×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (211) ادعوني أستجب لكم

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1924

المقدم: مستمعينا الكرام في بداية هذه الحلقة دعونا نرحب وإياكم بضيف البرنامج الدائم فضيلة الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم دكتور خالد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بك عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" مرة أخرى.

الشيخ:الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة للجميع، وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من المباركين، وأن يلهمنا الصواب، ويسددنا في القول والعمل.

الدعاء منزلته في الذروة من هذا الدين العظيم ومن الكتاب المبين والقرآن الحكيم، فإن الله تعالى ذكر في محكم كتابه دعوة الانبياء جميعًا، وكلهم كانوا يأمرون أقوامهم بدعاء الله –عز وجل-وإفراده في العبادة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة: 5].

 الدعاء في القرآن العظيم احتل مرتبة عليا، فذكر الله تعالى فيه عظيم منزلته وكبير مكانته وما له من الفضل والأثر في حصول مطالب الناس، والنجاة مما يرهبون، قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ[النمل: 62]، وقال الله تعالى في بيان منزلة الدعاء في صرف المكروه عن الناس ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ[الفرقان: 77]، وقال -جل في علاه- في بيان عظيم منزلة الداعي، وأن الله تعالى قريب منه قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[البقرة: 186]، وقال تعالى فيما يتعلق بحثِّ العباد على الدعاء، وأنهم لا يستغنون عن ربهم، ولا نجاة لهم من أهوال الآخرة ولا من شدائد الدنيا إلا باللجأ إلى الله والدعاء له –جل وعلا-وقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[غافر: 60]، والآيات في ذلك كثيرة، وأمر الله تعالى بدعائه خوفًا وطعمًا، رغبة ورهبة، ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[الأعراف: 56]، والمحسنون هنا هم كل من اشتغل بالإحسان، وهو أن يعبد الله كأنه يراه، وإن لم يكن يراه فإنه يراه جل في علاه.

ومن الإحسان سؤاله ودعاؤه واللجأ إليه –جل وعلا-، فبالدعاء تدرك المطالب، بالدعاء ينجو الإنسان من المخاوف، بالدعاء يدرك ما يؤمله من السلامة في دينه ودنياه، لذلك ينبغي للإنسان أن يعرف منزلة الدعاء في كتاب الله –عز وجل-، والدعاء المذكور في القرآن الحكيم يفسر بمعنيين:

بمعنى عام، وبمعنى خاص.

المعنى العام يشمل كل العبادات فكل عابد داع، المصلي داع، المزكي داع، الصائم داع، البار بوالديه داع، من يؤدي الأمانة فيما اؤتمن عليه من أعمال ووظائف ومهام داع، الذي يحفظ حقوق ذوي قرباته من أرحامه داع، وهلم جرًّا.

كل الأعمال تدخل في معنى الدعاء؛ لأنه ما من إنسان يعمل عملًا إلا ويطلب من وراء هذا العمل نتيجة، وهي ثواب الله تعالى ومغفرته ورحمته، وبالتالي يفسر الدعاء بهذا المعنى وهو ما يعرف في كلام العلماء بدعاء العبادة الشامل لكل العبادات والطاعات التي يتقرب بها الإنسان لربه جل في علاه.

المعنى الخاص؛ وهو الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة، وهو الطلب والسؤال، هذا يسمى دعاء السؤال، أو دعاء الطلب، وهو ما ينزل فيه الإنسان حاجته بالله –عز وجل-، فيسأله –جل وعلا-من فضله ويطلب منه –سبحانه وبحمده-ما عنده من خير، سواء خير الدنيا أو خير الآخرة، ويستدفع به المكروهات والمؤذيات، سواء كان ما يكون من المكروهات التي لم تنزل به قبل نزولها، أو من المكروهات والشدائد التي نزلت به، يسأل الله تعالى أن يكشفها عنه، وأن يرفعها، وأن يزيلها ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 62].

إذًا هذا معنى الدعاء، وهذه منزلة القرآن، أما السنة؛ فالسنة قد جاءت في بيان علو منزلة الدعاء، يكفي في ذلك قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:«الدعاء هو العبادة»[سنن الترمذي:ح2929، وقال:«هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»]، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم-بين في هذا الحديث (حديث النعمان بن بشير) وهو حديث صحيح:«الدعاء هو العبادة»، وجاء بلفظ آخر عن أنس:«الدعاء مخُّ العبادة»[سنن الترمذي:ح3371، وقال:«هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ». وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح:2231]إلا أن المحفوظ من الحديثين هو الحديث الأول «الدعاء هو العبادة»[سبق]، وهو الصحيح ومعنى قوله –صلى الله عليه وسلم-«الدعاء هو العبادة» أي أن الدعاء هو الذي تظهر به، وتبرز به حقيقة العبودية لله –عز وجل-، فيتحقق به للإنسان تمام اللجأ إلى الله، تمام الرغبة فيما عنده، تمام الطمع في فضله فإن الدعاء اعظم ما يترجم ما في قلب الإنسان من الافتقار إلى الله –عز وجل-، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[فاطر: 15] ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-«الدعاء هو العبادة» وبه يعلم أن الدعاء بنوعيه؛ سواء كان الدعاء عبادة أو دعاء سؤال وطلب، كلاهما مما يتعبد به الله –جل وعلا-، ويسأل به –سبحانه وبحمده-، ويجري به الأجر على الإنسان.

يعني كل داع يدرك من الأجر والثواب ما تصلح به حاله، فيدرك مطالبه، يؤجر على دعائه ولو لم يحقق الله تعالى له ما سأل لكونه يعلم –جل وعلا-أن الخير في عدم إجابة الإنسان لما سأل، فكل داع مأجور.

إذًا الدعاء منزلته سامية، يكفي فيه أن الله تعالى ذكره في كتابه في مواضع عديدة، وبين فيه الفضل والأجر وعقوبة من ترك ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[غافر: 60]، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم--«الدعاء هو العبادة».[سبق]

المقدم:جميل، إذًا بعد حديثنا عن منزلة الدعوة نحن نقول: الدعاء من أعظم العبادات التي يعمل فيها الإنسان، لكن إذا أتينا إلى جانب القرآن والسنة فكيف حث القرآن وحثت السنة على الدعاء، ودعاء المسلم لله –سبحانه وتعالى-والالتجاء إليه؟

الشيخ:الحث على الدعاء أولًا بالأمر به، فقد أمر الله تعالى به في كتابه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، والأمر هنا من الله –عز وجل- تضمن الوعيد والتهديد لمن أعرض عن دعائه، وغفل عن سؤاله –جل وعلا-، وانصرف عنه –سبحانه وبحمده-، حيث قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، ثم ذكر ما يقابل الدعاء وهو تركه والإعراض عنه، قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[غافر: 60]، فأولًا جعل الله تعالى الاستكبار على الدعاء هو من مسلك المستكبرين، وجعل الله تعالى عقوبة ذلك دخول جهنم، ولا شك أن هذا الوعيد هو في حق كل من استكبر عن دعاء الله تعالى وسؤاله، وأعرض عنه جل في علاه.

ويعظم ذلك بأن يسأل غيره بأن يتوجه إلى غيره، فإن من عبد غير الله، وسأل غير الله كان بذلك قد وقع في الانصراف عمن بيديه ملكوت كل شيء، من تقضى الحوائج به إلى من لا يملك حولًا ولا طولًا ولا يملك نفعًا ولا ضرًّا، فكان بذلك منصرفًا عن الله –عز وجل-، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً[الأحقاف: 5- 6] يعني كان هؤلاء الذين يتوجه إليهم الإنسان لقضاء حوائجه وسؤال مطالبه سواء كانوا ملائكة، أو كانوا أنبياء، أو كانوا صالحين، أو كانوا أولياء، أو كانوا مَن كانوا من الخلق الذين يتوجه إليهم بعض الناس لقضاء حوائجهم وسؤال مطالبهم، قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[الأحقاف: 6] لا يستغني الإنسان عن الدعاء.

ولذلك فرض الله تعالى الدعاء على كل مسلم، فما من مسلم إلا ويجب عليه أن يسأل الله تعالى، وذلك في دعائه الذي يكون في صلاته، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وفاتحة الكتاب تضمنت السؤال الذي لا يستغني عنه إنسان، وهو سؤال الله الهداية ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ[الفاتحة:6]، هذا دعاء وطلب وسؤال، وهو فرض على كل أحد؛ لأنه فرض على كل مصلي في كل يوم، في كل صلاة، إما أن يقرأه، وإما أن يؤمِّن عليه إذا كان في صلاة جهرية، أو كان في صلاة خلف الإمام، فإنه يكون تأمينه موافقة لإمامه في السؤال ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ[الفاتحة: 6- 7].

الدعاء جاءت الأحاديث ببيان عظيم منزلته وكبير مكانته، وأنه لا يستغني عنه الإنسان في شأن من شئونه؛ دقيقِها وجليلها، وفي عسره ويسره، في منشطه ومكرهه، ولذلك قص الله تعالى في كتابه الحكيم في مواضع عديدة أدعية الأنبياء الذين هم سادة الدنيا، وهم أعظم الناس جاهًا عند الله –عز وجل-، لم يستغنوا عن الدعاء، بل كانوا في سؤال واضطرار إلى الله –عز وجل-ودعاء، كما قال تعالى: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[الأنبياء: 90]، فكانوا يسألون الله –عز وجل-، ويدعونه، وينزلون به –جل وعلا-حوائجهم، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن وكل من طمع في نيل مطلوبه، فلينزل حاجته بربه الذي بيده ملكوت كل شيء، ويعلق قلبه بالله؛ فالله تعالى سميع الدعاء، قال تعالى في محكم كتابه في دعاء زكريا قال: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ[آل عمران: 38]، وذكر مسألته قال: ﴿قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ[آل عمران: 38] أي تسمعه وتقبله وتجيبه وتثيب عليه، هذا معنى ﴿سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾أنه يثيب عليه، وأنه يجيب الداعي ويعطيه مسئوله، وبذلك يدرك الإنسان خير الدنيا والآخرة.

ولهذا نقول: يا إخواني ويا أخواتي ينبغي لنا أن نعرف عظيم المنزلة التي جعلها الله تعالى للداعي، فإن الله تعالى يحب الداعين، ويعطيهم -جل في علاه-، وكلما زاد إلحاحهم وسؤالهم وطلبهم ازداد حب الله لهم؛ فإن الله يحب الملحِّين في الدعاء، كما جاء عن النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والإلحاح في الدعاء يكون في كثرة المسألة، وبتكرار المسألة.

كثرة المسألة يعني يسأل الله تعالى كثيرًا، فينزل كل حوائجه بالله –عز وجل-، ويلح في المسألة أي يكرر السؤال مرة ومرتين وثلاثًا وهلم جرًّا إلى أن يدرك مطلوبة، ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم-إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود[صحيح مسلم:ح1794/107] أي أنه يكرر –صلى الله عليه وسلم-الدعاء مرات حتى يدرك مطلوبة، ومن كان يظن أن الدعاء يتحقق فيه المطلوب بمرة واحدة فهو غافل عن منزلة الدعاء، ومحبة الله له، وعظيم ما يدركه الإنسان بالدعاء.

ولذلك قال بعض السلف: ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجلًا في البحر على خشبة، فهو يدعو: يا رب، يا رب، يا رب، يكرر هذه الكلمة لعل الله أن ينجيه، معنى هذا أن الإنسان يحتاج دائما أن يستحضر فقره إلى الله، عظيم حاجته إلى الله، لا تقضى حوائجه إلا بالله، لا تنال مطالبه إلا بالله، لا ينتفع عنه ما يكره وما يسوقه إلا بالله، وبالتالي ينبغي أن يلح على الدعاء، وأن يسأل الله تعالى صادقًا من قلبه حتى يدرك مطلوبة.

النبي –صلى الله عليه وسلم-لما نزل به ما نزل من كيد لَبيد الذي آذاه، قالت عائشة: "حتى إذا كان ذات يوم" تصف حال النبي في مقابلة كيد هذا الرجل للنبي –صلى الله عليه وسلم-، قيل: إنه منافق، وقيل: إنه يهودي، قالت عائشة: «حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم دعا، ثم دعا»[صحيح مسلم:ح2189/43]، وهذا يدل على التكرار في الدعاء والإلحاح، ولذلك يقول ابن القيم –رحمه الله-:"ومن أنفع الأدوية" في مقابلة المكروهات، ونيل المطلوبات"الإلحاح في الدعاء"[الجواب الكافي1/11] يعني أن تديم" يا رب، يا رب"، وتذكر مسائلك وحوائجك، وتنزل به مطالبك ولتبشر؛ فإن الله يحب الملحِّين في الدعاء، والله لا يخيب من قصده وأنزل به حاجته، فهو الكريم المنان –سبحانه وبحمده.

المقدم: جميل! الله يعطيك العافية شيخ خالد! لكن الحديث رائع وجميل وبصراحة دعانا إلى الحرص إلى الدعوة، حتى النظر إلى طريقة أدعيتنا، والاهتمام أيضًا بالدعاء، والالتجاء لله –سبحانه وبحمده-، لكن السؤال البسيط اللي يسأله أي إنسان، وأي مسلم ما هي الأسباب التي تجعل من دعواتي دعوات مستجابة؟

الشيخ:ممتاز! الدعاء نوعان:

 منه ما هو مجاب، ومنه ما هو غير مجاب.

السؤال: كيف يكون دعائي مجابًا؟ هذا سؤال كبير؛ لأن كثيرًا من الناس قد يقول: دعوت، فلم يستجب لي، عدم الاستجابة، أولًا يجب أن توقن أن عدم الاستجابة ليست إشكالًا في الدعاء، بمعنى أنه أنت لما تطلب من الله –عز وجل-حاجة ولا يجيبك إليها، فلا يلزم من هذا أن يكون هناك إشكال في الدعاء إذا وفَّرت أسباب الإجابة، إنسان أخذ كل أسباب الإجابة، ولم يحصل له مطلوبة، فليعلم أن الله اختار له الخير.

فالله تعالى لا يخيب الداعي، الداعي لا يرجع إذا سلم من الإثم والاعتداء في دعائه فإن الله لا يخيبه ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- «ما من مُسلمٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحِمٍ إلا أعطاه اللهُ بها إحدى ثلاثِ خِصالٍ إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه وإما أن يَدَّخرَ له في الآخرةِ وإما أن يصرفَ عنه من السُّوءِ مثلَها».[مسند أحمد:ح11133 ، وصححه الحاكم في مستدركه(ح1816)، والألباني في صحيح الترغيب والترهيب(ح1633)]

هذه ثلاث أحوال لا يخلو منها الداعي السالم في دعائه من الاعتداء:

 - إما أن يعطيه الله تعالى مسألته.

- وإما أن يصرف عنه من السوء والشر مثل ما سأل، وهذا لا يعلمه قد لا يدركه الإنسان، لكن الله الذي لا يخلف الميعاد -جل في علاه- يعطيه هذا، وهو أن يصرف عنه من الشر مثل ما سأل وهذا معنى أنه أنت تدرك خيرًا كثيرًا، قد لا تدركه، قد لا تشاهده، قد لا يحيط به عقلك، بسبب دعواتك وإلحاحك على الله تعالى في مسائلك، واجتنابك الاعتداء في الدعاء.

- الثالث: يدخره له في الآخرة، يعني إذا لم يحقق له مطلوبه، ولم يصرف عنه فهو يدخر له أجرًا زائد على مجرد الدعاء في الآخرة، وكل من قال: "يا رب" مأجور على دعائه؛ لأن الدعاء عبادة، والله لا يخيب عمل العاملين، لكن أيضًا زيادة على هذا يدرك من فضل الله وعطائه وبره وإحسانه أنه إذا لم يجب إلى ما دعاه، ولم يصرف عنه الله من الشر مثل ما دعا أن الله تعالى يدخره في الآخرة.

 كيف ننال إجابة الدعاء؟

أولًا: من أهم أسباب إجابة الدعاء الإخلاص لله –عز وجل-، فاحرص أن تكون مخلصًا لربك، والإخلاص لله تعالى ألا يكون في قلبك التفات إلى غيره.

أن توقن أن الله هو الذي يقضي حوائجك، لابد أن تعرف أنه لا تقضى الحوائج إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن جل في علاه، وبالتالي أخلص في التوجه إليه، لا تلتفت إلى سواه، علق قلبك به، وألح عليه بالدعاء، وإذا حقق العبد هذا -وهو الإخلاص لله- فإنه سيدرك إجابة الدعاء، ولو كان على حال غير مرضي من الله –عز وجل-، فالله تعالى ذكر حال المشركين ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ[العنكبوت: 65].

الإخلاص كان سببًا لإجابة دعاء المشرك في كربة، أو نازلة، أو مصيبة، أو بلية تنزل به، فينبغي للمؤمن أن يحرص على هذا المعنى، أن يدعو الله مخلصًا له الدين، ويكون بعيدًا عن أي التفات إلى سواه، الإخلاص هو إفراد الله بالعبادة، الإخلاص هو توحيده، الإخلاص ألا يكون في قلبك محبة، ولا تعظيم، ولا تعلق إلا به -جل في علاه-.

 هذا السبب ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[غافر: 14].

السبب الثاني من أسباب إجابة الدعاء: الصدق مع الله، فإن الصدق موجب لعطاء الله –عز وجل-، الصدق مع الله يعني الصدق في مسألتك، أن تصدق في سؤال ما تطلب، ممتلئ قلبك بصحة طلبك ورغبتك فيه، فإن الصدق موجب للوصول إلى المطلوب.

ولهذا جاء في حديث سهل بن حنيف -رضي الله تعالى عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «مَن سأَل اللهَ الشَّهادةَ بصدقٍ» يعني ليس قول لسان القلب عنه خال، إنما لما تقول: اللهم اهدني تكون صادقًا في سؤال الهداية، اللهم اصرف عني المعاصي تكون صادقًا في سؤال الله –عز وجل-هذا الطلب، فإنه إذا سألت الله بصدق قال النبي –صلى الله عليه وسلم-«مَن سأَل اللهَ الشَّهادةَ بصدقٍ بلَّغه اللهُ منازلَ الشُّهداءِ وإنْ مات على فِراشِه»[صحيح مسلم:ح1909/157]، يعني وإن لم يحصل له المطلوب في الدنيا، لكن يبلِّغه الله أجر ما سأل، ولو كان حال دونه ودون ما يريد حائل.

من أسباب إجابة الدعاء أيضًا أخي صهيب، وأيها الإخوة والأخوات: حسن الظن بالله، فإن حسن الظن بالله تعالى موجب لعطائه، ولذلك جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «أنا عِندَ ظنِّ عبدي بي»، فظُنَّ بالله ما تحب يكن سببًا للإجابة، ظن بالله الغنى فهو الغني الحميد، أيقن أنه الغني –جل وعلا-، الذي له ما في السموات وما في الأرض، وبيديه ملكوت كل شيء –سبحانه وبحمده-، أحسن الظن بربك أنه على كل شيء قدير، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، والله على كل شيء قدير، أحسن الظن بربك أنه لا يمنعك مسألة، ولا يمنعك شيئًا عجزًا ولا بخلًا؛ فهو الغني الحميد، وهو الغني القدير جل في علاه، فأحسن الظن بالله.

وقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم-في رواية أن الله يقول: «أنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَني»[صحيح البخاري:ح7405]، فلك من الله المعية، ومن كان الله معه نجاه مما يخاف، من كان الله معه أي شيء يصيبه مما يكره؟ فإن الله تعالى سيكون معه ناصرًا ومؤيدًا وحافظًا ووكيلًا، فنعم المولى ونعيم النصير جل في علاه.

أيضًا من أسباب إجابة الدعاء: اليقين بالإجابة، وأنه إذا شاء الله لابد أن يكون، «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»[حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي في سننه:ح3497، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:ح245 ] وهذا يعطيك طمأنينة أن ما تسأله من المسائل ليس على الله بعزيز، فالله على كل شيء، وهو الغني الحميد جل في علاه، أيقين بالإجابة، والله لن يخيبك، وستنال منه –جل وعلا-ما تؤمل.

من أسباب إجابة الدعاء أيضًا: أن يكون الإنسان مستجيبًا لله –عز وجل- في حاله بطاعة الله –عز وجل-والالتجاء إليه، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ[البقرة: 186]، هذه أيضًا منحة ومنة للداعي أن الله قريب منه ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[البقرة: 186].

قال أبو الرجاء الخرساني: "فليدعو لي"، وقال ابن عطية- يعني في قوله:﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾: "أن يطلبوا أن أجيبهم" وهذا من أسباب إجابة الله تعالى لعبده أن يطلب من الله، وأن يحقق الإيمان وليبشر بالرشد، وبلوغ المأمول، وحصول المطلوب، والنجاة من المكروه والمرهوب، فالله كريم منان -جل في علاه- يعطي من العطاء ما لا يحيط به خيال ولا يدركه بال، فتقرب إلى الله –عز وجل-،كن مع الله كما تحب أن يكون الله لك، هذه قاعدة، وهذا سبب من أسباب الإجابة، أيضًا أن تكون مع الله كما يحب.

إذا كنت مع الله كما يحب –جل وعلا-سيكون الله لك كما تحب، بل فوق ما تحب ،كيف نكون مع الله كما نحب؟ نكون مع الله كما يحب بالتقرب إلى الله تعالى بالفرائض، ثم نتبع ذلك بالنوافل، جاء في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري أن النبي –صلى الله عليه وسلم-يقول الله تعالى: «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه»يعني ما تقرب الإنسان إلى الله –عز وجل-وطلب منه القرب بشيء أعظم من الفرائض التي فرضها، كالصلوات المكتوبات، الزكاة المفروضة في المال، الصوم الواجب، الحج المفروض، بر الوالدين، أداء الأمانات، الصدق في الحديث، صلة الأرحام، أداء الأمانة، الوفاء بالعقود، حفظ الفروج، وما إلى ذلك من سائر الفرائض تقرب إليه بها.

ثم أتبع هذا بالتقرب إليه بالنوافل «وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه».

إذًا أنت إذا أردت أن تكون لله كما يحب، فتقرب إليه بالفرائض، وأتبع ذلك بما استطعت من النوافل، وأبشر فإنك ستنال محبة الله، ومن نال محبة الله فتح الله له العطايا والهبات، «فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به, وبصرَه الذي يُبصرُ به, ويدَه التي يبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها, وإن سألني لأُعطينَّه» يجيب دعائك حينئذ يجيب دعائك، هذا من المطلوبات «وإن استعاذَني لأعيذنَّه»[صحيح البخاري:ح6502]، والعصمة والوقاية، لأعيذنه يعني أحميه وأصونه وما إلى ذلك لما يتعلق بالإعانة، وهذا يدل على عظيم الفضل، ولإن استنصرني لأنصرنه، هذا يدل على عظيم السبب في إدراك المطالب.

من أسباب إجابة الدعاء: أن يتوقى الإنسان الموانع، فإن الله تعالى قد يمنع العبد الدعاء؛ لأنه قام فيه مانع من موانع الدعاء، فتجنب الموانع، احذر موانع إجابة الدعاء، ومن أعظم موانع إجابة الدعاء: أكل الحرام؛ فإن أكل الحرام يفضي إلى منع الإجابة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلِّا طيِّبًا».

ثم قال: «وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقالَ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ قالَ وذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك!»[صحيح مسلم:ح1015/65] يعني يستجاب لذكر هذا، وهذا الذي منع الله إجابة دعائه بسببين:

بسبب أكله الحرام، وشربه للحرام، ولبسه من الحرام، وشبعه من الحرام في قوله: «وغُذِّي بالحرام»يعني شبع من الحرام، فالله لا يقبل من الاعمال إلا ما كان طيبًا طاهرًا من المفسدات، من الرياء والعجب وسائر المفسدات، ومن ذلك فيما يتعلق بالدعاء خصوصًا أنه لا يتقبل دعاء من تورط في الحرام فقوله: «فأنَّى يستجاب لذلك!»دليل على استبعاد قبول الأعمال، وإجابة دعاء من تورط في الحرام.

إذًا من أسباب إجابة الدعاء أن نتوقى الموانع، من الموانع أيضًا: الاعتداء في الدعاء إما بمضمونه، أو بصيغته، فإن من الاعتداء بالدعاء أن يعتدي الإنسان بمضمون الدعاء، فيسأل ما لا يجوز له سؤاله، كأن يقول مثلا: اللهم ارزقني مرتبة النبيين هذا ما يجوز سؤاله، هذا من الاعتداء في الدعاء، أو يسأل بصورة محرمة فعند ذلك لا يستجاب له الدعاء، فإنه وقع فيما يمنع إجابة الدعاء.

فالاعتداء في الدعاء، أكل الحرام كلها من موانع إجابة الدعاء.

 الاستعجال في إجابة الدعاء أيضًا مما يمنع الإجابة، هو يقول: أدع ثم لا يجاب، فيقول: دعوت، دعوت، فلم أر يستجاب لي، معنى هذا أنه يسأل الله تعالى حوائجه ثم يقول: ما أجاب الله دعائي.

يا أخي! الله حكيم فيما يعطيك، وحكيم فيما يمنعك، فكن مسلمًا لله، ثق بالله، وأحسن الظن به، وأنه لم يمنعك شيئا إلا لحكمه، كما أنه –جل وعلا-يعطي لحكمة ورحمة، فهو يمنع لحكمة ورحمة.

من أسباب إجابة الدعاء أيضًا: أن يكون العبد طائعًا لربه جل في علاه، أن يكون العبد مع الله –عز وجل-في الرخاء، فإنه من سُرَّ أن يستجاب له عند الشدائد، فليكثر الدعاء في الرخاء، هكذا جاء عنه –صلى الله عليه وسلم-فيما رواه البيهقي وغيره عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «مَنْ سَرَّهُ أن يُستجابَ لَه في الشَّدائدِ والكربِ فليُكثرِ الدعاءَ في الرَّخاءِ».[سنن الترمذي:ح3382، وصححه الحاكم في مستدركه:ح1997]

وهذا جاء معناه فيما رواه الترمذي من حديث ابن عباس في وصية النبي –صلى الله عليه وسلم- المشهورة:«احفظ الله يحفظك»حيث جاء في آخر الحديث قال: «تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفْك في الشِّدَّةِ».[سنن الترمذي:ح2616، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]

هذه بعض الأسباب التي إذا قام بها الإنسان وفقه الله –جل وعلا-إلى أن يجيب دعاءه، والله تعالى كريم منان.

المقدم: الله يعطيك العافية دكتور! بس استأذنك في فاصل قصير، ثم نعود لنكمل ما تبقى معنا في هذه الحلقة والتي عنوانها "ادعوني استجب لكم" مستمعينا الكرام! فاصل ثم نعود مجددًا معكم في برنامجكم "الدين والحياة".

حياكم الله من جديد مستمعينا الكرام في برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا فيه عن عنوان "ادعوني استجب لكم" نرحب مجددًا بضيف البرنامج الأستاذ الدكتور خالد المصلح، حياكم الله دكتور خالد.

الشيخ: حياكم الله مرحبا بكم مجددًا.

المقدم: طبعا تحدثنا عن الأسباب، ولعل هناك ذكرنا أكثر من سبب من الأسباب، والتي قد يتحقق فيها جانب الاستجابة للأدعية، بعدها نتحدث إلى جانب آخر أيضًا  وهو هل للأدعية أنواع؟ إذا كان من أنواع نستكمل فيها تفضل.

الشيخ: نحن ذكرنا في بداية الحديث في الجملة أن الدعاء نوعان:

 نوع يتعلق بإطلاق الدعاء على كل ما يكون من العبادات والطاعات بلا استثناء، والدعاء هو العبادة، والنوع الثاني: نتحدث عنه الآن وهو دعاء المسألة، ودعاء الطلب وهذا هو الذي فيه إنزال الحوائج لله –عز وجل-سواء كانت الحوائج طلب مسائل وحوائج، أو كان الدعاء دفع مكروهات، يعني سواء كان جلب منفعة أو دفع مضرة، كلاهما يدخل في دعاء المسألة.

إذًا أنواع الدعاء أشرنا إليها وهي دعاء العبادة، وهذه لكل أنواع الطاعات والعبادات والقربات، فكل عابد داع يدعو الله –عز وجل-.

والنوع الثاني الذي هو بمعناه الخاص دعاء المسألة والطلب، يعني مثلا قول: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا[آل عمران: 147] هذا دعاء مسألة، ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً[الكهف: 10] هذه مسألة، ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[آل عمران: 8] هذه مسألة، وهذا يسمى دعاء طلب، صلاتك، صومك، حجك، برك لوالديك، صلة أرحامك، أداؤك للأمانة كل هذا من الدعاء؛ لأنك تفعل هذه الأعمال تطلب من الله العطاء فهذه عبادة.

المقدم:خلينا نختم دكتور بأفضل الأدعية إذا كانت هناك أدعية تعتبر من أصل الأدعية حتى يدعو بها المسلم؟

الشيخ:الأدعية أفضلها ما كان في القرآن الكريم، وما كان بما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-في السنة النبوية أفضل وأجمع الأدعية هي الأدعية القرآنية والأدعية النبوية، لا يعني هذا ألا يدعو بغيرهما لكن المقصود أن الدعاء الكامل السالم من أسباب الرد، يعني السالم من الاعتداء هو الدعاء الوارد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-وما جاء في القرآن فإنها أدعية كريمة، أدعية جمعت جميل المعاني وسليم الألفاظ وأسباب الإجابة مع كمال الأدب مع الله –جل وعلا-، وهذا موجب للإجابة.

المقدم:الله يعطيكم العافية دكتور خالد، أنا شاكر تواجدك معنا في هذا اللقاء، وشاكر حديثك اليوم عن الأدعية وأسباب إجابتها، وأيضًا أفضل الأدعية بما ختمنا به شكرا جزيلا لكم دكتور خالد.

الشيخ: وأنا أشكركم، وأسأل الله لي ولكم القبول والسداد في القول والعمل، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يحفظ بلادنا، وأن يوفق ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: شكرا لكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف