×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2042

المقدم:بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان، تحية لحضراتكم أينما كنتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة في بداية هذه الحلقة لبرنامج "الدين والحياة" في بدايتها تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي، ومن الإخراج ماهر ناضرة، ومن استديو الهواء مصطفي الصحفي.

نحيكم مستمعينا الكرام في بداية هذه الحلقة، والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى، ونرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، حياك الله يا شيخ خالد، أهلا وسهلا يا مرحبا.

الشيخ:حياكم الله، أهلا وسهلا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بك أخي وائل، وأهلا وسهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، حياكم الله.

المقدم: أهلا وسهلًا، فضيلة الشيخ! بمشيئة الله تعالى سيكون حديثنا في هذه الحلقة مستمعينا الكرام يندرج تحت الآية الكريمة ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9].

نتحدث عن هذه الآية، وعن مضامينها، وعن المعاني في هذه الآية، وكيف يحذر ديننا الإسلامي من هذا الأمر؟ وأيضًا سبل الوقاية من الشح الذي سنتحدث عنه من هذه الحلقة بمشيئة الله تعالى.

 الآن فضيلة الشيخ نريد أن نتعرف على معنى وحقيقة الشح حتى ندلف إلى العناصر المتبقية في هذه الحلقة، ونستخرج من هذه الآية الكريمة الفوائد والعظات والعبر.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

الشح هو في الحقيقة: البخل في أداء الحقوق، والحرص على ما ليس له من الأمور، وعندما نقول: الشح البخل فنحن لا نقصر الشح على إمساك المال فقط، بل الشح أعظم من ذلك وأشد قبحًا، وأعظم شؤمًا من مجرد إمساك المال، البخل هو إمساك المقتنيات وحبسها ومنع إخراج المال إلى مستحقيه.

لكن الشح أكثر من هذا، فهو لا يتعلق بالمال فقط، بل هو منع لكل الحقوق؛ ولذلك الشح هو الإفراط في الحرص على الدنيا وما فيها من الممتلكات إلى حد يوقع الإنسان في الشح بالحقوق، ومنع الحقوق، وبخس الناس حقوقهم، ومنع ما يجب لهم.

ولهذا أكثر أهل العلم على أن الشح ليس رديفًا للبخل كما يتصوره بعض الناس، يظن أن البخل هو الشح والشح هو البخل، والحقيقة أن الشح أوسع دائرة من البخل فكل شحيح بخيل، لكن لا يلزم أن يكون البخيل قد تشبع بهذه الصفة، فبينهما عموم وخصوص وجهي، بمعنى أن كل بخل فهو شح، لكن الشح أوسع من أن يكون فقط هو البخل بالمال؛ لأن البخل بالمال إمساكه، ومنع إخراجه، وعسر تفلته من اليد إلى حد قد يوقعه فيما يحصل عليه من منع الحقوق الواجبة، سواء كان ذلك في النفقات، أو كان ذلك في الزكاة الواجبة، أو ما أشبه ذلك من الأمور التي تحمل الإنسان على إمساك المال وحبسه عن الإخراج، سواء كان إخراجه فيما يتعلق بحقوق الله، أو فيما يتعلق بحقوق الخلق، أو فيما يتعلق بحق النفس، فكله داخل في معنى البخل؛ لأنه إمساك للمال.

أما الشح فهو إمساك المال وغير المال من الحقوق، فالذي لا يصل رحمه شحيح، والذي لا يبرُّ بوالديه شحيح، والذي يكره الخير للناس شحيح، والذي يمنع ما يجب لجاره من الحقوق شحيح، فالشح أوسع دائرة من كونه إمساكًا للمال.

ولهذا كانت النصوص في التحذير من الشح أظهر وأبين من حصرها في إمساك المال.

إذًا الخلاصة: أن الشح هو منع الحقوق وشدة الحرص على الدنيا إلى درجة الإفراط في التعلق بها، بكراهية وصولها إلى الغير من كل وجه، سواء كانت في يدك أو في يد غيرك.

ولهذا كان الشح أصلًا لمفاسد كثيرة، ومنبعًا لمفاسد عديدة، سنشير إليها بعد قليل إن شاء الله.

المقدم: بمشيئة الله تعالى فضيلة الشيخ هذا البيان يتعلق أيضًا بحقيقة الشح في هذه الحياة الدنيا، وهو أيضًا إذا سمحت لي أو صححت لي هذه المعلومة ينسحب حديثنا في التفريط في حقوق الله –تبارك وتعالى-من القيام بواجباته والابتعاد عما نهى عنه وزجر، والتفريط في جنب الله –تبارك وتعالى-من القيام بالعبادات ونحوها.

الشيخ:بالتأكيد، لا شك أن هذه الخصلة إذا سكنت نفس الإنسان وطاوعها توقعه في بلايا عظيمة، وبخس لنفسه، وظلم لها على نحو يقع فيه الإنسان في مفاسد عظيمة وشرور كثيرة، لا حصر لها ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9]، أي الذين أدركوا الفلاح فلا فلاح للإنسان إلا بأن يقي نفسه الشح في جميع أموره، وفي جميع شؤونه وإذا شح الإنسان منع ما يجب عليه من حق الله تعالى، ومنع ما يجب عليه من حقوق الخلق، وتورط في سيء الأخلاق، وكان معارضًا لله –عز وجل-فيما يقضيه من الأقضية والأقدار.

ولهذا توافرت النصوص في الكتاب والسنة على ذم الشح والتحذير منه، وسؤال الله تعالى السلامة منه، وفي كلام الأئمة وأهل العلم وسلف الأمة من المحفوظ في ذم الشح وبيان شؤمه وخطره ما يكفي في تنفير النفوس من أن تتورط فيه، أو أن تستسلم له، ولهذا لابد أن يكون الإنسان على بصيرة من خطورة هذه الخصلة وأن يقي نفسه الشح بكل أوجهه.

ولهذا إذا أذنت نتكلم عن شيء من جوانب خطورة هذه الخصلة حتى يعرف الواحد منا أن استسلامه لشح نفسه، وأن عدم سعيه في وقاية نفسه هذه الخصلة القبيحة سيتورط بالضرورة في معصية الله –عز وجل-في حقوقه جل في علاه، وسيتورط في معصية الله –عز وجل-في عدم أداء حقوق الخلق، وسيتورط في معصية الله –عز وجل- بتسخط أقضيته وأقداره، فلا تجده صابرًا على طاعة الله، ولا تجده صابرًا عن معصية الله، ولا تجده صابرًا على ما يجريه الله تعالى من الأقضية والأقدار التي يقسم فيها تعالى ما شاء من القسمة لعباده.

لهذا قيل: الشح أصل لكل ذنب، وهو منبع لكل مفسدة ورذيلة، وذلك سواء كان في المفاسد المتعلقة بالقلب، فقلب الشحيح مظلم، أو كان في العمل فعمله رديء، أو كان في القول فلا تجد منه خيرًا.

ولهذا إذا وقع الشح في نفس الإنسان واستجاب له جحد الحقوق، وعطل الواجبات، وتجد أن سوء القطيعة والعقوق في سلوكه قائمة رائجة، وتجده مستهينًا بالدماء، مستهينًا بالأموال، مستهينًا بالأعراض، فبالشح تُسفك الدماء بغير حق، وبالشح إذا سكن النفوس واستولى عليها أُكلت الأموال بالباطل، وبالشح إذا استسلم له الإنسان واستجاب لداعيه استُبيحت الأعراض.

ولذلك الشح عنوان لترك الفضائل والقعود على المكرمات، والتورط في الرذائل والقبائح والسيئات، ولهذا جاء التحذير بيِّنًا في عواقب الشح إذا استسلم له الإنسان فيما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلماتقوا الشحَّ» ما معنى اتقوا الشح؟

معناه اجعلوا بينكم وبينه وقاية احذروه تجنبوه، إياكم وأن يصل إليكم شيء من آثاره، أو أن تستجيبوا لداعيه في نفوسكم، ثم بين النبي –صلى الله عليه وسلم-بعد أمره بالوقاية من الشح خطورته فقال: «فإنه أهلك من كان قبلكم» يعني ما أهلك الأمم السابقة، وأهلك من خلا وسبق إنما هو الشح، حملهم على سفك دمائهم واستحلال محارمهم كما قال –صلى الله عليه وسلم-:«إنما أهلك من كان قبلكم الشح؛ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ».[صحيح مسلم:ح2578/56]

«سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ»أي: استباحوا قتل بعضهم بعضا، وإيصال الأذى الذي تهدر به الدماء، ويستهان فيه بالأنفس بسبب الشح «واستحلوا محارمهم»يعني استباحوا ما حرم الله تعالى عليهم في أموالهم وفي أعراضهم، وفيما يكون من شؤونهم كان ذلك كله بسبب ما سكن في نفوسهم من الشح الذي استجابوا له في حديث عبد الله بن عمرو يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:«إياكم والشح فإنما أهلك من كانوا قبلكم الشح» وهذا كما تقدم في حديث جابر زاد النبي –صلى الله عليه وسلم-بيان فقال: «أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا»[مسند أحمد:ح6487من حديث عبد الله بن عمر، وصححه الألباني في الصحيحة:ح858] كم من هذه الثمار الثلاثة التي أنتجها الشح عندما استجابت له النفوس، وانقادت له القلوب، وسكن النفوس حتى استوعبها واستحوذ عليها.

يقول: «أمرهم بالبخل»، والبخل رذيلة من الرذائل، لا يقصد به فقط إمساك المال هنا، بل كل ما يكون من إمساك مما يجب على الإنسان بذله، فنتيجة الشح عندما ترى البخيل حتى فيما يتعلق بمعاشه تكره هذه الخصلة، وتأسى لحاله كيف بلغ به الأمر هذا المبلغ أن بلغ هذا الحال من الإمساك على نفسه ومنعها ما تشتهي وتلتذ به مما أحل الله وأباح مع قدرته على ذلك وتمكنه منه.

فمن ثمار الشح البخل، يأمر بالبخل والإمساك وهجر ما أباح الله تعالى من الحلال الطيب، «وأمرهم بالقطيعة فقطعوا»الشح يأمر بالقطيعة، والقطيعة هنا شاملة لكل ما يجب وصله من الحقوق؛ فإن الله تعالى أمر بالوصل والإحسان، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا[النساء: 36]، فالله تعالى أمر بالوصل؛ وصل الوالدين بالإحسان، ووصل القرابات بالإحسان والبر، ووصل اليتامى والمساكين واليتامى هنا سواء كانوا أغنياء، أو فقراء لحاجتهم النفسية بما أصيبوا من فقد آبائهم، والمساكين لحاجتهم المادية ثم قال: ﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾،الجار القريب والجار البعيد، أو الجار ذي الرحم والجار الأجنبي ﴿وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ﴾،وهو الصاحب في السفر كما قال بعض أهل العلم، أو الصاحب مطلقًا ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾،وهو صاحب الحاجة العارضة الذي ينزل البلد وليس له ما يغنيه، ويحتاج إلى ما يحمله إلى بلده.

هؤلاء أَمَر الله تعالى بصلتهم، والشح يحمل الإنسان على قطيعة كل ما أمر الله تعالى به أن يوصل؛ لأن هنا قال –صلى الله عليه وسلم-:«وأمرهم بالقطيعة»، ولم يحدد قطيعة ماذا؟ قال: «فقطعوا»، يعني قطعوا كل ما أمرهم الله تعالى به أن يوصل، خلافًا لما عليه أهل الإيمان ممن يحبهم الله تعالى ويرضاهم الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، فأهل التقوى وأهل الإيمان الموعودون بالخير والبر من الله –عز وجل-يصلون ما أمر الله تعالى به أن يوصل.

فتجدهم سبَّاقين إلى كل بر، سبَّاقين إلى كل خير، عاملين بكل إحسان، أصحاب سبق إلى طاعة الله –عز وجل-وإلى رضوانه جل في علاه، فتجدهم يسبقون إلى المعالى والمحاسن والفضائل، ويبتعدون عن كل ما يكون من الرذائل التي يوقعهم فيها الشح ونحوه.

إذًا قال –صلى الله عليه وسلم-في بيان عواقب وثمار هذه الخصلة قال –صلى الله عليه وسلم-:«وأمرهم بالقطيعة فقطعوا»ولا يقف الأمر على هذا أي على إمساك ببخل وقطيعة لمن يجب أن يوصل، بل «وأمرهم بالفجور ففجروا»والفجور هو التمادي في الفساد، التمادي في الخروج عن الصراط المستقيم، التمادي في التخلي عن خصال أهل الإيمان، فالفجور خروج عن الصراط المستقيم من كل وجه، ولذلك قال: «وأمرهم بالفجور ففجروا»، وإذا رأى الإنسان هذه العواقب الوخيمة أدرك خطورة الشح، وأنه يورِّطه فيما لا سلامة له معه من سيء الخصال وقبيح الأخلاق.

ولا عجب؛ فإن الشح إذا وقع في القلوب حملها على الاعتداء والبغي، وساقها إلى العلو على الخلق والكبر، وحملها على حسد الناس والحقد عليهم، والغل وكراهية الخير لهم، فالشح هو الحرص الشديد على الدنيا والسعي في الاستكثار منها، مع جشع في النفس وهلع وخوف وجزع من فوات حظه من الدنيا، وبالتالي يكون الإنسان في حال من القلق والخوف وعدم الاطمئنان والسكينة ما يجعل حياته بؤسًا وشقاء.

فالشح يمنع الإنسان من الخير، ويوقعه في كل شر واعتداء وظلم، يتبين مما تقدم من آثار الشح وعواقبه أن الشح من شر صفات الإنسان، فمن أقبح ما يكون عليه حال الإنسان أن يكون شحيحًا بما أمره الله تعالى من الواجبات والحقوق، شحيحًا بماله أن ينفقه في الأوجه التي ينفق فيها، شحيح ببدنه أن يستعمل بدنه في طاعة ربه والقيام بحقه وحق خلقه، شحيح بجاهه، شحيحًا بعلمه، شحيحًا بنصحه ودلالة حال الخير فيكون بذلك قد حبس كل فضيلة عن نفسه وتورط في كل رذيلة.

الشح شر كله؛ ولذلك كان ظهوره من علامات الساعة، وكان شيوعه وانتشاره مما يؤذن بفساد الدنيا وقرب قيام القيامة، كما جاء ذلك في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:«يتقارب الزمان» أي يقصر، فيما يظهر من معاني الزمان: قصره وسرعة تقضيه، «وينقص العمل»،أي العمل الصالح، فلا يكون في حال الناس من العمل الصالح ما تنشرح به صدروهم ويبارك لهم في أوقاتهم وأعمالهم.

قال –صلى الله عليه وسلمويلقى الشح»، ثم بعد أن ذكر إلقاء الشح ذكر أخطر نتائجه، فقال: «ويكثر الهَرْج» يلقى الشح في قلوب الناس وأعمالهم، فيمسك الناس عن كل خير، وتبخس الحقوق، ويقع التظالم بين الخلق، ويثمر هذا وينتج عنه القتل، كثرة الحروب، ولذلك قال: «ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله قال: القتل، القتل»[صحيح البخاري:ح6037، ومسلم:ح157/11]، فيكثر في الناس القتل بغير حق بسبب ما ينزل في قلوب الناس من الشح، فيحملهم على منع الخير والاعتداء على الخلق، فيبخل العالم بعلمه، ويبخل الناصح بنصحه، ويُترك التعليم، ويُترك النصح، ويبخل الصانع بصنعته، والعارف بمعرفته حتى لا يكون بين الناس إحسان، ويبخل الغني بغناه حتى يهلك الفقير، فيحبس الخير، ويمنع المعروف، ويقوم الحسد والحقد والبغضاء والشحناء بين الناس، فتزول معالم الخيرية عنهم.

ولهذا ينبغي للإنسان أن يدرك ما يثمره الشح حتى يتجنبه، ويسعى في تخليص نفسه وفكاكه منه، ولو لم يكن من قبائح الشح إلا أن الله وصف به أهل النفاق، فقال تعالى في وصف المنافقين ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾أي نالوا منكم بألسنة شديدة فظة غليظة قال: ﴿أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا[الأحزاب: 19].

 انظر ذكر صفتين في الافتتاح والانتهاء قال: ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ﴾،أول ما ذكر من خصال أهل النفاق أنهم أشحة على أهل الإيمان، يكرهون الخير لهم، يمسكون عنهم كل بر وإحسان، ويكرهون لهم كل خير وفضل، ثم قال بعد أن ذكر حالهم عندما يدركهم ما يخافون منه الهلاك، قال تعالى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَاد أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ﴾، فالمنافقون أشحة على المؤمنين بالخير، أشحة بالنفقة في سبيل الله على المساكين، أشحة بكل فضيلة؛ ولذلك ينبغي للمؤمن أن يحذر الشح فإنه مهلك، وهو من صفات أهل النفاق أجارنا الله تعالى وإياكم من التورط في شيء من هذه الخصال القبيحة التي تحمل الناس على كل رذيلة، وتورطهم في كل سيئة وقبيحة.

المقدم: فضيلة الشيخ! اسمح لي أن نذهب إلى فاصل بعده -بمشيئة الله تعالى- سنستكمل حديثنا حول هذه الصفة، وهذا الخلق الذميم القبيح الذي حذر الله –تبارك وتعالى-منه في كتاب الله –جل وعلا-، سنبين بعد الفاصل -بمشيئة الله تعالى- هذا الشح، وأنه من طبائع النفوس، وكيف يجب على الإنسان أيضًا أن يحاول أن يتخفف منه، وأن يمنع هذا الشح من الظهور على نفسه،؛ لأن كثيرًا من الطبائع تكون جِبلِّيَّة في نفس الإنسان، لكن يحاول أن يكتمها، ولا يبنيها، ولا يظهرها ويكون مأجورًا على ذلك بمشيئة الله تعالى.

 فضيلة الشيخ سنذهب إلى فاصل، بعده نكمل الحديث بمشيئة الله تعالى، مستمعينا الكرام! ابقوا معنا.

حياكم الله مستمعينا الكرام، نحيكم ونرحب بكم، ونرحب بمن انضم إلينا الآن في هذه الحلقة، ونرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، حياك الله فضيلة الشيخ، أهلا وسهلا.

الشيخ: حياكم الله، مرحبا وأهلا وسهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم:فضيلة الشيخ تحدثنا عن حقيقة الشح، وتحدثنا عن الفرق بين الشح والبخل، حديثنا يندرج تحت الآية الكريمة: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9]، نريد أن نتحدث فضيلة الشيخ عن أن بعض الطبائع وبعض الخصال تكون جِبِلِّيَّة في نفس الإنسان، لكنه مأمور شرعا بإخفائها، ومحاربتها، والابتعاد عنها، وعدم إظهارها للناس، هل الشح من هذه الطبائع التي هي جبلية في نفس الإنسان؟

الشيخ: الشح خصلة قد تكون من طبائع الإنسان في الأصل، بمعنى أن الأنفس قابلة للاتصاف والتخلق بهذه الخصلة، ولذلك قال الله تعالى فيما يكون بين الزوجين من خصومات ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ[النساء: 128]، أخبر الله تعالى بأن الشح في كل أحد، أي جعل الشح حاضرًا في نفوس الناس، فالشح من طبائع النفوس، فلكل نفس شحٌّ حاضر غير غائب، وكل إنسان لابد أن يكون عنده شيء من الشح بحكم خِلقته وجبلَّته، لكن هذا لا يبرر بوجه من الوجوه أن يستسلم الإنسان لهذه الخصلة، وأن ينساق إليها، بل الله تعالى قال: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9]، فدل ذلك على أن النفس فيها شح، وأن النجاة والنجاح والفلاح والفوز والسبق والسعادة والراحة والطمأنينة التي يسعد بها الإنسان في دنياه، ويدرك بها فوز الآخرة هو أن يوقى شح نفسه، ولذلك قال: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9].

وهذا يشعر كالآية السابقة في قوله تعالى: ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ[النساء: 128] يشعر بأن الشح في النفوس، والنفوس قابلة للاستجابة له، فالله تعالى ركز في النفوس محبة الخير، وركز فيها من الجبِلَّة والطبيعة ما يكون من صفات وخصال الشر ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ[البلد: 10] بين له –جل وعلا-الطريق الذي تزكو به النفوس وتسمو، وبيَّن له أن ترك ذلك سيقعد بنفسه في أنواع من الرذائل وصنوف من الأخلاق القبيحة التي يشقى بها في معاشه، وينقلب بها منقلبَ سوء عند لقاء ربه.

لهذا من المهم أن نعرف أن هذه الخصلة التي في نفوسنا وهي قابليتها للشح، اتصافها بالشح لا يبرر الاستجابة، بل الواجب بذل الوسع والجهد في التخلص منها؛ فإن النفوس إذا استسلمت للشح وحضرها الشح أدت إلى الخصومات والمنازعات، وإلى الاعتداء والبخس الحقوق.

ولهذا في مقام ما يكون بين الزوجين من خلاف، يقول الله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا[النساء: 128]، يعني إذا كان حصل بين المرأة وزوجها ما شعرت فيه المرأة أن الرجل منصرف عنها، لا يرغب في البقاء معها، أو يسعى أو قصر في حقوقها، فخافت منه ﴿نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا[النساء: 128] أي لا إثم على الرجل والمرأة أن يرتِّبا بينهما اتفاقًا يصطلحان فيه على ما تستقيم به معيشتهما وتتحقق به العشرة بالمعروف، يتحقق به الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان، فتسلم المرأة من أن تُمسك ضرارًا واعتداء، كما قال تعالى: ﴿وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا[البقرة: 231]، فذكر الله تعالى الصلح، ثم أثنى على هذا الصلح فقال: ﴿والصلح خير [النساء: 128]، يعني كون النفوس تستجيب للصلح والخروج باتفاق تتراضى به الأطراف، وينال به كل طرف ما يؤمل من الحقوق هذا بين علاقة رجل بامرأته وعلاقة الناس عمومًا، قال تعالى: ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ[النساء: 128]، يعني أن الذي يمنع من الوصول إلى الصلح الذي وصفه الله تعالى بأنه خير هو ما يكون في النفوس من الشح، فتجد المرأة تشح على مكانها من زوجها، والرجل يشح على المرأة بنفسه، وهلم جرًّا.

يقع بينهم من الشح في كل جانب من جوانب العلاقة، فالمرأة تطالب بحقوقها، وتغفل عن حقوق زوجها، والرجل يطالب بحقوقه ويغفل عن حقوق المرأة، فيشح كل بما عليه من الحق، فتتقاطع الأوصال أو تتسرب العلاقات، وتدب الشحناء والشر في العلاقات بين الزوجين.

ولذلك قال تعالى لما ذكر حضور الشح الذي يمنع من حصول الصلح بين الزوجين وبين كلِّ مختلفين في أي أمر من أمور الدنيا، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[النساء: 128] حث الله تعالى على الإحسان وهو خروج عن الشح وأمر بالتقوى التي بها يتحقق بذل الحقوق وإيصال الأمانات إلى أهلها وبهذا يسلم الإنسان من الشح.

لهذا الاستسلام للشح استسلام الإنسان للشح هو في الحقيقة استسلام للرذائل، تورط في السيئات، وقوع في الهلكة، ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-«إنما أهلك من كان قبلكم الشحُّ»[سبق] فاحذر أن تستسلم له، وابذل جهدك في أن تقي نفسك كل ما يكون من تلك الخصال الرديئة التي تندرج تحت الشح، من منع الحقوق، ومن المماطلة في أدائها، ومن الحسد وكراهية الخير للناس، فإن ذلك كله من الاستجابة للشح الذي ذكره الله تعالى أنه يحضر النفوس، والذي ذكر الله تعالى أن من رُزق الوقاية منه فقد فاز بالفلاح، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9].

نحن نحتاج أيها الإخوة والأخوات أن ندرك خطورة هذه الخصلة، فإنها خصلة تحمل الإنسان على شر عظي، وتفتح له بابًا واسعًا من أبواب القبائح والرذائل، كيف نقي أنفسنا الشح؟ بما أن النفوس من طباعها ومما جُبلت عليه أن تشح، كيف نسلم من الشح ومن حضوره لأنفسنا؟

ثمة أسباب وطرق من خلالها يدرك الإنسان السلامة من الشح، أول ذلك أن يجاهد الإنسان نفسه، فإنه من ملك نفسه وحبسها عن هواها وأذلها لله تعالى عزَّ بذلك وانتصر على أشد أعدائه، فإن النصر الحقيقي هو أن ينتصر الإنسان على نفسه، والغلبة الحقيقية هو أن يغلب هواه، ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:«ليس الشديد بالصُّرَعة»أي الذي يغلب غيره «إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»[صحيح البخاري:ح6114]، فقد وقي شح نفسه فقد قهرها وقصرها على ما أمرها الله تعالى به، وما أذن له فيه.

فتجده ذا نفس سباقة إلى طاعة الله –عز وجل-، سخية بالاستجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله، فتجد نفسه طائعة منقادة، وتجد صدره منشرحًا هانئًا، وتجد نفسه سامحة طيبة بترك ما نهى الله تعالى عنه، ولو كان هذا محبوبًا لنفسه ومرغوبًا لها لكن يؤثر ما يحبه الله تعالى ويرضاه على نفسه.

فتسمح نفسه ببذل الأموال في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وتنقاد نفسه في طاعة الله –عز وجل-فيما أمر فيغلب هواه، وبذلك يسلم من شح نفسه، وبهذا كانت الصدقة في حال الشح من أعلى درجات الصدقة وأرفع مراتبها، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سئل أي الصدقة أفضل؟ قال: «وإن تصدق وأنت صحيح شحيح»أي قد سكن الشح نفسك لكنك غلبته «شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى»[صحيح البخاري:ح1419، ومسلم:ح1032/92]ففي هذه الحال إذا بذلت فأنت قد غلبت هواك، وأسرت الشح وحاصرته على نحو منعت أثره في قولك، في عملك، وفي بَذْلِك، فكنت فائزًا بأفضل مراتب الصدقة «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمُل الغنى».[سبق]

مما يفوز الإنسان به بسلامة من الشح، يعني مما يقي الإنسان الشح: أن يعوِّد نفسه الإحسان، والإحسان سواء كان قوليًّا أو عمليًّا بالنفس أو بالمال، فإن الإحسان يحمل الإنسان على البذل، ويخرجه عن خصال الشح التي تدعوا إلى الإنسان إلى التقتير، ولهذا جاء الندب إلى أدنى ما يكون من الإحسان توسيعًا على الناس، وحملًا لهم على الفضائل والخروج من غوائل الشح وشؤمه، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:«تبسُّمك في وجه أخيك صدقة»[سنن الترمذي:ح1956، وحسنه] وقال –صلى الله عليه وسلمالكلمة الطيبة صدقة»[صحيح البخاري:ح2891]، وقال –صلى الله عليه وسلماتق النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة»[صحيح البخاري:ح1413] كل هذا ندب إلى كل ما يخرج الإنسان عن شح نفسه.

ولهذا الإحسان من أعظم ما يخرج الإنسان عن الشح وغوائله وشؤمه وقبائحه، وما يكون من آثاره في سلوكه وعمله وظاهره وباطنه، فلنحرص على الإحسان بكل وجه فإنه مما يوقى به الإنسان الشح سيكون من المفلحين.

ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا[النساء: 128] أي تبذلوا الإحسان قولا وعملًا بالنفس وبالمال، بالظاهر وبالباطن ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا[النساء: 128]، في مقابل ما يكون من شح النفوس وإمساكها ينال الإنسان بذلك ما يؤمل من خير ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[النساء: 128]، خبيرًا مطلعًا على السرائر، ولا يضيع عمل عامل من ذكر وأنثى، صغير أو كبير، في سر أو علن.

الثاني مما يقي به الإنسان نفسه من الشح أن يستعمل التقوى، التقوى هي الحد الأدنى الذي يقي الإنسان الشح، وهو أداء الواجب للخلق ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا[النساء: 58]، ولذلك في الآية الكريمة قال: ﴿وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا[النساء: 128]، هذه المرتبة العدل التي لا يجوز للإنسان أن ينزل عنها، وهو أن يجعل بينه وبين سخط الله تعالى وقاية، بفعل ما أمر، وبترك ما نهى عنه وزجر، لذلك يدرك الإنسان السلامة من الشح ومن حضوره في نفسه.

أيضًا من أسباب السلامة من الشح: أن يتخلق الإنسان بفضل الأخلاق، وذلك بالتعود على الفضائل إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.

فينبغي للإنسان أن يبذل وسعه في السلامة من الشح في التخلق بأضداده، ويتعود ويتمرس ويتدرب ويتمرن على تلك الخصال حتى يقي نفسه الشح.

 من أسباب الوقاية من الشح وهو من الأسباب المهمة أن يلح على الله تعالى بطيب نفسه، وأن يقيه –جل وعلا-الشح، أن يسأل الله النفس الطيبة، أن يسأل الله تعالى النفس السمحة، أن يسأل الله تعالى أن يقيه شح نفسه، فالدعاء من أعظم أسباب تحصيل المطلوبات.

وهذا عبد الرحمن بن عوف أحد المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين خلفهم عمر، وقال مات رسول الله –صلى الله عليه وسلم-وهو راض عنهم، يقول في طوافه ويدعو مكررًا:" اللهم قني شح نفسي، اللهم قني شح نفسي، اللهم قني شح نفسي"، لا يزيد على ذلك، فقيل له في ذلك، يعني لماذا تكرر هذه الدعوة في طوافه بالبيت؟ فقال -رضي الله تعالى عنه-:" إني إذا وقيت شح نفسي لم أسرق، ولم أزن[أخبار مكة للفاكهي:ح415] وإنك إن وقيت شح نفسك فقد أفلحت كل الفلاح.

ومقصوده -رضي الله تعالى عنه- في قوله: "لم أسرق ولم أزن" يعني طابت نفسي بكفها عن المحرمات والسبق إلى كل الطاعات والصالحات، فمن يوق شح نفسه يحفظ الدماء، ويحفظ الأموال، ويحفظ الأعراض، ويسابق إلى الفضائل والمكرومات، وبذلك يكون من المفلحين، اللهم اجعلنا ممن يوقى شح نفسه يا رب العالمين.

المقدم:فضيلة الشيخ! وصلنا لختام هذه الحلقة، نسأل الله –عز وجل- أن ينفعنا بما نقول، وبما نسمع، ونسأله -جل في علاه- أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه جواد كريم.

 في ختام هذه الحلقة فضيلة الشيخ أشكرك حقيقة على إثرائك لهذه الحلقة، ونسأل الله –عز وجل-أن ينفعنا بما نقول وبما نسمع، إنه جواد كريم.

الشيخ:آمين، اللهم صل على محمد، ونسأل الله أن يرزقنا الفضائل من الأخلاق، وأن يجنبنا الرذائل، وأن يمن علينا بفضله بنفوس سمحة طيبة، وأن يرينا في أنفسنا ومن نحب الخصائل الفاضلة، وأن يديم علينا الأمن والإيمان، وأن يوفق ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ما يحب ويرضى، وأن يدفع عنا كل سوء وشر، وأن يرفع عنا الوباء، وأن يقر أعيننا بكل خير في أنفسنا وأهلينا وبلادنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

المادة السابقة

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90584 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87038 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف