×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي رحمه الله في باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخش طلوع الفجر:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا. متفق عليه +++البخاري (617)، ومسلم (1092)---.

هذا الحديث أخبر فيه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في أذان الفجر، وأن له مؤذنين كانا يؤذنان لصلاة الفجر، مؤذن يؤذن قبل دخول الوقت، ومؤذن يأذن بعد دخول الوقت، وميز النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بالتنبيه إلى اختلاف حكم أذانيهما، فقال صلى الله عليه وسلم : "إن بلالا يؤذن بليل" يعني يؤذن قبل دخول وقت الفجر الذي تحل به الصلاة ويحرم به على الصائم الطعام والشراب، ولذلك قال: "فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم" وهو المؤذن الثاني، وذلك أنه كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وكان أعمى في بعض الروايات فلا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، يعني قد تبين الصبح وظهر الصبح الصادق الفجر الصادق الذي يبيح الصلاة، ويحرم على الصائم الطعام أو الشراب.

ولم يكن بين أذان هذا وهذا زمن طويل، ولذلك خشي النبي صلى الله عليه وسلم من الاشتباه بين أذان بلال وأذان ابن أم مكتوم، فقال: "إن بلال يؤذن بليل" يعني قبل دخول وقت الفجر، وهذا الآذان جاء في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بيان علته قال: "ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم"+++مسلم (1093)--- فغايته تنبيه القائم إلى قرب الفجر فيوتر إن كان مصليا، ويرجع إلى طعامه وشرابه إن كان يريد الصيام، ويستيقظ النائم ليستعد للصلاة، ويقضي ما يمكن أن يقضيه من حوائجه قبل دخول وقت الفجر، فهذا الأذان ليس لفعل الصلاة، إنما للتنبيه لقرب وقتها ودنو زمانها.

فقوله: "إن بلال يؤذن بليل" تبينه أن هذا الأذان لا يترتب عليه شيء من الأحكام المتعلقة بأذان الفجر ولذلك قال: "فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" لأن بأذانه يتبين الفجر الذي قال الله تعالى فيه ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾+++[البقرة: 187]---.

قال: "ولم يكن بينهما" هذا القائل ابن عمر "إلا أن ينزل هذا" يعني من المكان الذي يؤذن فيه "ويرقى هذا" أي ليؤذن الأذان الذي يحرم الطعام والشراب على الصائم ويحل الصلاة.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: تعدد المؤذنين، فإن بلال وابن أم مكتوم كانا يؤذنان للنبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه: التنبيه إلى ما هو موضع اشتباه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نبه إلى التمييز بين الأذانان فينبغي فيما هو من مواطن الاشتباه والتوهم أن ينبه الإنسان من يخشى توهمه، أو يخشى أن تشتبه عليه الأمور.

وفيه: سنية الأذان قبل الفجر لتنبيه القائم وإيقاظ النائم، وتنبيه من يحتاج إلى التنبيه إلى قرب وقت الصلاة، وإلى قرب وقت الصوم لمن يريد الصوم.

وهذا لا يختص رمضان؛ بل في رمضان وفي غيره؛ لكن الذي يظهر والله تعالى أعلم من قوله في هذا حديث فكلوا واشربوا أن هذا التنبيه كان في وقت الناس يكثر صومهم أو يصومون فيكون في رمضان وقوله: فكلوا واشربوا أي تمتعوا بما أحل الله تعالى لكم من الطعام والشراب وسائر المباحات التي تكون في الليل، والتي أشار إليها قوله تعالى : ﴿أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم﴾+++[البقرة: 187]---, وقوله: "حتى يؤذن ابن أم مكتوم" أي إلى أن يأتي أوان أذانه حتى تسمعوا أذانه.

وفيه: اعتماد أذان المؤذن الذي يؤذن على الوقت، فإن اعتماده في الصلاة وفي الصيام هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أمره وتوجيهه حتى قال: "حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فامتنعوا من الطعام والشراب.

وفيه: أن الأذان الأول قبل الفجر لا يكون بزمن بعيد؛ بل يكون بزمن قريب ليحصل التنبيه والاستعداد ولا يطول الوقت والزمن بين الأذانين.

وفيه: الندب إلى السحور، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فكلوا واشربوا" وذلك في أكلة السحر التي قال عنها صلى الله عليه وسلم : "تسحروا فإن في السحور بركة".

وفيه: استحباب تأخر السحور إلى قرب الفجر، وأن أفضل ما يكون السحور هو آخر وقت إباحة الأكل، كما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم ودل عليه ما تقدم من حديث زيد بن ثابت تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له كم كان بينكم وبين الصلاة قال: كان بينهما قدر خمسين آية، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:957

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـفي باب فضل السحور وتأخيره مَا لَمْ يخش طلوع الفجر:

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: كَانَ لرسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُؤَذِّنَانِ: بِلاَلٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنْ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ)) قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلاَّ أنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا. متفقٌ عليه البخاري (617)، ومسلم (1092).

هذا الحديث أخبر فيه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أذان الفجر، وأن له مؤذنين كانا يؤذنان لصلاة الفجر، مؤذن يؤذن قبل دخول الوقت، ومؤذن يأذن بعد دخول الوقت، وميَّز النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينهما بالتنبيه إلى اختلاف حكم أذانيهما، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن بلالًا يؤذن بليل" يعني يؤذن قبل دخول وقت الفجر الذي تحل به الصلاة ويحرم به على الصائم الطعام والشراب، ولذلك قال: "فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم" وهو المؤذن الثاني، وذلك أنه كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وكان أعمى في بعض الروايات فلا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، يعني قد تبين الصبح وظهر الصبح الصادق الفجر الصادق الذي يبيح الصلاة، ويحرم على الصائم الطعام أو الشراب.

ولم يكن بين أذان هذا وهذا زمن طويل، ولذلك خشي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الاشتباه بين أذان بلال وأذان ابن أم مكتوم، فقال: "إن بلال يؤذن بليل" يعني قبل دخول وقت الفجر، وهذا الآذان جاء في بعض أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيان علته قال: "ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم"مسلم (1093) فغايته تنبيه القائم إلى قرب الفجر فيوتر إن كان مصليًا، ويرجع إلى طعامه وشرابه إن كان يريد الصيام، ويستيقظ النائم ليستعد للصلاة، ويقضي ما يمكن أن يقضيه من حوائجه قبل دخول وقت الفجر، فهذا الأذان ليس لفعل الصلاة، إنما للتنبيه لقرب وقتها ودنو زمانها.

فقوله: "إن بلال يؤذن بليل" تبينه أن هذا الأذان لا يترتب عليه شيء من الأحكام المتعلقة بأذان الفجر ولذلك قال: "فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" لأن بأذانه يتبين الفجر الذي قال الله ـ تعالى ـ فيه ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[البقرة: 187].

قال: "ولم يكن بينهما" هذا القائل ابن عمر "إلا أن ينزل هذا" يعني من المكان الذي يؤذن فيه "ويرقى هذا" أي ليؤذن الأذان الذي يحرم الطعام والشراب على الصائم ويحل الصلاة.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: تعدد المؤذنين، فإن بلال وابن أم مكتوم كانا يؤذنان للنبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه: التنبيه إلى ما هو موضع اشتباه، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبه إلى التمييز بين الأذانان فينبغي فيما هو من مواطن الاشتباه والتوهم أن ينبه الإنسان من يخشى توهمه، أو يخشى أن تشتبه عليه الأمور.

وفيه: سنية الأذان قبل الفجر لتنبيه القائم وإيقاظ النائم، وتنبيه من يحتاج إلى التنبيه إلى قرب وقت الصلاة، وإلى قرب وقت الصوم لمن يريد الصوم.

وهذا لا يختص رمضان؛ بل في رمضان وفي غيره؛ لكن الذي يظهر ـ والله تعالى أعلم ـ من قوله في هذا حديث فكلوا واشربوا أن هذا التنبيه كان في وقت الناس يكثر صومهم أو يصومون فيكون في رمضان وقوله: فكلوا واشربوا أي تمتعوا بما أحل الله ـ تعالى ـ لكم من الطعام والشراب وسائر المباحات التي تكون في الليل، والتي أشار إليها قوله ـ تعالى ـ: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ[البقرة: 187], وقوله: "حتى يؤذن ابن أم مكتوم" أي إلى أن يأتي أوان أذانه حتى تسمعوا أذانه.

وفيه: اعتماد أذان المؤذن الذي يؤذن على الوقت، فإن اعتماده في الصلاة وفي الصيام هو هدي نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أمره وتوجيهه حتى قال: "حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فامتنعوا من الطعام والشراب.

وفيه: أن الأذان الأول قبل الفجر لا يكون بزمن بعيد؛ بل يكون بزمن قريب ليحصل التنبيه والاستعداد ولا يطول الوقت والزمن بين الأذانين.

وفيه: الندب إلى السحور، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "فكلوا واشربوا" وذلك في أكلة السحر التي قال عنها ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "تسحروا فإن في السحور بركة".

وفيه: استحباب تأخر السحور إلى قرب الفجر، وأن أفضل ما يكون السحور هو آخر وقت إباحة الأكل، كما كان عليه عمل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودل عليه ما تقدم من حديث زيد بن ثابت تسحرنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقيل له كم كان بينكم وبين الصلاة قال: كان بينهما قدر خمسين آية، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91563 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87258 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف