×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته)) متفق عليه. +++صحيح البخاري (5200), وصحيح مسلم (1829)---

هذا الحديث الشريف من أعظم الأحاديث بيانا لعموم المسئولية لأفراد الأمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في قول: كلكم راع يخاطب الأمة ويخاطب أفرادها على اختلاف أحوالهم ومنازلهم ومراتبهم فهو خطاب لكل ذي تكليف كل مكلف من هذه الأمة رجل أو امرأة فإن الخطاب موجه إليه كلكم راع والراعي هو القائم على الشيء الحافظ له الساعي في مصالحه الواقي له من الشرور.

فيقول صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع" أي: قد تحمل مسئولية لجلب المصلحة ودفع المضرة عما تحمل وهذا حتى في الإنسان نفسه، فإنه راع على نفسه يحفظ مصالحها ويدفع عنها ما يسوئها ويضرها وهذا وجه العموم في قوله: "كلكم راع" فلا يستثنى من ذلك أحد من كان له ولاية على غيره أو لم يكن له ولاية فإنه مسئول بنوع من المسئولية كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أي: محاسب على هذه المسئولية وهذه الرعية التي كلفها والسائل هو الله جل وعلا وزمان السؤال هو الوقوف بين يديه جل في علاه عندما يسأل جل في علاه الخلق ويحاسبهم على أعمالهم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : "الإمام راع ومسئول عن رعيته" تفصيل لأنواع من الأمة وأفراد من الأمة في بيان مسئوليتهم وابتدئ بأعلى ما يكون من المسئوليات وهي مسئولية الإمام وهو من له الولاية على أهل الإسلام راع أي: مسئول عن جلب الخير لمن استرعاه الله تعالى إياهم ومسئول عن دفع الشر عنهم حسب طاقته وقدرته وهو مسئول عن هذه الرعية، ويشمل هذا كل من تولى ولاية صغيرة أو كبيرة فإنه ما من أحد يتولى على أحد إلا وجاء يوم القيامة يسأل عن تلك الولاية.

وقوله صلى الله عليه وسلم : "والرجل راع في أهل بيته" بيان لنوع من الولاية الخاصة وهي ولاية الإنسان على من هم من أولاده وأزواجه فقوله: راع في أهل بيته أهل البيت هم زوجته وأولاده ومن تحت رعايته ونظره فإن الابن من الأهل كما قال تعالى في قول نوح: ﴿إن ابني من أهلي﴾+++[هود: 45]--- ﴿وآتيناه أهله ومثلهم معهم﴾+++[الأنبياء: 84]--- فلم يكن إلا زوجه وولده، فالأهل هم الزوجة والأولاد ومن يكون تحت رعاية الإنسان من والد أو ولد أو إخوة أو أخوات أو ذوي قرابة فكل من انضم إليك وكان تحت نظرك فهم من أهلك الذين يدخلون في قوله صلى الله عليه وسلم : "فالرجل راع في أهل بيته" فمن جمعهم بيت كان الإنسان فيه واليا عليه قائما عليه، فإنه مسئول عن جلب الخير لهم ودفع الضر عنهم بدلالتهم على الخير في دينهم ودنياهم وليس فقط في أمر الدين، بل في الدين والدنيا فتدلهم على خير ما تعلمه لهم في دينهم، وعلى خير ما تعلمه لهم في دنياهم، وكذلك تقيهم الشرور في دينهم ودنياهم، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ورعاية المرأة في بيتها بحفظه في نفسه في زوجها وفي ولدها وفي الخادم الذي في البيت وفي المال وفي حضوره وغيبته فهي مسئولة عن ذلك كله، وهي إذا أحسنت كان لها أجر بإحسان حتى في الصدقة فإنه أيما امرأة تصدقت من مال زوجها فلها أجرها بما أنفقت وللزوج أجر بما اكتسب كما جاء في الصحيح فهي مأجورة على ذلك.

والخادم راع في مال سيده وهو مسئول رعيته الخادم هنا هو كل من استأجر على عمل سواء كان خدمة أو كان غير ذلك السائق أيضا الموظف الذي وكلته على عمل كلهم يدخلون في الخادم فهم من يخدمك هؤلاء كلهم مسئولون عما استرعاهم الله تعالى إياهم.

بعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر هذه النماذج الثلاثة أو الأربعة على اختلاف مراتب ابتدئ بالإمام وانتهى بالخادم وكلهم يشتركون أنهم رعاة، وإن اختلفت المسئوليات ودرجة المسئولية لكن الجميع مشترك في مسئولية الرعاية قال صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" أكد المعنى الذي ابتدئ به الحديث.

فينبغي للمؤمن أن يحرص على براءة ذمته من كل مسئولية، هذا الحديث يفيد عموم المسئولية لعامة المسلمين وأن كل أحد يتحمل شيئا من المسئولية وأن هذه المسئولية تقتضي المحاسبة حتى في خاصة نفسك بوقايتها السيئات وحملها على الطاعات، وفيه بيان النبي صلى الله عليه وسلم وتمثيله لتقريب المعاني فذكر النبي صلى الله عليه وسلم نماذج مختلفة من المسئوليات والرعايات وأنهم جميعا مشتركون في المحاسبة والسؤال.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته وأن يستعملنا وإياكم فيما يحب ويرضى، وأن يعيننا على ما حملنا من الأمانة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3966

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: سمعت رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ: الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) مُتَّفَقٌ عَلَيه. صحيح البخاري (5200), وصحيح مسلم (1829)

هذا الحديث الشريف من أعظم الأحاديث بيانًا لعموم المسئولية لأفراد الأمة، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قول: كلكم راع يخاطب الأمة ويخاطب أفرادها على اختلاف أحوالهم ومنازلهم ومراتبهم فهو خطاب لكل ذي تكليف كل مكلف من هذه الأمة رجل أو امرأة فإن الخطاب موجه إليه كلكم راع والراعي هو القائم على الشيء الحافظ له الساعي في مصالحه الواقي له من الشرور.

فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "كلكم راع" أي: قد تحمل مسئولية لجلب المصلحة ودفع المضرة عما تحمل وهذا حتى في الإنسان نفسه، فإنه راع على نفسه يحفظ مصالحها ويدفع عنها ما يسوئها ويضرها وهذا وجه العموم في قوله: "كلكم راع" فلا يستثنى من ذلك أحد من كان له ولاية على غيره أو لم يكن له ولاية فإنه مسئول بنوع من المسئولية كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أي: محاسب على هذه المسئولية وهذه الرعية التي كلفها والسائل هو الله ـ جل وعلا ـ وزمان السؤال هو الوقوف بين يديه ـ جل في علاه ـ عندما يسأل ـ جل في علاه ـ الخلق ويحاسبهم على أعمالهم.

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الإمام راع ومسئول عن رعيته" تفصيل لأنواع من الأمة وأفراد من الأمة في بيان مسئوليتهم وابتدئ بأعلى ما يكون من المسئوليات وهي مسئولية الإمام وهو من له الولاية على أهل الإسلام راع أي: مسئول عن جلب الخير لمن استرعاه الله ـ تعالى ـ إياهم ومسئول عن دفع الشر عنهم حسب طاقته وقدرته وهو مسئول عن هذه الرعية، ويشمل هذا كل من تولى ولاية صغيرة أو كبيرة فإنه ما من أحد يتولى على أحد إلا وجاء يوم القيامة يسأل عن تلك الولاية.

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "والرجل راع في أهل بيته" بيان لنوع من الولاية الخاصة وهي ولاية الإنسان على من هم من أولاده وأزواجه فقوله: راع في أهل بيته أهل البيت هم زوجته وأولاده ومن تحت رعايته ونظره فإن الابن من الأهل كما قال ـ تعالى ـ في قول نوح: ﴿إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي[هود: 45] ﴿وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ[الأنبياء: 84] فلم يكن إلا زوجه وولده، فالأهل هم الزوجة والأولاد ومن يكون تحت رعاية الإنسان من والد أو ولد أو إخوة أو أخوات أو ذوي قرابة فكل من انضم إليك وكان تحت نظرك فهم من أهلك الذين يدخلون في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "فالرجل راع في أهل بيته" فمن جمعهم بيت كان الإنسان فيه واليًا عليه قائمًا عليه، فإنه مسئول عن جلب الخير لهم ودفع الضر عنهم بدلالتهم على الخير في دينهم ودنياهم وليس فقط في أمر الدين، بل في الدين والدنيا فتدلهم على خير ما تعلمه لهم في دينهم، وعلى خير ما تعلمه لهم في دنياهم، وكذلك تقيهم الشرور في دينهم ودنياهم، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ورعاية المرأة في بيتها بحفظه في نفسه في زوجها وفي ولدها وفي الخادم الذي في البيت وفي المال وفي حضوره وغيبته فهي مسئولة عن ذلك كله، وهي إذا أحسنت كان لها أجر بإحسان حتى في الصدقة فإنه أيما امرأة تصدقت من مال زوجها فلها أجرها بما أنفقت وللزوج أجر بما اكتسب كما جاء في الصحيح فهي مأجورة على ذلك.

والخادم راع في مال سيده وهو مسئول رعيته الخادم هنا هو كل من استأجر على عمل سواء كان خدمة أو كان غير ذلك السائق أيضًا الموظف الذي وكلته على عمل كلهم يدخلون في الخادم فهم من يخدمك هؤلاء كلهم مسئولون عما استرعاهم الله تعالى إياهم.

بعد أن فرغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذكر هذه النماذج الثلاثة أو الأربعة على اختلاف مراتب ابتدئ بالإمام وانتهى بالخادم وكلهم يشتركون أنهم رعاة، وإن اختلفت المسئوليات ودرجة المسئولية لكن الجميع مشترك في مسئولية الرعاية قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" أكد المعنى الذي ابتدئ به الحديث.

فينبغي للمؤمن أن يحرص على براءة ذمته من كل مسئولية، هذا الحديث يفيد عموم المسئولية لعامة المسلمين وأن كل أحد يتحمل شيئًا من المسئولية وأن هذه المسئولية تقتضي المحاسبة حتى في خاصة نفسك بوقايتها السيئات وحملها على الطاعات، وفيه بيان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتمثيله لتقريب المعاني فذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نماذج مختلفة من المسئوليات والرعايات وأنهم جميعًا مشتركون في المحاسبة والسؤال.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته وأن يستعملنا وإياكم فيما يحب ويرضى، وأن يعيننا على ما حملنا من الأمانة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90614 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87039 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف