×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام النووي رحمه الله في باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم:

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا» هؤلاء الستة كانت حالهم ضعيفة فقال المشركون من صناديد قريش وكبرائهم للنبي صلى الله عليه وسلم : أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، يعني لا تسقط مكانتنا بمجالستهم ومخالطتهم، ويجرئون علينا بما لا يكون من مثلهم لمثلنا، يقول سعد رضي الله تعالى عنه في تعيين هؤلاء قال: «وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما».+++مسلم (2413)---

وقد جاء تسميتهما في روايات أخرى في بيان من هم هؤلاء الستة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وطلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يطردهم، وهم: سعد بن أبي وقاص، وعند الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، والمقداد، وصهيب وبلال، المقداد بن يعد كرب، وصهيب وبلال رضي الله عنهم هؤلاء الستة هم الذين كانوا أصحاب هذه القصة.

فلما كلم هؤلاء المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وكان حريصاعلى إسلامهم، وعلى تأليفهم، وقع في نفسه صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع من إجابتهم إلى ما طلبوا، حتى حدث نفسه بأن يخرج هؤلاء الصحابة إذا جاء هؤلاء المشركون، فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم : ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾+++[الأنعام:52]---. هذه القصة التي أخبر فيها سعد رضي الله عنه عن هذه الواقعة تضمنت جملة من الفوائد:

- من فوائد هذه القصة: مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأنف أن يجالس أحدا من الصالحين، ومن أهل الإسلام والأخيار شريفا كان رفيعا أو كان على غير هذه الحال من القلة والضعف. وهكذا ينبغي للإنسان أن لا يترفع عن مجالسة من في مجالسته خير مهما كانت حاله، فالشأن ليس بمقام المجالس إنما الشأن في حاله من حيث الصلاح والاستقامة والإيمان.

 - الثاني من الفوائد: أنفة المشركين من أن يجالسوا هؤلاء الصحابة، وظنوا أنهم مجالستهم ستكون سببا لنزول مقامهم.

- وفيه أيضا من الفوائد: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، حيث وقع في نفسه ما وقع ليؤمن هؤلاء ويستقيموا، فكان ذلك هو الباعث وليس الاستجابة لأجل النزول عند رغبتهم بالعلو على الخلق  إنما وافقهم صلى الله عليه وسلم أو هم أن يوافقهم طمعا في إسلامهم. وهنا فائدة وهي أنه إذا كان الطمع في إسلام أحد أو استقامته يفضي إلى إسقاط حق غيره، فليس هذا من المشروع بل هو من المنهي عنه، فلما كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمان هؤلاء قد حمله على التفكير في أن يطرد من له حق في مخالطة النبي صلى الله عليه وسلم والبقاء معه، جاء النهي من الله عز وجل وبيان العلة، قال جل في علاه : ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي﴾+++[الأنعام:52]---، وهذا نظير ما جرى مع الأعمى ﴿عبس وتولى* أن جاءه الأعمى﴾+++[عبس:1-2]---وكل ذلك لحرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، لكن إذا كانت الهداية تستلزم إسقاط من له حق في شيء من الأشياء، فإنه لا ينبغي أن يسقط حقه، وأن يقدم غيره عليه.

- وفيه من الفوائد: فضيلة هؤلاء الصحابة الستة، فإن الله شهد لهم بشهادة عظمى، وهي أنهم يدعونه بالغداة والعشي، أي يعبدونه ويتقربون إليه، ويسعون فيما يرضى غدوا وعشيا.

- وفيه أيضا: أن المناهي لا تنحصر في حق الأمة؛ بل النبي صلى الله عليه وسلم والأمة فيها سواء، وهذا هو الأصل إلا ما دل الدليل على تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى لنبيه وهو خطاب لكل من تأسى به: ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي+++[الأنعام:52]---.

- وفيه: فضيلة دعاء الله عز وجل وعبادته في هذين الوقتين، قوله: ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي+++[الأنعام:52]--- فيها عدة أقوال:

* منهم من قال: ﴿يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾+++[الأنعام:52]---، يعني يأتون بالصلوات المكتوبات في أوقتها.

* ومنهم من قال: أنهم يأتون بالأذكار صباحا ومساء.

* ومنهم من قال: أنهم يعبدون الله في كل زمانهم ليلا ونهارا، الغدو هو أول النهار إلى الزوال، والعشي من بعد الزوال إلى الصبح من اليوم الثاني، وهذا ليس ببعيد؛ لأن هؤلاء كانوا على عباد، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان، فقوله تعالى : يدعون ربهم أي يعبدونه، فالدعاء هنا دعاء العبادة، ويشمل أيضا دعاء الذكر.

- وفيه: فضيلة الإخلاص لله مع العمل، فإن العمل إذا كان مجرد الإخلاص لا ينفعه صاحبه، ولذلك قال: ﴿يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾+++[الأنعام:52]---.

فالإخلاص يرفع الناس مقامات عالية، ومنازل سامية لا يدركونها بغير الإخلاص، فكم من قليل مع الإخلاص صار عظيما، وكم من كثير بدون إخلاص تبدد وتلاشى، فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص له والعمل لطاعته.

- وفيه من الفوائد: استحباب مجالسة الصالحين، والحرص على ذلك فإنه مما يزداد به الإيمان، ويثبت به اليقين، هذا خطاب لسيد الورى الذي ليس محتاجا إلى أحد، يأمره الله بأن يجالس الأخيار: ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم﴾+++[الأنعام:52]---.

- وفيه: إكرام أهل الطاعة أيضا، وأهل العبادة، وأنه ينبغي أن يكرمون، وأن يجلون، وأن ينزلوا منزلة تليق بهم، فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره، وأن يجعلنا ممن يدعونه رغبا ورهبا غدوا وعشيا يبتغون وجهه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:1720

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم:

عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: «كُنَّا مَعَ النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ سِتَّةَ نَفَرٍ، فَقَالَ المُشْرِكُونَ للنَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اطْرُدْ هؤلاء لا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا» هؤلاء الستة كانت حالهم ضعيفة فقال المشركون من صناديد قريش وكبرائهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، يعني لا تسقط مكانتنا بمجالستهم ومخالطتهم، ويجرئون علينا بما لا يكون من مثلهم لمثلنا، يقول سعد ـ رضي الله تعالى عنه ـ في تعيين هؤلاء قال: «وَكُنْتُ أنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ وَبِلالٌ وَرَجُلاَنِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا».مسلم (2413)

وقد جاء تسميتهما في روايات أخرى في بيان من هم هؤلاء الستة الذين كانوا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلب المشركون من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يطردهم، وهم: سعد بن أبي وقاص، وعند الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، والمقداد، وصهيب وبلال، المقداد بن يعد كرب، وصهيب وبلال ـ رضي الله عنهم ـ هؤلاء الستة هم الذين كانوا أصحاب هذه القصة.

فلما كلم هؤلاء المشركون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان حريصًاعلى إسلامهم، وعلى تأليفهم، وقع في نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما شاء الله أن يقع من إجابتهم إلى ما طلبوا، حتى حدث نفسه بأن يخرج هؤلاء الصحابة إذا جاء هؤلاء المشركون، فأنزل الله ـ تعالى ـ على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ[الأنعام:52]. هذه القصة التي أخبر فيها سعد ـ رضي الله عنه ـ عن هذه الواقعة تضمنت جملة من الفوائد:

- من فوائد هذه القصة: مجالسة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأنف أن يجالس أحدًا من الصالحين، ومن أهل الإسلام والأخيار شريفًا كان رفيعًا أو كان على غير هذه الحال من القلة والضعف. وهكذا ينبغي للإنسان أن لا يترفع عن مجالسة من في مجالسته خير مهما كانت حاله، فالشأن ليس بمقام المجالس إنما الشأن في حاله من حيث الصلاح والاستقامة والإيمان.

 - الثاني من الفوائد: أنفة المشركين من أن يجالسوا هؤلاء الصحابة، وظنوا أنهم مجالستهم ستكون سببًا لنزول مقامهم.

- وفيه أيضًا من الفوائد: حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هداية الناس، حيث وقع في نفسه ما وقع ليؤمن هؤلاء ويستقيموا، فكان ذلك هو الباعث وليس الاستجابة لأجل النزول عند رغبتهم بالعلو على الخلق  إنما وافقهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو هم أن يوافقهم طمعًا في إسلامهم. وهنا فائدة وهي أنه إذا كان الطمع في إسلام أحد أو استقامته يفضي إلى إسقاط حق غيره، فليس هذا من المشروع بل هو من المنهي عنه، فلما كان حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إيمان هؤلاء قد حمله على التفكير في أن يطرد من له حق في مخالطة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والبقاء معه، جاء النهي من الله ـ عز وجل ـ وبيان العلة، قال ـ جل في علاه ـ: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ[الأنعام:52]، وهذا نظير ما جرى مع الأعمى ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى[عبس:1-2]وكل ذلك لحرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هداية الناس، لكن إذا كانت الهداية تستلزم إسقاط من له حق في شيء من الأشياء، فإنه لا ينبغي أن يسقط حقه، وأن يقدم غيره عليه.

- وفيه من الفوائد: فضيلة هؤلاء الصحابة الستة، فإن الله شهد لهم بشهادة عظمى، وهي أنهم يدعونه بالغداة والعشي، أي يعبدونه ويتقربون إليه، ويسعون فيما يرضى غدوًا وعشيًا.

- وفيه أيضًا: أن المناهي لا تنحصر في حق الأمة؛ بل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمة فيها سواء، وهذا هو الأصل إلا ما دل الدليل على تخصيص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال ـ تعالى ـ لنبيه وهو خطاب لكل من تأسى به: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ[الأنعام:52].

- وفيه: فضيلة دعاء الله ـ عز وجل ـ وعبادته في هذين الوقتين، قوله: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ[الأنعام:52] فيها عدة أقوال:

* منهم من قال: ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ[الأنعام:52]، يعني يأتون بالصلوات المكتوبات في أوقتها.

* ومنهم من قال: أنهم يأتون بالأذكار صباحًا ومساء.

* ومنهم من قال: أنهم يعبدون الله في كل زمانهم ليلًا ونهارًا، الغدو هو أول النهار إلى الزوال، والعشي من بعد الزوال إلى الصبح من اليوم الثاني، وهذا ليس ببعيد؛ لأن هؤلاء كانوا على عباد، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان، فقوله ـ تعالى ـ: يدعون ربهم أي يعبدونه، فالدعاء هنا دعاء العبادة، ويشمل أيضًا دعاء الذكر.

- وفيه: فضيلة الإخلاص لله مع العمل، فإن العمل إذا كان مجرد الإخلاص لا ينفعه صاحبه، ولذلك قال: ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ[الأنعام:52].

فالإخلاص يرفع الناس مقامات عالية، ومنازل سامية لا يدركونها بغير الإخلاص، فكم من قليل مع الإخلاص صار عظيمًا، وكم من كثير بدون إخلاص تبدد وتلاشى، فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص له والعمل لطاعته.

- وفيه من الفوائد: استحباب مجالسة الصالحين، والحرص على ذلك فإنه مما يزداد به الإيمان، ويثبت به اليقين، هذا خطاب لسيد الورى الذي ليس محتاجًا إلى أحد، يأمره الله بأن يجالس الأخيار: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ[الأنعام:52].

- وفيه: إكرام أهل الطاعة أيضًا، وأهل العبادة، وأنه ينبغي أن يكرمون، وأن يجلون، وأن ينزلوا منزلة تليق بهم، فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره، وأن يجعلنا ممن يدعونه رغبًا ورهبًا غدوًا وعشيًا يبتغون وجهه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91423 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87223 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف