×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة(21) حول قول الله تعالى {فهل أنتم منتهون}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1241

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم في مستهل هذا اللقاء المبارك من برنامجكم "استفهامات قرآنية"

 في مطلعه يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله، مرحبا بك ومرحبا وبالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: حياكم الله مستمعينا الكرام! استفهامنا القرآني في هذه الحلقة ورد بكتاب الله الكريم ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]

 شيخنا لو تكلمنا -أحسن الله إليكم- أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

أداة الاستفهام المستعملة في هذه الآية الكريمة هو حرف الاستفهام (هل)، وهو صنو حرف الاستفهام الهمزة، إلا أنه يطلب به التصوير لا التصديق، و (هل) في الكلام تأتي على أوجه، وقد تأتي بمعنى (قد) كقوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ[الإنسان: 1]، وقد تأتي بمعنى النفي ﴿فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ[النحل: 35]، وهي في هذا السياق جاءت بما يفيد الأمر.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، والغرض من الاستفهام أحسن الله إليكم؟

الشيخ: قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]، قال جماعة من المفسرين: إن الغرض منه التحضيض، أي: الحث على فعل ما نهوا عنه، أي الالتزام بالانتهاء عما تقدم ذكره من المنهيات، فهو استفهام معناه الأمر، وعلى هذا تواردت كلمات المفسرين، حيث قالوا: استفهام يضمن معنى الأمر، أي: فانتهوا.

فقوله: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]، أي: انتهوا، واستدلوا لذلك بأن عمر -رضي الله تعالى عنه- لما نزلت هذه الآية قال: انتهينا يا رب وفي بعض المواضع قال: «انتهينا ربنا انتهينا».[سنن أبي داود(3670)، وقال الحاكم:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي]

والقاعدة: أن مجيء الجملة الاستفهامية مصدرة باسم مخبر عنه باسم فاعل يدل على ثبوت النهي وقوته واستقراره، وذلك أبلغ من صريح الأمر، أبلغ من أن يقول: انتهوا، وهذا هو الذي في هذا النوع من الاستفهام، فإنه جاء بجملة اسمية (هل) أداة استفهام دخلت على جملة اسمية، فدلت على تقرير معنى الانتهاء على وجه أبلغ مما لو قال: انتهوا.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، نريد أن نتحدث ونتأمل معكم -أحسن الله إليكم- هذا السياق القرآني الكريم الذي ورد فيه هذا الاستفهام؟

الشيخ: هذا الاستفهام جاء في ختم نداء إلهي في توجيه المؤمنين لما فيه صلاح معاشهم ومعادهم، يقول الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[المائدة: 90]، بعد ذلك قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]

 أي: أيها المؤمنين الذين ناداهم الله تعالى في أول ذكر هذه المنهيات، ختم ذلك بدعوته لهم بالمبادرة إلى الانتهاء بهذه الصيغة الاستفهامية التي تقرر الأمر من انتهائهم على أبلغ وجه.

وقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات أربع منهيات؛ أربعة أمور نهى عنها؛ الخمر، الميسر، الأنصاب، الأزلام.

الخمر والميسر الخمر فساد العقول، والميسر فساد الأموال، والأنصاب والازلام فساد الاعتقاد والدين، وقد قال الله تعالى: ﴿رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ[المائدة: 90]

 الأنصاب هي: الأصنام التي تُعبد من دون الله، والأزلام هي التي يستقسم بها لاستكشاف ما يكون في المستقبل من أمور الغيب.

فالخمر التي تغطي العقول وتذهبها، والميسر الذي يهلك الأموال بالمغالبات المحرمة من القمار ونحوه، والأنصاب التي تعبد من دون الله ويتوجه إليها بالعبادة إشراكًا بالله –عز وجل-، والأزلام التي يسعى الناس فيها إلى استكشاف المجهول مما استأثر الله تعالى بعلمه من الغيب، كل ذلك السعي فيه والإقبال عليه وعدم الانتهاء عنه رجس من عمل الشيطان، رجس أي: قُبح وخبث ونجس معنوي يوجب البعد عنه، والنأي عنه، وأكد ذلك بقوله ﴿رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾، أي: هو الذي يزينه، وهو الذي يدعو إليه ليفسد بذلك عقول الناس وأموالهم وأديانهم، فإذا فسد الدين وفسد العقل وفسد المال خربت الدنيا والآخرة، خرب معاش الناس ومعادهم.

ولذلك كان اجتناب هذه الأمور هو مفتاح الفلاح، قال الله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[المائدة: 90]، والاجتناب يقتضي المباعدة، أن تكون هذه الأمور في جانب والمؤمن في جانب آخر، لا يشاركها في شيء، ولا يلابسها في حال من الأحوال.

ثم ذكر الله تعالى علة النهي عن هذه الأمور فقال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ[المائدة: 91]

 هذا غرضه وغايته أن ﴿أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ[المائدة: 91] أي: في شأن الخمر والميسر وتزيينهما لكم، غرضه وغايته أن تقع العداوة بالمشاجرات والمخاصمات والبغضاء بالحقد والضغائن والزغل الذي يعمر به القلب، فيكون سببا للتفكك والتباعد وسفك الدماء وانتهاك الأعراض ودمار الأموال قال تعالى: ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ[المائدة: 91]، وهذا أعظم مقاصده؛ لأنه إذا اشتغلت قلوب الناس بالعداوات وأبدانهم بذلك وعمرت قلوبهم بالبغضاء لم يبق فيها سعة لذكر الله تعالى وطاعته.

ولهذا من أراد سلامة قلبه وعمارة قلبه بذكر الله وطاعته، فليخلصه من الغل، يخلصه من الحقد، يبعد عن كل معصية وسيئة، فإن كل معصية وسيئة هي عائق بينه وبين ذكر الله –عز وجل-، هي حائل بينه وبين الامتثال لله جل في علاه، وهذا من شؤم المعاصي، وهو دليل على ما ذكر العلماء من أن المعصية تدعو أختها وتنادي بصاحبتها، كما أن جزاء الحسنة حسنة مثلها، قال تعالى: ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ[المائدة: 91]، التي هي أعظم أعمال الإنسان تقربا إلى الله، هي صلة بينه وبين الله –عز وجل-

بعد هذا البيان والإيضاح ختم الله تعالى ذلك بالتنبيه إلى تأكد اجتناب ذلك، تأكد الانتهاء عن هذا، فقال تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]، وهذا حثٌّ للنفوس المؤمنة أن تمتثل أمر الله تعالى، وأن تبعد عن هذه المحرمات من كل وجه.

 وإن كثيرًا من الناس يتورط في مثل هذه الأمور، ويظن أنها لا تنتج شرًّا في أن الله تعالى ذكر شؤم المعصية التي يتورط فيها الإنسان في هذه الأمور أنه يصد عن ذكر الله، فيُحرم العلم النافع، ويُحرم العمل الصالح وهو من ذكر الله –عز وجل-، وأيضًا يعمر قلبه بما يكون من القذى والقذر والوحشة والظلمة التي تنكِّد وتنغص عليه معاشه، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طه: 124]، والسيئة خطيرة العاقبة، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه»[أخرجه أحمد في مسنده(22413)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع(3006)]

 وتمحق البركات بمؤاتاة السيئات، أجارنا الله تعالى وإياكم وفتح لنا وإياكم باب الطاعات،

 أسأل الله لي ولكم الاستقامة ظاهرًا وباطنًا، وصلاح العلم والعمل في السر والعلن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: اللهم صلِّ علي محمد، إذًا مستمعينا الكرام بهذه الدعوات المباركة نختم حلقتنا، كان الحديث عن هذا الاستفهام القرآني العظيم ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[المائدة: 91]، والذي جاء بكتاب الله –عز وجل-، فنسأل الله –عز وجل-أن يجزل الأجر والمثوبة لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم.

 الشكر يتواصل لكم أنتم مستمعينا الكرام على حسن الإنصات وكريم المتابعة لزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89657 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف