×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول الإمام النووي رحمه الله في باب حق الجار والوصية به:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن+++سنن الترمذي (1944)---.

هذا الحديث الشريف حديث بين فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معيار الخيرية في الصحبة وفي الجيرة حيث ذكر صلى الله عليه وسلم أن أفضل الأصحاب, وأعظمهم أجرا من كان خيرا لصاحبه فخير الأصحاب خيرهم لصاحبه يعني أفضلهم في جلب الخير لصاحبه وخير الجيران خيرهم لجاره أي أعظمهم جلبا للخير لجاره وذكر الجيرة والصحبة؛ لأنهما نوع صلة فهما قرينان من حيث إن سبب الصلة هو الصحبة والجيرة, وهما ليسا من النسب أو الرحب، بل السبب فيهما خارج عما جرت به العادة من إيصال الخير إلى الغير من ولادة أو نسب أو رحم أو صهر أو نحو ذلك من العلاقات التي تتعلق بالدم، إنما هي رفقة وعلاقة تقوم على سبب عارض قد يدوم وقد يزول.

فالصحبة قد تدوم وقد تزول، والجيرة قد تدوم وقد تزول، فليست مستمرة ثابتة كما أنها ليست أصيلة مرافقة للإنسان منذ ولادته بل قد تكون حادثة بعد أن لم تكن، وتتجدد وقد ذكرهم الله تعالى في سياق واحد في قوله جل وعلا : ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل﴾+++[النساء: 36]--- فذكر الله تعالى الجيرة والصحبة في سياق واحد وهكذا في هذا الحديث فإنه ذكرهما في سياق واحد.

والشريعة جاءت لإصلاح الصلات والعلاقات سواء كانت علاقات ثابتة دائمة لا اختيار للإنسان فيها كعلاقته بوالديه وذي رحمه أو علاقات عارضة اختيارية كالصحبة والجيرة، فالإنسان يختار صاحبه وقد يختار جاره.

فلذلك ذكرت الشريعة الحقوق والإحسان في الجانبين ما كان من العلاقات أصيلا لا اختيار فيه للإنسان وما كان من العلاقات طارئا للإنسان فيه اختيار والجامع في كل الصلات يندرج أن يكون المعاملة بالإحسان﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا﴾+++[النساء: 36]--- فينبغي للإنسان أن يحرص على إقامة العلاقات مع كل من له به صلة دائمة أو عارضة، سابقة لا اختيار له فيها أو طارئة له فيها اختيار أن يحرص على الإحسان فيها، وأن يبذل كل ما يستطيعه من أوجه الإحسان.

فالخيرية تتحقق في الصلات بأمور ثلاثة:

الأول:بإيصال الإحسان, وبذله بقدر المستطاع في القول والعمل والحال والظاهر والباطن كل وجه من أوجه الإحسان تستطيعه فأفعله.

الثاني:كف الأذى, كف أذاك عن غيرك بكل وجه في قولك وقلبك وعملك، فإذا تحقق ذلك فأبشر فإنها صدقة منك على نفسك, وتكون قد بلغت أدنى درجات الإحسان أن تكف الأذى.

الثالث:مما يتحقق به الخيرية في العلاقات احتمال الأذى, وذلك أن الإنسان قد يبذل الإحسان, ويكف الأذى؛ لكن لا يسلم من أذى غيره, فكيف يقابله بالاحتمال فيما إذا كان الأذى ممن له حق من ذوي القربات أو الجيران أو الأصحاب ممن لا تستطيع أن تنفك منهم فاحتمل أذاهم, فإنه لا يمكن أن تطيب لك صلة دون أن تحتمل الأذى منه.

وقد جاء في الصحيح: "أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابات أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون وأحلم عنهم ويجهلون علي فكل إحسان يوصله إليهم يقابلونه بإساءة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل"+++صحيح مسلم (2558)--- يعني الرماد الحار تطعمهم الرماد الحار لأنك توصل إليهم خير ويقابلونك بضده, ولا يزال معك من الله ظهير عليهم, وهذه بشارة ما دمت على ذلك يعني ما استمررت وامتد استعمالك لهذه الصفة معهم, وهي أن تقابل إساءتهم بالإحسان.

ولهذا الخيرية لا يمكن أن تتحقق الإنسان دون أن يحتمل الأذى، فالناس مجبولون على ما ذكره الله من وصف الإنسان إنه كان ظلوما جهولا وكل إساءة تستر عن أحد فهي إنما صادرة عن ظلم أو جهل، أما ظلم وهو اعتداء وتجاوز أو جهل عدم علم ومعرفة ولا يقابل هذا إلا بالصبر والاحتمال ليبلغ الإحسان درجة الخيرية.

فقوله صلى الله عليه وسلم : "خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه" من بذل الإحسان وكف الأذى واحتمل لا يكون من أذى أصحابه, وكذلك فيما يتعلق بالجيران لا يتحقق الخيرية في الجيرة إلا لمن أحسن وكف أذاه واحتمل أذى جاره، فإنه قد يكون من الجار تقصير أو قصور في قول أو عمل أو سر أو علن، فقابله بالاحتمال واحتسب الأجر عند الله، ولا يمكن أن يفوز الإنسان بهذه الخصلة وهي الخيرية التي تجمع هذه الخصال الثلاثة إلا بأن يعامل الله عز وجل ويرجو منه العطاء، لأنه من انتظر المقابل من الناس تعب ولم يجد ما يؤمل، لكن من راقب الأجر من الله فاز واحتمل الأذى وبذل الندى والإحسان وكف أذاه عن الخلق وكان من الفائزين.

الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: بيان حرص الشريعة على إصلاح العلاقات والصلات بين الناس العارض والممتد، المستمر والمنقطع، الاختياري وغير الاختياري.

وفيه من الفوائد:أن الصاحب السابق في الخيرية هو من كان خيرا لصاحبه ومن الخيرية للأصحاب هو بذل كل إحسان إليهم ومن ذلك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والخوف عليهم من الضلال والرداء فإن ذلك غاية الإحسان، قد تحسن الإحسان بالمال لكن أعظم منه أن تحسن إليه بالهداية إلى الصراط المستقيم وكذلك خير الجيران من بذل الخير لجاره وهذا في حث أن يكون الإحسان خيرا لجاره وأن يسابق في الخيرية.

وفيه من الفوائد:حرص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يكون الإنسان سالما في معاملاته من كل سوء وشر وأن يكون مذكورا بالخير مع أصحابه وجيرانه وذوي العلاقات معه, فإنه حث على الخيرية في الصحبة وعلى الخيرية في الجيرة وبهما يتحقق الإنسان خيرا عظيم من الأجر والمثوبة العاجلة وطيب الذكر في الحال والمآل أعاننا الله وإياكم على السبق إلى كل خير والانصراف عن كل شر أن يزينا بزينة الإيمان ويهدينا صراطه المستقيم وأن يعيذنا من نزغات الشياطين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4432

يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في باب حق الجار والوصية به:

عن عبدِ الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ الله ـ تَعَالَى ـ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيرُ الجِيرَانِ عِنْدَ الله ـ تَعَالَى ـ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)) رواه الترمذي وقال: حديث حسنسنن الترمذي (1944).

هذا الحديث الشريف حديث بين فيه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ معيار الخيرية في الصحبة وفي الجيرة حيث ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أفضل الأصحاب, وأعظمهم أجرًا من كان خيرًا لصاحبه فخير الأصحاب خيرهم لصاحبه يعني أفضلهم في جلب الخير لصاحبه وخير الجيران خيرهم لجاره أي أعظمهم جلبًا للخير لجاره وذكر الجيرة والصحبة؛ لأنهما نوع صلة فهما قرينان من حيث إن سبب الصلة هو الصحبة والجيرة, وهما ليسا من النسب أو الرحب، بل السبب فيهما خارج عما جرت به العادة من إيصال الخير إلى الغير من ولادة أو نسب أو رحم أو صهر أو نحو ذلك من العلاقات التي تتعلق بالدم، إنما هي رفقة وعلاقة تقوم على سبب عارض قد يدوم وقد يزول.

فالصحبة قد تدوم وقد تزول، والجيرة قد تدوم وقد تزول، فليست مستمرة ثابتة كما أنها ليست أصيلة مرافقة للإنسان منذ ولادته بل قد تكون حادثة بعد أن لم تكن، وتتجدد وقد ذكرهم الله ـ تعالى ـ في سياق واحد في قوله ـ جل وعلا ـ: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ[النساء: 36] فذكر الله ـ تعالى ـ الجيرة والصحبة في سياق واحد وهكذا في هذا الحديث فإنه ذكرهما في سياق واحد.

والشريعة جاءت لإصلاح الصلات والعلاقات سواء كانت علاقات ثابتة دائمة لا اختيار للإنسان فيها كعلاقته بوالديه وذي رحمه أو علاقات عارضة اختيارية كالصحبة والجيرة، فالإنسان يختار صاحبه وقد يختار جاره.

فلذلك ذكرت الشريعة الحقوق والإحسان في الجانبين ما كان من العلاقات أصيلًا لا اختيار فيه للإنسان وما كان من العلاقات طارئًا للإنسان فيه اختيار والجامع في كل الصلات يندرج أن يكون المعاملة بالإحسان﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا[النساء: 36] فينبغي للإنسان أن يحرص على إقامة العلاقات مع كل من له به صلة دائمة أو عارضة، سابقة لا اختيار له فيها أو طارئة له فيها اختيار أن يحرص على الإحسان فيها، وأن يبذل كل ما يستطيعه من أوجه الإحسان.

فالخيرية تتحقق في الصلات بأمور ثلاثة:

الأول:بإيصال الإحسان, وبذله بقدر المستطاع في القول والعمل والحال والظاهر والباطن كل وجه من أوجه الإحسان تستطيعه فأفعله.

الثاني:كف الأذى, كف أذاك عن غيرك بكل وجه في قولك وقلبك وعملك، فإذا تحقق ذلك فأبشر فإنها صدقة منك على نفسك, وتكون قد بلغت أدنى درجات الإحسان أن تكف الأذى.

الثالث:مما يتحقق به الخيرية في العلاقات احتمال الأذى, وذلك أن الإنسان قد يبذل الإحسان, ويكف الأذى؛ لكن لا يسلم من أذى غيره, فكيف يقابله بالاحتمال فيما إذا كان الأذى ممن له حق من ذوي القربات أو الجيران أو الأصحاب ممن لا تستطيع أن تنفك منهم فاحتمل أذاهم, فإنه لا يمكن أن تطيب لك صلة دون أن تحتمل الأذى منه.

وقد جاء في الصحيح: "أن رجلا شكا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله إن لي قرابات أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون وأحلم عنهم ويجهلون علي فكل إحسان يوصله إليهم يقابلونه بإساءة فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن كان كما تقول فكأنما تسفهم المل"صحيح مسلم (2558) يعني الرماد الحار تطعمهم الرماد الحار لأنك توصل إليهم خير ويقابلونك بضده, ولا يزال معك من الله ظهير عليهم, وهذه بشارة ما دمت على ذلك يعني ما استمررت وامتد استعمالك لهذه الصفة معهم, وهي أن تقابل إساءتهم بالإحسان.

ولهذا الخيرية لا يمكن أن تتحقق الإنسان دون أن يحتمل الأذى، فالناس مجبولون على ما ذكره الله من وصف الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا وكل إساءة تستر عن أحد فهي إنما صادرة عن ظلم أو جهل، أما ظلم وهو اعتداء وتجاوز أو جهل عدم علم ومعرفة ولا يقابل هذا إلا بالصبر والاحتمال ليبلغ الإحسان درجة الخيرية.

فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "خير الأصحاب عند الله ـ تعالى ـ خيرهم لصاحبه" من بذل الإحسان وكف الأذى واحتمل لا يكون من أذى أصحابه, وكذلك فيما يتعلق بالجيران لا يتحقق الخيرية في الجيرة إلا لمن أحسن وكف أذاه واحتمل أذى جاره، فإنه قد يكون من الجار تقصير أو قصور في قول أو عمل أو سر أو علن، فقابله بالاحتمال واحتسب الأجر عند الله، ولا يمكن أن يفوز الإنسان بهذه الخصلة وهي الخيرية التي تجمع هذه الخصال الثلاثة إلا بأن يعامل الله ـ عز وجل ـ ويرجو منه العطاء، لأنه من انتظر المقابل من الناس تعب ولم يجد ما يؤمل، لكن من راقب الأجر من الله فاز واحتمل الأذى وبذل الندى والإحسان وكف أذاه عن الخلق وكان من الفائزين.

الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: بيان حرص الشريعة على إصلاح العلاقات والصلات بين الناس العارض والممتد، المستمر والمنقطع، الاختياري وغير الاختياري.

وفيه من الفوائد:أن الصاحب السابق في الخيرية هو من كان خيرًا لصاحبه ومن الخيرية للأصحاب هو بذل كل إحسان إليهم ومن ذلك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والخوف عليهم من الضلال والرداء فإن ذلك غاية الإحسان، قد تحسن الإحسان بالمال لكن أعظم منه أن تحسن إليه بالهداية إلى الصراط المستقيم وكذلك خير الجيران من بذل الخير لجاره وهذا في حث أن يكون الإحسان خيرًا لجاره وأن يسابق في الخيرية.

وفيه من الفوائد:حرص النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ على أن يكون الإنسان سالمًا في معاملاته من كل سوء وشر وأن يكون مذكورًا بالخير مع أصحابه وجيرانه وذوي العلاقات معه, فإنه حث على الخيرية في الصحبة وعلى الخيرية في الجيرة وبهما يتحقق الإنسان خيرًا عظيم من الأجر والمثوبة العاجلة وطيب الذكر في الحال والمآل أعاننا الله وإياكم على السبق إلى كل خير والانصراف عن كل شر أن يزينا بزينة الإيمان ويهدينا صراطه المستقيم وأن يعيذنا من نزغات الشياطين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91569 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87258 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف