×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4930

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي –رحمه الله-في رياض الصالحين في باب فضل الحب في الله والحث عليه عن أَبي كَرِيمَةَ المقداد بن معد يكرب ـ رضي الله عنه ـ عن النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: ((إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أخَاهُ، فَليُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ)) رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: ((حديث صحيح))أخرجه أبو داود (5124).

هذا الحديث في بيان ما الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان من العمل فيما إذا أحب أحدًا لله –عز وجل-قال –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه" أي من أهل الإسلام فالمقصود بالإخوة هنا إخوة الدين قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات: 10] فالإخوة تطلق باعتبارات مختلفة وأعلاها مكانة وأنفعها للإنسان في دينه ودنياه هي الإخوة في الدين.

ولذلك جعلها –جل وعلا-موجبة للتآلف والتآزر والاجتماع وموجبة لخير الدنيا والآخرة، فالمؤمنون إخوة يتعاونون على البر والتقوى يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويسعون في كل ما يقربهم إلى الله –عز وجل-ويتناصرون فيما بينهم ويذب بعضهم عن بعض كل ذلك بمقتضى الإخوة الإيمانية.

فقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه" أي أخاه من أهل الإسلام، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه" ليس قصرًا على الرجال، بل ذلك شامل لما إذا أحبت المرأة أختها، فالرجال شقائق النساء لا فرق في ذلك إلا ما يكون من تخصيص لجنس دون جنس، وأما الأصل فإن الرجال والنساء في الحكم سواء قال –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره" أي فليعلمه أنه يحبه أي، فليخبره بما قام في قلبه من ميله إليه ووده له ومحبته له، فإن ذلك مما يحصل به خير كثير في العلاقات بين أهل الإسلام، ومما يجري به على الناس نفع كبير في دينهم ودنياهم.

ولهذا أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-: إذا أحب الرجل أخاه أن يخبره بهذا الأمر، أي بأنه يحبه ولم يذكر النبي –صلى الله عليه وسلم-تعليلًا لذلك، ولكن العلة ظاهرة بينة، فإن المؤمنين إذا تحابوا كان ذلك من موجبات الخير بينهم، ومن موجبات فشو الصلاح بينهم والتعاون على البر والتقوى والدلالة على الخير والتناصح والتآزر والتواصي بالحق، وما إلى ذلك من المعاني المباركة.

وقد قال النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم»أخرجه مسلم (54) فالحب من موجبات فضل الله –عز وجل-ونيل أجر الدنيا والآخرة بصلاح الحال، وفوز المآل واستقامة حال الإنسان فيما بينه وبين ربه، فإن القلب العامر بمحبة الله يحب ما يحبه الله عز وجل.

فالإخبار بذلك هو إعلام بما قام في قلبه من ميل إليه بسبب ما هو عليه من خير وبسبب ما هو عليه من طاعة وقربى ؛ لأن المقصود بالحب هنا ليس الحب لأجل أمر من أمور الدنيا، بل المقصود به المحبة في الله، وقد يقول قائل من أين جاء هذا التخصيص؟ مع أن الحديث فيه نوع من العموم إذا أحب الرجل أخاه، فليخبره بأنه يحبه أو يخبره أنه يحبه الذي يظهر ـ والله تعالى أعلم ـ أن هذا التخصيص مستفاد من قوله: "أخاه" والمقصود بالإخوة عند الإطلاق في لسان الشارع الإخوة الدينية، وموجب هذه المحبة هو ما قام في قلبه من الإيمان، قال الله ـ تعالى ـ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات: 10] وطيدة الوثاقة ثابتة العرى لا ينقضها ما يكون من خلاف أو تباين في عمل ؛ بل حتى فيما يكون من أذى،  فإنه لا يزيل ذلك، فإن أبلغ الأذى الذي يوصله الإنسان إلى غيره القتل، وقد قال الله ـ تعالى ـ في القاتل والمقتول ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ[البقرة: 178] فأثبت الإخوة بين القاتل والمقتول مع عظيم ما جرى بينهم من أذى بلغ حد القتل وإزهاق الروح، ومع هذا لم ينتفي معنى الإخوة بينهما.

فقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب رجل أخاه" يعني من أهل الإيمان.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده:

فضل الحب في الله –عز وجل-حيث إن النبي –صلى الله عليه وسلم-بين ما الذي ترتب على هذا المعنى الذي قام في قلب العبد من العمل فقال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه".

وفيه من الفوائد:أن الحب يكون بين أهل الإيمان على وجه العموم على وجه الخصوص، فعلى وجه العموم كل مؤمن يحب كل مؤمن، ثم قد يكون هذا الحب مخصوصًا ببعض من قام به عمل صالح، وظهر عليه من علامات الاستقامة، وأعمال أهل الإيمان ما يخصه بمزيد حب، فلذلك ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم-هذا النوع من الحب، وهو الحب الخاص، وما يقتضيه فقال –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه".

وفيه: أن هذا الحكم شامل لمحبة الرجل الرجل ومحبة المرأة المرأة، ويدخل فيه أيضًا محبة الرجل للمرأة التي من محارمه أو ممن تحل له فإذا أحب الرجل امرأته لله أو إذا عمته أو أخته أو خالته أو بنت أخيه أو بنت أخته ونحو ذلك فليخبره فإنه داخل في هذا، أما إذا كانت المرأة أجنبية أو أحبت المرأة رجلًا أجنبيًا في الله، فإن في الإخبار بذلك ما يمكن أن يكون مظنة فساد.

وقد قال الله ـ تعالى ـ في شأن المؤمنات ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ[الأحزاب: 32] والخضوع في القول هو لين، فإذا كان لينًا في اللفظ ونعومة في المعنى كان ذلك أدعى إلى الفتنة، ولهذا ذكر جماعة من أهل العلم استثناء ما إذا أحب الرجل امرأة في الله، أو أحبت امرأة رجل في الله أنها لا تخبر بما في ذلك من مظنة المفسدة التي ينبغي أن تراعى، وأما قيام ذلك في قلب الإنسان لاسيما عند انتفاء الشبهة، فإن ذلك من المعاني السليمة التي تكون بين أهل الإيمان.

فالمؤمن يحب المؤمنين والمؤمنات ؛ قال الله ـ تعالى ـ: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[التوبة: 71] يعني بعضهم يحب بعضًا وبعضهم ينصر بعضًا، فأثبت ذلك في حق أهل الإيمان فيما بينهم على اتحاد جنسهم وعلى اختلاف جنسهم ؛ لكن الإخبار بذلك قد يكون مفتاح شر والشريعة جاءت بدرء المفاسد وجلب المصالح وبسد أبواب الشيطان وسد مداخله لأجل ألا يقع الشر والفساد بين الناس.

وفيه من الفوائد: أن الإخبار بالمحبة من الهدي النبوي، ومن السنن الثابتة التي أمر بها النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقد ورد عنه –صلى الله عليه وسلم-ذلك من قوله ومن فعله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أما من قوله فقوله –صلى الله عليه وسلم-من هذا الحديث: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"، وأما فعله ففي حديث معاذ ـ رضي الله تعالى عنه ـ حيث قال: "يا معاذ والله إني لأحبك"سنن أبي داود (1522)، والنسائي (1303) هذا ما تضمنه هذا الحديث من فوائد اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89951 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف