×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3601

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي –رحمه الله-في باب فضل الحب في الله والحث عليه في كتابه رياض الصالحين عن أَبي إدريس الخولاني رحمه الله، قَالَ: دخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَإذَا فَتَىً بَرَّاق الثَّنَايَا وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءٍ، أَسْنَدُوهُ إِلَيْه، وَصَدَرُوا عَنْ رَأيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَل رضي الله عنه. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، هَجَّرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بالتَّهْجِيرِ، ووَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فانْتَظَرتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إنّي لأَحِبُّكَ لِله، فَقَالَ: آلله؟ فَقُلْتُ: اللهِ، فَقَالَ: آللهِ؟ فَقُلْتُ: اللهِ، فَأخَذَنِي بِحَبْوَةِ رِدَائِي، فجبذني إِلَيْهِ، فَقَالَ: أبْشِرْ! فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((قَالَ الله ـ تَعَالَى ـ: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحابين فيَّ، وَالمُتَجَالِسينَ فيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيَّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)) حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيحأخرجه أحمد (22030)، ومالك في ((الموطأ)) (2/953).

هذا الخبر في قصة أبي إدريس الخولاني، وهو عائد الله بن عبد الله ولد زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-وليس له صحبة ولد في أواخر عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-وزمانه كان له من الفضل والمكانة بين الناس في زمانه ما عرف به ـ رضي الله تعالى عنه ـ ورحمه وقد لقي جملة من الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ ومنهم معاذ بن جبل كما دل عليه هذا الحديث الشريف.

وهذه القصة المفيدة، فإن أبا إدريس أخبر أنه دخل مسجد دمشق، وهو مسجد معروف في زمانهم حيث لم يعرفه إلا بإضافته إلى البلد، فدل على أنه معروف في البلد، فأضيف إليه فوجد الناس قد اجتمعوا على رجل ووصفه بأنه براق الثنايا أي ذو وجه طلق ومبسم حسن ووجه ذي بشر فبراق الثنايا أي: أنه إذا ابتسم برقت ثناياه، وهو يطلق على من وجهه مستبشر مبتسم لا تقطيب فيه ولا قطر وإذا الناس إذا اختلفوا في أمر أسنده إليه أي رجعوا إليه فيه، ثم صدروا عنه أي أخذوا بما يوجههم إليه ويعرفهم عنه، فسأل عنه من هذا الذي هذا جمال وصفه، وهذا بيان حاله في كونه مرجعًا للناس، فقالوا: معاذ بن جبل، ولا غرو ولا عجب فمعاذ من علماء الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ على أحد أتت سنه وهو من الخزرج، وقد بايع النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قبل الهجرة في العقبة وشهد المشاهد كلها، وكان من خيار أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-وأعلمهم بالحلال والحرام.

وقد بعثه النبي –صلى الله عليه وسلم-إلى اليمن داعيًا ومبشرًا ونذيرًا وقاضيًا يقضي بين الناس في ذلك المكان، وهذه منزلة عالية رفيعة تبوئها على حداثة سنه، فإنه مات النبي –صلى الله عليه وسلم-وهو في العشرينات ـ رضي الله تعالى عنه ـ ثم إن الناس قد عرفوا فضله ومكانته، فكانوا يرجعون إليه ويصدرون عن رأيه.

أبو إدريس لما رأى الناس على هذه الحال جاء من الغد ليعرف هذا الرجل، ويخلو به فأراد أن ينفرد به فجاء مبكرًا المسجد، فوجد معاذ قد سبقه بالتهجيل، وهذا ما كان عليه أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-من المبادرة إلى الخير والسبق إليه، فمعاذ ـ رضي الله تعالى عنه ـ سبق أبا إدريس في المجيء إلى المسجد واشتغل بالعبادة والصلاة في بيت من بيوت الله، فيقول أبو إدريس فلما جئت وجدته، قد سبقني بالتهجيل ووجدته يصلي فلما قضى صلاته أقبلت إليه من جهة وجهه أي جاءه من أمامه، وهذا من أدب أبي إدريس –رحمه الله-وغفر له حيث لم يأتيه عن يمنة أو يسرة ليكلفه بالالتفات أو من خلفه ليكلفه بالتوجه إليه، بل جاءه من جهة وجهه مستقبلًا إياه لما في ذلك من الأمن والطمأنينة والراحة لمن يقبل عليه فسلم عليه، وقال له إني أحبك لله بادره بهذه الكلمة مبينًا ما ألقى الله في قلبه لهذا الرجل، ولم يكن يعرفه قبل ؛ لأنه سأل عنه وليس بينهما صحبة ولا بينهما سبب من أسباب التحاب بين الناس إلا ما رآه من جمال محياه الدال على طيب سريرته، وما رآه من إجلال الناس له ومنزلته بينهم للعلم الذي حباه الله ـ تعالى ـ إياه فقال: إني أحبك لله. يعني وقع في قلبي ميل إليك وحب لك لأجل الله –عز وجل-بسبب الله –عز وجل-ليس لدنيا ولا لمصلحة ولا لأمر من أمور ما يكون من تحاب الناس في معاشهم ودنياهم إنما لله –عز وجل-فقال معاذ له طالبًا التأكيد: آلله يعني والله ما أحببتني إلا له، فقال أبو إدريس آلله أي: والله لم أحبك إلا لله. كرر عليه ذلك ليستوثق ويتحقق من أنه إنما أحبه لله فقال: آلله. أكد ذلك باليمين والقسم، فما كان من معاذ ـ رضي الله تعالى عنه ـ إلا أن أخذ بحبوة رداء أبي إدريس حبوة ردائه، يعني أطراف الرداء الذي يغطى به أعلى البدن أخذ بحبوته وجبذه إليه أي جره إليه وقربه منه وفي هذا من التأنيث وإدخال السرور على الشخص ما هو معروف.

قال له: أبشر. بعد أن قال له: أبشر فاستقبله أولًا بالتبشير وثانيًا بالتقريب ؛ حيث قربه إليه، فقال له: بعد أن قربه إليه وأناسه بالقرب منه. قال: أبشر فقد سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-يقول: "يقول الله تعالى" هذا الحديث إلهي يسميه العلماء حديث قدسي، وهو ما يرويه النبي –صلى الله عليه وسلم-عن ربه وهو من كلام الله –جل وعلا-"يقول الله ـ تعالى ـ: وجبت محبتي للمتحابين في" وجبت أي ثبتت محبتي أي محبته –جل وعلا-ثبتت محبته وهذه منزلة رفيعة عالية سامية يسعى لها كل مؤمن، فإن بالمحبة التي تحصل للعبد من ربه تنفتح له أبواب السعادات وتيسر له الصعوبات ويدرك بذلك ما يسر به في دنياه وفي آخراه، فإنه من أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويديه التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولأن استعاذني ليعيذنه ولأن استنصره لينصرنه، فيكون مسددًا موفقًا في سمعه وبصره وبطش يديه ونقل قدمه في حركاته وفيما يصدر عنه، ثم إذا نزل به مكروه وطلب النصرة وجد من الله نصيرًا، وإذا استعاذ بالله –عز وجل-وجد منه معاذ ـ جل في علاه ـ فهو في المطلوبات مدرك لما يحب، وفي المرهوبات أمن مما يحذر بإعاذة الله وحمايته وعصمته، هذا الحديث الشريف أثبت فيه محبة الله للمتحابين في الله هذا أول من ثبتت لهم محبة الله، والثاني قال: والمتجالسين في يعني الذين يجلسون لا يجلسهم إلا صلتهم لله –عز وجل-وصلتهم بالله –عز وجل-فليس بينهم وصل أو موجب للجلوس إلا الاجتماع على ما يحب الله ـ تعالى ـ ويرضى من ذكر أو علم أو إرشاد أو تعاون على البر والتقوى ونحو ذلك.

ومثله أيضًا من اجتمعوا على خير في أمر من معروف أو نهي عن منكر أو غير ذلك مما يحبه الله ـ تعالى ـ ويرضاه والثالث ممن أوجب الله لهم محبته المتزاورين في يعني الذين يزور بعضهم لبعض لله –عز وجل-وذلك ؛ لأنهم أجلوا الله بمحبة أوليائه وعباده وسعوا في وصلهم وإكرامهم.

ولهذا جاء في حديث أبي هريرة: "أن رجلًا أخله في الله فأرسل الله على مدرجته ملكًا، فلما لقيه قال: أين تريد؟ قال: أريد البلد الفلاني قال: لزيارة أخ قال: ألك نعمة تربها عليه يعني تحفظها وترعاها بذهابك إليه قال: لا إنما أحبه في الله فقال: إني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته فيه"صحيح مسلم (2567) وهذه منزلة سامية عالية، فهؤلاء تزاوروا في الله والتقى بعضهم بعضا وتكلف الزيارة سواء بسفر أو بغير سفر لأجل إكرام من يحبهم الله –عز وجل-فأوجب الله لهم محبته.

وأما الرابع من الخصال التي ذكرها الرابع في الحديث المتباذلين في معنى المتباذلين أي الذين يتسابقون إلى البذل سواء كانت التباذل من طرفين أو من أطراف أو من طرف واحد، إنما يبذل بعضهم لبعض لا لمصلحة دنيوية ولا لمكسب عاجل إنما لله –عز وجل-يرجون ما عنده ــ سبحانه وبحمده- وكل هذه الأوصاف وإن اختلفت فيها الأفعال من أعمال قلبية أو أعمال بدنية وفعلية يجمعها أنها لله، فالحب عمل قلبي والمجالسة والتزاور عمل بدني والبذل أيضًا عمل بدني مالي، كل ذلك يجمعه سياج واحد وينظمه عقد واحد وهو أنه لله –عز وجل-فقد اجتمعوا له ـ جل في علاه ـ وتحابوا فيه وتجالسوا فيه وتزاورا فيه وبذل بعضهم بعضا القليل والكثير، الغالي والنفيس له ـ جل في علاه ـ فكان ذلك موجب لمحبته، وهذا كله يدل على عظيم الإخلاص لله، وأن يكون العبد ملاحظًا ربه في كل شأنه هذا الحديث فيه جملة من الفوائد نجعلها في اللقاء القادم، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89951 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف