×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

نقل النووي رحمه الله في باب النفقة على العيال:

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دينار أنفقته في سبيلالله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين  ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك»رواه مسلم.+++حديث رقم (995)---

وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله»رواه مسلم+++حديث رقم (994)---.

هذان الحديثان تضمنا بيان فضيلة الإنفاق على العيال، ففي الحديث الأول ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أوجه من أوجه الإنفاق:

- الأول: "دينار أنفقته في سبيل الله" يعني في الجهاد أو ما يلحق به كطلب العلم والحج، فدينار أنفقته في الجهاد وما في معناه.

- والنوع الثاني من أنواع النفقة: "دينار أنفقته في رقبة"، يعني في عتق رقبة، والرقبة هنا الرقيق بأن تدفع مالا لتعينه على التخلص من الرق، وليس المقصود بالرقبة هنا ما يدفع في الديات لافتداء من وجب عليه قصاص، فهذا لا يدخل في الرقاب التي جاءت النصوص بفضيلة بذل المال فيها.

- والثالث من أوجه النفقة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم : "دينار تصدقت به على مسكين" يعين على ذي حاجة سواء أن كان ذا فقر مدقع لا شيء معه، أو كان عنده بعض ما يكفيه لكنه مسكين.

- والوجه الرابع من أوجه الإنفاق؛ الإنفاق على الأهل قال: «ودينار أنفقته على أهلك» والأهل هنا هم كل من لزمتك نفقته من زوجة، ووالد، وولد، وقرابات تجب النفقة عليهم، فإن هؤلاء جميعا يدخلون في الأهل الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم.

قال صلى الله عليه وسلم : «أعظمها أجرا» أي أعلاها ثوابا وأكثرها عطاء من الله عز وجل الذي أنفقته على أهلك، الدينار الذي أنفقته على أهلك، و«أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك» يعني الدينار الذي أنفقته على أهلك.

هذا الحديث في بيان فضل الإنفاق في هذه الأوجه، وفيه بيان أن أفضل ما ينفق هو في الأهل، وهذا بالنظر إلى مصرف النفقة التي ينفقها الإنسان، والسبب في تفضيل النفقة على الأهل على سائر أوجه الإنفاق:

* أولا أن النفقة على الأهل تجمع فضيلتين: الأجر في الإنفاق، والصلة، وقد جاء ذلك في حديث سلمان بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة».+++سنن الترمذي (658)--- وقد جاء في حديث امرأة عبد الله بن مسعود أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عما ذكره ابن مسعود لها لما أرادت أن تنفق من حلي: أنه وولده أحق من تصدقت عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «نعم صدق، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم»+++صحيح البخاري (1462)--- فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم لها أجرين للإنفاق على ذوي القرابة، هذا وجه في تفضيل النفقة على الأهل على النفقة على غيرهم أنه يجمع فضيلتين: الصدقة، وكذلك الصلة.

* وأيضا من أوجه تفضيل النفقة على الأهل أن النفقة على الأهل واجبة، وأجر واجب أعلى من أجر التطوع، والوجه الثالث من أوجه تفضيل النفقة على الأهل على النفقة على غيرهم أن النفقة على الأهل في العادة لا يمدح عليها الإنسان، فهي بعيدة عن الرياء، وبعيدة أيضا عن أن يعجب الإنسان بنفسه؛ لأنها يفعلها بناء على أنها لزمته بخلاف الصدقة التي تكون تبررا وتطوعا في أي وجه من أوجه البر، فإنها قد تكون محلا لمدح الناس وثنائهم، وقد تكون محلا لإعجاب الإنسان بنفسه أنه تصدق في هذه الأوجه الخيرة.

أما نفقته على الأهل، فإنه لا يجد هذا المعنى، فلا يعجب بإنفاقه على أهله في الغالب، وليس محلا لطلب مدح الناس؛ لأنه يفعل ذلك على وجه الوجوب والإلزام.

والحديث الآخر فيه بيان فضل الإنفاق في أوجه البر وأنه متفاوت، ودرجات، ومراتب، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله» والعيال هنا يشمل كل من يعولهم الإنسان من زوجة، ووالد، وولد وغير ذلك ممن ينفق عليهم. ثم ذكر بعد ذلك: «ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله»، والثالث: «ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله» والمقصود بسبيل الله هنا الجهاد، أو طلب العلم، أو الحج، هذه الأوجه الثلاثة كلها تندرج في سبيل الله، وليس المقصود بسبيل الله هنا أي التطوع والتقرب، وإلا لكان جميع أوجه الإنفاق في سبيل الله، إنما المقصود في سبيل الله في مثل هذه الأحاديث، وفي غالب النصوص الشرعية المقصود به الإنفاق فيما يتعلق بالجهاد، وما يلحق به من الجهاد بالعلم، ومن الحج الذي هو نوع من الجهاد.

فالحديث أفاد تفاضل مراتب الإنفاق، وأنه ليس على درجة واحدة، وهذا يحثنا على أن يبحث الإنسان في الإنفاق عن أعلى ما يعود عليه بالنفع، فإن الإنسان في عمله الصالح في تجارة مع الله، والتاجر يبحث عن أفضل مواطن التجارة مردودا وعائدا، ولهذا ينبغي للإنسان في عمله الصالح أن يتحرى أين يعمل؟ وفيما ينفق لأجل أن يكون ذلك أعظم لأجره، وليعلم أن الأجر يتفاوت بأسباب كثيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هنا فضل النفقة بالنظر إلى جهة الإنفاق، وإلا هناك معاني أخرى قد تعظم لها الأجور وهو ما يكون في القلب من النية، وما قد يترتب على الإنفاق من النفع، وما قد يحصل به من سد الحاجة.

فهناك معايير متعددة للمفاضلة بين أوجه الإنفاق، وفي المفاضلة بين الأعمال، والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هنا وجها من أوجه المفاضلة، وهو ما يتعلق بجهة الإنفاق، ومصرف المال، نسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4136

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

نقل النووي ـ رحمه الله ـ في باب النفقة على العيال:

عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «دِينَارٌ أنْفَقْتَهُ في سَبيلِاللهِ، وَدِينار أنْفَقْتَهُ في رَقَبَةٍ، وَدِينارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ  وَدِينَارٌ أنْفَقْتَهُ عَلَى أهْلِكَ، أعْظَمُهَا أجْراً الَّذِي أنْفَقْتَهُ عَلَى أهْلِكَ»رواه مسلم.حديث رقم (995)

وعن ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «أفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفقُهُ الرَّجُلُ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدينَارٌ يُنْفقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ في سَبيلِ الله، وَدِينارٌ يُنْفقُهُ عَلَى أصْحَابهِ في سَبيلِ اللهِ»رواه مسلمحديث رقم (994).

هذان الحديثان تضمنا بيان فضيلة الإنفاق على العيال، ففي الحديث الأول ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربعة أوجه من أوجه الإنفاق:

- الأول: "دينار أنفقته في سبيل الله" يعني في الجهاد أو ما يلحق به كطلب العلم والحج، فدينار أنفقته في الجهاد وما في معناه.

- والنوع الثاني من أنواع النفقة: "دينار أنفقته في رقبة"، يعني في عتق رقبة، والرقبة هنا الرقيق بأن تدفع مالًا لتعينه على التخلص من الرق، وليس المقصود بالرقبة هنا ما يدفع في الديات لافتداء من وجب عليه قصاص، فهذا لا يدخل في الرقاب التي جاءت النصوص بفضيلة بذل المال فيها.

- والثالث من أوجه النفقة التي ذكرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "دينار تصدقت به على مسكين" يعين على ذي حاجة سواء أن كان ذا فقر مدقع لا شيء معه، أو كان عنده بعض ما يكفيه لكنه مسكين.

- والوجه الرابع من أوجه الإنفاق؛ الإنفاق على الأهل قال: «وَدِينَارٌ أنْفَقْتَهُ عَلَى أهْلِك» والأهل هنا هم كل من لزمتك نفقته من زوجة، ووالد، وولد، وقرابات تجب النفقة عليهم، فإن هؤلاء جميعًا يدخلون في الأهل الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أعْظَمُهَا أجْراً» أي أعلاها ثوابًا وأكثرها عطاء من الله ـ عز وجل ـ الذي أنفقته على أهلك، الدينار الذي أنفقته على أهلك، و«أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك» يعني الدينار الذي أنفقته على أهلك.

هذا الحديث في بيان فضل الإنفاق في هذه الأوجه، وفيه بيان أن أفضل ما ينفق هو في الأهل، وهذا بالنظر إلى مصرف النفقة التي ينفقها الإنسان، والسبب في تفضيل النفقة على الأهل على سائر أوجه الإنفاق:

* أولًا أن النفقة على الأهل تجمع فضيلتين: الأجر في الإنفاق، والصلة، وقد جاء ذلك في حديث سلمان بن عامر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ».سنن الترمذي (658) وقد جاء في حديث امرأة عبد الله بن مسعود أنها سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عما ذكره ابن مسعود لها لما أرادت أن تنفق من حلي: أنه وولده أحق من تصدقت عليهم، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «نعم صدق، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ»صحيح البخاري (1462) فأثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها أجرين للإنفاق على ذوي القرابة، هذا وجه في تفضيل النفقة على الأهل على النفقة على غيرهم أنه يجمع فضيلتين: الصدقة، وكذلك الصلة.

* وأيضًا من أوجه تفضيل النفقة على الأهل أن النفقة على الأهل واجبة، وأجر واجب أعلى من أجر التطوع، والوجه الثالث من أوجه تفضيل النفقة على الأهل على النفقة على غيرهم أن النفقة على الأهل في العادة لا يمدح عليها الإنسان، فهي بعيدة عن الرياء، وبعيدة أيضًا عن أن يعجب الإنسان بنفسه؛ لأنها يفعلها بناء على أنها لزمته بخلاف الصدقة التي تكون تبررًا وتطوعًا في أي وجه من أوجه البر، فإنها قد تكون محلًا لمدح الناس وثنائهم، وقد تكون محلًا لإعجاب الإنسان بنفسه أنه تصدق في هذه الأوجه الخيرة.

أما نفقته على الأهل، فإنه لا يجد هذا المعنى، فلا يعجب بإنفاقه على أهله في الغالب، وليس محلًا لطلب مدح الناس؛ لأنه يفعل ذلك على وجه الوجوب والإلزام.

والحديث الآخر فيه بيان فضل الإنفاق في أوجه البر وأنه متفاوت، ودرجات، ومراتب، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفقُهُ الرَّجُلُ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ» والعيال هنا يشمل كل من يعولهم الإنسان من زوجة، ووالد، وولد وغير ذلك ممن ينفق عليهم. ثم ذكر بعد ذلك: «وَدينَارٌ يُنْفقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ في سَبيلِ الله»، والثالث: «وَدِينارٌ يُنْفقُهُ عَلَى أصْحَابهِ في سَبيلِ اللهِ» والمقصود بسبيل الله هنا الجهاد، أو طلب العلم، أو الحج، هذه الأوجه الثلاثة كلها تندرج في سبيل الله، وليس المقصود بسبيل الله هنا أي التطوع والتقرب، وإلا لكان جميع أوجه الإنفاق في سبيل الله، إنما المقصود في سبيل الله في مثل هذه الأحاديث، وفي غالب النصوص الشرعية المقصود به الإنفاق فيما يتعلق بالجهاد، وما يلحق به من الجهاد بالعلم، ومن الحج الذي هو نوع من الجهاد.

فالحديث أفاد تفاضل مراتب الإنفاق، وأنه ليس على درجة واحدة، وهذا يحثنا على أن يبحث الإنسان في الإنفاق عن أعلى ما يعود عليه بالنفع، فإن الإنسان في عمله الصالح في تجارة مع الله، والتاجر يبحث عن أفضل مواطن التجارة مردودًا وعائدًا، ولهذا ينبغي للإنسان في عمله الصالح أن يتحرى أين يعمل؟ وفيما ينفق لأجل أن يكون ذلك أعظم لأجره، وليعلم أن الأجر يتفاوت بأسباب كثيرة، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر هنا فضل النفقة بالنظر إلى جهة الإنفاق، وإلا هناك معاني أخرى قد تعظم لها الأجور وهو ما يكون في القلب من النية، وما قد يترتب على الإنفاق من النفع، وما قد يحصل به من سد الحاجة.

فهناك معايير متعددة للمفاضلة بين أوجه الإنفاق، وفي المفاضلة بين الأعمال، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر هنا وجهًا من أوجه المفاضلة، وهو ما يتعلق بجهة الإنفاق، ومصرف المال، نسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91424 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف