أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يحيط بها فهم لذلك كلما قرأتها متدبرا كشف الله لك منها ما لم تدركه من قبل وإليك تجربة ابن هبيرة في ذلك قال في «الإفصاح عن معاني الصحاح» (6/ 210):
«وإن كنا لا ندعي استيعاب فوائد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإحصاء ما فيه من المعاني والحكم والآداب الدينية والدنيوية؛ ولكن أذكر من ذلك ما أرانيه الله سبحانه من ذلك، ووفقني له، موقنًا أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستغرق فوائدها فهمي، ولا يبلغ غايتها علمي، فإذا مر حديث من أحاديثه صلى الله عليه وسلم وذكرت فيه ما بلغه علمي، يعاد الحديث بعينه، رأيت فيه من الآلئ التي تشف من وراء النطق ما لم أكن رأيته من قبل.
واستدللت بذلك على أن الأحاديث، إنما كشف الله لي منها ما شاء، وخبأ للآخرين من عباده منها ما شاء»..