×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

نقل النووي رحمه الله في باب حق الجار والوصية به:

عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله   صلى الله عليه وسلم :((يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة))متفق عليه+++صحيح البخاري (2566) وصحيح مسلم (1030)--- .

هذا الحديث الشريف يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم النساء فيقول: "يا نساء المسلمات" وهذا من باب إضافة الشيء إلى صفته، فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته أي يا أيتها النساء المسلمات "لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" أي لا تستقل في الهدية والهبة والعطية والصدقة والإحسان كل شيء من أوجه الإحسان ولو كان حقيرا أو قليلا، فإن ذلك مما يجري به على المرء الأجر والثواب فقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تحقرن لجارة لجارتها" يعني امرأة لمن يجاورها "ولو فرسن شاة" أي ولو كان المهدى ظلف شاة فإن الفرسن هو عظم في أسفل قوائم البعير قليل اللحم يحتقر في الغالب، ولا يلتفت إليه وإضافته للشاة هنا من باب التجوز وإلا فالفرسن هو في الإبل.

فقوله صلى الله عليه وسلم : "ولو فرسن شاة" يعني ولو كان عظما قليل اللحم يستقل ويحتقر.

وفي هذا الحديث جملة من الفوائد.

من فوائده أن للمرأة تصرفا في طعام بيتها وأن لها أجرا في ذلك إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم وجه الخطاب للنساء, فقال: "يا نساء المسلمات" لأن المرأة راعية في بيت زوجها ومن رعايتها في بيت زوجها قيامها على ما فيه من طعام وقد دلت الأدلة على أن المرأة لها أن تتصدق بما جرت به العادة مما يتسامح في مثله من الطعام ولها أجر في ذلك، فقد جاء في الصحيح من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا»+++صحيح البخاري (1425)، وصحيح مسلم (1024)--- وهذا يبين أن المرأة مأجورة على ما تخرجه فأذن لها في التصرف.

وقد جاء في حديث أسماء أنها قالت: «أن الزبير رجل شديد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارضخي، ولا توعي، فيوعي الله عليك»+++صحيح مسلم (1029)--- يعني أنفقي شيئا قليلا ولا تمسكي فيمسك الله تعالى عنك العطاء، فدل ذلك على أن المرأة تنفق من بيت زوجها بما جرت به العادة ولا تحتاج في ذلك إلى إذن، ولو كان الزوج ممسكا إلا أن يمنع ذلك بصريح العبارة فعند ذلك هي المحروم وهي لها أجرها بما نوت.

أما إذا لم يكن هناك منع صريح، فإن لها أن تنفق بما جرت به العادة من بيت زوجها.

وقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تحقرن جارة لجارة" فيه النهي عن احتقار المعروف ولو كان قليلا وذكر الجارة هنا من باب توجيه الخطاب لهذا، وإلا فهو لكل منفق متصدق ولكل محسن بكل وجه من أوجه الإحسان القولي والمادي والمعنوي هنا النهي عن احتقار الإحسان المادي ولو كان قليلا وذلك حيث ذكر فرسن الشاة وهو العظم القليل، ونظيره ما جاء في حديث عدي بن حاتم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :«اتقوا النار ولو بشق تمرة»+++صحيح البخاري (1417)--- معلوم أنه لا يثمن ولا يغني من جوع، لكنه نوع من الإحسان، فمن لم يجد بكلمة طيبة فلا تحتقر الإحسان القولي ولو كان قليلا، وأما المعنوي فهو إدخال السرور بكل سبيل ولو بالابتسامة فقد جاء في حديث أبي ذر في صحيح الإمام مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».+++صحيح مسلم (2626)---

فينبغي للإنسان ألا يتقال المعروف وألا يزهد فيه، ففي هذا الحديث الحث على الإقدام على كل أوجه المعروف ولو كان ذلك حقيرا في عين المنفق وفيه أن الإنسان ينبغي له ألا يحتقر خيرا جاءه من أي أحد ولو كان قليلا، بعض الناس لو أهدي له شيء قليل قال هذا ما هي بمادة أو هذا ما يهدي ونحو هذا من الكلام الذي يقلل فيه من شأن المعروف وهذا غلط، خذ ما جاءك من الهدية ولو كانت قليلة فالمعروف مشكور ولو كان قليلا، فإن كانت نفسك لا ترغب فيه فاصرفه في وجه من أوجه الخير تكون بذلك محسن من جهتين؛ من جهة قبول القليل، ومن جهة التصدق به والتصرف فيه في وجه من أوجه الإحسان إذا كنت لا ترغبه.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، أعنا على ما فيه الخير وما فيه الرشد والإحسان وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:5687

نقل النووي ـ رحمه الله ـ في باب حق الجار والوصية به:

عن أَبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُول الله  ـ صلى الله عليه وسلم ـ:((يَا نِسَاء المُسْلِمَاتِ، لاَ تَحْقِرَنَّ جَارةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاة))مُتَّفَقٌ عَلَيهِصحيح البخاري (2566) وصحيح مسلم (1030) .

هذا الحديث الشريف يخاطب فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ النساء فيقول: "يا نساء المسلمات" وهذا من باب إضافة الشيء إلى صفته، فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته أي يا أيتها النساء المسلمات "لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" أي لا تستقل في الهدية والهبة والعطية والصدقة والإحسان كل شيء من أوجه الإحسان ولو كان حقيرًا أو قليلًا، فإن ذلك مما يجري به على المرء الأجر والثواب فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا تحقرن لجارة لجارتها" يعني امرأة لمن يجاورها "ولو فرسن شاة" أي ولو كان المهدى ظلف شاة فإن الفرسن هو عظم في أسفل قوائم البعير قليل اللحم يحتقر في الغالب، ولا يلتفت إليه وإضافته للشاة هنا من باب التجوز وإلا فالفرسن هو في الإبل.

فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ولو فرسن شاة" يعني ولو كان عظمًا قليل اللحم يستقل ويحتقر.

وفي هذا الحديث جملة من الفوائد.

من فوائده أن للمرأة تصرفًا في طعام بيتها وأن لها أجرًا في ذلك إذ إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجه الخطاب للنساء, فقال: "يا نساء المسلمات" لأن المرأة راعية في بيت زوجها ومن رعايتها في بيت زوجها قيامها على ما فيه من طعام وقد دلت الأدلة على أن المرأة لها أن تتصدق بما جرت به العادة مما يتسامح في مثله من الطعام ولها أجر في ذلك، فقد جاء في الصحيح من حديث عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «إذا أنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِن طَعامِ بَيْتِها غيرَ مُفْسِدَةٍ كانَ لها أجْرُها بما أنْفَقَتْ، ولِزَوْجِها بما كَسَبَ، ولِلْخازِنِ مِثْلُ ذلكَ، لا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أجْرَ بَعْضٍ شيئًا»صحيح البخاري (1425)، وصحيح مسلم (1024) وهذا يبين أن المرأة مأجورة على ما تخرجه فأذن لها في التصرف.

وقد جاء في حديث أسماء أنها قالت: «أنَّ الزُّبَيرَ رجُلٌ شديدٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ارْضَخي، ولا تُوعِي، فيُوعِيَ اللهُ عليكِ»صحيح مسلم (1029) يعني أنفقي شيئًا قليلًا ولا تمسكي فيمسك الله تعالى عنكِ العطاء، فدل ذلك على أن المرأة تنفق من بيت زوجها بما جرت به العادة ولا تحتاج في ذلك إلى إذن، ولو كان الزوج ممسكًا إلا أن يمنع ذلك بصريح العبارة فعند ذلك هي المحروم وهي لها أجرها بما نوت.

أما إذا لم يكن هناك منع صريح، فإن لها أن تنفق بما جرت به العادة من بيت زوجها.

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا تحقرن جارة لجارة" فيه النهي عن احتقار المعروف ولو كان قليلًا وذكر الجارة هنا من باب توجيه الخطاب لهذا، وإلا فهو لكل منفق متصدق ولكل محسن بكل وجه من أوجه الإحسان القولي والمادي والمعنوي هنا النهي عن احتقار الإحسان المادي ولو كان قليلًا وذلك حيث ذكر فرسن الشاة وهو العظم القليل، ونظيره ما جاء في حديث عدي بن حاتم حيث قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«اتَّقوا النَّارَ ولو بشقِّ تمرةٍ»صحيح البخاري (1417) معلوم أنه لا يثمن ولا يغني من جوع، لكنه نوع من الإحسان، فمن لم يجد بكلمة طيبة فلا تحتقر الإحسان القولي ولو كان قليلًا، وأما المعنوي فهو إدخال السرور بكل سبيل ولو بالابتسامة فقد جاء في حديث أبي ذر في صحيح الإمام مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ».صحيح مسلم (2626)

فينبغي للإنسان ألا يتقال المعروف وألا يزهد فيه، ففي هذا الحديث الحث على الإقدام على كل أوجه المعروف ولو كان ذلك حقيرًا في عين المنفق وفيه أن الإنسان ينبغي له ألا يحتقر خيرًا جاءه من أي أحد ولو كان قليلًا، بعض الناس لو أهدي له شيء قليل قال هذا ما هي بمادة أو هذا ما يهدي ونحو هذا من الكلام الذي يقلل فيه من شأن المعروف وهذا غلط، خذ ما جاءك من الهدية ولو كانت قليلة فالمعروف مشكور ولو كان قليلًا، فإن كانت نفسك لا ترغب فيه فاصرفه في وجه من أوجه الخير تكون بذلك محسن من جهتين؛ من جهة قبول القليل، ومن جهة التصدق به والتصرف فيه في وجه من أوجه الإحسان إذا كنت لا ترغبه.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، أعنا على ما فيه الخير وما فيه الرشد والإحسان وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89961 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف