×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي رحمه الله في باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه، وما يقوله بعد الإفطار:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم))متفق عليه+++البخاري (1954)، ومسلم (1100)--- .

ونقل عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم، فلما غربت الشمس، قال لبعض القوم: ((يا فلان انزل فاجدح لنا))، فقال: يا رسول الله، لو أمسيت؟ قال: ((انزل فاجدح لنا)) قال: إن عليك نهارا، قال: ((انزل فاجدح لنا)) قال: فنزل فجدح لهم فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم)) وأشار بيده قبل المشرق.متفق عليه+++البخاري  (1941)، ومسلم (1101)---.

هذان الحديثان تضمنا بيان الوقت الذي يفطر فيه الصائم, وما يستحب له من التعجيل فقد قال صلى الله عليه وسلم "إذا أقبل الليل من هاهنا" يعني من جهة المشرق وأدبر النهار من هاهنا  وهذا تلازم؛ لأنه إذا أقبل الليل يدبر النهار، ولكن هذا من باب مزيد إيضاح وذكر علامات متعددة لوقت الإفطار وغربت الشمس أي سقط قرصها بأن اختفى في الأفق اختفاء ليس وراء حائل من جدار، أو نحوه إنما اختفى في الأفق، ولو بقي السفر والضوء بعد ذلك، فقد أفطر الصائم، أي حلله الفطر إذ إن ذلك أول أوان الليل.

وقد قال الله تعالى : ﴿ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾+++[البقرة: 187]--- فأول الليل هو غياب قرص الشمس هو إقبال الليل وإدبار النهار، ويتحقق ذلك بغروب قرص الشمس، ولا فرق في ذلك بين أن يسمع أذانا أو لا يسمع أذانا، فإن العبرة بحصول الغروب والأذان إعلام بذلك، فإذا كان في مكان لا أذان فيه أو كان في مكان تأخر المؤذن، وهو يرى سقوط قرص الشمس، فإنه لا يرتبط فطره بالأذان، بل بغروب الشمس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فقد أفطر الصائم" وقوله: فقد أفطر الصائم للعلماء فيه قولان:

منهم من قال: أفطر يعني حلله الفطر.

ومنهم من قال: أفطر الصائم أي وقع فطره وانتهى صومه, فيعزم عن الفطر بأن يقطع نية الصيام, وقوله: "أفطر الصائم" أي بحلول ذلك الوقت, ولا فرق في ذلك بين أن يفطر بماء أو بالتمر أو بغير ذلك, أو بالنية والعزم على قطع الصوم, فإن ذلك جميعه يحصل به الفطر.

وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذا الحديث على أن الليل ليس محلا للصوم، وهو من حيث ابتداء الصوم فيه لا ريب أنه ليس موضعا لابتداء الصوم، أي أن يبتدئ صومه في ليل دون نهار، وذلك أن الصوم إنما هو في النهار، كما قال الله تعالى : ﴿وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾+++[البقرة: 187]--- لكن المواصلة أي استمرار الصوم بعد غروب الشمس جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأذن به إلى السحر، وهل هذا يؤجر عليه الإنسان؟! الأكمل والأتبع للسنة، والأظهر لدلائل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أن الفطر ينتهي بغروب الشمس، لكن من أحب أن يواصل، فله أن يواصل إلى السحر، وليس له أن يجوز ذلك.

ولذا قال: لا تواصلوا فمن واصل فإلى السحر، أي إلى أكلة السحور لقوله صلى الله عليه وسلم : "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"+++صحيح مسلم (1096)---.

أما ما يتعلق بالحديث الآخر، فهو تطبيق عملي لمعنى هذا الحديث، فقد نقل عبد الله بن أبي أوفى ما كان من حال النبي صلى الله عليه وسلم في سيرهم معه حيث ساروا معه وهو صائم ولا يعلم هل هذا في سفر أو في إقامة فيحتمل، فلما غربت الشمس أي سقط قرصها قال لبعض القوم أي مع من صحبه من الصحابة: "يا فلان انزل فاجدح لنا" انزل لعله كان راكبا، أو ينزل إلى مكان مطمئن من بئر ونحوه، "فاجدح لنا" أي فاخلط لنا ما نشربه، فالجدح هو الخلط فيطلق على خلط اللبن بالماء، وعلى خلط السويق بالماء، وعلى كل خلط يسمى جدحا؛ ولكن الغالب في خلط السويق واللبن.

فقوله صلى الله عليه وسلم : "انزل فاجدح لنا" أي اخلط لنا ما نفطر عليه، فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم : "لو أمسيت" يعني لو أمهلت، وذلك أن الضياء والنور ما زال منتشرا في الأفق، وقوله: "أمسيت" يعني دخلت في الليل وهو المساء قال: "انزل فاجدح لنا" كرر عليه النبي صلى الله عليه وسلم الأمر فقال: "إن عليك نهارا" يعني أعاد عليه التنبيه إلى أنه من زال في الأفق الضياء، توهم أنه يمنع من الفطر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "انزل فاجدح لنا" فما كان منه بعد الثالثة إلا أن امتثل، وعلم أنه قد بلغ التنبيه الذي يريد إبلاغه للنبي صلى الله عليه وسلم فنزل فجدح لهم، أي خلط لهم ما يشربون، فيشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك "إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا يعني من جهة المشرق فقد أفطر الصائم" أي حل له الفطر، كما تقدم في حديث عمر رضي الله عنه.

والحديثين فيهما جملة من الفوائد:

من فوائدهما: استحباب تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديثين "فقد أفطر الصائم" وقد قال صلى الله عليه وسلم :"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"+++ البخاري (1957)، ومسلم (1098)---.

وفيه من الفوائد: أن الفطر منوط بعلامة ظاهرة، يدركها الرائي إذا تيسر له من إقبال الليل، وإدبار النهار وغروب الشمس، كل هذه علامات، فإذا كان يمكن اجتماعها، فذاك تحقق يقين، وإن كان لا يمكن اجتماعها كأن يكون في مكان لا يمكن أن يتحقق الإنسان من غروب الشمس، فعند ذلك يكفي انتشار الظلام وذهاب النهار لفطر الصائم، وهو الفطر على غلبة الظن.

وفيه: استحباب المبادرة إلى الفطر بما تيسر، ولو كان ذلك بالنية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ما يفطر به قال: "أفطر الصائم" أي حل له الفطر.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم يبادر إلى ما يأمر به غيره, فقد بادر إلى تعجيل الفطر، حيث كرر على هذا الصحابي الكريم الأمر بإعداد ما يفطرون عليه.

وفيه من الفوائد: أن الفطر لا يلزم أن يكون بالتمر يكون بما تيسر مما يحصل للإنسان، فإنه لم يذكر الفطر بالتمر في هذا الحديث، ولم يأمر بإعداد تمر أو المجيء بتمر، بل أمر بشراب يخلط فشرب منه صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أن الإنسان يأمر غيره بالأمر ولا يلزم أن يدرك المعنى، إذا كان قد صدر الأمر ممن يجب الامتثال لأمره، كما هو أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الرجل امتثل الأمر مع وجود ما يتوهم معارضته لما يجب أن يكون عليه من الإمساك؛ قال الله   تعالى : ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة﴾+++[الأحزاب: 36]--- ولذلك ترك رأيه ورجع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أن من أمر بأمر فينبغي له أن يبين العلة والحكمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نفذ الرجل ما أمره به بين صلى الله عليه وسلم الحكم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم : "إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم" جملة من الفوائد في هذا الحديث وثمة غيرها، اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المشاهدات:3208

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـ في باب فضل تعجيل الفطر وَمَا يفطر عَلَيْهِ، وَمَا يقوله بعد الإفطار:

عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((إِذَا أقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هاهُنَا، وَأدْبَرَ النهارُ مِنْ هَاهُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أفْطَر الصَّائِمُ))متفقٌ عَلَيْهِالبخاري (1954)، ومسلم (1100) .

ونقل عن أَبي إبراهيم عبدِ الله بنِ أَبي أوفى ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: سِرْنَا مَعَ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ: ((يَا فُلاَنُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا))، فَقَالَ: يَا رسول الله، لَوْ أمْسَيْتَ؟ قَالَ: ((انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا)) قَالَ: إنَّ عَلَيْكَ نَهَاراً، قَالَ: ((انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا)) قَالَ: فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثُمَّ قَالَ: ((إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أقْبَلَ مِنْ هاهُنَا فَقَدْ أفْطَرَ الصَّائِمُ)) وَأشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ.متفقٌ عَلَيْهِالبخاري  (1941)، ومسلم (1101).

هذان الحديثان تضمنا بيان الوقت الذي يفطر فيه الصائم, وما يستحب له من التعجيل فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إذا أقبل الليل من هاهنا" يعني من جهة المشرق وأدبر النهار من هاهنا  وهذا تلازم؛ لأنه إذا أقبل الليل يدبر النهار، ولكن هذا من باب مزيد إيضاح وذكر علامات متعددة لوقت الإفطار وغربت الشمس أي سقط قرصها بأن اختفى في الأفق اختفاء ليس وراء حائل من جدار، أو نحوه إنما اختفى في الأفق، ولو بقي السفر والضوء بعد ذلك، فقد أفطر الصائم، أي حلله الفطر إذ إن ذلك أول أوان الليل.

وقد قال الله ـ تعالى ـ: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[البقرة: 187] فأول الليل هو غياب قرص الشمس هو إقبال الليل وإدبار النهار، ويتحقق ذلك بغروب قرص الشمس، ولا فرق في ذلك بين أن يسمع أذانًا أو لا يسمع أذانًا، فإن العبرة بحصول الغروب والأذان إعلام بذلك، فإذا كان في مكان لا أذان فيه أو كان في مكان تأخر المؤذن، وهو يرى سقوط قرص الشمس، فإنه لا يرتبط فطره بالأذان، بل بغروب الشمس، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "فقد أفطر الصائم" وقوله: فقد أفطر الصائم للعلماء فيه قولان:

منهم من قال: أفطر يعني حلله الفطر.

ومنهم من قال: أفطر الصائم أي وقع فطره وانتهى صومه, فيعزم عن الفطر بأن يقطع نية الصيام, وقوله: "أفطر الصائم" أي بحلول ذلك الوقت, ولا فرق في ذلك بين أن يفطر بماء أو بالتمر أو بغير ذلك, أو بالنية والعزم على قطع الصوم, فإن ذلك جميعه يحصل به الفطر.

وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذا الحديث على أن الليل ليس محلًا للصوم، وهو من حيث ابتداء الصوم فيه لا ريب أنه ليس موضعًا لابتداء الصوم، أي أن يبتدئ صومه في ليل دون نهار، وذلك أن الصوم إنما هو في النهار، كما قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل[البقرة: 187] لكن المواصلة أي استمرار الصوم بعد غروب الشمس جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأذن به إلى السحر، وهل هذا يؤجر عليه الإنسان؟! الأكمل والأتبع للسنة، والأظهر لدلائل ما جاء عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الفطر ينتهي بغروب الشمس، لكن من أحب أن يواصل، فله أن يواصل إلى السحر، وليس له أن يجوز ذلك.

ولذا قال: لا تواصلوا فمن واصل فإلى السحر، أي إلى أكلة السحور لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"صحيح مسلم (1096).

أما ما يتعلق بالحديث الآخر، فهو تطبيق عملي لمعنى هذا الحديث، فقد نقل عبد الله بن أبي أوفى ما كان من حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سيرهم معه حيث ساروا معه وهو صائم ولا يعلم هل هذا في سفر أو في إقامة فيحتمل، فلما غربت الشمس أي سقط قرصها قال لبعض القوم أي مع من صحبه من الصحابة: "يا فلان انزل فاجدح لنا" انزل لعله كان راكبًا، أو ينزل إلى مكان مطمئن من بئر ونحوه، "فاجدح لنا" أي فاخلط لنا ما نشربه، فالجدح هو الخلط فيطلق على خلط اللبن بالماء، وعلى خلط السويق بالماء، وعلى كل خلط يسمى جدحا؛ ولكن الغالب في خلط السويق واللبن.

فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "انزل فاجدح لنا" أي اخلط لنا ما نفطر عليه، فقال الرجل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لو أمسيت" يعني لو أمهلت، وذلك أن الضياء والنور ما زال منتشرًا في الأفق، وقوله: "أمسيت" يعني دخلت في الليل وهو المساء قال: "انزل فاجدح لنا" كرر عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأمر فقال: "إن عليك نهارًا" يعني أعاد عليه التنبيه إلى أنه من زال في الأفق الضياء، توهم أنه يمنع من الفطر، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "انزل فاجدح لنا" فما كان منه بعد الثالثة إلا أن امتثل، وعلم أنه قد بلغ التنبيه الذي يريد إبلاغه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنزل فجدح لهم، أي خلط لهم ما يشربون، فيشرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال: أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك "إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا ـ يعني من جهة المشرق ـ فقد أفطر الصائم" أي حل له الفطر، كما تقدم في حديث عمر رضي الله عنه.

والحديثين فيهما جملة من الفوائد:

من فوائدهما: استحباب تعجيل الفطر لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديثين "فقد أفطر الصائم" وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" البخاري (1957)، ومسلم (1098).

وفيه من الفوائد: أن الفطر منوط بعلامة ظاهرة، يدركها الرائي إذا تيسر له من إقبال الليل، وإدبار النهار وغروب الشمس، كل هذه علامات، فإذا كان يمكن اجتماعها، فذاك تحقق يقين، وإن كان لا يمكن اجتماعها كأن يكون في مكان لا يمكن أن يتحقق الإنسان من غروب الشمس، فعند ذلك يكفي انتشار الظلام وذهاب النهار لفطر الصائم، وهو الفطر على غلبة الظن.

وفيه: استحباب المبادرة إلى الفطر بما تيسر، ولو كان ذلك بالنية، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يذكر ما يفطر به قال: "أفطر الصائم" أي حل له الفطر.

وفيه: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبادر إلى ما يأمر به غيره, فقد بادر إلى تعجيل الفطر، حيث كرر على هذا الصحابي الكريم الأمر بإعداد ما يفطرون عليه.

وفيه من الفوائد: أن الفطر لا يلزم أن يكون بالتمر يكون بما تيسر مما يحصل للإنسان، فإنه لم يذكر الفطر بالتمر في هذا الحديث، ولم يأمر بإعداد تمر أو المجيء بتمر، بل أمر بشراب يخلط فشرب منه صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أن الإنسان يأمر غيره بالأمر ولا يلزم أن يدرك المعنى، إذا كان قد صدر الأمر ممن يجب الامتثال لأمره، كما هو أمر الله ـ عز وجل ـ وأمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الرجل امتثل الأمر مع وجود ما يتوهم معارضته لما يجب أن يكون عليه من الإمساك؛ قال الله ـ  تعالى ـ: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ[الأحزاب: 36] ولذلك ترك رأيه ورجع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أن من أمر بأمر فينبغي له أن يبين العلة والحكمة، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن نفذ الرجل ما أمره به بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحكم؛ حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم" جملة من الفوائد في هذا الحديث وثمة غيرها، اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف