×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (9) حول قول الله تعالى{هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:992

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغرِّ المحجَّلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله، وأهلا بكم في برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية"

 في مطلع هذه الحلقة -مستمعينا الكرام- يسرُّنا أن نرحب بضيفها صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! مرحبا بك وأهلا وسهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، أسأل الله لي ولهم التوفيق والسداد.

المقدم: اللهم آمين! استفهامنا القرآني -مستمعينا الكرام- في هذه الحلقة جاء بقوله تعالى: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ[يوسف: 89]

 شيخنا الكريم! لو اطلعنا وإياكم -حفظكم الله- عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فهذه الآية الكريمة أخبر الله تعالى فيها عن استفهام يوسف -u- لإخوانه، قال: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ[يوسف: 89]، هذا خطاب من يوسف لإخوانه ﴿مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ[يوسف: 89]

 وأداة الاستفهام المستعملة هي: (هل)، وهي مما يستفهم به عما غاب، وعما خفي، واستعملت في هذا السياق لإيصال معنى من المعاني، يتبين -إن شاء الله تعالى- في سياق هذه الحلقة.

المقدم: ما يتعلق أحسن الله إليكم شيخنا الكريم بالغرض من هذا الاستفهام في هذه الآية الكريمة.

الشيخ: غرض هذا الاستفهام، للعلماء فيه قولان؛ منهم من قال: إن قول يوسف لأخوته: ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ[يوسف: 89]، كان لتهويل صنيعهم وتعظيم فعلهم، وتقبيح ما كانوا قد اجترأوا عليه من كبير الفعل الذي حصل منهم في أذاهم ليوسف، وفي أذاهم لأبيهم ولأخيهم يوسف، على الجميع السلام.

 وقيل: إن استفهام يوسف -u- كان عتابًا ولومًا وتوبيخًا لإخوته الذين فعلوا به ما فعلوا من إلقائه في غيبات الجب، وتفريقهم بين يوسف وأخيه وأبيه.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، ما يتعلق كذلك بالسياق القرآني الكريم الذي وردت فيه هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: هذه الآية الكريمة جاءت فيما ذكره الله تعالى في قصة يوسف u، وهي قصة عظيمة خص الله تعالى ذكرها في سورة من كتابه الحكيم، وصدَّر هذه القصة بالإشارة إلى بديع ما فيها من القصص، كما قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ[يوسف: 3]، ثم قال: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ[يوسف: 4]

 قص السياق القرآني والآيات الحكيمة ما جرى ليوسف -u-، في أطواره من الابتلاء بأذية إخوانه، ثم بالاسترقاق الذي حصل، ثم بأذية امرأة العزيز له ومراودتها له عن نفسه، وما جرى من أذية النساء له، ثم السجن الذي امتد لأعوام، ثم ما كان من إظهار الله تعالى لصدقه، وما بوَّأه ومكَّنه منه من عزٍّ وتمكين ظهر على الناس به، وكان أن جاء إخوته لحاجة، فكان ما كان مما قص الله تعالى في هذه السورة.

في آخر هذه السورة قص الله تعالى كشف يوسف -u- لحقيقة الأمر، وقد خفي على إخوته أن العزيز الذي ترددوا عليه وحصل بينهم وبينه ما حصل في شأن استزادتهم بالزاد هو أخوهم يوسف، فقال لهم كما قص الله تعالى: ﴿قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ[يوسف: 89]

 هذا العتاب، وهذا التعظيم والتهويل لفعل إخوة يوسف به ختمه يوسف -u- بإشارة تشبه أن تكون تفسيرًا لما جرى من إخوته بخصوصه، واعتدائهم عليه، وأذيتهم له، قال: ﴿إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ[يوسف: 89]، فوصف فعلهم بالجهل، ووصفهم بالجهل، صدر منكم ذلك الاعتداء بما جرى وقص الله تعالى من المؤامرة والكيد الذي كادوا به يوسف عليه السلام بأنه كان صادرًا عن جهل، إلا أن الجهل الذي ذكره يوسف -u- ليس المراد به عدم العلم، فالجهل في القرآن يطلق ويعبَّر به عن عدم العلم، ويطلق ويراد به عدم العمل بالعلم.

فالجهل في الشرع نوعان؛ جهل بعدم العلم والمعرفة، وهذا لا يؤاخذ به صاحبه؛ لأن الشرائع إنما تتبع العلم، بمعنى أن التكليف لا يثبت إلا بعد العلم.

وأما النوع الثاني من الجهل فهو عدم العمل بالعلم، وهذا ما أشار إليه قوله تعالى في هذه الآية في قول يوسف لإخوته: ﴿إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ[يوسف: 89]، فإنهم لم يكونوا لا يعلمون تحريم فعلهم، بل يعلمون حرمة ما فعلوه من الاعتداء بالكذب والكيد والمكر والأذى لأبيهم، والأذى لأخيهم كل ذلك معلوم عندهم فهم يعرفون ذلك، لكنهم لم يعملوا بمقتضى ما علموه، وهذا كما قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ[النساء: 17]، فقوله: )يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ(يعني بعدم عملهم بالعلم، وليس أنهم جاهلون، إذ لو كانوا جاهلين لما كان قد ثبت عليهم إثم يحتاجون معه إلى التوبة، وهو نظير قول النبي –صلى الله عليه وسلمفإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ»[صحيح البخاري(1904)، ومسلم(1151)]، فالجهل هنا هو عدم العمل بالعلم، وليس عدم العلم، ومنه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-لأبي ذر: «إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»[صحيح البخاري(30)، ومسلم(1661)]، وغرضه –صلى الله عليه وسلم-فيك عدم عمل بالعلم، حيث رأى في نفسه على غيره فضلا، فعيَّر غيره من الصحابة بأمِّه، والله تعالى قد حذَّر من هذا الجهل، وهذا الجهل عواقبه وخيمة، ولذلك قال بعض أهل العلم: كل من عصى الله فهو جاهل، والمقصود بالجاهل هنا أي: لا يدرك حقيقة ما أقدم عليه من انتهاك حرمات الله والتعدي على حدوده، والاستهانة بمقام شهوده جل في علاه، وعلمه وسمعه وبصره بما يكون من شأن العبد.

كما أنه جاهل بعاقبة هذه المعصية، وأنها تورِده المهالك، فإن المعصية هلاك عاجل وآجل، عاجل بما يغشى القلب من الظلمة وتعثر الحال، وما ينزله الله تعالى على الإنسان من البلاء والمصائب، وآجل بما ادَّخره الله تعالى من العقوبات التي تكون في الآخرة على سيء الأعمال.

ولهذا ينبغي للإنسان أن يحذر الجهل، وأن يستعيذ بالله تعالى منه، وأن يراجع أمر الله –عز وجل-، وأن يلزم حكم الشرع، فليس العلم بكثرة المعارف والعلوم، إنما العلم العمل، ولذلك قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر: 28]، جعلنا الله وإياكم منهم.

المقدم: اللهم آمين، شكر الله لكم صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم على هذا البيان المبارك والمسدد، وأيضًا الحديث عن هذا الاستفهام القرآني ﴿هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ[يوسف: 89]، الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في الحلقة القادمة واستفهام قراني جديد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91560 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87258 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف