×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2632

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي –رحمه الله-في باب فضل الحب في الله والحث عليه عن البرَاءِ بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ عن النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّهُ قَالَ في الأنصار: ((لاَ يُحِبُّهُمْ إلاَّ مُؤمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إلاَّ مُنَافِقٌ، مَنْ أحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ الله، وَمَنْ أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ الله)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ أخرجه البخاري (3783)، ومسلم (75)

هذا الحديث الشريف فيه بيان عظيم فضل الأنصار ـ رضي الله تعالى عنهم ـ فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-في شأنهم "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق" من هم الأنصار؟ الأنصار هم فئة من أصحاب النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فالنبي –صلى الله عليه وسلم-بعثه الله بالهدى ودين الحق في مكة أمن به من أمن من أصحابه، ثم أنه –صلى الله عليه وسلم-ضاق عليه الأمر في مكة بسبب ما كان من أذى المشركين له –صلى الله عليه وسلم-ولمن أهمل به فطلب –صلى الله عليه وسلم-مكانًا يتمكن فيه من تبليغ دين الله –عز وجل-ويكون مآرز للإيمان ولأهل الإسلام، فكان أن يسر الله ـ تعالى ـ الأوس والخزرج، وهم من أهل المدينة التي كانت تسمى في الجاهلية يثرب، فجاءوا فبايعوا النبي –صلى الله عليه وسلم-أولًا على الإيمان ثم بايعوه –صلى الله عليه وسلم-على النصرة فهاجر إليهم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فسموا الأنصار لأنهم تبوئوا الدار والإيمان.

وأضافوا أهل الإسلام ممن وفد إليهم من المهاجرين فكانوا مآرز للإيمان، ومأوى لأهل الإسلام، ومهاجرًا لكل من ضاقت عليه الأمور في بلده، أو في مكانه فكانوا ـ رضي الله تعالى عنهم ـ خير ناصر لله ورسوله ولأهل الإيمان ولذلك لقبوا بهذا اللقب، وقد أثنى الله ـ تعالى ـ عليهم في كتابه الحكيم، فقال ـ تعالى ـ: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9].

فقد وقوا شح أنفسهم ـ رضي الله تعالى عنهم ـ قاسموا المهاجرين أموالهم وديارهم، بل وأزواجهم في أول الأمر فكان ذلك من عظيم نصرتهم لله ورسوله ولأهل الإيمان، فسموا بهذا الاسم.

النبي –صلى الله عليه وسلم-قال فيهم: "من أحبهم أحبه الله" وذلك في هذا الوصف الذي اتسموا به وهو نصرتهم لله ولرسوله ولأهل الإيمان، فكانت منزلتهم هذه المنزلة أن من أحبهم لأجل هذا الأمر، فإن الله ـ تعالى ـ يحبه، ومن أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويديه الذي يبطش بها ورجله الذي يبطش بها، ولئن استنصره لينصرنه، وإن استعاذه ليعيذنه، هذا فضل ما يدركه المؤمن فمحبة الله للعبد منزلة رفيعة رتبت على هذا العمل، وهو أن يحب من أحبهم الله وهم الأنصار.

فإن قوله –صلى الله عليه وسلم-: "من أحبهم أحبه الله" لأنهم أحباب الله –جل وعلا-فقد بلغوا منزلة عالية رفيعة حتى بلغوا هذه المنزلة، وكان ذلك لما قام بهم من العمل الصالح، وهو نصرة الله ورسوله ونصرة المؤمنين وإيوائهم لمن هاجر إليهم من أهل الإسلام، وقال –صلى الله عليه وسلم-: "ولا يبغضهم إلا منافق" قال: "لا يحبهم إلا مؤمن" هذا دليل الإيمان فدليل الإيمان محبتهم لما كانوا عليهم من النصرة "ولا يبغضهم إلا منافق" لأنه يبغض من اشتغل بالطاعة والإحسان، وهذا إذا أوردهم لهذا الوصف بمعنى أنه من أحبهم لأجل نصرتهم فهو مؤمن، ومن أبغضهم لأجل نصرتهم فهو منافق وذاك أنه أبغض ما يحبه الله ـ تعالى ـ وجزاء هذا العمل القلبي، وهو محبة من أحبه الله، وبغض من أبغضه الله أن الله ـ تعالى ـ يحب من أحبه ما حبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

أولًا فيه:فضل الأنصار ـ رضي الله تعالى عنهم ـ حيث رتب النبي –صلى الله عليه وسلم-محبة الله على محبتهم وبغض الله على بغضهم، وأخطر بأنه لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فأثبت وصف الإيمان من أحبهم ووصف النفاق لمن أبغضهم وأثبت الأجر والجزاء بعد إثبات هذا الوصف بأن الله يحب من أحبهم ويبغض من أبغضهم.

وفيه من الفوائد:محبة كل من اشتغل بطاعته وعمل صالح يحبه الله، فإن النصرة عمل صالح وثواب هذا العمل الصالح تحصيل محبة الله –عز وجل-فينبغي للمؤمن أن يحرص على كل عمل صالح، وليعلم أن إدراك محبة الله لعبده هي بمحبته –جل وعلا-لما شرع وقيامه بما أمر واشتغاله بطاعته –جل وعلا-وإذا حصل ذلك أدرك محبة الله عز وجل.

وفيه من الفوائد:أن محبة الله ـ تعالى ـ تحصل للعبد بسعي منه وعمل كما أن بغض الله ـ تعالى ـ العبد يحصل بسعي من العبد وعمل فقد جعل الله لمحبته أسبابًا ولبغضه أسبابًا.

وفيه:إثبات الأوصاف بناء على الأعمال فإنه قال: لا يحبهم إلا مؤمن فأثبت الوصف بالعمل ونفاه بالعمل فقال: ولا يبغضهم إلا منافق فأثبت وصف النفاق بالعمل، وهو بغض من أحبه الله ورسوله فجعل بغض من أحبه الله ورسوله مما يثبت النفاق.

وفيه من الفوائد:أن الله ـ تعالى ـ موصوف بالمحبة والبغض، وهما من الأفعال الاختيارية من الصفات الفعلية الاختيارية، فإنه –جل وعلا-يحب من يشاء ويبغض من يشاء، وهذا مما أثبته أهل السنة والجماعة ودل عليه القرآن والسنة، وأما تأويل ذلك بمقتضاه ولازمه فليس بصحيح بل أهل السنة يثبتون الوصف واللازم فقول من قال: من أحبه الله أي أثابه وأراد إثابته، فهذا تأويل باللازم وليس تأثيرًا للصفة بحقيقتها نثبت محبة الله لعباده ولازم ذلك، وهو أن يثيبهم وأن يكرمهم وأن ينعم عليهم كذلك البغض وصف يقوم به –جل وعلا-بمشيئته على الوصف اللائق به ـ جل في علاه ـ ومقتضاه إلحاق العقوبة بمن يبغضه –سبحانه وبحمده-وهذه مما استقر عليها عقد أهل السنة والجماعة في الصفات الفعلية الاختيارية والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89954 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف