×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (17) حول قول الله تعالى {أليس الله بكاف عبده}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1388

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الصائمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء من برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية"

 في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله، أهلا بك وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: حياكم الله! استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا الكرام ورد في آية قرآنية عظيمة ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36] فشيخنا -أحسن الله إليكم- لو تحدثنا عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36]، تضمن استفهامًا وأداة الاستفهام هي الهمزة، والهمزة حرف من حروف الاستفهام وهو الأصل في أدوات الاستفهام، وقد دخل في هذا السياق على نفي.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، بالنسبة للغرض المستخدم في هذا الاستفهام؟

الشيخ: الغرض المقصود من هذا الاستفهام هو تقرير كفاية الله تعالى لعبده، حيث جاء الاستفهام داخلًا على نفي، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36]، فالجملة التي دخل عليها الاستفهام جملة منفية، والقاعدة أنه إذا دخلت همزة الاستفهام على جملة منفية كانت طريقًا لإثبات مضمون تلك الجملة على وجه المبالغة.

ولهذا قال العلماء: إن المقصود بالاستفهام تقرير كفاية الله تعالى لرسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأن نفي النفي إثبات، وهذا مراد من قال: إن الهمزة في هذه الآية للتقرير، أي: لتقرير ما دخلت عليه من نفي، وذلك بإثبات كمال كفاية الله تعالى لعبده، هذا هو غرض الاستفهام، فغرضه التقرير بكفاية الله تعالى من شاء من عباده.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، نريد أن نقف مع المستمعين الكرام وإياكم -أحسن الله إليكم- نتأمل هذا السياق القرآني الذي ورد فيه هذا الاستفهام.

الشيخ: هذه الآية جاء فيها تقرير كفاية الله –عز وجل-لنبيه –صلى الله عليه وسلم-بأكمل أوصافه بعد رسالته –صلى الله عليه وسلم-﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36]، ثم قال الله تعالى مخاطبًا رسوله ﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ[الزمر: 36-37]

 هذه الآية تبين عظيم منزلة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-عند رب العالمين، فإن الله –عز وجل-ابتدأ الخطاب له تأمينًا وتطمينًا بإثبات كمال كفايته له –سبحانه وبحمده-، حيث قال: -﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36]، وقوله تعالى: -﴿عَبْدَهُ[الزمر: 36] مفرد مضاف مراد به ابتداء النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويدخل فيه كل من حقق العبودية لله.

ولهذا جاء في قراءة أخرى )أليس الله بكاف عبادَه([الزمر: 36]، وهي قراءة مشهورة ثابتة تدل على كفاية الله –عز وجل-لكل من حقق العبودية له، ولما كان النبي –صلى الله عليه وسلم-في الذروة من تحقيق العبودية لله –عز وجل-، فهو أعبد الناس لربه –صلى الله عليه وسلم-كان نصيبه من الكفاية أعلى من غيره بأبي هو وأمي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

وقوله: ﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ[الزمر: 36]، أي أعدائك وخصومك من المشركين والكفار والمعاندين، يخوفونك يا محمد بالذين من دونه، أي: بالذين دون الله من معبوداتهم غير الله ممن توجهوا له بالعبادة، والله تعالى يبين عظيم ضلالهم فيقول: ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[الزمر: 36]، فالتخويف ناشئ عن ضلال وعدم هداية ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ[الزمر: 37]، فيوقن بعظيم كفايته ﴿فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ[الزمر: 36]، ثم ختمت الآية الثانية باستفهام تقريري لعظيم منعة النبي –صلى الله عليه وسلم-بالله –عز وجل- ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ[الزمر: 37]، أليس الله بذي عزة ومنعة وعظيم قدر يمتنع به أن ينال من حقق العبودية له –جل وعلا-، يمنع به من حقق العبودية له –جل وعلا-وهو ذو انتقام ينتقم من أولئك الذين يسعون في النيل من عباده وأوليائه ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ[غافر: 51]

 إن كفاية الله تعالى لنبيه –صلى الله عليه وسلم- وكفاية الله تعالى لأوليائه ظاهرة بينة وطمأن الله تعالى عباده المؤمنين بأنه جل في علاه، غالب لا يغلب، منيع لا يمانع ولا ينازع، ذو انتقام ينتقم من أعدائه وخصوم أوليائه، فهو –سبحانه وتعالى-ذو الصفات العلى الذي لا يقوم له شيء –سبحانه وبحمده-﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[الزمر: 36]، فهو الذي يكفي وحده.

ولذلك خص الكفاية به وحده –جل وعلا-، فطلب الكفاية لا يكون من سواه وكل من طلب الكفاية من غير الله –عز وجل-إنما يعود بخسار وخيبة، فإنه لا سبيل لإدراك النصر والظفر والعزة والمنعة والكفاية إلا بالله –عز وجل-.

ولهذا قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[آل عمران: 175]، وقد عصم الله تعالى رسوله من أن يناله سوء من أعدائه، قال: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة: 67]، وهذا من كفاية الله تعالى لرسوله، والمتأمل لسيرته –صلى الله عليه وسلم-يرى ذلك ظاهرًا ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[التوبة: 40]، ثم كل من صار على طريقه –صلى الله عليه وسلم-وسلك سبيله –صلى الله عليه وسلم-نال من الكفاية، ونال من التأييد والنصر، ونال من الحفظ ما يكون بقدر ما معه من عبوديته لربه –جل وعلا-.

قال ابن رجب –رحمه الله-: من حفظ حدود الله وراعى حقوقه تولى الله حفظه في أمور دينه ودنياه في دنياه وآخرته، وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنه ولي المؤمنين، وأنه يتولى الصالحين، وذلك يتضمن أن يتولى مصالحهم في معاشهم ومعادهم، في الدنيا والآخرة، وألا يكلهم –جل وعلا-إلى جهدهم ولا إلى عملهم ولا إلى أنفسهم ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ[البقرة: 257]، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[الطلاق: 3] أي كافيه وبه يعلم أن طريق تحصيل الكفاية هو صدق التوكل عليه جل في علاه، فمن قام بحقوق الله عليه، فإن الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى أن يتولانا بفضله، وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه، وأن يكفينا كل ما أهمنا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

المقدم: إذًا كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-مع عاطر الدعاء لضيفنا الكرام في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر.

نلقاكم -إن شاء الله- في الحلقة القادمة واستفهام قرآني آخر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف