×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (26) حول قول الله تعالى {وما أدراك ما ليلة القدر}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1262

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبا بكم في برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية"، نرحب في مطلع هذا اللقاء الطيب المبارك من برنامجكم بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله، أهلا بك وأهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم، استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا الكرام قول الله –عز وجل-: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ[القدر: 2]

 شيخنا الكريم! أحسن الله إليكم، لو تكلمنا هنا عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذا الاستفهام القرآني؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

أداة الاستفهام في هذه الآية الكريمة هي (ما)، وهي اسم استفهام قد تكرر في موضعين في هذه الآية، قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ[القدر: 2]، فأداة الاستفهام هي (ما) الاستفهامية، ويستفهم بها عن غير العاقل في غالب استعمالاتها.

المقدم: أحسن الله إليكم، بالنسبة للغرض من الاستفهام القرآني؟

الشيخ: هذا الاستفهام الغرض منه التفخيم لشأن هذه الليلة، وبيان عظيم قدرها، وما لها من المنزلة والمكانة والشرف، وما خصها الله به من المزايا والخصائص التي بزت بها سائر الليالي قدرًا وشرعًا، فغرض الاستفهام هو: التفخيم والتعظيم والتشريف وإظهار القدر والمكانة.

المقدم: وبالنسبة للسياق القرآني الكريم الذي وردت فيه هذه الآية المباركة شيخنا الكريم؟

الشيخ: الله –جل وعلا-في هذه السورة التي أخذت اسم هذه الليلة أو وصفها ليلة القدر، وهي سورة القدر ذكر الله –جل وعلا-فيها إنزال القرآن فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[القدر: 1]، يخبر الله تعالى عن إنزاله الكتاب الحكيم، فالضمير في قوله: ﴿أَنزَلْنَاهُ[القدر: 1] عائد إلى القرآن، وإن لم يسبق له ذكر، ولكن لعظيم قدره وإنصراف الأذهان إليه، لم يحتج إلى أن يتقدم له ذكر أو أن ينص عليه.

﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[القدر: 1]، أي: هذا الكتاب الحكيم أنزله الله تعالى في ليلة القدر، وهذه من الخصائص القدرية التي ميَّز الله تعالى بها هذه الليلة، وإنزال القرآن للعلماء فيه قولان؛ منهم من قال: إنه أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك منجمًا حسب الوقائع والأحداث، ومنهم من قال: بل المراد ابتداء إنزاله على النبي –صلى الله عليه وسلم-كان في ليلة القدر، وقال بعض العلماء إن الضمير يعود إلى جبريل فقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾[القدر: 1] أي جبريل والمقصود إنزاله بالقرآن العظيم: وسميت هذه الليلة بليلة القدر لِمعانٍ، وقد بين الله تعالى شريف ما اختصت به هذه الليالي بعد الإخبار عن أعظم حدث وقع فيها وهو إنزال القرآن، فقال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ[القدر: 2]، أي: أي شيء أخبرك، أي شيء أعلمك شأنها، وما لها من القدر والمكانة والمنزلة ورفيع الخصوصية عند الله –عز وجل-، فالله تعالى له الحكمة فيما يختاره ويصطفيه، وقد اصطفى هذه الليلة، وربك يخلق ما يشاء ويختار، فاصطفي هذه الليلة من بين سائر ليالي الزمان، فجعلها محلًّا لإنزال خاتم الكتب، وإنزال آخرها على خاتم الرسل وأشرفهم –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فقال –جل وعلا: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ[القدر: 2]، أي شيء أعلمك ما ليلة القدر، ما شأنها وما قدرها، وما منزلتها وما خصها الله تعالى به.

 وإذا نظرنا إلى هذه الليلة المباركة وجدنا أن الله تعالى قد خصها بنوعين من الخصائص؛ خصائص قدرية، وخصائص شرعية.

أما الخصائص القدرية، فذاك بما خصها الله تعالى به من إنزال القرآن فيها، وهذا أعظم خصائصها، وعنه نشأت الخصائص الشرعية، وقد ذكر الله تعالى من الخصائص القدرية لهذه الليلة ما بينه في آيات هذه السورة المباركة، حيث قال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا * بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ[القدر: 2-5]-، فذكر الله تعالى خيرية هذه الليلة، والخيرية هنا خيرية قدرية اصطفائية، وخيرية شرعية بما جعله الله تعالى لهذه الليلة من المزايا الشرعية والخصائص الدينية التي ميزتها على سائر الليالي.

أما الخصائص القدرية فقد ذكر خاصتين ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا[القدر: 4] تمتلئ الأرض بملائكة الله الذين يتنزلون بالرحمة والبر والإحسان والإعطاء والفضل والكرم والنور والهداية وسائر الخيرات والبركات، ثم هي سلام، سلام يمتد إلى طلوع الفجر، فهي سالمة من كل سوء وشر، هذه خصائص قدرية.

أما الخاصية الشرعية التي تميزت بها هذه الليلة هو ما بيَّنه نبينا –صلى الله عليه وسلم-حيث قال: «من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِ»[صحيح البخاري(1901)، ومسلم(760)]، وهذه خاصية لهذا العمل على سائر الليالي، فإن هذه الليلة هي خير من ألف شهر، كما قال الله تعالى في محكم كتابه حيث قال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[القدر: 2-3] أي: العبادة والطاعة فيها تفضل عبادة ألف شهر، أي ما يزيد على الثمانين سنة، على ثلاث وثمانين سنة، هذه الليلة العبادة فيها بمثل هذه المنزلة، فمن اشتغل فيها بالطاعة والقربى والعبادة وسائر ألوان الطاعات كان بهذه المنزلة في الخيرية والفضل، تربو وتزيد على عبادة ثلاث وثمانين سنة، والله –جل وعلا-يعطي على القليل الكثير، إذا علم من عبده صدق الإقبال، فتح له الهبات والعطايا وجزيل الإحسان يرزق من يشاء بغير حساب –سبحانه وبحمده-.

ولسائل أن يقول: ما الذي خصت به هذه الليلة من العبادات؟ وما الذي ندب إليه في هذه الليلة من العبادات؟

الجواب على هذا في أمرين؛ الأمر الأول: القيام، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِ»[صحيح البخاري(1901)، ومسلم(760)]، فهي ليلة تحط السيئات بقيامها، وتغفر الخطايا بالاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والإحسان، ولكن ينبغي ألا نقتصر على صورة العمل، بل نضيف إلى ذلك جوهره وباطنه، وهو أن يكون عملنا قيامنا في تلك الليلة إيمانًا واحتسابًا، تصديقًا بالخبر، ورجاء وطمعًا في الثواب من الله –عز وجل-.

أما العمل الثاني الذي خصت به هذه الليلة فيما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم-فهو الإكثار من الدعاء والاجتهاد في سؤال الله العفو، فقد جاء في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: «أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي»[سنن الترمذي (3513)، وقال:هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]، فليكن منا اجتهاد وطاعة وإحسان في هذه الليلة، ولنتعرَّض لفضل الله، وأرجى ما تكون هذه الليلة في ليلة السابع والعشرين، فنسأل الله أن يبلغنا وإياكم فضله، وأن يرزقنا فيها صالح العمل إيمانًا واحتسابًا، ويجعلنا فيها من المقبولين.

المقدم: إذًا كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-مع عاطر الدعاء لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم.

 الشكر يتواصل لكم أنتم مستمعينا الكرام على حسن الإنصات وكريم المتابعة، ولزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان الجويبر، نلقاكم -إن شاء الله- في استفهام قرآني آخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89969 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86965 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف