×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي رحمه الله في باب بر الوالدين وصلة الأرحام:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله   صلى الله عليه وسلم : ((لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا، فيشتريه فيعتقه))رواه مسلم.+++ مسلم (1510)---

هذا الحديث الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظيم حق الوالد على ولده وأنه حق عظيم لا يدرك الولد مجازاة والده عليه، إذ إن الوالد سبب وجود الولد، ثم أنه سبب إمداده وتبليغه ما يبلغ من القوة والقدرة والعلم والمعرفة قال الله تعالى : ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا﴾+++[النحل: 78]--- وتدرج الولد في مراقي المعرفة والعلم بفضل الله عز وجل وما سخره له من والد يقوم عليه ويرعاه ويدبر شئونه ويراعي مصالحه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "لا يجزي ولد" من ذكر أو أنثي ابن أو بنت "والدا" من أب أو أم إلا أن يجده مملوكا يعني رقيقا يباع ويشتري، فيجد الولد والده يباع ويشترى فيشتريه الولد ويعتقه لله عز وجل فيخرجه من ظلمة العبودية والرق إلى سعة الحرية وملك النفس والتصرف.

والمقارنة بين الصورتين يتضح بها عظيم إحسان الوالد على ولده، فإن الوالد أخرج الولد من الظلمة من ظلمة الجهل ومن ظلمة الإعواز والفقر، ومن ظلمة الضياع إلى سعة العلم والمعرفة والصلاح والقدرة والتمكن وملك المصالح وجميل التصرف.

كذلك فيما إذا أخرج الإنسان رقيقا، وهو من يملك ويباع ويشترى من العبودية إلى الحرية فقد ملكه نفسه ومصالحه ومنافعه، وكان مملوكا لا يملك تصرفا ولا يقدر على شيء من مصالحه لنفسه، إنما هو ملك غيره فإذا أعتقه تحرر فقوله: "لا يجزي" أي: لا يقابل الولد إحسان والده ومعروفه وجميل صنعه فيه إلا أن يجد والده على هذه الحال من الملك بالعبودية والرق، ثم يخرجه من تلك الدائرة إلى دائرة الحرية والتصرف.

هذه الصورة من العلماء من قال: إنها تمثيل نبوي لصورة نادرة أو محالة الغرض منها والغاية بيان عظيم قدر الوالد على ولده، عظيم قدر حق الوالد على ولده وأنه لا يبلغ مجازاة والده بشيء مهما فعل، فإنه لا يمكن أن تتحقق هذه الصورة؛ لأنه إذا ملك الولد والده عتق بالملك بدون أن يعتقه.

معنى هذا أنه لا يبلغ هذه الصورة؛ لأنه لا يمكن أن يشتريه ويقر في ملكه ثم يعتق، فقالوا: إن هذا من ضرب المحال وتصوير الذي لا يقع لبيان أن الولد لا يمكن أن يبلغ مجازاة والده مهما فعل بوالده من الإحسان مهما قدم له من البر، مهما قام بعمل صالح تجاه والده، فإنه لا يجزي والده مهما كان.

ويذكر في ذلك أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه رأى رجلا يمينا يطوف بالبيت وقد حمل أمه على ظهره وهو ينشد ويقول:

ظهري لها ذلولها المذلل... إن أذعرت ركابها لم أذعر

وقال لابن عمر يسأله هل جزيتها من حقها شيء؟ قال: لا ولا بظفرة واحدة، يعني لم تجزها شيئا من حقها ولا بألم من الألم الذي أدركته.

وقوله صلى الله عليه وسلم : "الوالد" هنا يشمل الأب والأم، والأم أعظم حقا على ولدها من الأب كما سيأتي في بيان قوله صلى الله عليه وسلم من أبر قال: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم قال: ثم أبوك".+++البخاري (5971), ومسلم (2548)---

فهذا الحديث يبين عظيم حق الوالد على ولده فيه بيان عظيم حق الوالد على ولده.

وفيه: أنه لا يجازي ولد والده مهما بلغ من الإحسان.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يضرب الصورة المحالة لتقريب المعاني، فإنه قد يصور الشيء الذي لا يمكن أن يكون لتقريب المعاني وتوضيحها.

وفيه: أن الوالد يعتق بمجرد ملكه وقال آخرون: بل الحديث دال على أنه لا يعتق إلا بالإعتاق إذا اشتراه فلا يعتق بمجرد الشراء، وهذه من مسائل الخلاف، والأقرب الذي عليه الجمهور: أنه يعتق الوالد بمجرد الملك؛ لأنه لا يجري ملك الولد على والده إذ هو سبب وجوده.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واسلك بنا سبيل الرشاد، أعنا على القيام بالحقوق وبر والدينا أحياء وأمواتا وصلة أرحامنا على الوجه الذي ترضى به عنا, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:2448

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـ في باب بر الوالدين وصلة الأرحام:

عن أَبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُول الله  ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((لا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِداً إلاَّ أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكاً، فَيَشْتَرِيهُ فَيُعْتِقَهُ))رواه مسلم. مسلم (1510)

هذا الحديث الشريف بين فيه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عظيم حق الوالد على ولده وأنه حق عظيم لا يدرك الولد مجازاة والده عليه، إذ إن الوالد سبب وجود الولد، ثم أنه سبب إمداده وتبليغه ما يبلغ من القوة والقدرة والعلم والمعرفة قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا[النحل: 78] وتدرج الولد في مراقي المعرفة والعلم بفضل الله ـ عز وجل ـ وما سخره له من والد يقوم عليه ويرعاه ويدبر شئونه ويراعي مصالحه، ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا يجزي ولد" من ذكر أو أنثي ابن أو بنت "والداً" من أب أو أم إلا أن يجده مملوكًا يعني رقيقًا يباع ويشتري، فيجد الولد والده يباع ويشترى فيشتريه الولد ويعتقه لله ـ عز وجل ـ فيخرجه من ظلمة العبودية والرق إلى سعة الحرية وملك النفس والتصرف.

والمقارنة بين الصورتين يتضح بها عظيم إحسان الوالد على ولده، فإن الوالد أخرج الولد من الظلمة من ظلمة الجهل ومن ظلمة الإعواز والفقر، ومن ظلمة الضياع إلى سعة العلم والمعرفة والصلاح والقدرة والتمكن وملك المصالح وجميل التصرف.

كذلك فيما إذا أخرج الإنسان رقيقًا، وهو من يملك ويباع ويشترى من العبودية إلى الحرية فقد ملكه نفسه ومصالحه ومنافعه، وكان مملوكًا لا يملك تصرفًا ولا يقدر على شيء من مصالحه لنفسه، إنما هو ملك غيره فإذا أعتقه تحرر فقوله: "لا يجزي" أي: لا يقابل الولد إحسان والده ومعروفه وجميل صنعه فيه إلا أن يجد والده على هذه الحال من الملك بالعبودية والرق، ثم يخرجه من تلك الدائرة إلى دائرة الحرية والتصرف.

هذه الصورة من العلماء من قال: إنها تمثيل نبوي لصورة نادرة أو محالة الغرض منها والغاية بيان عظيم قدر الوالد على ولده، عظيم قدر حق الوالد على ولده وأنه لا يبلغ مجازاة والده بشيء مهما فعل، فإنه لا يمكن أن تتحقق هذه الصورة؛ لأنه إذا ملك الولد والده عتق بالملك بدون أن يعتقه.

معنى هذا أنه لا يبلغ هذه الصورة؛ لأنه لا يمكن أن يشتريه ويقر في ملكه ثم يعتق، فقالوا: إن هذا من ضرب المحال وتصوير الذي لا يقع لبيان أن الولد لا يمكن أن يبلغ مجازاة والده مهما فعل بوالده من الإحسان مهما قدم له من البر، مهما قام بعمل صالح تجاه والده، فإنه لا يجزي والده مهما كان.

ويذكر في ذلك أن ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ رأى رجلًا يمينًا يطوف بالبيت وقد حمل أمه على ظهره وهو ينشد ويقول:

ظهري لها ذلولها المذلل... إن أذعرت ركابها لم أذعر

وقال لابن عمر يسأله هل جزيتها من حقها شيء؟ قال: لا ولا بظفرة واحدة، يعني لم تجزها شيئًا من حقها ولا بألم من الألم الذي أدركته.

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الوالد" هنا يشمل الأب والأم، والأم أعظم حقًا على ولدها من الأب كما سيأتي في بيان قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أبر قال: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم قال: ثم أبوك".البخاري (5971), ومسلم (2548)

فهذا الحديث يبين عظيم حق الوالد على ولده فيه بيان عظيم حق الوالد على ولده.

وفيه: أنه لا يجازي ولد والده مهما بلغ من الإحسان.

وفيه: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد يضرب الصورة المحالة لتقريب المعاني، فإنه قد يصور الشيء الذي لا يمكن أن يكون لتقريب المعاني وتوضيحها.

وفيه: أن الوالد يعتق بمجرد ملكه وقال آخرون: بل الحديث دال على أنه لا يعتق إلا بالإعتاق إذا اشتراه فلا يعتق بمجرد الشراء، وهذه من مسائل الخلاف، والأقرب الذي عليه الجمهور: أنه يعتق الوالد بمجرد الملك؛ لأنه لا يجري ملك الولد على والده إذ هو سبب وجوده.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واسلك بنا سبيل الرشاد، أعنا على القيام بالحقوق وبر والدينا أحياء وأمواتًا وصلة أرحامنا على الوجه الذي ترضى به عنا, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90611 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87039 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف