×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فقد نقل النووي رحمه الله في باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل: عن جابر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم   كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني في القبر ثم يقول: «أيهما أكثر أخذا للقرآن ؟»فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد. +++رواه البخاري (1343)---.

هذا الحديث الشريف فيه بيان فضل أهل القرآن على غيرهم في الدنيا وفي الآخرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني كلاهما شهيد، فلهم من الفضل والمكانة ما استويا فيه حيث كانا قد قتلا في أحد، فكان صلى الله عليه وسلم يقدم الأكثر أخذا للقرآن يسأل، عند الدفن يسأل أيهما أكثر أخذا للقرآن أي حفظا له هذا المتبادر إلى الذهن، أيهما أكثر أخذا للقرآن أي حفظا.

وليس المقصود بذلك العمل؛ لأن العمل لا يمكن أن يوقف عليه في الغالب، فثمة أعمال خفية وأعمال ظاهرة؛ لكن الحفظ مما يعرف ويشتهر لا سيما إذا كان الناس لهم عناية بالقرآن ومعرفة به وفي وقت نزوله كانوا يتسابقون إلى الاستكثار منه، فكان صلى الله عليه وسلم وأحد في السنة الثانية من الهجرة كان يسأل عن الأكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما يعني قيل له فلان قدمه أي في اللحد، قدمه في اللحد أي قدمه دفنا جعله مقدما في اللحد.

وهذه الواقعة جرت في غزوة أحد, فإنه قد أصيب المسلمون إصابة عظيمة وقتل خلق كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكان أن جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين قتلى أحد بين الرجلين والثلاثة في قبر واحد؛ لكثرة القتلى, فقد قتل من أصحابه سبعون رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ووجد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك موجدة عظيمة, فكان صلى الله عليه وسلم لا يفرد الواحد منهم بقبر، إنما يجعل القبر ويوسع فيه فيجعله لأكثر من شخص رفقا بأصحابه وتحقيقا للمقصود في الدفن.

وكان صلى الله عليه وسلم يلحد لأصحابه يعني يميل في جهة قبلة القبر بحيث يكون موضع الميت في ذلك الميل بخلاف الشق، ويقول صلى الله عليه وسلم عند الدفن: «أيهما أكثر أخذا للقرآن ؟»، فإذا أشير له أي أخبر بأن فلان أكثر أخذا للقرآن قدمه في اللحد.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده:جواز دفن أكثر من شخص في قبر إذا دعت إلى ذلك حاجة ويجعل بينهما فاصلا فلا يكونان ملتصقين بل يجعل بينهما فاصل يخص كل واحد منهما.

وفيه: وهو الشاهد تقديم أهل القرآن على غيرهم، وهذا التقديم في الدنيا والآخرة، فإن أهل القرآن مقدمون في الدنيا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله»+++صحيح مسلم (673)--- وفي الآخرة وهذا القبر في أول منازله فإنهم يقدمون في اللحد، وهذا بيان فضل أخذ القرآن والإقبال عليه، وهذا يزيد بزيادة أخذ الإنسان للقرآن فمن كان أكثر قراءة، من كان أكثر حفظا، من كان أكثر عملا يتقدم بقدر ما معه من هذه المعاني, فصحبة القرآن يختلف فيها الناس، وأوفاهم صحبة وأعلاهم أخذا يتقدم على غيره عند الله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة.

وفيه من الفوائد:أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم حال أصحابه في أخذهم للقرآن وأنهم كانوا متفاوتين في الأخذ.

وفيه: قبول خبر المخبر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل للمخبر الذي أخبره بأن فلانا أكثر أخذا ائت بشاهد بل اكتفى بخبر المخبر.

وفيه: أن الإشارة تقوم مقام اللفظ حيث إن الإشارة إلى أحدهما كانت كافية في تحقيق جواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وفيه:أن التقدم في الدين وفي الدنيا وفي الآخرة إنما هو بالتقوى والإيمان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن الأنساب ولا عن المال ولا عن الجاه ولا عن المنصب ولا عن غير ذلك من أسباب التقدم في الدنيا، إنما سأل عن أخذ القرآن، وأخذ القرآن يدل على ما وراءه من صالح العمل، فإنه من أخذ القرآن كان جديرا بأن يكون صالحا في قلبه، صالحا في عمله مسابقا إلى مرضات ربه، أخذ القرآن منة عظيمة ومنحة كبيرة يتفضل الله تعالى بها على العبد، ولذلك قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : "من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه"+++أخلاق أهل القرآن للآجري ص (55)---.

فينبغي للمؤمن أن يعرف قدر ما فتح الله تعالى عليه من فتوحات في هذا الكتاب الكريم، وليعلم أنه في الفضل والمنزلة بقدر ما معه من الأخذ للقرآن علما وعملا نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذي هم أهله وخاصته.

وفيه: فضيلة واستحباب اللحد وهذا إذا كانت الأرض متماسكة، فإن اللحد أفضل من الشق، وأما إذا كانت غير متماسكة فعند ذلك يكون المصير إلى الشق.

 وفيهأن المقبورين قد يكونون في مكان واحد وبينهما من المنزلة والفضل ما الله به عليم، فإن النبي قدم في القبر بناء على الأخذ للقرآن وهو التفضيل المتاح الممكن المعلوم للناس، وأما الفضل عند رب العالمين فذاك لا يعلمه إلا هو، فهو الذي يعلم السر وأخفى فأهل القبور يتفاضلون، فإذا كان تفاضل في موضع الإنسان في القبر فكيف في ما يتعلق بما يكون مما يجريه الله على أهل القبور من النعيم والفضل والمنزلة والعطاء واللهبة والنور والسعادة.

نسأل الله لنا ولكم وللمؤمنين والمؤمنات العفو والعافية والمغفرة الدائمة وأن يجعلنا من أهل التقدم في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:3774

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فقد نقل النووي ـ رحمه الله في باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ: أن النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم  ـ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُد يَعْنِي في القَبْرِ ثُمَّ يَقُولُ: «أيُّهُما أكْثَرُ أخذاً للقُرآنِ ؟»فَإذَا أُشيرَ لَهُ إِلَى أحَدِهِمَا قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ. رواه البخاري (1343).

هذا الحديث الشريف فيه بيان فضل أهل القرآن على غيرهم في الدنيا وفي الآخرة، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد يعني كلاهما شهيد، فلهم من الفضل والمكانة ما استويا فيه حيث كانا قد قتلا في أحد، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقدم الأكثر أخذًا للقرآن يسأل، عند الدفن يسأل أيهما أكثر أخذًا للقرآن أي حفظًا له هذا المتبادر إلى الذهن، أيهما أكثر أخذًا للقرآن أي حفظًا.

وليس المقصود بذلك العمل؛ لأن العمل لا يمكن أن يوقف عليه في الغالب، فثمة أعمال خفية وأعمال ظاهرة؛ لكن الحفظ مما يعرف ويشتهر لا سيما إذا كان الناس لهم عناية بالقرآن ومعرفة به وفي وقت نزوله كانوا يتسابقون إلى الاستكثار منه، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحد في السنة الثانية من الهجرة كان يسأل عن الأكثر أخذًا للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما يعني قيل له فلان قدمه أي في اللحد، قدمه في اللحد أي قدمه دفنًا جعله مقدمًا في اللحد.

وهذه الواقعة جرت في غزوة أحد, فإنه قد أصيب المسلمون إصابة عظيمة وقتل خلقٌ كثير من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فكان أن جمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين قتلى أحد بين الرجلين والثلاثة في قبرٍ واحد؛ لكثرة القتلى, فقد قتل من أصحابه سبعون ـ رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ـ ووجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذلك موجدةً عظيمة, فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يفرد الواحد منهم بقبر، إنما يجعل القبر ويوسع فيه فيجعله لأكثر من شخص رفقًا بأصحابه وتحقيقًا للمقصود في الدفن.

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلحد لأصحابه يعني يميل في جهة قبلة القبر بحيث يكون موضع الميت في ذلك الميل بخلاف الشق، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الدفن: «أيُّهُما أكْثَرُ أخذاً للقُرآنِ ؟»، فإذا أشير له أي أخبر بأن فلان أكثر أخذًا للقرآن قدمه في اللحد.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من فوائده:جواز دفن أكثر من شخص في قبر إذا دعت إلى ذلك حاجة ويجعل بينهما فاصلًا فلا يكونان ملتصقين بل يجعل بينهما فاصل يخص كل واحد منهما.

وفيه:ـ وهو الشاهد ـ تقديم أهل القرآن على غيرهم، وهذا التقديم في الدنيا والآخرة، فإن أهل القرآن مقدمون في الدنيا فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ»صحيح مسلم (673) وفي الآخرة وهذا القبر في أول منازله فإنهم يقدمون في اللحد، وهذا بيان فضل أخذ القرآن والإقبال عليه، وهذا يزيد بزيادة أخذ الإنسان للقرآن فمن كان أكثر قراءةً، من كان أكثر حفظًا، من كان أكثر عملًا يتقدم بقدر ما معه من هذه المعاني, فصحبة القرآن يختلف فيها الناس، وأوفاهم صحبة وأعلاهم أخذًا يتقدم على غيره عند الله ـ عز وجل ـ في الدنيا وفي الآخرة.

وفيه من الفوائد:أيضًا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن يعلم حال أصحابه في أخذهم للقرآن وأنهم كانوا متفاوتين في الأخذ.

وفيه: قبول خبر المخبر فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل للمخبر الذي أخبره بأن فلانًا أكثر أخذًا ائت بشاهد بل اكتفى بخبر المخبر.

وفيه: أن الإشارة تقوم مقام اللفظ حيث إن الإشارة إلى أحدهما كانت كافية في تحقيق جواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وفيه:أن التقدم في الدين وفي الدنيا وفي الآخرة إنما هو بالتقوى والإيمان، فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يسأل عن الأنساب ولا عن المال ولا عن الجاه ولا عن المنصب ولا عن غير ذلك من أسباب التقدم في الدنيا، إنما سأل عن أخذ القرآن، وأخذ القرآن يدل على ما وراءه من صالح العمل، فإنه من أخذ القرآن كان جديرًا بأن يكون صالحًا في قلبه، صالحًا في عمله مسابقًا إلى مرضات ربه، أخذ القرآن منة عظيمة ومنحة كبيرة يتفضل الله ـ تعالى ـ بها على العبد، ولذلك قال عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ: "من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه"أخلاق أهل القرآن للآجري ص (55).

فينبغي للمؤمن أن يعرف قدر ما فتح الله ـ تعالى ـ عليه من فتوحات في هذا الكتاب الكريم، وليعلم أنه في الفضل والمنزلة بقدر ما معه من الأخذ للقرآن علمًا وعملًا نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذي هم أهله وخاصته.

وفيه: فضيلة واستحباب اللحد وهذا إذا كانت الأرض متماسكة، فإن اللحد أفضل من الشق، وأما إذا كانت غير متماسكة فعند ذلك يكون المصير إلى الشق.

 وفيهأن المقبورين قد يكونون في مكانٍ واحد وبينهما من المنزلة والفضل ما الله به عليم، فإن النبي قدم في القبر بناءً على الأخذ للقرآن وهو التفضيل المتاح الممكن المعلوم للناس، وأما الفضل عند رب العالمين فذاك لا يعلمه إلا هو، فهو الذي يعلم السر وأخفى فأهل القبور يتفاضلون، فإذا كان تفاضل في موضع الإنسان في القبر فكيف في ما يتعلق بما يكون مما يجريه الله على أهل القبور من النعيم والفضل والمنزلة والعطاء واللهبة والنور والسعادة.

نسأل الله لنا ولكم وللمؤمنين والمؤمنات العفو والعافية والمغفرة الدائمة وأن يجعلنا من أهل التقدم في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف