×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

قال الإمام النووي رحمه الله في باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم:

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله»وقال أحد الرواة: «وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر».+++ البخاري (6007)، ومسلم (2982)---

هذا الحديث الشريف فيه بيان فضل السعي على أهل الحاجة والمسكنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الساعي على الأرملة والمسكين» والساعي هو من يقوم بشئون هذين: الأرملة والمسكين، بكسبه أو بوجاهته أو بعمله، بكل وسيلة من وسائل السعي، فالسعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، والأرملة هي من فقدت زوجها، وقيل: هي من لا زوج لها سواء أن تزوجت أو لم تتزوج، وذلك أن الرمل المذكور في هذا الوصف الأرملة مأخوذ من الرمل وهو فقد كل شيء، والفاقة، والحاجة، وشدة المسكنة.

أما المسكين: فهو من أسكنته الحاجة فقل ما في يده أو عدم ما في يده، فالساعي على الأرملة والمسكين فضله عند الله عز وجل من حيث الأجر والثواب "كالمجاهد في سبيل الله" يعني له أجر المجاهد في سبيل الله، وشتان بين العملين من حيث الخطورة، ومن حيث تعريض النفس إلى الهلاك، فإن المجاهد في سبيل الله يعرض نفسه للهلاك أو التلف أو الإصابة مع ما في الجهاد من المشقة والعناء، أما الساعي فإنه دون ذلك لكن لما كان قائما بحوائج ذوي الحاجات، وراعيا لشئونهم، وساع في مصالحهم كان فضل الله تعالى وثوابه أن بلغه في الثواب والأجر درجة المجاهد في سبيل الله.

وقال الراوي: أحسبه أي القعنبي يقول: أحسبه قال: «وكالصائم الذي لا يفطر»أي في المثوبة والأجر كمن دام صومه فلا يكون في أيامه فطر، «وكالقائم الذي لا يفتر»يعني الذي يديم القيام فلا يفتر عن القيام في ليلة من الليالي، وهذا يفيد عظيم الأجر المرتب على السعي على ذوي الحاجات من أهل الفقر والمسكنة، ولا فرق في المسكين والأرملة أن يكون ممن لهم قرابة أو ممن لا قرابة لهم، فمن لهم قرابة يدخلون في الحديث من باب أولى؛ لأن السعي عليهم والإنفاق عليهم، والصدقة عليهم مما يجمع أجر السعي عليهم، وأجر صلة الرحم فهي صدقة وصلة.

كما أن الصدقة على ذي القربى صدقة وصلة، وعلى الغريب صدقة، فكذلك السعي وهو العمل لكفاية هؤلاء من جهته أو من جهة غيره، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كافل اليتيم، قال: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه»+++ مسلم (2983)---   له أي يعني يتصل به وله قرابة فيه، أو لغيره أي أجنبي منه كهذا هكذا، وأشار الراوي بأصبعه السبابة والوسطى.

والمقصود أن السعي على المساكين والأرامل سواء أن كانوا من قرابات الإنسان أو من غير قراباته هم ممن يدخل في الحديث، وله هذا الأجر العظيم كالمجاهد في سبيل الله، والصائم لا يفطر، والقائم لا يفتر. وقال بعض أهل العلم: إن الحديث يشمل سعي الإنسان على من لا يستطيع الكسب من عياله، وأهله كأولاده الصغار الذين لا يحسنون كسبا، وكذلك زوجاته ونحو ذلك ممن لا يقوى على الكسب، فإنه يدخل في هذا الحديث.

وفي هذا بيان فضل سعي الإنسان لكفاية نفسه وأهله، فإنه يؤجر على ذلك هذا الأجر العظيم، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله، وبه يتبين أيضا أن ثواب العمل ليس محل اجتهاد، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء، فقد يكون العمل يسيرا ويكون أجره كبيرا، وقد يكون العمل كبيرا وأجره دون ذلك، فالأجور ليست محل قياس، إنما هي فضائل وهبات يهبها الله تعالى من يشاء فنسأل الله أن يعرضنا وإياكم لفضله، وأن يجعلنا من محال إحسانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4986

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين والإحسان إليهم والشفقة عليهم والتواضع معهم وخفض الجناح لهم:

عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ»وقال أحد الرواة: «وَأحسَبُهُ قَالَ: وَكالقَائِمِ الَّذِي لاَ يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ الَّذِي لاَ يُفْطِرُ». البخاري (6007)، ومسلم (2982)

هذا الحديث الشريف فيه بيان فضل السعي على أهل الحاجة والمسكنة، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ» والساعي هو من يقوم بشئون هذين: الأرملة والمسكين، بكسبه أو بوجاهته أو بعمله، بكل وسيلة من وسائل السعي، فالسعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، والأرملة هي من فقدت زوجها، وقيل: هي من لا زوج لها سواء أن تزوجت أو لم تتزوج، وذلك أن الرمل المذكور في هذا الوصف الأرملة مأخوذ من الرمل وهو فقد كل شيء، والفاقة، والحاجة، وشدة المسكنة.

أما المسكين: فهو من أسكنته الحاجة فقل ما في يده أو عدم ما في يده، فالساعي على الأرملة والمسكين فضله عند الله ـ عز وجل ـ من حيث الأجر والثواب "كالمجاهد في سبيل الله" يعني له أجر المجاهد في سبيل الله، وشتان بين العملين من حيث الخطورة، ومن حيث تعريض النفس إلى الهلاك، فإن المجاهد في سبيل الله يعرض نفسه للهلاك أو التلف أو الإصابة مع ما في الجهاد من المشقة والعناء، أما الساعي فإنه دون ذلك لكن لما كان قائمًا بحوائج ذوي الحاجات، وراعيًا لشئونهم، وساع في مصالحهم كان فضل الله ـ تعالى ـ وثوابه أن بلغه في الثواب والأجر درجة المجاهد في سبيل الله.

وقال الراوي: أحسبه أي القعنبي يقول: أحسبه قال: «وَكَالصَّائِمِ الَّذِي لاَ يُفْطِرُ»أي في المثوبة والأجر كمن دام صومه فلا يكون في أيامه فطر، «وَكالقَائِمِ الَّذِي لاَ يَفْتُر»يعني الذي يديم القيام فلا يفتر عن القيام في ليلة من الليالي، وهذا يفيد عظيم الأجر المرتب على السعي على ذوي الحاجات من أهل الفقر والمسكنة، ولا فرق في المسكين والأرملة أن يكون ممن لهم قرابة أو ممن لا قرابة لهم، فمن لهم قرابة يدخلون في الحديث من باب أولى؛ لأن السعي عليهم والإنفاق عليهم، والصدقة عليهم مما يجمع أجر السعي عليهم، وأجر صلة الرحم فهي صدقة وصلة.

كما أن الصدقة على ذي القربى صدقة وصلة، وعلى الغريب صدقة، فكذلك السعي وهو العمل لكفاية هؤلاء من جهته أو من جهة غيره، ويدل لهذا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في كافل اليتيم، قال: «أنا وكافلُ اليتيمِ له أو لغيرِه في الجنةِ كهاتينِ، وأشار بإصبَعَيه» مسلم (2983)   له أي يعني يتصل به وله قرابة فيه، أو لغيره أي أجنبي منه كهذا هكذا، وأشار الراوي بأصبعه السبابة والوسطى.

والمقصود أن السعي على المساكين والأرامل سواء أن كانوا من قرابات الإنسان أو من غير قراباته هم ممن يدخل في الحديث، وله هذا الأجر العظيم كالمجاهد في سبيل الله، والصائم لا يفطر، والقائم لا يفتر. وقال بعض أهل العلم: إن الحديث يشمل سعي الإنسان على من لا يستطيع الكسب من عياله، وأهله كأولاده الصغار الذين لا يحسنون كسبًا، وكذلك زوجاته ونحو ذلك ممن لا يقوى على الكسب، فإنه يدخل في هذا الحديث.

وفي هذا بيان فضل سعي الإنسان لكفاية نفسه وأهله، فإنه يؤجر على ذلك هذا الأجر العظيم، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله، وبه يتبين أيضًا أن ثواب العمل ليس محل اجتهاد، وإنما هو فضل الله يؤتيه من يشاء، فقد يكون العمل يسيرًا ويكون أجره كبيرًا، وقد يكون العمل كبيرًا وأجره دون ذلك، فالأجور ليست محل قياس، إنما هي فضائل وهبات يهبها الله ـ تعالى ـ من يشاء فنسأل الله أن يعرضنا وإياكم لفضله، وأن يجعلنا من محال إحسانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف