×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (2) حول قول الله تعالى :{ألست بربكم}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1738

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، مرحبا بكم أحبتنا في الله في حلقتنا الثانية من برنامجكم الرمضاني "استفهامات قرآنية".

 في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! أهلا بك وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله أن يجعله لقاء نافعًا مباركًا.

المقدم: استفهامنا القرآني -مستمعينا الكرام- في هذه الحلقة والذي سنبسط فيه الحديث بمشيئة الله تعالى مع ضيفنا عن هذه الآية العظيمة الكريمة ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172]

 شيخنا الكريم! لو تكلمنا هنا عن سياق الاستفهام في هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

هذا الاستفهام جاء في سياق ما ذكره الله تعالى في سورة الأعراف من أخذه الميثاق على بني آدم، فقال –جل وعلا-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ[الأعراف: 172]، هذا الاستفهام ذكره الله تعالى في هذا السياق الذي أخبر فيه عن ميثاق أخذه على بني آدم.

 هذا الميثاق متى كان؟ وهل هو في عالم الذرّ كما قال ذلك جماعة من أهل العلم؟ أم أنه ميثاق الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها؟

للعلماء في ذلك قولان، والمقصود هو أن الله تعالى أخذ على خلقه ميثاقًا بما فطرهم عليه وجبل نفوسهم عليه من الإقرار له بالتوحيد «كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه»[صحيح البخاري:1358]، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-وقال الله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا[الروم: 30].

الاستفهام ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172] أداته هي الهمزة، ونوعه الذي ورد، هو جاء، في صدر جملة منفيَّة، وهو استفهام تقريري يقرر الله تعالى فيه العباد بما فطرهم عليه من أنه رب العالمين جل في علاه ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172]

 ما معنى هذا الاستفهام؟ ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172]، الذي خلقكم، والذي رزقكم، والذي أمدكم بكل ألوان النعم، والذي ترقى بكم درجة درجة حتى بلَّغكم الكمال البشري في الخلقة، فقد أحسن خلقكم، وصوركم في أحسن صورة.

وفيما يتعلق بكمال أرواحكم دلكم على ما فيه صلاح معاشكم ومعادكم من عبادته وحده لا شريك له، وهذه هي الربوبية الخاصة.

 فإن ربوبية الله تعالى لعباده نوعان؛ ربوبية عامة، هي التي شملت جميع ما في الكون الذي خلقه، وأوجده وساق له النعم وما تكمل به حياته، ثم بعد ذلك خص بعض خلقه بتكميل هذه النعمة، بأن حباهم بربوبية خاصة تكفَّل فيها بهدايتهم ودلالتهم إلى الصراط المستقيم الذي يخرجون به من ظلمات الدنيا إلى أنوار المعاش والميعاد، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ[البقرة: 257]، ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172]، سؤال سأله الله تعالى البشر، وذكر جوابهم الذي أجابوا به، فقال: ﴿قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا[الأعراف: 172]، شهدوا بأن الله ربهم، وهذا ما في فطر الخلق من إثبات أن الله رب العالمين، وأنه لا يستحق العبادة سواه، هذا الميثاق هو الذي سنسأل عنه في أول منازل الآخرة، فإنه إذا أودع الإنسان قبره جاءه ملكان فسألاه من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ إنهم يسألانه عن الميثاق الأول الذي ركزه الله في فطر الخلق، وهو أن الله رب العالمين لا يستحق العبادة سواه.

هذا الجواب من الخلق الذي أجابوا به أنهم شهدوا بأنه رب العالمين يغيب عن كثير من الناس، فما سبب تغيبيه؟ ذكر الله تعالى لسبب تغيبيه في الآيات الكريمات سببين؛ السبب الأول: أن يقولوا يوم القيامة عندما يحاسبون على هذا الميثاق، ويسألون عن ماذا أجاب المرسلين، يقولون: ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ[الأعراف: 172]، عن هذا الميثاق، عن هذا السؤال، عن هذه الشهادة، والإجابة أنهم كانوا في غفلة، فأعمتهم الغفلة التي أطبقت على قلوبهم فلم يدركوا مآلهم وما يصيرون إليه، وما هي غاية وجودهم، فأصبحوا في لهو وفي عمى عن أن يقوموا بما أمر الله –عز وجل-﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ[الأعراف: 172]، أما السبب الثاني الذي اعتذروا به عن عدم وفائهم بهذه الشهادة وهي أن الله رب العالمين لا يستحق العبادة سواه ﴿أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ[الأعراف: 173]، فاعتذروا بتقليد آبائهم على ما كانوا عليه من خروج عن عبادة الله وحده لا شريك له إلى عبادة سواه.

وهذا الاعتذار لا يعذرون به؛ لأن الله تعالى قد بيَّن الهدى، وأقام الحجة على الخلق بما بعث من الرسل الهادين إليه، الدالِّين عليه، وقد بث الله تعالى في الآفاق والأنفس من الآيات التي تشهد بأنه الحق، وأنه رب العالمين، كما قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ[فصلت: 53].

إذًا هذا الاعتذار بهذين العذرين لا ينجو بهما الإنسان، فالغفلة التي تحكم على القلوب وتستولي عليها يمكن الإنسان أن يخرج عنها بألوان من أنواع الذكرى التي يخرج بها عن فقد الشعور بما خلق من أجله، ويخرج به أيضًا عن متابعتها، فالغفلة توقع الإنسان في ألوان من الانحراف، ما الذي يخرجه؟ يخرجه عن الغفلة ما بثه الله من الآيات في الآفاق وفي الأنفس، قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ[يونس: 92]، ويقول: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ[يوسف: 105]، فالإعراض الذي أحكم على البصائر جعلها تغفل عن هذه الآيات المبثوثة في السماء والأرض، هذا مصدر من مصادر اليقظة التي توقظ الإنسان من الغفلة.

 من مصادر اليقظة أيضًا ما أنزله الله تعالى من الهدى ودين الحق الذي جعله الله تعالى سبيلًا لإيقاظ القلوب في القرآن الحكيم يخرج الإنسان من الغفلة.

كذلك مما يوقظ الإنسان من الغفلة جميل صلته بربه، بأن يقوم بحقه.

فالصلوات المكتوبات الخمس هي ذكرى، ذكر الله في البكور والآصال هي ذكرى تخرج الإنسان من الغفلة، ما ينزله الله تعالى بالإنسان من الحوادث فإنه ينذره ويوقظه، كما قال تعالى: ﴿وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ[فاطر: 37]، فإن ذلك كله يوقظه عن أن يستمر في هذه الغفلة التي مآلها أن تغلف القلب، فلا يفيق بعض الناس إلا إذا جاءت سكرة الموت، كما قال الله تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِوَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا[ق: 19-22]، نسأل الله أن يوقظ قلوبنا، وأن يرزقنا العظة والعبرة، فإن الحساب قد اقترب، كما قال تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ[الأنبياء: 1].

المقدم: الله المستعان! شكر الله لكم صاحب الفضيلة على هذا البيان المبارك والمسدد، والحديث كذلك عن هذا الاستفهام القرآني ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ[الأعراف: 172]، والذي ورد في آية قرآنية عظيمة، فشكر الله لكم.

الشيخ: أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العبرة والعظة، وأن يشكرنا باستقامة أعمالنا وأقوالنا على ما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: إذًا وصلنا وإياكم مستمعينا الكرام إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم "استفهامات قرآنية" الشكر والتقدير لضيفنا الكريم صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم.

 الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذه الحلقة عثمان الجويبر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89946 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف