×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي رحمه الله باب في مسائل من الصوم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نسي أحدكم، فأكل، أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))متفق عليه+++ البخاري (1933)،ومسلم (1155)---

هذا الحديث الشريف فيه بيان حكم الأكل والشرب ناسيا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم أو شرب وهو صائم" كما في بعض الروايات "فليتم صومه"، أي فليكمل وليمضي في إمساكه عن المفطرات، فإنما أطعمه الله وسقاه يعني ما كان منه من أكل أو شرب لا يؤاخذ به إذ أنه ناس والنسيان قد عفا الله تعالى عنه ورفع المؤاخذة به، كما قال تعالى : ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾+++[البقرة: 286]--- قال الله تعالى : قد فعلت، وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عفي عن أمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"+++سنن ابن ماجة (2043)--- وهذا مجمع عليه فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن الإنسان إذا وقع منه محذور ناسيا فإنه لا إثم عليه.

أما ما يتعلق بما يترتب على النسيان من الحكم، فمن جهة الإثم لا إثم عليه وهذا محل اتفاق، وأما من جهة ما قد يثبت في ذمته عوضا عن ذلك الإخلال، فهو يختلف باختلاف الأعمال، فإن كان نسيانا في ترك واجب، فإنه يأتي به لا يسقط من نسي من نام عن صلاة، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، هذا فيما إذا كان الفعل مطلوب الإيجاد مطلوب الفعل مطلوب الحصول.

وأما إذا كان الشيء مطلوب الترك، فإنه إذا وقع فيه الإنسان فلا سبيل إلى تدارك ما مضى، الصائم متروك منه ترك الأكل إذا أكل لا يطلب منه أن يستفرغ ما في جوفه؛ لأنه شيء مضى وانتهى، فلا يطلب منه عوض ما كان في السابق لأنه قد مضى، إنما يجب عليه أن يمضي في ترتيب ما أمره به الشارع من الإمساك، ولذلك قال: "فليتم صومه".

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: سماحة هذه الشريعة وعظيم سعتها ورفع الحرج فيها، فإن الله تعالى رفع الحرج وسهل على عباده المؤمنين فلم يؤاخذهم في حال النسيان.

وفيه: أن من وقع منه أكل أو شرب قليل أو كثير مرة أو مرات نسيانا، فإنه لا يؤثر على صومه، بل صومه صحيح ولذلك قال: "فليتم صومه" وجمهور العلماء على أنه لا قضاء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالقضاء وقال: "فليتم صومه" فدل ذلك على أنه لا قضاء عليه، وخالف في ذلك الإمام مالك رحمه الله فإنه أوجب القضاء على من أكل أو شرب ناسيا مع رفع الإثم.

لكن قال: لم يكن صائم لما أكل أو شرب ذهب الصوم ولا إثم عليه؛ لكن عليه القضاء، والذي عليه الجمهور وهو الصحيح أنه لا قضاء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بالقضاء وأمره بإتمام الصوم.

وفيه من الفوائد: أن الله تعالى لا يؤاخذ الإنسان بالفعل الذي لا اختيار له فيه سواء كان عن نسيان ومثله الإكراه ويلحق به أيضا الجهل، فإن ذلك جميعه لا يؤاخذ به الإنسان، ولذلك في النسيان أضاف النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله   عز وجل قال: "فإنما أطعمه الله وسقاه" وهل هذا الحكم يشمل جميع المفطرات أم الأكل والشرب فلو جامع ناسيا ما حكمه؟

جمهور العلماء على أنه إذا جامع ناسيا تلزمه الكفارة؛ لأنهم قالوا: هذا لا يقع نسيانا والصواب ما دل عليه ظاهر الحديث أن جميع المفطرات في حكم واحد، فإن أكل أو شرب أو جامع أو وقع منه ما وقع من المفطرات نسيانا، فإنه لا إثم عليه ويجب عليه الإمساك ولا قضاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر الأكل والشرب؛ لأن وقوعهما نسيان كثير وغالب ويقع من المتزوج وغير المتزوج والصغير والكبير والذكر والأنثى، بخلاف الجماع فإنه يخص فئة من الناس وهم المتأهلون ولا يقع في الغالب، لكنه قد يقع فإذا وقع نسيانا فإنه يلحق بالأكل والشرب، هذا هو الصحيح فيما يتعلق بعموم الحديث لكل المفطرات؛ لأن ذكر الأكل والشرب خرج مخرج الغالب، وما كان كذلك لا يقصر الحكم على المذكور.

وفيه من الفوائد: أن من أفطر من غير عذر، فإنه لا يستبيح بقية اليوم، بل يجب عليه الإمساك فإذا كان المعذور إذا أكل أو شرب ناسيا وجب عليه إمساك بقية اليوم مع عذره في الأكل والشرب فكيف بالذي انتهك حرمة الصيام، فإنه إذا وقع الإنسان في مفطر من المفطرات استذله الشيطان فشرب أو أكل أو جامع، فإنه لا يستبيح بقية اليوم يأكل ويشرب، يقول أنا أفطرت فأفطر بقية يومي لا يجب عليه أن يمسك لأنه إثم بكل لحظة ينتهك فيها حرمة الصوم في نهار رمضان، فيجب الإمساك وعليه التوبة إلى الله عز وجل اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علما يا عليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:1110

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي ـ رحمه الله ـ باب في مسائل من الصوم:

عن أَبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: ((إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ، فَأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ))متفقٌ عَلَيْهِ البخاري (1933)،ومسلم (1155)

هذا الحديث الشريف فيه بيان حكم الأكل والشرب ناسيًا، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا أكل أحدكم أو شرب وهو صائم" كما في بعض الروايات "فليتم صومه"، أي فليكمل وليمضي في إمساكه عن المفطرات، فإنما أطعمه الله وسقاه يعني ما كان منه من أكل أو شرب لا يؤاخذ به إذ أنه ناس والنسيان قد عفا الله ـ تعالى ـ عنه ورفع المؤاخذة به، كما قال ـ تعالى ـ: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة: 286] قال الله ـ تعالى ـ: قد فعلت، وفي السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "عفي عن أمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"سنن ابن ماجة (2043) وهذا مجمع عليه فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن الإنسان إذا وقع منه محذور ناسيًا فإنه لا إثم عليه.

أما ما يتعلق بما يترتب على النسيان من الحكم، فمن جهة الإثم لا إثم عليه وهذا محل اتفاق، وأما من جهة ما قد يثبت في ذمته عوضًا عن ذلك الإخلال، فهو يختلف باختلاف الأعمال، فإن كان نسيانًا في ترك واجب، فإنه يأتي به لا يسقط من نسي من نام عن صلاة، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، هذا فيما إذا كان الفعل مطلوب الإيجاد مطلوب الفعل مطلوب الحصول.

وأما إذا كان الشيء مطلوب الترك، فإنه إذا وقع فيه الإنسان فلا سبيل إلى تدارك ما مضى، الصائم متروك منه ترك الأكل إذا أكل لا يطلب منه أن يستفرغ ما في جوفه؛ لأنه شيء مضى وانتهى، فلا يطلب منه عوض ما كان في السابق لأنه قد مضى، إنما يجب عليه أن يمضي في ترتيب ما أمره به الشارع من الإمساك، ولذلك قال: "فليتم صومه".

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده: سماحة هذه الشريعة وعظيم سعتها ورفع الحرج فيها، فإن الله ـ تعالى ـ رفع الحرج وسهل على عباده المؤمنين فلم يؤاخذهم في حال النسيان.

وفيه: أن من وقع منه أكل أو شرب قليل أو كثير مرة أو مرات نسيانًا، فإنه لا يؤثر على صومه، بل صومه صحيح ولذلك قال: "فليتم صومه" وجمهور العلماء على أنه لا قضاء عليه؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأمر بالقضاء وقال: "فليتم صومه" فدل ذلك على أنه لا قضاء عليه، وخالف في ذلك الإمام مالك ـ رحمه الله ـ فإنه أوجب القضاء على من أكل أو شرب ناسيًا مع رفع الإثم.

لكن قال: لم يكن صائم لما أكل أو شرب ذهب الصوم ولا إثم عليه؛ لكن عليه القضاء، والذي عليه الجمهور وهو الصحيح أنه لا قضاء عليه؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأمره بالقضاء وأمره بإتمام الصوم.

وفيه من الفوائد: أن الله ـ تعالى ـ لا يؤاخذ الإنسان بالفعل الذي لا اختيار له فيه سواء كان عن نسيان ومثله الإكراه ويلحق به أيضًا الجهل، فإن ذلك جميعه لا يؤاخذ به الإنسان، ولذلك في النسيان أضاف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الله  ـ عز وجل ـ قال: "فإنما أطعمه الله وسقاه" وهل هذا الحكم يشمل جميع المفطرات أم الأكل والشرب فلو جامع ناسيًا ما حكمه؟

جمهور العلماء على أنه إذا جامع ناسيًا تلزمه الكفارة؛ لأنهم قالوا: هذا لا يقع نسيانًا والصواب ما دل عليه ظاهر الحديث أن جميع المفطرات في حكم واحد، فإن أكل أو شرب أو جامع أو وقع منه ما وقع من المفطرات نسيانًا، فإنه لا إثم عليه ويجب عليه الإمساك ولا قضاء؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما ذكر الأكل والشرب؛ لأن وقوعهما نسيان كثير وغالب ويقع من المتزوج وغير المتزوج والصغير والكبير والذكر والأنثى، بخلاف الجماع فإنه يخص فئة من الناس وهم المتأهلون ولا يقع في الغالب، لكنه قد يقع فإذا وقع نسيانًا فإنه يلحق بالأكل والشرب، هذا هو الصحيح فيما يتعلق بعموم الحديث لكل المفطرات؛ لأن ذكر الأكل والشرب خرج مخرج الغالب، وما كان كذلك لا يقصر الحكم على المذكور.

وفيه من الفوائد: أن من أفطر من غير عذر، فإنه لا يستبيح بقية اليوم، بل يجب عليه الإمساك فإذا كان المعذور إذا أكل أو شرب ناسيًا وجب عليه إمساك بقية اليوم مع عذره في الأكل والشرب فكيف بالذي انتهك حرمة الصيام، فإنه إذا وقع الإنسان في مفطر من المفطرات استذله الشيطان فشرب أو أكل أو جامع، فإنه لا يستبيح بقية اليوم يأكل ويشرب، يقول أنا أفطرت فأفطر بقية يومي لا يجب عليه أن يمسك لأنه إثم بكل لحظة ينتهك فيها حرمة الصوم في نهار رمضان، فيجب الإمساك وعليه التوبة إلى الله ـ عز وجل ـ اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علمًا يا عليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89958 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف