×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (10) حول قول الله تعالى {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1269

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الرمضاني المبارك من برنامجكم "استفهامات قرآنية"

 في مطلع هذه الحلقة يسرُّنا أن نرحب بضيفها صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله، أهلا بك وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.  

المقدم: اللهم آمين! استفهامنا القرآني في هذه الحلقة -مستمعينا الكرام- في هذه الآية العظيمة أعظم آية في كتاب الله الكريم آية الكرسي، حيث يقول الله –عز وجل-في محكم التنزيل: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[البقرة: 255]

 شيخنا الكريم! لو تحدثنا هنا عن أداة الاستفهام في هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فأداة الاستفهام المستعملة في هذا الموضع من آية الكرسي هي (من) حيث قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[البقرة: 255]، فقوله: (مَنْ) استفهام وصدر الله تعالى الاستفهام في هذه الآية، أو في هذا الجزء من الآية بمن.

وقوله: (ذا الذي) أي:هذا الذي، فذا اسم إشارة، والذي اسم موصول، وصلة الموصول: ﴿يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[البقرة: 255]

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، وما يتعلق بغرض الاستفهام من هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: غرض الاستفهام في هذه الآية الكريمة: الإنكار، والنفي فإن الله تعالى في هذه الآية يخبر بصيغة الاستفهام نافيًا أن يكون شفيع يشفع لأحد إلا بإذنه، فقال: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ[البقرة: 255]، أي: لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، فالاستفهام هنا استفهام نفي وإنكار أن يشفع أحد عند الله تعالى إلا بإذنه –سبحانه وبحمده-.

المقدم: فيما يتعلق -الله يحسن إليكم- بسياق القرآني الكريم الذي وردت فيه هذه الآية؟

الشيخ: هذه الآية جاءت في هذا الجزء من الآية جاء في آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله –عز وجل-، وقد تضمَّنت هذه الآية الكريمة صفات رب العالمين، ولهذا تبوأت هذه المنزلة العالية السامية في آيات الكتاب، حتى كانت أعظم آية في كتاب الله جاء في الصحيح من حديث أبي بن كعب أن النبي –صلى الله عليه وسلم-سأله فقال: «أبا المنذرِ! أيُّ آيةٍ معَك من كتابِ اللَّهِ أعظمُ قالَ قلتُ اللهُ ورسولُه أعلمُ قال أبا المنذرِ أيَّ آيةٍ معكَ مِن كتابِ اللهِ أعظمَ قال قلتُ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قالَ فضربَ في صدري وقالَ: لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ »[صحيح مسلم(810)]

 أي: لتهنأ بما فتح الله تعالى عليك من العلم الذي اهتديت به إلى معرفة أعظم آية في كتاب الله –عز وجل-وهي هذه الآية.

هذه الآية افتتح الله تعالى بتوحيده، وأنه لا يستحق العبادة سواه، ثم أخبر بقوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، ثم أخبر بكمال صفاته الذاتية والفعلية فقال: ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ[البقرة: 255]، فالحي ترجع إليه صفات الذات، والقيوم ترجع إليه صفات الفعل، ولكمال حياته وقيوميته أخبر بأن حياته وقيوميته لا يتطرق إليها بوجه من الوجوه ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ[البقرة: 255]، ثم أخبر بعظيم ملكه، وأنه المنفرد بملك كل شيء، فلا يشاركه في ملكه الكون أحد، له وحده -جل في علاه- ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ[البقرة: 255]، ثم بعد أن أخبر بتمام الملك عاد إلى إخبار أن ذلك الملك المنفرد الذي انفرد به –جل وعلا-لا يتطرق إليه شيء من النقص حتى فيما يتعلق بالشفاعة، فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب منفعة أو دفع مضرة، والله –عز وجل-نفي في هذه الآية أن يكون لأحد من الخلق جرأة وتقدم في أن يشفع عند رب العالمين إلا بإذنه، وهذا خلاف ما يكون من شأن أصحاب المكانة في الدنيا، فإنه يشفع عندهم بلا إذنهم، وذلك لقصورهم ونقصهم وضعفهم وحاجتهم إلى الخلق.

أما الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، الذي له كل شيء، الذي انفرد بالخلق والملك والرزق والتدبير، فليس له شريك -جل في علاه- في شيء من ذلك، فلما كان منفردًا بالملك كان من مقتضيات كمال الانفراد ألا يشفع عنده أحد بغير إذنه.

ولذلك جاءت الآيات مقرِّرة لهذا المعنى في مواضع عديدة أنه لا يشفع أحد عند الله، أي لا يتوسط أحد لأحد مهما كان؛ مَلَك، رسول، شهيد، نبي، صالح ، كل هؤلاء الذين يمنحهم الله تعالى بفضله أن يشفعوا لغيرهم لا يشفع أحد إلا بإذنه، وهذا سيد الورى في الشفاعة العظمى عندما يأتيه الخلق لطلب مجيء رب العالمين –سبحانه وبحمده-لفصل القضاء يقول: «أنا لها أنا لها»، فيذهب ويسجد حتى يقال له: «ارفع رأسك، وقل يسمع، واشفع تشفع»[صحيح البخاري(7440)، ومسلم(193)]، فلا يشفع أحد حتى أفضل الخلق وسيدهم وهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه، وهذا لعظيم ملكه، وأنه -جل في علاه - المنفرد بالأمر ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ[غافر: 16] –سبحانه وبحمده-.

ولهذا يقول تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى[النجم: 26]، ولهذا تعلق من تعلق من المشركين بالشفاعة، وظنهم أنه يشفع لهم ممن توجهوا له بالعبادات وأشركوه مع الله باطل نفته الآيات، ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا[الزمر: 44]، فهو الذي يملكها، هو الذي يمنحها لمن يشاء من عباده تفضلًا منه وإكرامًا، وهو الذي يتفضل بها على من رضي من عباده، فإنه –جل وعلا-لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه.

وقد قال تعالى في الملائكة: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ[الأنبياء: 28]، والله تعالى يقول في خطابه لنبيه: ﴿قُلْ﴾ يا محمد لهؤلاء الذين يعبدون غير الله يرجون شفاعتهم من إنس أو جن أو حجر أو ملك أو جماد أو غير ذلك: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ[سبأ: 22]، فنفى أن يكون لهم ملك ولو كان أدنى ما يكون من الملك، ذرة في السماوات والأرض ﴿وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ[سبأ: 22]، ليس لهم شركة، فهم لا يملكون شيئًا، ثم قال -جل في علاه-: ﴿وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ[سبأ: 22]، أي ليس له معين، وهذه كلها توجب أن يكون لهم تدخل في الشفاعة، أو تدخل في النفع والضر في ذلك اليوم، فلما انتفى الملك وانتفت الشركة وانتفت الإعانة بقيت الشفاعة، قال تعالى: ﴿وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ[سبأ: 23].

فينبغي للمؤمن أن يعلم أنه لا شفيع له عند الله –عز وجل-إلا بإذنه، ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-في جواب أبي هريرة لما سأله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: «مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنقَلْبِهِ»[صحيح البخاري(99)]، فالشفاعة ما تدرك إلا بالتوحيد، ولا ينالها إلا من وحد الله تعالى، فهؤلاء الذين يتوجهون إلى غير الله وما يصرفونه من أنواع القربات والعبادات لهؤلاء المعبودين من دون الله هم في ضلال مبين، فإنهم لا ينفعون من توجه إليهم بشيء ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[يونس: 18].

فما أجمل أيها الإخوة أن نعي هذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية الكريمة أعظم آية في كتاب الله، وهو أن نوقن أنه لا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه، فلا بد من إذنه ورضاه، لابد من إذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255].

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، إذًا في ختام هذه الحلقة نشكر ضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح الأستاذ بجامعة القصيم.

 الشكر يتواصل لمسجل هذا اللقاء عثمان الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في استفهام قرآني آخر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف