من أكل أو شرب يظن أنه ما زال الليل باقيا ولم يطلع الفجر ، هل عليه شيء؟
الجواب: لا شيء عليه، لقول الله تعالى ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ ، فما دام أنه لم يتبين له بغلبة ظنه أنه ما زال ليل أو بخطئه واعتقاده ، وأن الأمر على خلاف ذلك ، فإنه لا حرج عليه وصومه صحيح، وفي "صحيح البخاري" عن عدى بن حاتم - رضى الله عنه - قال لما نزلت ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ قال له عدى بن حاتم يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي عقالين : عقالا أبيض وعقالا أسود أعرف الليل من النهار ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن وسادتك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار ».
فالمقصود بقوله تعالى ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ ليس المقصود بالخيط الأبيض من الخيط الأسود من الخيوط المعهودة إنما المقصود بياض النهار وسواد الليل، ولذلك قال له النبي r إن وسادك لعريض إذا كان سيحجب السواد والبياض أو يتبين من خلاله السواد والبياض، فالمقصود بالسواد والبياض سواد الليل، وبياض النهار، وبالتالي من أكل أو شرب يظن أنه ليل ولم يزل الوقت ولم يؤذن الفجر فإنه لا حرج عليه لأنه مستبقٍ الأصل ، فصيامه صحيح والله تعالى أعلم.