×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (12) حول قول الله تعالى {وما أدراك ما الحطمة}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1231

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين والرحمة المهداة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الرمضاني المبارك من برنامجكم "استفهامات قرآنية"

في مطلع هذه الحلقة، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: مرحبا بك، حياك الله وحيا الله الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا القرآن ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ[الهمزة: 5]، فما هي الأداة المستخدمة، أداة الاستفهام شيخنا الكريم في هذه الآية العظيمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فالله تعالى يقول في محكم كتابه في سورة الهمزة: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ[الهمزة: 5]، الاستفهام استعملت فيه أداة (ما)، وهي مما يستفهم به في مواضع كثيرة في كتاب الله –عز وجل-.

المقدم: أحسن الله إليكم، شيخنا الكريم وما يتعلق أيضًا بغرض الاستفهام في هذه الآية.

الشيخ: غرض الاستفهام في هذه الآية هو التعجيب والتعظيم لشأن الحطمة، فإن الله تعالى توعد في هذه السورة قومًا اشتغلوا بما يضر من الهمز واللمز قال: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ[الهمزة: 1]، ثم وصفه فقال: ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُيَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ[الهمزة: 2-3]، ثم قال تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ[الهمزة: 4]، أي: ليُلقين في الحطمة، والحطمة هي النار، وهذا اسم من أسمائها.

ولبيان عظيم ما آل إليه هذا المجرم الذي اشتغل بالهمز واللمز، وأقبل على الدنيا وغفل عن الآخرة فلم يقم لله تعالى أمرًا، ولم يمتثل له ما أمره به، قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ[الهمزة: 5] شأنها عظيم وخطبها جليل أعاذنا الله تعالى وإياكم منها.

فغرض الاستفهام التعجيب والتعظيم والتفخيم والتهويل لهذا الموضع الذي يؤول إليه من ذكر الله تعالى من الهمزة واللمزة.

المقدم: الله يحسن إليكم شيخنا الكريم، ما يتعلق بالسياق الذي وردت فيه هذه الآية العظيمة وهذا الاستفهام القرآني؟

الشيخ: هذه الآية الكريمة وردت في سياق وعيد من ذكر الله تعالى في قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ[الهمزة: 1]، وذكر الله تعالى في عمل هذا اشتغاله بتنقص الخلق، وليعلم أن تنقص الخلق لا يكون إلا عن كبر في صدر صاحبه، فإنه لا يتنقص أحد غيره إلا لعلوه ونظره أنه أعلى منه وأرفع منه، فتجده يتنقصه بالقول أو بالفعل، وقد ذكر الله تعالى هذين في قوله:﴿ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾، فهو تنقص واعتداء على الغير بهمز ولمز بقول أو فعل، ثم ذكر وصفًا آخر يزداد به سوءًا وشرًّا إلى ما تقدم من الهمز واللمز وهو إقباله على الدنيا وانقطاعه عن الآخرة ﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ[الهمزة: 2]، وقوله: جمع مالًا أي من كل شيء، لا يميز حلاله من حرامه، ولا مباحه من ممنوعه، فهو يسعى ويركض وراء المال جمعًا من كل طريق، فالحلال ما حلَّ في يديه من أي طريق كان، ثم هو مشتغل بحسابه وعده والنظر فيه وتنميته ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ[الهمزة: 3]، أي: يتوهم ويظن لشدة انهماكه في دنياه وفي ماله سواء كان نقدًا أو عينًا، سواء كان عقارًا أو منقولًا، بأي صورة كان المال أن كثرة المال الذي في يديه موجب لامتداد حياته بالخلود في هذه الدنيا.

قال الله تعالى قاطعًا ذلك الوهم: ﴿كَلَّا[الهمزة: 4]، ليس الأمر كما يتوهم هذا، ولا كما يظن ﴿لَيُنْبَذَنَّ[الهمزة: 4]، أي: ليُلقين في الحطمة، هذا المآل والمصير لمن اشتغل في دنياه بأذية الخلق بالهمز واللمز، واشتغل في دنياه بجمع حطامها أن يؤول أمره إلى الحطمة جزاء له من جنس علمه، قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ[الهمزة: 5]، هذا الاستفهام للتفخيم والتعظيم إنه مآل قبيح، مآل مهول، مآل مخوف، مآل تقشعر منه جلود المؤمنين، ثم بين –جل وعلا-، وفسر ما هي الحطمة، فقال –سبحانه وتعالى-: ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ[الهمزة: 6]، أعاذنا الله تعالى وإياكم منها، اللهم أجرنا من النار ﴿الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ[الهمزة: 7]، فلها من السطوة ما تطلع على أفئدة الناس، فتميز القلوب الطاهرة النقية فتتجنبها، وأما القلوب المليئة بالرجس من الشرك والكفر والعناد والإعراض والتكبر على آيات الله –عز وجل-والأذى للخلق، فإنها تحيط بهم وتحطمهم.

ولذلك قال تعالى في وصفها بأنها حطمة؛ لأنها تحطم من فيها، فهي كما أخبر -جل في علاه- سجن محيط بصاحبه، لا ينفك منه، ولا يتمكن من الخلاص منه، ثم هي نار موقدة تستعر لا انطفاء لها، ولا انقضاء للهيبها، أجارنا الله تعالى وإياكم منها.

ومما ينبغي أن يعلم أن الله تعالى قد سمى النار في كتابه بأسماء عديدة، وذاك كله للتنبيه إلى بعض أوصافها وشؤم ما يلقاه من صار إليها، أجارنا الله تعالى وإياكم منها فهي الهاوية، وهي لظى، وهي الحطمة، وهي الجحيم، وهي جهنم، وهي سقر، وهي السعير، وهي سجِّين، وقد فخَّم الله تعالى شأنها بذكر الاستفهامات في بعض المواضع؛ لأجل أن يرعوي الناس عن الأخذ بالأسباب الموصلة إليها، أجارنا الله تعالى وإياكم منها.

قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ[القارعة: 8-9]، كما هي نار حامية، أجارنا الله تعالى وإياكم منها.

فينبغي للمؤمن إذا مرت عليه هذه الأسماء في القرآن أن يقف عندها، وأن يعلم أنها تدل على معان في أنواع العقوبات لمن يصير إلى تلك الدار، نسأل الله أن يجيرنا وإياكم منها، وأن يجعلنا من أهل الجنان، وأن يجعلنا من الفريق الذي يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: اللهم صلِّ على محمد، كل الشكر والتقدير بعد شكر الله –عز وجل-، مع دعاء عاطر لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم على ما أفاض عليه لنا من هذا العلم المبارك، والحديث كذلك عن هذه الاستفهامات القرآنية التي وردت في كتاب الله الكريمة فيها من الهدايات والدلالات فشكر الله له، الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر وفقه الله، نلقاكم -إن شاء الله- في استفهام قرآني قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف