×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 42 - باب فضل بر أصدقاء الأب / (3) حديث ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب إكرام أصدقاء الأب والأم، والأقارب، والزوجة، ومن يكرم:

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة! فيقول صلى الله عليه وسلم : «إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد» متفق عليه+++صحيح البخاري (3818) وصحيح مسلم (2435)---.

هذا الحديث الشريف فيه بيان ما أخبرت به عائشة رضي الله تعالى عنها مما وقع في نفسها من جهة غيرة النساء، فقالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم أي أزواجه، ما غرت على خديجة رضي الله تعالى عنها ثم ذكرت أن هذه الغيرة التي وقعت في نفسها لم تكن بسبب المشاركة والمخالطة، فإن خديجة رضي الله تعالى عنها ماتت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أو دخل بها بعد هجرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم في السنة الثانية من الهجرة.

فقالت: وما رأيتها قط يعني لم ألتق بها فالباعث على الغيرة ليست المشاركة والمخالطة، إنما هو أمر آخر والغيرة شعور في النفس يحملها على نوع من الطيش، إن لم يحكم وإن لم يضبط سواء أن كان ذلك في قول أو عمل، فهي حرارة في النفس تحمل الإنسان على ما قد يلام عليه في قول أو عمل، ولاسيما في الغيرة التي ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها وهي ما يكون من غيرة النساء ونحوهم، قالت: ولكن كان يكثر ذكرها أي يذكرها كثيرا صلى الله عليه وسلم وهذا من حسن عهده صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن حفظه للود فلم يغفل ذكرها مع بعد العهد بها حيث ماتت قبل هجرته بنحو ثلاث سنين صلوات الله وسلامه عليه.

وقد تزوج عائشة بعد السنتين من الهجرة فذكرت أنه كان يكثر ذكرها بعد هذه المدة كلها، قالت: وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء يعني أوصالا، ثم يبعثها في صدائق خديجة يعني يرسل بما يكون من تلك القطع والأعضاء في أصدقاء خديجة وصاحباتها وخلائلها، فربما قلت له: يعني مما تجده في نفسها رضي الله تعالى عنها من غيرة النساء: "كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة" يعني كأن لم يكن من النساء من تكرم وتذكر، ويحفظ ودها ويصان حسن عهدها إلا خديجة.

والمقصود بخديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول زوجاته صلى الله عليه وسلم وأم أولاده صلى الله عليه وسلم وهي أول من آمن به من البشر رضي الله تعالى عنها وأرضاها فدته بمالها ونفسها وجاهدت معه صلى الله عليه وسلم فحفظها صلى الله عليه وسلم لما كان منها ولذلك قالت: فيقول: أي فيجيب على قولها كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة: أنها كانت وكانت أي يعدد من فضائلها، وكريم صنيعها، وطيب شمائلها، وجميل عشرتها ما يذكر صلوات الله وسلامه عليه من شأنها، ويختم ذلك بما تميزت به على سائر نسائه، قال: وكان لي منها ولد فأولاده ذكورا وإناثا منها إلا إبراهيم من مارية القبطية، وأما بقية أولاده صلوات الله وسلامه عليه كانوا من خديجة رضي الله تعالى عنها.

وهذا بيان ما تميزت به من جميل الصنع، وطيب الفعل، وكريم العمل، وما خصها الله تعالى به من كونها كانت أم ولده صلى الله عليه وسلم وهذا تخصيص ميزت به عن البقية، وإن كان من اختيار الله تعالى واصطفاؤه، فإن الولد ليس شيئا مكتسبا من الناس لكنه بين صلى الله عليه وسلم ما تميزت به على سائر نسائه صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد: من فوائده وقوع الغيرة في نفوس الصالحين، وأن ذلك لا يقدح في صلاحهم ومنزلتهم ما دام أنه لم يحملهم على سيء قول أو عمل، أو ظلم أو بغي واعتداء، أو بخس للحقوق وتجاوز في الشرع. وفيه من الفوائد بيان فضل صاحب الفضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين فضلها بكثرة ذكرها وفيه أن الغيرة تكون بين الناس حتى فيما لم يشتركوا فيه أو يتشاحوا فيه حيث قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : وما رأيتها قط لكن كان يكثر ذكرها.

وفيه أن الزوج له أن يذكر من مناقب زوجاته ما يكون حفظا للود ومن حسن العهد. وفيه أن إكرام الميت أو الغائب من أهل الإكرام لا يقتصر فقط على القول، والذكر الحسن بل حتى بالفعل الجميل فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان كما قالت عائشة: وربما يذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صداق خديجة رضي الله تعالى عنها.

وفيه أنه إذا بين الإنسان فضل أحد أو فضل شيء بقول أو عمل وكان ذلك موجبا لمزيد إيضاح فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت عائشة له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة، بين من مزاياها أو خصائصها ما أوجب لها هذه المنزلة من حسن عهده صلى الله عليه وسلم وحسن ودها بعد مفارقتها بالموت. وفيه أن الهبات القدرية توجب التفضيل فإنها دليل على الاختصاص والاصطفاء ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : وكان لي منها ولد.

وفيه من الفوائد: طيب معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته أحياء وأمواتا، فإنه في هذه القصة ذكرت عائشة طيب عشرته لخديجة، وإحسانه إليها بما ذكرت من جميل صنعه صلى الله عليه وسلم وفيه إحسانه لزوجته عائشة التي كانت معه في هذه الحادثة بالبيان والإيضاح، وتطييب خاطرها ببيان سبب ما كان من كثرة ذكره لخديجة، وإكرامه لصديقاتها. والشاهد في هذا الحديث أن إكرام أصدقاء الزوجة من الإحسان إليها حية أو ميتة، في حال حياتها وفي حال موتها.

وفيه شريف مقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه كمل خلقه مع الأحياء والأموات صلوات الله وسلامه عليه حيث أكرم خديجة بعد موتها بما أكرمها به من جميل الذكر، وطيب وحسن الصنع. هذه بعض ما في هذا الحديث من الفوائد، أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:2115

قد نقل النووي ـ رحمه الله ـ في رياض الصالحين في باب إكرام أصدقاء الأب والأم، والأقارب، والزوجة، ومن يُكرم:

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَة ـ رضي الله عنها ـ وَمَا رَأيْتُهَا قَطُّ، وَلَكِنْ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ، ثُمَّ يقَطِّعُهَا أعْضَاء، ثُمَّ يَبْعثُهَا في صَدَائِقِ خَديجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأنْ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا إلاَّ خَديجَةَ! فَيَقُولُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لي مِنْهَا وَلَدٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِصحيح البخاري (3818) وصحيح مسلم (2435).

هذا الحديث الشريف فيه بيان ما أخبرت به عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ مما وقع في نفسها من جهة غيرة النساء، فقالت: ما غرت على أحد من نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي أزواجه، ما غرت على خديجة ـ رضي الله تعالى عنها ـ ثم ذكرت أن هذه الغيرة التي وقعت في نفسها لم تكن بسبب المشاركة والمخالطة، فإن خديجة ـ رضي الله تعالى عنها ـ ماتت قبل هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما تزوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عائشة أو دخل بها بعد هجرته ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في السنة الثانية من الهجرة.

فقالت: وما رأيتها قط ـ يعني ـ لم ألتق بها فالباعث على الغيرة ليست المشاركة والمخالطة، إنما هو أمر آخر والغيرة شعور في النفس يحملها على نوع من الطيش، إن لم يحكم وإن لم يضبط سواء أن كان ذلك في قول أو عمل، فهي حرارة في النفس تحمل الإنسان على ما قد يلام عليه في قول أو عمل، ولاسيما في الغيرة التي ذكرت عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وهي ما يكون من غيرة النساء ونحوهم، قالت: ولكن كان يكثر ذكرها أي يذكرها كثيرًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا من حسن عهده ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومن حفظه للود فلم يغفل ذكرها مع بعد العهد بها حيث ماتت قبل هجرته بنحو ثلاث سنين صلوات الله وسلامه عليه.

وقد تزوج عائشة بعد السنتين من الهجرة فذكرت أنه كان يكثر ذكرها بعد هذه المدة كلها، قالت: وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء يعني أوصالًا، ثم يبعثها في صدائق خديجة يعني يرسل بما يكون من تلك القطع والأعضاء في أصدقاء خديجة وصاحباتها وخلائلها، فربما قلت له: يعني مما تجده في نفسها ـ رضي الله تعالى عنها ـ من غيرة النساء: "كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة" يعني كأن لم يكن من النساء من تكرم وتذكر، ويحفظ ودها ويصان حسن عهدها إلا خديجة.

والمقصود بخديجة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أول زوجاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأم أولاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي أول من آمن به من البشر ـ رضي الله تعالى عنها وأرضاها ـ فدته بمالها ونفسها وجاهدت معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحفظها ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما كان منها ولذلك قالت: فيقول: أي فيجيب على قولها كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة: أنها كانت وكانت أي يعدد من فضائلها، وكريم صنيعها، وطيب شمائلها، وجميل عشرتها ما يذكر ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ من شأنها، ويختم ذلك بما تميزت به على سائر نسائه، قال: وكان لي منها ولد فأولاده ذكورًا وإناثًا منها إلا إبراهيم من مارية القبطية، وأما بقية أولاده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كانوا من خديجة رضي الله تعالى عنها.

وهذا بيان ما تميزت به من جميل الصنع، وطيب الفعل، وكريم العمل، وما خصها الله ـ تعالى ـ به من كونها كانت أم ولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا تخصيص ميزت به عن البقية، وإن كان من اختيار الله ـ تعالى ـ واصطفاؤه، فإن الولد ليس شيئًا مكتسبًا من الناس لكنه بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما تميزت به على سائر نسائه صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد: من فوائده وقوع الغيرة في نفوس الصالحين، وأن ذلك لا يقدح في صلاحهم ومنزلتهم ما دام أنه لم يحملهم على سيء قول أو عمل، أو ظلم أو بغي واعتداء، أو بخس للحقوق وتجاوز في الشرع. وفيه من الفوائد بيان فضل صاحب الفضل فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين فضلها بكثرة ذكرها وفيه أن الغيرة تكون بين الناس حتى فيما لم يشتركوا فيه أو يتشاحوا فيه حيث قالت عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ: وما رأيتها قط لكن كان يكثر ذكرها.

وفيه أن الزوج له أن يذكر من مناقب زوجاته ما يكون حفظًا للود ومن حسن العهد. وفيه أن إكرام الميت أو الغائب من أهل الإكرام لا يقتصر فقط على القول، والذكر الحسن بل حتى بالفعل الجميل فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كما قالت عائشة: وربما يذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صداق خديجة رضي الله تعالى عنها.

وفيه أنه إذا بين الإنسان فضل أحد أو فضل شيء بقول أو عمل وكان ذلك موجبًا لمزيد إيضاح فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قالت عائشة له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة، بين من مزاياها أو خصائصها ما أوجب لها هذه المنزلة من حسن عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحسن ودها بعد مفارقتها بالموت. وفيه أن الهبات القدرية توجب التفضيل فإنها دليل على الاختصاص والاصطفاء ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وكان لي منها ولد.

وفيه من الفوائد: طيب معاشرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لزوجاته أحياء وأمواتًا، فإنه في هذه القصة ذكرت عائشة طيب عشرته لخديجة، وإحسانه إليها بما ذكرت من جميل صنعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه إحسانه لزوجته عائشة التي كانت معه في هذه الحادثة بالبيان والإيضاح، وتطييب خاطرها ببيان سبب ما كان من كثرة ذكره لخديجة، وإكرامه لصديقاتها. والشاهد في هذا الحديث أن إكرام أصدقاء الزوجة من الإحسان إليها حية أو ميتة، في حال حياتها وفي حال موتها.

وفيه شريف مقام النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فإنه كمل خلقه مع الأحياء والأموات ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ حيث أكرم خديجة بعد موتها بما أكرمها به من جميل الذكر، وطيب وحسن الصنع. هذه بعض ما في هذا الحديث من الفوائد، أسأل الله ـ تعالى ـ أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91535 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87248 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف