×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى الله بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها» رواه مسلم+++حديث رقم (2847)---.

الجنة والنار:

هذا الحديث الشريف الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمرا غيبيا يتعلق بالجنة والنار، الجنة هي دار النعيم الكامل التي أعد فيها الله تعالى لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اللهم اجعلنا من أهلها.

والنار هي دار العصاة: من أهل الكفر والفجور والفسوق والعصيان أجارنا الله تعالى وإياكم منها، "احتجت الجنة والنار" أي: كل منهما ذكر حجته في خصام بينهما عند رب العالمين، وهذا على حقيقته فإن الله تعالى أنطق كل شيء وهو جل وعلا قادر على إنطاق الجنة والنار، فلا يقل قائل كيف يكون ذلك فهذا من الأمور الغيبية التي تستقبل بالقبول والإيمان وعدم الرد والاعتراض، فإن الإيمان يقتضي قبول ما أخبر به سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه، متى كانت هذه المحاجة الله أعلم.

هي خبر مما لا ينطق عن الهوى أن الجنة والنار كل منهما احتج بين يدي الله عز وجل في ماذا كانت المحاجة قيل: في الفضل، فكل من الجنة والنار ذكر ما فضلت به فكيف ذلك؟

 المحاجة بين الجنة والنار:

يكون ذلك بأن الجنة ذكرت أن الله فضلها بأن جعلها دارا لضعفاء الناس ومساكينهم وهم أهل الرحمة والعطف والإحسان، فكان فضلها في أنها دار هؤلاء، وأما النار فذكرت فضلها في أنها دار المتكبرين والجبارين فقالت: "في الجبارون والمتكبرون" ووجه الفضل فيها أنها أذلت هؤلاء وعاقبتهم بما يكون فيها من العذاب الأليم أجارنا الله تعالى وإياكم منها.

وقيل: إن المحاجة وقعت في المفاضلة فقالت النار: أوثرت كما في رواية أبي هريرة في الصحيح أوثرت بالجبارين والمتكبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسخطهم وعجزهم يعني الضعفاء منهم فيكون هنا المحاجة أن الجنة ظنت أن دخول هؤلاء فيها من نقصها فسواء كان هذا أو هذا فصل الله تعالى بين الجنة والنار في المحاجة فقال: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وهم أهل الرحمة الذين اصطفاهم الله تعالى وجعلهم من أهل الصلاح والأخيار.

وأما النار فقال: وإنك النار أعذب بك من أشاء من حيث أنها عقوبة يرغم الله تعالى بها أعدائه ومن خالف أمره، ما الأوصاف التي ذكرها الحديث لأهل الجنة قال: ضعفاء الناس ومساكينهم والمقصود بهذا أهل الخشوع والتواضع وعدم العلو في الأرض وليس المقصود بالضعف والمسكنة هنا عدم المال، فإن عدم المال لا يمدح به الإنسان كما أن كسب المال ووفرته لا يمدح به الإنسان، إنما المدح في حال الإنسان حال الفقر والغنى، ففي الفقر إن كان صابرا محتسبا، وفي الغنى إن كان باذلا حافظا حق الله كان ممدوحا وإن كان خلاف هذا فقرا أو غنى، فإنه مذموم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم فقير مختال»+++[معجم الطبراني (492) وضعفه الألباني]---. وفي الرواية الأخرى قال: عاقل مستكبر فمع فقره مستكبر كان ذلك موجب لهذه العقوبة فليس المدح في الفقر ولا المدح في الغنى في ذلك، إنما فيما يرافقه من حال الإنسان.

فقوله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر عن الجنة فيا ضعفاء الناس ومساكينهم يعني أهل الخشوع والتواضع وعدم العلو في الأرض هؤلاء ممدوحون قال الله تعالى : ﴿تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين﴾+++[القصص: 83]---.

أهل النار:

وأما أهل النار فقالت: "في الجبارون والمتكبرون" الجبارون جمع جبار وهو من طغى واعتدى على الخلق والجبار لا يوصف به الإنسان على وجه المدح، بل لا يوصف به إلا على وجه الذم، وإن كان يرد في بيان القوة فيقال: نخلة جبارة أي قوية عالية، لكن في ذكر الإنسان لا يكون ذلك على وجه المدح، إنما يكون ذلك على وجه الذم، ولذلك قال بنو إسرائيل إن فيها قوما جبارين أي أصحاب قوة واعتداء وبغي وظلم.

وأما "المتكبرون" فالتكبر هو حال في النفس يرى الإنسان فيها نفسه فوق غيره، فيكون يرى لنفسه منزلة ويحتقر غيره، فكان هذا من موجبات العقوبة ولهذا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لأنه لا يدخلها إلا المتواضعون الأذلاء لله عز وجل ولعباده المؤمنين.

فضل التواضع والخشوع والذل لله:

فينبغي أن يعلم أن المقصود بهذا الحديث هو بيان فضل التواضع والخشوع والذل لله عز وجل وعدم العلو على الخلق، وليس المقصود وصف فضل المسكنة بقلة ذات اليد أو الضعف بقلة القوة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وكل على خير»+++صحيح مسلم (2664)---.

وأما قوله جل وعلا للجنة والنار بعد أن ذكر أن الجنة محل الرحمة وأن النار محل العقوبة ولكيكما علي ملأها أي للنار ملئها وللجنة ملئها، النار ﴿كلما ألقي فيها فوج﴾+++[الملك: 8]--- قالت ﴿هل من مزيد﴾+++[ق: 30]--- حتى يزوي الله تعالى بعضها على بعض فتضيق على أهلها، وأما الجنة فإنه كلما دخلها من دخلها كان فيها مساحة حتى ينشأ الله تعالى خلقا فيدخلهم الجنة من سعتها نسأل الله من فضله وعظيم إحسانه وبره وانظر الفرق تلك تزوى وتضيق على أهلها وهذه يبقى فيها من الأماكن ما ينشأ الله تعالى خلقا حتى يشغلوها فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من أبرزها الاختصام في الفضل، وأن الاختصام في الفضل حتى يكون بين الجمادات وأن المفاضلة تكون فيما يجري من الإنسان من أحوال، وأن الله تعالى يفصل بين المختصمين جل في علاه وأنه عدل في ذلك، وأنه يحفظ لكل صاحب فضل ما يكون فيه من الفضل، فالجنة فضلها في أنها رحمة فهي محل الإنعام والإحسان، والنار فضلها في أنها عقوبة لأهل الإساءة والعصيان من الكفار والمنافقين ونحوهم.

وفيه أن الله تعالى يملأ الجنة ويملأ النار، فليس لأحدهما فضل على الآخر من حيث ملئها نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المشاهدات:2004

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن أَبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ، فقالتِ النَّارُ: فِيَّ الجَبَّارُونَ وَالمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالتِ الجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، فَقَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا: إنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتِي أرْحَمُ بِكِ مَنْ أشَاءُ، وَإنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أشَاءُ، وَلِكلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا» رواه مسلمحديث رقم (2847).

الجنة والنار:

هذا الحديث الشريف الذي ذكر فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمرًا غيبيا يتعلق بالجنة والنار، الجنة هي دار النعيم الكامل التي أعد فيها الله تعالى لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اللهم اجعلنا من أهلها.

والنار هي دار العصاة: من أهل الكفر والفجور والفسوق والعصيان أجارنا الله ـ تعالى وإياكم منها، "احتجت الجنة والنار" أي: كل منهما ذكر حجته في خصام بينهما عند رب العالمين، وهذا على حقيقته فإن الله ـ تعالى ـ أنطق كل شيء وهو ـ جل وعلا ـ قادر على إنطاق الجنة والنار، فلا يقل قائل كيف يكون ذلك فهذا من الأمور الغيبية التي تستقبل بالقبول والإيمان وعدم الرد والاعتراض، فإن الإيمان يقتضي قبول ما أخبر به سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه، متى كانت هذه المحاجة الله أعلم.

هي خبر مما لا ينطق عن الهوى أن الجنة والنار كل منهما احتج بين يدي الله ـ عز وجل ـ في ماذا كانت المحاجة قيل: في الفضل، فكل من الجنة والنار ذكر ما فضلت به فكيف ذلك؟

 المحاجة بين الجنة والنار:

يكون ذلك بأن الجنة ذكرت أن الله فضلها بأن جعلها دارًا لضعفاء الناس ومساكينهم وهم أهل الرحمة والعطف والإحسان، فكان فضلها في أنها دار هؤلاء، وأما النار فذكرت فضلها في أنها دار المتكبرين والجبارين فقالت: "فيَّ الجبارون والمتكبرون" ووجه الفضل فيها أنها أذلت هؤلاء وعاقبتهم بما يكون فيها من العذاب الأليم أجارنا الله تعالى وإياكم منها.

وقيل: إن المحاجة وقعت في المفاضلة فقالت النار: أوثرت كما في رواية أبي هريرة في الصحيح أوثرت بالجبارين والمتكبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسخطهم وعجزهم يعني الضعفاء منهم فيكون هنا المحاجة أن الجنة ظنت أن دخول هؤلاء فيها من نقصها فسواء كان هذا أو هذا فصل الله ـ تعالى ـ بين الجنة والنار في المحاجة فقال: إنكِ الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وهم أهل الرحمة الذين اصطفاهم الله ـ تعالى ـ وجعلهم من أهل الصلاح والأخيار.

وأما النار فقال: وإنكِ النار أعذب بكِ من أشاء من حيث أنها عقوبة يرغم الله ـ تعالى ـ بها أعدائه ومن خالف أمره، ما الأوصاف التي ذكرها الحديث لأهل الجنة قال: ضعفاء الناس ومساكينهم والمقصود بهذا أهل الخشوع والتواضع وعدم العلو في الأرض وليس المقصود بالضعف والمسكنة هنا عدم المال، فإن عدم المال لا يمدح به الإنسان كما أن كسب المال ووفرته لا يمدح به الإنسان، إنما المدح في حال الإنسان حال الفقر والغنى، ففي الفقر إن كان صابرًا محتسبًا، وفي الغنى إن كان باذلًا حافظًا حق الله كان ممدوحًا وإن كان خلاف هذا فقرًا أو غنى، فإنه مذموم ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللَّهُ ولا ينظرُ إليْهم يومَ القيامةِ ولا يزَكِّيهم ولَهم عذابٌ أليمٌ فقيرٌ مختالٌ»[معجم الطبراني (492) وضعفه الألباني]. وفي الرواية الأخرى قال: عاقل مستكبر فمع فقره مستكبر كان ذلك موجب لهذه العقوبة فليس المدح في الفقر ولا المدح في الغنى في ذلك، إنما فيما يرافقه من حال الإنسان.

فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما ذكر عن الجنة فيا ضعفاء الناس ومساكينهم يعني أهل الخشوع والتواضع وعدم العلو في الأرض هؤلاء ممدوحون قال الله ـ تعالى ـ: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[القصص: 83].

أهل النار:

وأما أهل النار فقالت: "فيَّ الجبارون والمتكبرون" الجبارون جمع جبار وهو من طغى واعتدى على الخلق والجبار لا يوصف به الإنسان على وجه المدح، بل لا يوصف به إلا على وجه الذم، وإن كان يرد في بيان القوة فيقال: نخلة جبارة أي قوية عالية، لكن في ذكر الإنسان لا يكون ذلك على وجه المدح، إنما يكون ذلك على وجه الذم، ولذلك قال بنو إسرائيل إن فيها قومًا جبارين أي أصحاب قوة واعتداء وبغي وظلم.

وأما "المتكبرون" فالتكبر هو حال في النفس يرى الإنسان فيها نفسه فوق غيره، فيكون يرى لنفسه منزلة ويحتقر غيره، فكان هذا من موجبات العقوبة ولهذا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لأنه لا يدخلها إلا المتواضعون الأذلاء لله ـ عز وجل ـ ولعباده المؤمنين.

فضل التواضع والخشوع والذل لله:

فينبغي أن يعلم أن المقصود بهذا الحديث هو بيان فضل التواضع والخشوع والذل لله ـ عز وجل ـ وعدم العلو على الخلق، وليس المقصود وصف فضل المسكنة بقلة ذات اليد أو الضعف بقلة القوة كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وَكُلٌّ علَى خيرٍ»صحيح مسلم (2664).

وأما قوله ـ جل وعلا ـ للجنة والنار بعد أن ذكر أن الجنة محل الرحمة وأن النار محل العقوبة ولكيكما علي ملأها أي للنار ملئها وللجنة ملئها، النار ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ[الملك: 8] قالت ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ[ق: 30] حتى يزوي الله تعالى بعضها على بعض فتضيق على أهلها، وأما الجنة فإنه كلما دخلها من دخلها كان فيها مساحة حتى ينشأ الله ـ تعالى ـ خلقًا فيدخلهم الجنة من سعتها نسأل الله من فضله وعظيم إحسانه وبره وانظر الفرق تلك تزوى وتضيق على أهلها وهذه يبقى فيها من الأماكن ما ينشأ الله تعالى خلقًا حتى يشغلوها فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من أبرزها الاختصام في الفضل، وأن الاختصام في الفضل حتى يكون بين الجمادات وأن المفاضلة تكون فيما يجري من الإنسان من أحوال، وأن الله ـ تعالى ـ يفصل بين المختصمين جل في علاه وأنه عدل في ذلك، وأنه يحفظ لكل صاحب فضل ما يكون فيه من الفضل، فالجنة فضلها في أنها رحمة فهي محل الإنعام والإحسان، والنار فضلها في أنها عقوبة لأهل الإساءة والعصيان من الكفار والمنافقين ونحوهم.

وفيه أن الله ـ تعالى ـ يملأ الجنة ويملأ النار، فليس لأحدهما فضل على الآخر من حيث ملئها نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93876 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89754 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف