×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2619

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فقد نقل النووي –رحمه الله-فيما ذكره في رياض الصالحين في باب فضل الحب في الله والحث عليه عن أنس ـ رضي الله عنه ـ: أنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أنِّي لأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((أأعْلَمْتَهُ؟)) قَالَ: لا. قَالَ: ((أعْلِمْهُ)) فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ في الله، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أحْبَبْتَنِي لَهُ". رواه أَبُو داود بإسناد صحيحأخرجه أبو داود (5125)، وأحمد (3/140) (12453).

هذا الحديث الشريف الذي فيه هذه القصة اللطيفة أخبر فيه أنس ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن رجلًا كان من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-كان عند النبي –صلى الله عليه وسلم-فمر رجلًا فقال الرجل للنبي –صلى الله عليه وسلم-: إني لأحب هذا فقال له النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:"أعلمته؟" يعني هل سبق أن أخبرته بمحبتك له؟ فقال: لا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أعلمه" يعني قم أو اذهب أو تحين الفرصة لإخباره، فبادر الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ فلحقه امتثال لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم-فقال: إني أحبك في الله أي لأجل الله –عز وجل-ورغبة فيما عنده سبحانه وبحمده.

فقال الرجل: أحبك الله الذي أحببتني فيه. فدعا له بخير إيذاء هذا الخبر الذي دخل به السرور عليه أحبك الله الذي أحببتني فيه أي الذي ملت إليه ووجدت هذا الود في قلبك لأجله، وجدت هذا الود لي في قلبك لأجله هذا الحديث، فيه جملة من الفوائد من فوائده:

جلوس النبي –صلى الله عليه وسلم-بين أصحابه وقربه منهم.

وفيه من الفوائد:أن الصحابة منهم من يجلس، ومنهم من يمر في حاجته فلم يكونوا على حال واحدة في ملازمة من النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بل كانوا على حال متنوعة.

وفيه: أن الرجل يخبر بمحبته غيره في حال غيبته، فإن هذا الرجل أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم-بأنه يحب هذا الرجل، ولم يكن حاضرًا وهذا من الذكر الحسن الذي ينبغي أن يشتغل به الإنسان عمن غاب عن المجلس خلافًا لما يفعله كثير من الناس من الاشتغال بذكر المعايب والمسالب، قال هذا الرجل للنبي –صلى الله عليه وسلم-يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أعلمته؟" وفيه الندب إلى الإعلام ؛ لأن النبي بادره بالسؤال هل أخبرته؟ قال: لا، قال: أعلمه وهذا تأكيد وتصريح أن السؤال الذي تقدم مقصود وجوده.

ولذلك لما قال: لا قال: "أعلمه" يعني أخبره بأنك تحبه في الله، وهذا كالحديث الذي تقدم حديث المقداد بن أبي كريمة ـ رضي الله عنه ـ حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"أخرجه أبو داود (5124) حديث المقداد توجيه عام، وهذا توجيه خاص لهذا الرجل في هذا الرجل.

فما كان من الرجل إلا أن بادر وفيه المبادرة إلى امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آل وسلم.

فذهب إلى هذا الرجل الذي أحبه فقال: إني أحبك في الله أي لأجله كما تقدم.

وفيه:استحباب الإخبار على وجه صريح وبيان الموجب لهذه المحبة ؛ لأن ذلك مما يحث على الخير، ويبين السبب في هذا الود الذي حصل في قلبه وهذا الميل الذي حصل في قلبه، فأجابه الصحابي الآخر ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقال: أحبك الله الذي أحببتني فيه.

وفيه من الفوائد:أن الإنسان إذا أخبر بخبر واحتاج لاستعلام؛ فإنه يستعلم لاسيما إذا كان هذا الاستعلام يترتب عليه توجيه، فإن النبي لما أخبره هذا الرجل بأنه يحب هذا الرجل قال: "أعلمته؟ قال: لا قال: أعلمه".

وفيه من الفوائد:أن الإعلام يترتب عليه مصالح في الدين والدنيا، ولذلك وجه إليه النبي –صلى الله عليه وسلم-ولو لم يكن من فوائده إلا أن يحصل على الدعاء الذي ذكره هذا الرجل في قوله: أحبك الله الذي أحببتني فيه لكان كافيًا.

وفيه:حرص النبي –صلى الله عليه وسلم-على إشاعة المحبة والود بين أهل الإيمان، فإنه إنما أمره بالإخبار لما في ذلك من إشاعة المودة بين المؤمنين ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[التوبة: 71] يحب بعضهم بعضا وينصر بعضهم بعضًا، فالإخبار بذلك مما يتوطد به هذا الحب، والحب الشائع بين أهل الإيمان من موجبات رحمة الله –عز وجل-والفوز بالجنة، قال –صلى الله عليه وسلم-: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» أخرجه أبو داود (5193)، والترمذي (2688) فدل النبي –صلى الله عليه وسلم-إلى ما يشيع به الحب وهو إفشاء السلام.

وفي هذا الحديث وجه توجيهًا آخر، وهو أن يعلم المحب من أحبه في الله، فإن ذلك مما يشيع به الحب والود بين أهل الإيمان هذا، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف