×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (8) حول قول الله تعالى:{ ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1468

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على إمام الصائمين، والرحمة المهداة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بكم في لقاء رمضاني مبارك من برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية".

 في مطلع هذه الحلقة يسرنا أن نرحب بضيفها صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله، مرحبا بك وأهلا وسهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، حيا الله الجميع.

المقدم: حياكم الله مستمعينا الكرام! استفهامنا القرآني في هذه الحلقة ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33]

 شيخنا! لو تعرفنا عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فهذه الآية الكريمة جاء فيها الاستفهام من رب العالمين في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33]، وأداة الاستفهام هي (الهمزة)، والهمزة هي أُمُّ أدوات الاستفهام، يعني هي الأصل والأساس في ما يستعمل من أدوات الاستفهام قوله: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33] الأداة هي: الهمزة.

المقدم: ولو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن الغرض من هذا الاستفهام؟

الشيخ: الغرض من هذا الاستفهام يتبين من السياق، فإن الله تعالى ذكر في هذه الآية ما كان بينه وبين ملائكته من إخبارهم بأنه –سبحانه وتعالى-سيجعل خليفة في الأرض ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً[البقرة: 30]، فكان من قولهم لرب العالمين ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ[البقرة: 30]، فقال الله تعالى بعد أن أقام الحجة وبيَّن -جل في علاه- ما بين من شأن آدم، قال –سبحانه وتعالى-: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33]، وهذا الاستفهام غرضه التنبيه على وجوب التسليم للنص، والوقوف عند الحكم الإلهي، فإن الله تعالى أخبر -وخبره الحق وحكمه العدل- أن يكون آدم وذريته في الأرض، وكان ما كان من الملائكة من قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ[البقرة: 30] استفهام واستخبار واستعلام، فأخبرهم أنه يعلم غيب السماوات والأرض على وجه التقرير ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ[البقرة: 33]، فقيل في هذا الاستفهام: إنه توبيخ لهم وتنبيه، وقيل: إنه تقرير لكمال علمه الذي تبين للملائكة بما خص الله تعالى به آدم -u- من العلم بالأسماء التي خفيت على الملائكة ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُون[البقرة: 33].

المقدم: لو تكلمنا -أحسن الله إليكم- شيخنا الكريم عن هذا السياق القرآني العظيم الذي جاء بلسان مبين من الله –عز وجل-، وكذلك هذه الدلالات والهدايات في هذه الآية الكريمة التي ورد فيها هذا الاستفهام.

الشيخ: هذا الاستفهام جاء في سياق إخبار الله –عز وجل-الملائكة بما أخبرهم به من هذه الخلافة التي تكون في الأرض من آدم- u- وذريته، قال الله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَقَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُقَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ[البقرة: 30-33]، أي بأسماء هذه الأشياء التي خفيت عليك، ﴿فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ[البقرة: 33] فهذه الآية وهذا الاستفهام جاء في سياق ما أخبر الله تعالى من شأن هذه القصة التي كانت في خبر الله تعالى لملائكته عن خلق آدم عليه السلام، وفيها من الدلالات ما ينبغي للمؤمن أن يقف عنده متأملًا؛ فالملائكة استعظموا الفساد في الأرض، ورأوا أن ذلك من كبير ما يعصى الله تعالى به فقالوا: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ[البقرة: 30]، وخصوا ذكر سفك الدماء مع كونه مندرجًا في الفساد في الأرض؛ لأنه أعظم ما يقع من الفساد في الأرض، ولهذا كان أكبر الكبائر الشرك بالله، وهذا أعظم فساد يقع في الأرض، ثم قتل النفس التي حرم الله ،كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا[الفرقان: 68]، ولما عدَّ النبي –صلى الله عليه وسلم-الكبائر قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله»[صحيح البخاري(2653)، ومسلم(88/144)]، فقتل النفس من أكبر ما يعصى الله تعالى به جل في علاه، ولذلك ذكرته الملائكة على وجه النص في جملة الفساد الذي يكون في الأرض.

الله تعالى أقام الحجة على أن ما ذكره هؤلاء من الفساد في الأرض منغمر في المصالح والمنافع التي قضى الله تعالى خلق آدم وذريته لأجلها، فكان ميزانًا ينبغي أن يراعى أنه في خلق الله –عز وجل-وفي قدره –سبحانه وبحمده-، لا يمكن أن يكون شرًّا محضا في فعله –جل وعلا-، بل الشر ليس إليه، ثم نبهت الآية إلى أن كثيرًا من الحكم والأسرار والغايات والمآلات تخفى على الخلق، ولا يعلمها إلا الذي يعلم غيب السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33]، وهذا خطاب للملائكة الذين آتاهم الله تعالى من القدرات والإمكانات والمعارف والمكشفات ما يدركون به شيئًا كثيرًا، مع هذا علمهم يضمحل ويتقاصر في إزاء علم الله الذي وسع كل شيء –سبحانه وبحمده-، ولذلك قال: ﴿وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ[البقرة: 33]، والله تعالى يعلم الغيب المطلق وهو الذي تفرد به، ولا يجوز لأحد أن يدعيه، بل كل من ادعى فقد كذب القرآن وهو الغيب فيما يتعلق بمستقبل الزمان ما يكون في غد، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ[النمل: 65].

وأما الغيب الآخر فهو الغيب النسبي الذي يكون فيما يتعلق بمعرفة الإنسان بما غاب عن غيره، فهذا قد يعلمه بعض الخلق باطلاع الله تعالى، أو بما آتاهم من سبل معرفته، لكن الغيب المطلق لا يعلمه إلا الله جل في علاه، ولهذا قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها-:« من زعم أنه أي النبي –صلى الله عليه وسلم-يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفِريَة»[صحيح مسلم:(358)] ، هذا في شأن رسول الله، لا يعلم ما يكون في غد إلا بما أطلعه الله عليه، فكيف بغيره؟! والله تعالى يقول: ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[النمل: 65].

المقدم: شكر الله لكم شيخنا الكريم هذا البيان المبارك والمسدد في الحديث عن هذا الاستفهام القرآني ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[البقرة: 33] فشكر الله لكم

الشيخ: حياكم الله! وأسأل الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا وإياكم الرجوع لحكمه وشرعه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 المقدم: إذًا شكر وتقدير لضيفنا الكريم في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، وكذلك شكر لأخي وزميلي مسجل هذه الحلقة عثمان الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في استفهام قرآني قادم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93794 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف