×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (16) حول قول الله تعالى {فما ظنكم برب العالمين}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:970

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والصالح من الأقوال والاعمال، مرحبا بكم في هذا اللقاء المتجدد من برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية" في مطلع هذا اللقاء المبارك.

 مستمعينا الكرام! يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله أهلا بك وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله تعالى أن يستعملنا وإياكم فيما يحب ويرضى.

المقدم: اللهم آمين، شيخنا الكريم استفهامنا القرآني في هذه الحلقة ورد في قول الله –عز وجل- ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]

 لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

قوله تعالى: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]، تضمن استفهام، وأداته هي (ما) الاستفهامية، و(ما) الاستفهامية هي في الأصل تستعمل في السؤال عن غير العاقل، وقد يسئل بها عن الجنس كما هو في الآية، فإن قوله تعالى: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87] أي: أي أجناس الظنون كان ظنكم بربكم حين عبدتم غيره؟

المقدم: وما يتعلق -أحسن الله إليكم- بغرض الاستفهام في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: غرض الاستفهام في هذه الآية الكريمة هو: الإنكار والتوبيخ والتحذير والوعيد لمن أساءوا الظن برب العالمين، فعبدوا غيره وسووا معه سواه -جل في علاه- بالشرك بأنواعه.  

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم ورد هذا الاستفهام القرآني بسياق كريم جاء بكتاب الله –U-، لو تحدثنا عن هذا السياق أحسن الله إليكم؟

الشيخ: هذه الآية الكريمة هي من قول إبراهيم -u- لقومه إذ قال لأبيه وقومه: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ[الصافات: 85]، أي: شيء صرفتم إليه العبادة وسويتموه بالله الذي لا إله غيره -جل في علاه-: ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ[الصافات: 86] فأخبر أنهم إنما عبدوا كذبًا وزورًا وضلالًا وبهتانًا، فالإفك هو الكذب البالغ الغاية في مخالفة الواقع والخروج عن الحق والهدى.

ثم بعد أن أنكر عليهم ما أنكر قال تعالى في بيان ما قاله إبراهيم لقومه ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]، أي شيء ظننتم بالله –عز وجل-حيث جعلتم غيره يستحق العبادة معه؟

 فكان هذا الاستفهام في سياق الإنكار على هؤلاء فيما صدر منهم من عبادة غير الله –عز وجل-.

المقدم: يا شيخنا! الدلالات والهدايات التي ربما تستنبط من هذا الاستفهام القرآني؟

الشيخ: هذه الآية الكريمة تشير إلى أن أولئك القوم إنما صدر منهم ما صدر من تسوية غير الله تعالى بالله من الشرك به –سبحانه وبحمده-لجهلهم وعدم قدرهم لله تعالى حق قدره، فقوله تعالى: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]، أي: أي شيء ظننتم بالله –عز وجل-حتى جعلتم له أندادًا تصفون لهم العبادة؟ سويتم به غيره؟ جعلتم له نظراء وأمثال يُعبدون معه –جل وعلا-وهو الله الذي هو رب كل شيء جل في علاه؟ ولذلك قال: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]، فكل ما هو سوى الله هو مربوب لله –عز وجل-هو عبد له، هو مخلوق له، هو مملوك له تدبيره ورزقه على الله جل في علاه، فكيف يسوى المرزوق المملوك المربوب المخلوق بالخالق المالك الرازق المدبر جل في علاه؟

لذلك جاء بهذه الصيغة التي يظهر فيها ويتبين فيها عظيم إنكار إبراهيم -u- على قومه أن سووا مع الله تعالى غيره، وعبدوا غيره معه جل في علاه؟

وقد قال بعض أهل العلم: إن الآية تضمنت وعيدًا لهؤلاء على عبادتهم غير الله، حيث قال: ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]، أي ما ظنكم، ماذا تتوقعون أن يفعل بكم وقد عبدتم غيره وسوَّيتم به غيره؟

فتضمنت هذه الآية الترهيب لهم بالجزاء بالعقاب على الإقامة بالشرك، والتنقص لرب العالمين بتسوية غيره به –سبحانه وبحمده-

والآية الكريمة تدل على أن كل ما يقع من الناس من شرك أو كفر أو معصية إنما هي ناتجة عن سوء ظنهم بالله –عز وجل-، وقد دلت على ذلك الأدلة، فليس شيء من المخالفة يقع فيه الناس إلا لسوء ظنهم بالله لو حسن ظنهم بالله لحسن عملهم.

ولذلك قيل: إن حسن العمل ثمرة حسن الظن، وقد جعل الله تعالى سوء الظن به في منزلة من الذنوب هو في أعظمها، ولذلك قال ابن القيم –رحمه الله-: إن أعظم الذنوب عند الله تعالى إساءة الظن به، فإن المسيء به الظن قد ظن به خلاف كماله المقدَّس، وظن به ما يناقض أسمائه وصفاته.

ولهذا توعد سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، قال تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ[الفتح: 6]، اجتمع هؤلاء في العذاب، قال تعالى: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ[الفتح: 6]، فالمنافقون ظنوا به ظن السوء، ظنوا أنهم يخدعونه، وإنما يخدعون أنفسهم، والمشركون ظنوا به ظن السوء حيث سووا به غيره، وظنوا أن غيره في منزلته –جل وعلا-فما عقوبة هؤلاء؟ ﴿عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[الفتح: 6]، وهذا التغليظ في هذه العقوبة على الظن يبين عظيم الجرم وكبير الإثم الحاصل بسوء الظن بالله –عز وجل-.

ولهذا ينبغي للمؤمن أن يحسن الظن بربه، فإن حسن الظن بالله –عز وجل-يحمله على كمال التوحيد وسوء الظن بالله تعالى يحمله على كف النفس عن الشهوات والسيئات والمعاصي.

حسن الظن بالله تعالى يحمل العبد على بذل الوسع في مرضاة الرب –جل وعلا-فيسعى جاهدًا في كل خير وبرٍّ وفي كل صلاح وهدى يدرك به رضوان الله تعالى؛ لأنه يعلم أن الله لن يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، بل سيجازيه أعظم الجزاء، فهو الذي يعطي -جل في علاه- على القليل الكثير، والذي يعفو ويتجاوز ويصفح، فلولا رحمته وبره وإحسانه ما نجا أحد، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ ».[صحيح البخاري(6463)]

فلذلك ينبغي للإنسان أن يحسن الظن بالله، وإذا أحسن الظن بالله كان قد كمل العلم به، فإن حسن الظن به –جل وعلا-هو ثمرة العلم به، وينتج عن ذلك توحيده وتحقيق "لا إله إلا الله"، وينتج عن ذلك كف النفس عن السيئات، فالجبن والبخل والحرص وغرائز السوء يجمعها كلها سوء الظن بالله، كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: حسن الظن بالله –عز وجل-يحمل العبد على إتقان العمل وكف النفس عن العصيان.

ولذلك ينبغي أن يجتهد الإنسان في معرفة كمالات الله –عز وجل-من خلال أسمائه وصفاته ليحقق حسن الظن به، فيثمر توحيدًا واستقامة في العمل، وكفًّا للنفس عن السيئات والخطأ.

اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شرَّ أنفسنا، أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا من أخلص عبادك لك وأطوعهم لك يا ذا الجلال والإكرام.  

المقدم: اللهم آمين! شكر الله لكم شيخنا الكريم صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم متحدثًا بهذا الاستفهام القرآني الذي ورد في هذه الآية الكريمة ﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ[الصافات: 87]

 الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في الحلقة القادمة واستفهام قرآني جديد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93793 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89655 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف