَ اَلِانْتِشَارِ، وَلَا يَعْنِي هَذَا أَنْ يَكُونَ اَلْإِنْسَانُ مُنْعَزِلاً عَنْ مَصَالِحِهِ إِنَّمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ أَنْ يَنْقِلَ مَرَضًا أَوْ يَتَسَبَّبُ فِي نَقْلِهِ، أَوْ أَنْ يُنْقَلَ إِلَيْهِ مَرَضٌ بِسَبَبِ تَفْرِيطِهِ بِأَخْذِ اَلتَّدَابِيرِ اَلْوَاقِيَةِ.
وَإِنَّ اَلتَّدَابِيرَ اَلْوَاقِيَةَ تُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ اَلِاخْتِصَاصِ وَهُمْ اَلْأَطِبَّاءُ وَأَهْلِ اَلصِّحَّةِ، وَقَدْ عُنِيَتْ وِزَارَةُ اَلصِّحَّةِ بِالتَّوْجِيهِ اَلْمُسْتَمِرِّ لِكُلِّ فِئَاتِ اَلْمُجْتَمَعِ أَنْ يَكُونُوا عَلَى وَعْيٍ وَحَذَّرٍ مِنْ اَلتَّهَاوُنِ فِي أَخْذِ اَلْإِجْرَاءَاتِ اَلِاحْتِرَازِيَّةِ اَلَّتِي تَقِي اَلنَّاسَ اِنْتِقَالَ هَذَا اَلْمَرَضِ، وَذَاكَ أَنَّ اَلتَّوْجِيهَاتِ لَمْ تَنْقَطِعْ مُنْذُ ظُهُورِ هَذِهِ اَلْجَائِحَةِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ عَلَى وَعْيٍ وَعَلَى قَدْرٍ مِنْ اَلْمَسْؤُولِيَّةِ وَأَن نَتْذَاكْرَ وَأَنْ نَتَوَاصَى فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَدْخُلُ فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2] .
وَقَدْ رَأَى اَلنَّاسُ إِصَابَةَ عَدَدٍ غَيْرِ قَلِيلٍ مِمَّنْ يَعْرِفُونَ بِهَذَا اَلْمَرَضِ، وَقَدْ يَكُونُ حَمْلُ بَعْضِهِمْ عَلَى اَلتَّهَاوُنِ فِيهِ مَا رَأَوْهُ مِنْ خِفَّةِ اَلْأَعْرَاضِ، إِلَّا أَنَّ اَلنَّاسَ فِي إِصَابَتِهِمْ بِهَذَا اَلْمَرَضِ يَتَفَاوَتُون، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ شَدِيدًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ خَفِيفًا، وَاَلَّذِي يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَحذَرَ اَلْإِصَابَةَ بِهِ أَوْ أَنْ يَكُونَ سَبَبًا فِي نَقْلِهِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ اِتِّخَاذِ مَا يُمْكِنُهُ اِتِّخَاذَهُ مِنْ اَلْإِجْرَاءَاتِ وَالتَّدَابِيرِ اَلْوَاقِيَةِ وَاَللَّهِ –جَلَّ وَعَلَا- لَهُ اَلْأَمْرُ كُلُّهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ وَهَذِهِ أَسْبَابٌ وَهُوَ مُقَدِّرهَا جَلَّ فِي عُلَاهُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يُكِنْ – سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ –.
لَكِنْ لَا تُعَطِّلَ اَلْأَسْبَابَ؛ فَهَذَا أَكْمَلُ اَلنَّاس
تَوْحِيدًا، رَدَّ مَنْ كَانَ يُبَايِعُهُ مِنْ أَقَاصِي اَلْبِلَاد مِنَ اَلطَّائِفِينَ اَلْمَدِينَةَ رَدَّهُ وَلَمْ يُبَايِعْهُ مُبَايَعَةً مُعْتَادَةً بِالْمُصَافَحَةِ، بَلْ قَالَ لَهُ مُبَايَعَةٌ بِالْقَوْلِ «إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ» مسلم(2231).
اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى طَاعَتِكَ، وَخُذْ بِنَوَاصِينَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَأَعِذْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَشَرٍّ، وَاهْدِنَا سَوَاءَ اَلسَّبِيلِ يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ، اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ اَلْعَالَمَيْنِ، اَللَّهُمَّ وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ، وَيَسِّرْهُ لِلْيُسْرَى وَأَعِنْهُ عَلَى مَا تَحْمِلُ مِنْ أَمَانَةٍ يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، اَللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ اَلْحَرَمَيْنِ اَلشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ إِلَى كُلِّ بِرٍّ هَيَّأَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ رُشْدًا يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، اَللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ اَلْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ إِلَى مَا فِيهِ خَيْرُ اَلْعِبَادِ وَالْبِلَادِ، إِلَىَ اَلْحُكْمِ بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَالْإِكْرَام، اَللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا اَلْوَبَاءُ، اَللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا كُلَّ سُوءٍ وَشَرٍّ يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، اِجْعَلْنَا مِنْ حِزْبِكَ وَأَوْلِيَائِكَ، وَفِّقنَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى إنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرِ، اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيَتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدُ.