×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول الإمام النووي رحمه الله في باب حق الجار والوصية به:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي جارين  فإلى أيهما أهدي؟ قال: ((إلى أقربهما منك بابا))رواه البخاري+++حديث رقم (2259)---.

هذا الحديث الشريف فيه بيان من هو الأحق بالإحسان من الجيران حق الجوار ثابت لجميع من يتصف بأنه جار فهو مما يدخل فيما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".+++صحيح البخاري (6014) وصحيح مسلم (2624)--- وبقية الأحاديث التي فيها بيان حق الجار، لكن هذا الحق ليس على درجة واحدة بل هو متفاوت.

ومن معايير التفاوت القرب فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: "إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال صلى الله عليه وسلم إلى أقربهما منك بابا" فأجابها وأشار إليها أن الأحق بالهدية إذا لم تتسع للجميع أن يكون للأقرب بابا.

وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

أولا:تكرر فضل الإحسان إلى الجار عند الصحابة رضي الله تعالى عنهم ولا غرابة في ذلك فكثرة الأحاديث الواردة في حق الجار تدل على عناية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما أن الله تعالى أشار إلى الجار فقال تعالى : ﴿والجار ذي القربى والجار الجنب﴾+++[النساء: 36]--- في سياق من أمر الله تعالى بالإحسان إليهم ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل﴾+++[النساء: 36]--- هذا بيان لمن يستحقون الإحسان ومنهم الجار ذي القربى وذي القربى هنا فسره بعضهم بهذا الحديث، وهو أنه الأقرب بابا وقال آخرون: بل ذي القربى هو من له صلة قرابة من رحم سواء كان ذلك من جهة الآباء أو من جهة الأمهات أو غير ذلك ممن هم من قربات الإنسان بنسب أو رحم.

المقصود أن الجيران تتفاوت حقوقهم بالنظر إلى معايير قربهم وإلى معايير تقدمهم, وهي مختلفة فالجار القريب أحق بالإحسان من الجار الأجنبي البعيد، وكذلك في هذا الحديث بين صلى الله عليه وسلم أن الجار قريب الباب أحق بالإحسان من الجار بعيد الباب ولا فرق في ذلك بين أن يكون الجار ملاصقا أو مقابلا فإن المعيار هو قرب الباب، وقرب الباب قد يكون للجار الملاصق الذي جدارك بجداره أو يكون للجار الذي يقابلك أو بابه أقرب ولو لم يكن ملاصقا لك.

وفيه من فوائده:حرص الصحابة على تقديم العلم قبل العمل فإن عائشة رضي الله تعالى عنها سألت قبل أن تعمل، وهذا هو الأصل أن يسأل الإنسان فيما أشكل عليه قبل أن يعمل حتى يكون عمله على بصيرة, وعلى نور وعلى هدى من دلالة الكتاب والسنة.

ومن الفوائد: أن الجيران يشتركون في الحق حيث أنها قالت: "إن لي جارين" فالحق لجميع الجيران، لكن الحق في ذلك متفاوت.

وفيه أيضا من الفوائد:أن الهدية للجار مما كان عليه عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأنه من أوجه الإحسان إلى الجيران والقيام بحقهم.

وفيه من الفوائد:أن قرب الباب يوجب تقدم الحق في الإحسان إلى الجار, وذلك أن قرب الباب يكون معه من المخالطة والملابسة والمشاركة ما ليس للجار نائل الباب.

وفيه من الفوائد:أن الجوار يطلق على كل من جاورك ولو لم يكن ملاصقا لك.

وفيه من الفوائد أيضا:أن الإحسان إلى الجار مما كان أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم إجمالا وكان الصحابة يفعلونه رضي الله تعالى عنهم في كل شئونهم حتى في الهدية.

وفيه أن المرأة تتصرف في مال بيتها أو طعام بيتها وفي مالها أو في مال زوجها بما يقتضيه العرف، ففيما يتعلق بمال الزوج، فإنها لا تنفق إلا بما يتسامح به عرفا، أما مالها فإنها تتصرف فيه كيفما شاءت، ولذلك لم يسألها النبي صلى الله عليه وسلم من أين الهدية؟ فشمل هذا ما كان من مالها هي ومن مال زوجها من طعامه إذا كان ذلك مما جرت به العادة والعرف في التسامح في مثله.

وفيه قلة حال النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكن على سعة من المال   صلى الله عليه وسلم حتى يسع جميع جيرانه بالعطاء، بل كان الأمر على هذا النحو من المفاضلة بين الجيران في العطاء ولا غرابة فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : "جاءه رجل فقال: يا رسول الله إني مجهود يعني أصابني جهد وتعب وعناء وقلة ذات يد فأرسل إلى إحدى نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ليس عندي إلا ماء: ما في بيته صلى الله عليه وسلم إلا ماء بعث به إلى أخرى كذلك ثم إلى بقية نسائه كلهن يجبن ليس عندنا إلا ماء"+++صحيح مسلم (2054)--- وهذا سيد الورى صلى الله عليه وسلم فكان على قلة ذات اليد على هذا النحو، وأنتم تذكرون حديث المرأة التي دخلت على عائشة فاستطعمتها لابنتيها فأعطتها تمرة فشقتها بين ابنتيها لو كان عندها أكثر من تمرة ما تأخرت في إعطائها لأنها رأت من حاجتها وشفقتها على أولادها ما يوجب الرحمة. فهذه حال النبي صلى الله عليه وسلم.

فكثرة الدنيا وكثرة المال في يد الإنسان ليست دليلا على إكرام الله عز وجل للعبد، كما أن القلة ليست دليلا على عدم المنزلة عند الله عز وجل فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الحال والشأن كل الشأن من أن يكون ما في يدك عونا لك على القرب من الله عز وجل فثنتان لا حسد إلا فيهما, في اثنتين رجل أعطاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه ورجلا آتاه الله تعالى مالا فسلطه على هلكته في الحق.

هذه بعض الفوائد التي تضمن هذا الحديث نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4155

يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في باب حق الجار والوصية به:

عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قَالَت: قُلْتُ: يَا رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنَّ لِي جارَيْنِ  فإلى أيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: ((إِلَى أقْرَبِهِمَا مِنكِ بَاباً))رواه البخاريحديث رقم (2259).

هذا الحديث الشريف فيه بيان من هو الأحق بالإحسان من الجيران حق الجوار ثابت لجميع من يتصف بأنه جار فهو مما يدخل فيما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر وعائشة ـ رضي الله عنهم ـ "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".صحيح البخاري (6014) وصحيح مسلم (2624) وبقية الأحاديث التي فيها بيان حق الجار، لكن هذا الحق ليس على درجة واحدة بل هو متفاوت.

ومن معايير التفاوت القرب فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما سألته عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت: "إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أقربهما منكِ بابًا" فأجابها وأشار إليها أن الأحق بالهدية إذا لم تتسع للجميع أن يكون للأقرب بابًا.

وهذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

أولًا:تكرر فضل الإحسان إلى الجار عند الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ ولا غرابة في ذلك فكثرة الأحاديث الواردة في حق الجار تدل على عناية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك كما أن الله ـ تعالى ـ أشار إلى الجار فقال ـ تعالى ـ : ﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ[النساء: 36] في سياق من أمر الله ـ تعالى ـ بالإحسان إليهم ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ[النساء: 36] هذا بيان لمن يستحقون الإحسان ومنهم الجار ذي القربى وذي القربى هنا فسره بعضهم بهذا الحديث، وهو أنه الأقرب بابًا وقال آخرون: بل ذي القربى هو من له صلة قرابة من رحم سواء كان ذلك من جهة الآباء أو من جهة الأمهات أو غير ذلك ممن هم من قربات الإنسان بنسب أو رحم.

المقصود أن الجيران تتفاوت حقوقهم بالنظر إلى معايير قربهم وإلى معايير تقدمهم, وهي مختلفة فالجار القريب أحق بالإحسان من الجار الأجنبي البعيد، وكذلك في هذا الحديث بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الجار قريب الباب أحق بالإحسان من الجار بعيد الباب ولا فرق في ذلك بين أن يكون الجار ملاصقًا أو مقابلًا فإن المعيار هو قرب الباب، وقرب الباب قد يكون للجار الملاصق الذي جدارك بجداره أو يكون للجار الذي يقابلك أو بابه أقرب ولو لم يكن ملاصقًا لك.

وفيه من فوائده:حرص الصحابة على تقديم العلم قبل العمل فإن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ سألت قبل أن تعمل، وهذا هو الأصل أن يسأل الإنسان فيما أشكل عليه قبل أن يعمل حتى يكون عمله على بصيرة, وعلى نور وعلى هدى من دلالة الكتاب والسنة.

ومن الفوائد: أن الجيران يشتركون في الحق حيث أنها قالت: "إن لي جارين" فالحق لجميع الجيران، لكن الحق في ذلك متفاوت.

وفيه أيضًا من الفوائد:أن الهدية للجار مما كان عليه عمل الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ وأنه من أوجه الإحسان إلى الجيران والقيام بحقهم.

وفيه من الفوائد:أن قرب الباب يوجب تقدم الحق في الإحسان إلى الجار, وذلك أن قرب الباب يكون معه من المخالطة والملابسة والمشاركة ما ليس للجار نائل الباب.

وفيه من الفوائد:أن الجوار يطلق على كل من جاورك ولو لم يكن ملاصقًا لك.

وفيه من الفوائد أيضًا:أن الإحسان إلى الجار مما كان أوصى به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إجمالًا وكان الصحابة يفعلونه ـ رضي الله تعالى عنهم ـ في كل شئونهم حتى في الهدية.

وفيه أن المرأة تتصرف في مال بيتها أو طعام بيتها وفي مالها أو في مال زوجها بما يقتضيه العرف، ففيما يتعلق بمال الزوج، فإنها لا تنفق إلا بما يتسامح به عرفًا، أما مالها فإنها تتصرف فيه كيفما شاءت، ولذلك لم يسألها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أين الهدية؟ فشمل هذا ما كان من مالها هي ومن مال زوجها من طعامه إذا كان ذلك مما جرت به العادة والعرف في التسامح في مثله.

وفيه قلة حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه لم يكن على سعة من المال  ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى يسع جميع جيرانه بالعطاء، بل كان الأمر على هذا النحو من المفاضلة بين الجيران في العطاء ولا غرابة فقد جاء في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "جاءه رجل فقال: يا رسول الله إني مجهود ـ يعني أصابني جهد وتعب وعناء وقلة ذات يد ـ فأرسل إلى إحدى نسائه فقالت: والذي بعثك بالحق ليس عندي إلا ماء: ما في بيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ماء بعث به إلى أخرى كذلك ثم إلى بقية نسائه كلهن يجبن ليس عندنا إلا ماء"صحيح مسلم (2054) وهذا سيد الورى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان على قلة ذات اليد على هذا النحو، وأنتم تذكرون حديث المرأة التي دخلت على عائشة فاستطعمتها لابنتيها فأعطتها تمرة فشقتها بين ابنتيها لو كان عندها أكثر من تمرة ما تأخرت في إعطائها لأنها رأت من حاجتها وشفقتها على أولادها ما يوجب الرحمة. فهذه حال النبي صلى الله عليه وسلم.

فكثرة الدنيا وكثرة المال في يد الإنسان ليست دليلًا على إكرام الله ـ عز وجل ـ للعبد، كما أن القلة ليست دليلًا على عدم المنزلة عند الله ـ عز وجل ـ فهذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذا الحال والشأن كل الشأن من أن يكون ما في يدك عونًا لك على القرب من الله ـ عز وجل ـ فثنتان لا حسد إلا فيهما, في اثنتين رجل أعطاه الله علمًا فهو يعمل به ويعلمه ورجلًا آتاه الله ـ تعالى ـ مالًا فسلطه على هلكته في الحق.

هذه بعض الفوائد التي تضمن هذا الحديث نسأل الله ـ تعالى ـ أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93793 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89654 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف