×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (24) حول قول الله تعالى { وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1144

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجَّلين وإمام الصائمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم إلى هذا اللقاء المبارك من برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية"

 في مطلع هذا اللقاء المبارك، يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! أهلا وسهلا بك وبالإخوة والأخوات، وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.  

المقدم: اللهم آمين، استفهامنا القرآني ورد في هذه الآية العظيمة ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[فصلت: 21]

 شيخنا الكريم! نردد أن نحدد الاستفهام الذي ورد في هذه الآية الكريمة، وأداة الاستفهام.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فالاستفهام في هذه الآية هو في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا[فصلت: 21]

 أداة الاستفهام هي (ما) الاستفهامية، وقد دخل عليها حرف الجر فحذفت ألف (ما) تخفيفًا على ما جرى عليه حال أدوات استفهام المختومة بألف إذا دخل عليها حرف الجر، تحذف تخفيفًا، نحو قوله تعالى: ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا[النازعات: 43]، وقوله تعالى: ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ[النمل: 35].

المقدم: شيخنا الكريم! لو تأملنا كذلك بهذا الغرض من الاستفهام الذي ورد في هذه الآية الكريمة.

الشيخ: الغرض من الاستفهام في هذه الآية الكريمة هو: التعجب، وقيل: التوبيخ، وقيل: الملامة، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن جميع هذه المعاني مما يفيده هذا الاستفهام، فإنهم يقولون لجلودهم وقد ملئوا استغرابًا من شهادتها عليهم بما عملوا، ذلك أن الإنسان إنما ينافح بما يكون من منافحته بين يدي ربه عن أن ينال جلده وأعضاؤه ما يكون من العقوبة على سيء العمل، فإذا شهد عليه جلده كان ذلك من مواطن التعجب.

ولهذا جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة قال –صلى الله عليه وسلم-: ثم يقال -يعني في ذلك اليوم-: الآن نبعث شاهدًا عليك، ويتفكر الإنسان في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، فيختم على فِيهِ، ويقال لفخذه ولحمه وعظمه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظمه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي سخط الله تعالى عليه، فيقول: «بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ»[صحيح مسلم(2969)] ، يعني إنما وقعت المدافعة والإنكار لوقايتكن من العذاب، فكيف تكون منكم الشهادة عليَّ، وهذا وجه كون هذا الاستفهام للتعجب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا[فصلت: 21].

المقدم: شيخنا الكريم هذه الآية الكريمة التي تقدمت حلقتنا وذكرناها حقيقة أنها تصور مشهدًا مهيبًا من مشاهد الآخرة، فلو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن السياق القرآني الذي ورد فيه هذا الاستفهام؟

الشيخ: هذه الآيات الكريمات التي جاءت في وصف ما يكون من أحوال الناس يوم الحشر مما ينبغي أن يقف عندها المؤمن متأملًا متدبرًا، فإن هذا الموقف حق على حقيقته لابد أن يكون.

فينبغي للمؤمن أن يتوقى أن يكون في هذا الموقف على ما يخزيه، أو يوقعه فيما ذكره، والله تعالى من حال هؤلاء قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ[فصلت: 19]، يجمع أعداء الله، وأعداء الله هم كل من خرج عن أمره وحادَّ شرعه للكفر والشرك والنفاق ونحو ذلك مما يحاد الله تعالى به ويعصى أمره، فهم يوزعون ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ[فصلت: 19]، يجمعون ليدخلوها ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ[فصلت: 19]، أي: يساقون ويرد آخرهم على أولهم، ويحبسون ويدفعون إلى النار دفعًا، أجارنا الله تعالى وإياكم منها حتى إذا ما جاءوها أي: جاءوا إلى النار وقبل أن يدخلوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وهذا فيه غاية العدل أن يقيم الله تعالى على الإنسان شاهدًا من نفسه قبل دخوله النار؛ ليتبين له أنه مستحق هذه العقوبة، وأنه لم يظلم شيئًا، فيشهد عليه سمعه بما كان من مسموعات، وبصره بما كان من مشاهدات، وجلده بما كان من سائر بدنه.

ولذلك قال: ﴿بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[فصلت: 20]، من الأعمال التي أوجبت لهم هذا المصير، وأحلَّتهم هذه المنزلة، وساقتهم إلى هذا المآل، في هذه الشهادة يثور هذا الاستفهام، فيقول أهل النار الذين استحقوها بسبب إجرامهم في سمعهم وبصرهم وجلودهم ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا[فصلت: 21]، ذكر في أول الآية شهادة السمع والبصر والجلد، لكن في المعاتبة اقتصر على ذكر الجلد قال: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا[فصلت: 21]، وذلك أن الجلد يحيط بالبدن كله، فيحوي السمع والبصر وسائر ما يكون من أعضاء الإنسان.

ولذلك هو أبلغ الشهود؛ لأنه لا يقتصر على جانب أو عضو، بل يشمل كل ما في الإنسان، قال تعالى في بيان جواب جلودهم ﴿قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[فصلت: 21]، ثم يذكرون ما كان من سيء عملهم واستهتارهم بنظر الله وشهوده وسمعه وبصره، فيقول: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ+[فصلت: 22]، ما كان هناك احتياط أن يمتنع السمع من إبصاركم ولا من إدراك ما يكون منكم، ولا البصر من شهود ما يكون منكم ولا جلودكم ﴿وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ[فصلت: 22-23]

 هذا الظن هو الذي أوردكم ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[فصلت: 23]، والمآل ﴿فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ[فصلت: 24]، فقد انقطع العذر، هذا يوم عظيم، يوم مهول، يوم ينبغي للإنسان أن يعد له العدة، وليس هو أساطير ولا حكايات، هو حقائق جميعًا سنمر عليها، جميعًا سنبصرها، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ[التكاثر: 7].

كل هذا الخبر سنراه والفطن منا هو من أيقن بذلك وعمل له، وأعد قبل أن يرد إليه، فيرد آمنًا يوم العرض على الله تعالى.

 والشهادة من الأفواه، والشهادة من الجلود والأسماع والأبصار جاء ذكر نظيرها في قوله: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[يس: 65]، والشهداء يوم القيامة متنوعون، فيقيم الله تعالى الرسل يشهدون على أقوامهم، والملائكة يشهدون على الخلق، وإنسان يشهد بعضه على بعض، والأرض تشهد على الإنسان بما كان منها، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا[الزلزلة: 4-5].

أخي! أين تذهب؟ أختي أين تذهبين؟ فنحن محاصرون بالشهود، فلنكن على أحسن حال ليشهد لنا يوم القيامة بما يسرنا.

 أسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يصرف عنا معصيته، وأن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: اللهم صل على محمد! شكر الله لكم صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم عن حديثكم المبارك حول هذا الاستفهام القرآني ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا[فصلت: 21]—

  فنسأل الله –عز وجل-أن يوفقنا وإياكم لخيري الدنيا والآخرة، وأن يعيننا على أهوال يوم الميعاد.

 الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89962 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف