×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي رحمه الله في باب وجوب الصوم وبيان فضله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به)).+++ البخاري (1894)، ومسلم (1151)---

هذا الحديث الشريف في الصحيحين في البخاري ومسلم، وهو يبين ما خص الله تعالى به هذه العبادة الصوم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين ما اختصت به من الفضائل في جملة من الكلمات من ذلك، قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله   عز وجل قال الله تعالى : "كل عمل ابن آدم له" أي أنه قد بين له ثوابه وأجره، فالحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسرا في رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم : ((يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف. قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))+++سنن ابن ماجة (1638)،وسنن الترمذي (764)--- أي فإن أجره علي والإثابة بقدر الحسنات لا يعلمها إلا الله جل في علاه  ولذلك قال: "إلا الصوم فإنه لي" أي قدر الإثابة عليه, "وأنا أجزي به" يعني وأنا أتكفل بإيصال الثواب إلى صاحبه، وهذا يبين أن الصوم قد فضل عن العمل باختصاص المضاعفة فيه بالله عز وجل فإنه لا علم لأحد بقدر المضاعفة التي تكون في الصوم.

ولهذا قال بعض أهل العلم: ثواب الصوم جاز تقدير القانون والحساب، يعني لا يجري فيه تقدير القانون والحساب؛ لأن الله تعالى قد تكفل فيه بالإثابة دون تحديد، وقد قال الله تعالى في الصبر والصوم منه كما جاء في بعض الأحاديث، فعن عن رجل من بني سليم قال صلى الله عليه وسلم : «الصوم نصف الصبر»+++سنن الترمذي (3519), وسنن الدارمي (680)--- وذلك أن الصوم يدخل في عموم قول الله عز وجل : ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾+++[الزمر: 10]--- جعلنا الله تعالى وإياكم منهم هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له يعني بين له ثوابه، وهذا الأقرب في معنى الحديث، وقد جاء مفسرا في رواية أخرى.

وقال بعض أهل العلم: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم" قال: "كل عمل ابن آدم له" يعني له فيه نصيب وحظ باطلاع الناس عليه، ومعرفتهم به ونحو ذلك مما يكون في الأعمال نصلي جماعة، ويرانا الناس وقد يمدحنا من يمدحنا بالمحافظة على صلاة الجماعة فننال بذلك شيئا من الحظ الدنيوي الحظ النفسي، أما الصوم فإنه لا حظ فيه للإنسان إذ أنه لا يعلم به إلا الخبير العليم جل في علاه ما يعلم به إلا الله عز وجل.

ولهذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث بهذا المعنى، والذي يظهر والله تعالى أعلم أن المعنى الأول هو الأقرب لمجيئه في رواية أخرى، وإن كان المعنى الثاني الذي ذكره بعض أهل العلم له وجه، فإن من الأعمال ما يدرك الإنسان فيه شيئا من حظ نفسه في الدنيا، وإن كان ذلك لم يقصده ولم يريده بمعنى أنه ما صلى لأجل أن يمدحه الناس، لكن إذا جاء مدح استبشر، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم فتلك عاجل بشرى المؤمن أن يثني عليه بعمل يقصد به الله   عز وجل ولا يرقب من الناس ثناء فيثنى عليه به، والمقصود أن الصوم ثوابه على الله عز وجل وما كان ثوابه على الله فهو عظيم جليل، وهو محقق الوقوع؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه "إلا الصوم فإنه لي" يعني تقدير الجزاء "وأنا أجزي به" هذا تأكيد وتحقق حصول الثواب للصائم، وأنه لا يفوته ثوابه ما يلقاه من عنت بصيامه في امتناعه عما يحب ويشتهي رغبة فيما عند الله وطلبا للثواب منه لا يرجو من الناس على ذلك ثوابا أو أجرا؛ بل لا يمتنع إلا لله ذلك أن الصائم لابد أن بنفسه في برهة من الزمن، ولو لحظة من اللحظات، وهو يستطيع أن يقع في شيء مما منع لكنه يمتنع، ولو في هذه اللحظة لأجل الله عز وجل وخشية عقوبته ورجاء ما عنده من الثواب، فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصيام والقيام، وأن يرزقنا ذلك إيمانا واحتسابا، وأن ييسر لنا صالح الأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:2672

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـ في باب وجوب الصوم وبيان فضله:

عن أَبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((قَالَ اللهُ ـ عز وجل ـ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ)). البخاري (1894)، ومسلم (1151)

هذا الحديث الشريف في الصحيحين في البخاري ومسلم، وهو يبين ما خص الله ـ تعالى ـ به هذه العبادة الصوم، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين ما اختصت به من الفضائل في جملة من الكلمات من ذلك، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن الله  ـ عز وجل ـ قال الله ـ تعالى ـ: "كل عمل ابن آدم له" أي أنه قد بين له ثوابه وأجره، فالحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسرًا في رواية أخرى قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((يضاعَفُ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ. قَالَ الله ـ تَعَالَى ـ: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ))سنن ابن ماجة (1638)،وسنن الترمذي (764) أي فإن أجره علي والإثابة بقدر الحسنات لا يعلمها إلا الله ـ جل في علاه ـ  ولذلك قال: "إلا الصوم فإنه لي" أي قدر الإثابة عليه, "وأنا أجزي به" يعني وأنا أتكفل بإيصال الثواب إلى صاحبه، وهذا يبين أن الصوم قد فضل عن العمل باختصاص المضاعفة فيه بالله ـ عز وجل ـ فإنه لا علم لأحد بقدر المضاعفة التي تكون في الصوم.

ولهذا قال بعض أهل العلم: ثواب الصوم جاز تقدير القانون والحساب، يعني لا يجري فيه تقدير القانون والحساب؛ لأن الله ـ تعالى ـ قد تكفل فيه بالإثابة دون تحديد، وقد قال الله ـ تعالى ـ في الصبر والصوم منه كما جاء في بعض الأحاديث، فعن عن رجل من بني سليم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «الصوم نصف الصبر»سنن الترمذي (3519), وسنن الدارمي (680) وذلك أن الصوم يدخل في عموم قول الله ـ عز وجل ـ: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب[الزمر: 10] جعلنا الله ـ تعالى ـ وإياكم منهم هذا معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل عمل ابن آدم له يعني بين له ثوابه، وهذا الأقرب في معنى الحديث، وقد جاء مفسرًا في رواية أخرى.

وقال بعض أهل العلم: إن قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن ربه "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم" قال: "كل عمل ابن آدم له" يعني له فيه نصيب وحظ باطلاع الناس عليه، ومعرفتهم به ونحو ذلك مما يكون في الأعمال نصلي جماعة، ويرانا الناس وقد يمدحنا من يمدحنا بالمحافظة على صلاة الجماعة فننال بذلك شيئًا من الحظ الدنيوي الحظ النفسي، أما الصوم فإنه لا حظ فيه للإنسان إذ أنه لا يعلم به إلا الخبير العليم ـ جل في علاه ـ ما يعلم به إلا الله عز وجل.

ولهذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث بهذا المعنى، والذي يظهر ـ والله تعالى أعلم ـ أن المعنى الأول هو الأقرب لمجيئه في رواية أخرى، وإن كان المعنى الثاني الذي ذكره بعض أهل العلم له وجه، فإن من الأعمال ما يدرك الإنسان فيه شيئًا من حظ نفسه في الدنيا، وإن كان ذلك لم يقصده ولم يريده بمعنى أنه ما صلى لأجل أن يمدحه الناس، لكن إذا جاء مدح استبشر، وسماه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتلك عاجل بشرى المؤمن أن يثني عليه بعمل يقصد به الله  ـ عز وجل ـ ولا يرقب من الناس ثناء فيثنى عليه به، والمقصود أن الصوم ثوابه على الله ـ عز وجل ـ وما كان ثوابه على الله فهو عظيم جليل، وهو محقق الوقوع؛ حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روى عن ربه "إلا الصوم فإنه لي" يعني تقدير الجزاء "وأنا أجزي به" هذا تأكيد وتحقق حصول الثواب للصائم، وأنه لا يفوته ثوابه ما يلقاه من عنت بصيامه في امتناعه عما يحب ويشتهي رغبة فيما عند الله وطلبًا للثواب منه لا يرجو من الناس على ذلك ثوابا أو أجرًا؛ بل لا يمتنع إلا لله ذلك أن الصائم لابد أن بنفسه في برهة من الزمن، ولو لحظة من اللحظات، وهو يستطيع أن يقع في شيء مما منع لكنه يمتنع، ولو في هذه اللحظة لأجل الله ـ عز وجل ـ وخشية عقوبته ورجاء ما عنده من الثواب، فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على الصيام والقيام، وأن يرزقنا ذلك إيمانًا واحتسابًا، وأن ييسر لنا صالح الأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89657 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف