×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (3) قول الله تعالى {أإله مع الله}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1212

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، مرحبا بكم أحبتنا في الله في حلقتنا المتجددة من برنامجكم "استفهامات قرآنية".

 في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! أهلا وسهلا بك وبالإخوة والأخوات، وأرحب بالجميع، وأسال الله تعالى أن يجعله لقاء نافعًا مباركًا.

المقدم: اللهم آمين! شيخنا الكريم استفهامنا القرآني في هذه الحلقة ورد في آية عظيمة ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60]، لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن سياق الاستفهام في هذه الآية الكريم؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

هذا الاستفهام جاء في آيات كريمات، وقد تكرر في خمسة مواضع، وهو في خضم استفهامات عديدة، يقول الله تعالى: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ[النمل: 60]، وهلم جرًّا.

 في الآيات التاليات كلها تستفتح باستفهام، ثم تختم باستفهام أيضًا ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60]، ثم يأتي بعد ذلك التعقيب الإلهي في إبطال أن يكون معه إله، فهو –سبحانه وتعالى- قرر في هذه المواضع التي ذكر فيها ألوهيته أنه لا إله غيره جل في علاه، فتكرار هذه الاستفهامات في هذه الآيات الكريمات كله لتأكيد هذا المعنى، وفي كل موضع يختم بختام يناسبه، لبيان أن دلالة الخلق على ألوهية رب العالمين لا تخفى على ذي بصيرة.

المقدم: الله أكبر! أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، ما يتعلق أيضًا بأدوات الاستفهام المستخدمة في هذه الآية العظيمة.

الشيخ: كلها استخدم فيها أداة أساس في الاستفهام وهي الهمزة ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60]، وفي صدر الآية ﴿أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا[النمل: 61]، ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ[النمل: 62]، ﴿أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[النمل: 63]، ﴿أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ[النمل: 64].

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم! ما يتعلق كذلك بغرض الاستفهام؟

الشيخ: في قوله تعالى: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60]، في كل هذه المواضع هو من الاستفهام الإنكاري، فإن الله تعالى أنكر أن يكون معه إله يعبد سواه، وذلك لكونه –جل وعلا-المنفرد بالعبادة الذي لا يستحق العبادة غيره جل في علاه، فقوله: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60] أي أإله مع الله فعل ذلك، فقوله –جل وعلا-: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60] أي: هل هناك إله مع الله يفعل هذا؟ ليس استخبارًا، إنما إنكار، ولهذا من قال من المفسرين: إن قوله تعالى: هل مع الله إله آخر في تفسير هذه الآية قد غلط؛ فإنهم لم يكونوا يثبتون إلها غير الله –عز وجل-يفعل ويخلق ويصنع، ويكون منه ما ذكر الله تعالى في هذه الآيات، بل كانوا يقرُّون بأن الله هو رب العالمين، ولكنهم يشركون معه غيره، كما قال تعالى: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ[الأنعام: 19]، فكانوا يعبدون غيره، ويثبتون الإلهية لسوى الله –عز وجل-، لكنهم لا يمكن أن يثبتوا خالقًا غير الله.

ولذلك كانوا إذا سئلوا من خلق السماوات والأرض وما إلى ذلك مما يتعلق بالخلق؟ فسيقولون: الله، لا جواب لهم إلا أن الله تعالى هو المنفرد بفعل ذلك، ولهذا كان الاستفهام في هذه الآية ليس استعلامًا واستخبارًا عن هل يوجد إلهة مع الله غيره جل في علاه، إنما كان حقيقة الاستفهام إنكار أن يكون معه إله آخر جل في علاه.

فقوله في ختم هذه الآيات في نحو قوله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 62]، يفعل هذا لا يوجد إله يعبد يفعل هذا، وإذا كان كذلك إذا كان لا يخلق إلا هو، ولا يرزق إلا هو، ولا يملك إلا هو، ولا يجيب دعوة المضطر إلا هو، ولا يهدي في ظلمات البر والبحر إلا هو، ولا يبدئ الخلق ولا يعيده ولا يرزق إلا هو، فكيف يعبد غيره ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ[النمل: 64].

المقدم: شيخنا الكريم يعني ربما يتأكد المعنى لهذا الاستفهام الذي أورده الله –عز وجل-في كتابه الكريم من خلال المعنى الإجمالي للآية.

الشيخ: نعم، هي آيات كريمات قرر الله تعالى فيها ربوبيته واستدل بالربوبية، وأنه رب العالمين على أنه لا يستحق العبادة سواه، وهذا طريق قرآني جلي واضح يستدل فيه الله تعالى ويثبت إلهيته وانفراده بأنه إله العالمين لا رب سواه ولا يعبد غيره بربوبيته جل في علاه، وهنا نحتاج أن نقف مع كلمة: (الإله- والرب).

الرب: هو الخالق الرازق المالك المدبر، فالربوبية تقوم على هذه الأمور الأربعة؛ الخلق وأنه لا خالق إلا الله، والملك لا مالك غيره، والتدبير لا يدبر سواه، والرزق لا يرزق غيره جل في علاه، هذا الانفراد بالخلق والملك والتدبير والرزق يثبت في قلب كل عاقل بصير أنه لا يستحق العبادة إلا من كملت فيه هذه الأوصاف ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ[يونس: 31].

المقدم: إذًا هذا التأمل والتدبر في الاستفهامات القرآنية شيخنا الكريم في كتاب الله العظيم يرسخ التوحيد في قلب المؤمن.

الشيخ: نعم بالتأكيد، القرآن العظيم جاء مقررًا لما أقرت به الفطر، ولما دلت عليه الشواهد، والأدلة التي يقر بها الخلق من أن الله خالق كل شيء وأنه مالكه وأنه مدبره، وأنه رازقه، وأنه لا يملكه سواه جل في علاه، فإذا كان كذلك ما السبب لصرف العبادة إلى غيره؟ ولهذا يقول: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 60]، كيف يقرون؟ كيف تثبتون إلهًا مع الله، وهو المنفرد بخلق السماوات والأرض، وإنزال المطر، وإنبات الحدائق.

ولذلك قال تعالى بعد هذا الاستفهام: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ[النمل: 61]، الإشكالية التي تورطوا فيها بالشرك هو أنهم عدلوا الله بغير اللله، سووا غير الله بالله –جل وعلا-، والله تعالى يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ[الأنعام: 1]، يعني يسوون به غيره، وفي الآية الأخرى قال تعالى: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ[النمل: 61]، أي: لا يمتثلون لما قام في قلوبهم من العلم بأنه الخالق، فيهتدون بهذا العلم إلى أنه لا يستحق العبادة سواه، وفي الآية الثالثة قال: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ[النمل: 62] أي: بسبب غفلتكم وعدم بصيرتكم، غفلتم عن أنه لا يستحق العبادة سواه، وفي الآية الرابعة قال: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[النمل: 63]، تنزه –جل وعلا-أن يكون له شريك أو نظير أو سميٌّ أو ند، فهو الذي لا ند له ولا سمي جل في علاه، وفي الآية الأخيرة قال: ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ[النمل: 64]، هذا تحدي، أعطونا حُجة، أعطونا دليلًا تستندون إليه في إثبات أن غير الله يستحق العبادة، لا إله إلا هو، الذي لا يستحق العبادة سواه، لا معبود حق إلا الله جل في علاه.

 هذا ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات، استدلالًا بانفراده بالخلق، بانفراده بالملك، بانفراده بالرزق، بانفراده بالتدبير –سبحانه وبحمده-.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم على هذا البسط المبارك، والحديث عن هذا الاستفهام القرآني الكريم ﴿أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ[النمل: 61]، مع ما فيه حقيقة من دلالات وهدايات وكنوز مذخورة ترسخ التوحيد في قلب المؤمن فشكر الله لكم.

الشيخ: أشكرك، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يرزقنا الإخلاص له وتحقيق العبودية له وحده لا شريك له.

المقدم: وصلنا وإياكم مستمعينا الكرام إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم "استفهامات قرآنية"، شكر وتقدير لضيفنا الكريم صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ بجامعة القصيم، الشكر يتواصل لمسجل هذه الحلقة عثمان الجويبر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف