بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام العلامة الحافظ زين الدين ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن رجب رحمه الله تعالى:
(الحمد لله
وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22)﴾([4])، فوصف أهل الكتاب بالقسوة ونهانا عن التشبه بهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هٰذه الرسالة المباركة رسالة (ذم قسوة القلب) للإمام العلامة الفقيه المحدث الحافظ ابن رجب -رحمه الله- هي من تحفه ولطائفه، وهي من الرسائل التي يجدر بطالب العلم أن يعتني بها، كسائر رسائل هٰذا الإمام الفذ، الجهبذ، الذي جمع بين الفقه والحديث ومقصود العلم من رقة القلب والعناية به، فإنّ له من الرسائل في معالجة أمر القلب وإصلاحه ما يبين شريف مقامه وعظيم عنايته بهذا الأمر، وأنه -رحمه الله- كان على دراية تامة بهذا الأمر، وعناية فائقة بالسبل التي تُثمر صلاح القلب واستقامته.
القلب هو: تلك المضغة التي جعلها الله تَعَالىٰ محلاًّ لفضائل كثيرة، فمن أعظم البلاء الذي يصيبها ويفتك بها القسوة، وقد ذكر المؤلف رحمه الله في هٰذه الرسالة ذمَّ قسوة القلب.
والذم هو: التقبيح والعيب.
وأما قسوة القلب: فحقيقة قسوة القلب أنها مرض عضال، إذا أصاب القلب أوشك أن يهلك صاحبه، بل هو هلاك لصاحبه، وقد جعل الله تعالى قسوة القلب عقوبة على أنواع وألوان من السيئات والمعاصي.
هل نحن بحاجة إلى مثل هٰذه الموضوعات؟
الجواب: نحن في غاية الفاقة والضرورة، وفي منتهى الحاجة لمثل هذه الموضوعات، وذلك أنّ دنيا الناس اليوم أصبح فيها من وسائل الصّرف، وألوان الافتتان، والبعد عن الطاعة والإحسان، ما يوجب أن يكون الإنسان دائم العناية بقلبه، إذ إن القلب من خصائصه أنه شديد التأثر، سريع التقلب، ولذلك قيل:
وما سمي الإنسان إلا لأنسه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب
فالقلب شديد التقلّب، وهذا التقلب قد لا تظهر آثاره، وتبدو ثماره على الجوارح سريعاً؛ بل قد يتخلف هذا الخلل الذي يدب إلى القلب فلا يبدو على محيّا الإنسان، وعلى مسلكه الظاهر، فيأنس، ويظن أنه في مأمن من الخطر. في حين أنه إذا قُطع عن القلب مادّة بقائه وصلاحه، لا بد للشجرة التي يبس أصلها أن تتساقط أوراقها، وأن تيبس غصونها، وأن يبدو عوارها، طال الزمان أو قصر.
ولذلك يجب يا إخواني أن تكون لنا عناية فائقة بقلوبنا، كيف لا يكون القلب محلاًّ لعنايتنا وهو محل نظر الرب جلا وعلا؟ فالله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسامنا كما في الصحيح من حديث أبي هريرة: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم)) وفي رواية ((أعمالكم))،([7]) نحن الآن جميعاً إذا أردنا أن نخرج نحضر مناسبة، نأتي إلى المسجد، ننظر في محيانا، وهيئتنا، ونزيل ما يقبح ونزينها بما يحسن، وهذا لأن نظر الناس يقع على وجوهنا وظواهرنا، أفلا يكون هٰذا منا لقلوبنا وهو محل نظر رب العالمين؟ بلى والله إنه أحق من تزين له العبد؛ لأنه الذي إذا تزين له العبد زانه كل شيء، فإذا رضي الله عن العبد رضي عنه كل شيء، وأرضى عنه كل شيء، وإذا سخط الله تعالى وذم العبد، فلا رافع له، ولا مجدي له أن يمدحه الناس وأن يثنوا عليه.
إذاً من موجبات عنايتنا بقلوبنا:
1_ أنها محل نظر الرب جلا وعلا: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)).
2_ ومن موجبات العناية بالقلب والنظر فيما يصلحه أن القلوب هي محل المعارف، والعلوم، فالقلب به يعرف العبد ربه جلا وعلا، ولذلك الله تعالى قال: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ﴾([8]). هٰذا المثل مضروب للعلم بالله تعالى الذي في قلب العبد، فعلم الله؛ العلم به جل وعلا بأسمائه وصفاته وكمالاته محله القلب، ولذلك ينبغي أن يطهّر هذا المكان، وأن يكون على غاية النقاء والعناية، حتى يجد العلم مقرًّا يسلم فيه ويقرّ فيه، وإلا فإن العلم لا يجتمع مع قلب مليء بالأوضار والأوساخ، واللوثات.
إذاً من موجبات العناية بالقلب: أنه محل العلم بالله تعالى، ومحل التدبّر لكلام الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)﴾([9]). فالآيات الشرعية من الذي يقبلها؟ القلب، فإذا كان القلب متسخاً، حيل بينه وبين الفهم: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾([10])، هذه الحيلولة ليست خبط عشواء لا أساس لها؛ بل ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾([11]).
إذاً نعتني بقلوبنا لأنها محلّ التدبر، فإذا لم تكن قلوبنا صافية، نقية، لينة، ذليلة لله تعالى، متعبدة له، فإنّه لا يفتح لنا في العلم فتحاً ننتفع به وننفع به عباد الله.
كما أن القلب هو المحل الذي نتأمل فيه الآيات الكونية، فإنّ القلوب هي التي تَجُول في الكون تدبُّراً واعتباراً، والله تعالى يقول: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)﴾([12])، قد يرى الإنسان أبهر الآيات وأعظمها ببصره، لكنه أُغلق عليه الطريق بانصراف قلبه وقسوته وبعده عن الهدى والرشاد.
هذا ثاني ما يوجب العناية بالقلب، أنه محل المعارف، محلّ العلم بالله، محلّ تدبر الآيات الشرعية، محل تدبر الآيات الكونية.
الثالث من الأسباب التي توجب العناية بالقلب:
3_ أن السفر لله تعالى ليس بسفر الأقدام، ولا بسفر السير على المراكب، إنما هو سير القلوب إلى الله جلّ وعلا، يقول ابن القيم رحمه الله:
قطع المسافة بالقلوب *** إليه لا بمقاعد الركبان([13])
العبد يقطع المسافة إلى الله تعالى بقلبه، لا بسير بدنه، ولذلك هذا القلب يبلغ به اليقين والإيمان مبلغاً عظيماً يرفعه، حتى كأنه يطير في السماء مما يجد من اللذة والقرب من الله جلّ وعلا.
إذاً الموجب الثالث من موجبات العناية بالقلب، أن القلب به يسير العبد إلى الله تعالى، فهو المطية، هو المركب الذي يسير بك إلى الله تعالى، أفلا تهيئ المركب المناسب الذي يوصلك إلى ربك؟ بلى، فاعتنِ بقلبك.
الأمر الرابع من موجبات العناية بالقلب:
4_ أن الأعمال تتفاوت فضيلتها وتتباين منزلتها في القبول والأجر على حسب ما يقوم في قلب العبد، فالعبد بقلبه السليم ونيته الصالحة يبلغ من الدرجات وينال من المنازل ما لا يناله بظاهر عمله؛ بل حتى لو تخلف العمل الظاهر بمانع، إما عجز أو غير ذلك من الأسباب، إذا تخلف العمل الظاهر وكان في قلبه من العزيمة والجزم والنية الصادقة لإدراك ذلك العمل، فإنه يبلغه ويناله، ولذلك في حديث أنس في صحيح البخاري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأصحابه بعد قفولهم ورجوعهم من تبوك: ((إن أقواماً في المدينة ما سرتم مسيراً ولا نزلتم شعباً إلا شركوكم في الأجر))، قالوا: وهم في المدينة يا رسول الله؟، قال: ((وهم في المدينة، حبسهم العذر))([14])، وفي رواية: ((حبسهم المرض))، كما في رواية مسلم من حديث جابر. ([15])
فالمقصود: أن الأعمال تتفاوت حقيقة بما يقوم في القلب، ولذلك تجد الرّجلين في موقف واحد، يسجدان كلاهما هٰذا في أعلى عليين، وهذا في أسفل سافلين، الفرق بينهما أن ذلك تحقق له من الإخلاص والإقبال على الله تعالى ما رفعه إلى أعلى المقامات، وذاك الساجد الذي اتفق مع الآخر في الصورة، سجد لغير الله تعالى فكان في أسفل السافلين، ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
فالفضل عند الله ليس بصورة الـ *** أ عمال .........................
الفضل ليس بصورة العمل، بل بحقائق الإيمان
فالفضل عند الله ليس بصورة الـ *** أعمال بل بحقائق الإيمان
وتفاضل الأعمال يتبع ما يقو *** م بقلب صاحبها من البرهان
أي من اليقين، و الإقبال، ثم قال:
حتى يكون العاملان .......
اللذان يشتغلان بعمل واحد
............. كلاهما *** في رتبة تبدو لنا بعيان
يعني في رتبة واحدة كلاهما، يستويان في المنظر
هذا وبينهما كما بين السما *** والأرض في فضل وفي رجحان
إن هٰذا التفاوت الكبير إنما هو باعتبار ما قام في القلب، وإلا فهذا يركع وهذا يركع، وهذا يسجد وهذا يسجد، وهذا قرأ الفاتحة وهذا قرأ الفاتحة، لكن ما الذي جعل هذا في أعلى عليين، وذاك في مرتبة أسفل منه، أو لا حظ له من هذا العمل؟ هو ما قام في قلبه.
إن كل هذه الأمور هي من موجبات العناية بالقلب، وإنّ أخطر ما يصيب القلب هو الآفات التي تدب إليه وتعلق به، هذه الآفات متنوعة: منها ما ذكره المؤلف في هذه الرسالة، قسوة القلب، هو من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب.
ولكن هل هناك أمراض أخرى؟ نعم هناك أمراض.
هل هناك أسباب لـهٰذه القسوة؟ نعم هناك أسباب.
المؤلف رحمه الله يقول: (الحمد لله، رسالة في ذم قسوة القلب) يعني بيان قبح قسوة القلب وشين قسوة القلب، وما فيها من الذم الوارد في الكتاب والسنة.
ثم ذكر أمرين:
· أسباب هذه القسوة.
· وما هي ثمار ونتائج هذه القسوة.
فالمؤلف أعطانا في نصف سطر، أو في سطر من كلامه رحمه الله، المخطط الذي سيسير عليه في هذه الرسالة، فهو سيتناول ثلاثة أمور:
الأمر الأول: ذم قسوة القلب.
الأمر الثاني: ذكر أسباب هذه القسوة.
الأمر الثالث: (وما تؤول به)، أي ما تنتهي إليه، وما تُفضي إليه من السيئات والأضرار.
قبل أن نذكر ما ذكره المؤلف رحمه الله في هذا الأمر، ما معنى قسوة القلب؟
القسوة في كلام العرب، تطلق على الغلظة، تقول: قسا: غلظ، تقول: قسا: يبس، فالشيء اليابس قاسٍ، والغليظ: قاسٍ.
والقلب كيف يتصور أن يقسو وهو مضغة؟ يعني أنت لو تمسك قلب الكافر، أو قلب المسلم التقي، قلب أتقى الأتقياء، أو قلب أفجر الفاجرين، من حيث الصورة واحد، كلاهما مضغة تتحرك، لكن هٰذه القسوة المذكورة أمر معنوي، يصيب القلب فيكون سبباً لانصراف الخير عنه.
ولذلك عرّف العلماء قسوة القلب بأنها: ذهاب اللين والرحمة والخشوع منه، أن يتخلى القلب عن اللين، أن يتخلى القلب عن الرحمة، أن يتخلى القلب عن الخشوع، كلّ هذا من سمات وعلامات القلب القاسي.
وأعظم ما يكون من علامات القلب القاسي، انخلاعه عن العبودية، فالقلب الذي خلع ثوب العبودية ليس قلباً ليناً، بل هو قلب قاسٍ، وإن كان صاحبه قد يتأثر من الموقف، ويبكي للحوادث والنوازل، لكن قسوة القلب أمر ليس محصوراً بتأثر بحدث، إنما القلب القاسي هو القلب الذي لا يعرف الحق ولا يلتذ به، وهو القلب الذي خلع عنه العبودية.
الله تعالى ذكر في كتابه قسوة القلب، وذمّ قسوة القلب في مواضع عديدة، وبين شيئاً من أسباب قسوة القلب.
فما ذكره المؤلف رحمه الله ذكر في ذلك عدة آيات قال: (أما ذم القسوة) وهو أول ما ذكره المؤلف رحمه الله من المسائل في هذه الرسالة، (فقد قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾) وهذه الآية يا إخواني هي في بني إسرائيل، ذكر الله تعالى فيها قسوة قلوبهم، بسبب عظيم جرمهم وتعنّتهم على أنبيائهم، فإنهم كانوا على غلظة وجفاء وشدة وسوء معاملة للأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، لا سيما نبيهم موسى حتى كان الأمر كما قال الله تعالى فيهم: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.
وقوله: ﴿ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ ليس للتنويع، وإنما هو للترقي، يعني إن لم تكن كالحجارة فهي أشد، وأنت انظر إلى الحجارة الصماء، التي هي في القوة والصلابة كما يعرفه كل من رآها ومسّها، قلوب بني آدم التي انخلعت عن الهداية، وتركت سبيل الطاعة، هي عند الله تعالى أشد قسوة من هٰذه الحجارة، وهذا يدل على شدة ما يعتري القلب من الجفاف، واليبس، وانخلاع الخير منه، حيث يكون أشد صلابة وانتفاعاً من الصخرة الصماء، والحجارة التي ذكرها الله تعالى، فقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ طيب ما العلامات؟ سيأتي بيانها، لكن مما ذكره أهل العلم من علامات قسوة القلب أنه لا يخشع لله تعالى، ولا يخبت له، ولا يتأثر بذكره، والله تعالى قد ذكر في مقابل هؤلاء من إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، فقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾([16]).
هذا الوصف للقلوب يُبين التفاوت الكبير والبون الشاسع بين قلب المؤمن المخبت المقبل على الله تعالى، وبين قلب الفاجر الكافر الذي أعرض عن الهدى وتركه.
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قد سأل الله تعالى أن يسلم قلبه من القسوة، ففي صحيح الإمام مسلم من حديث زيد بن أرقم أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع ... ))([17])، فعدم خشوع القلب هو من أبرز علامات قسوته.
يقول رحمه الله: (ثم بيّن وجه كونها أشد قسوة بقوله: ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ﴾([18])). فدل ذلك على رقتها، وعظيم ما فيها من النفع، مع ذلك قلوب الكفار وأهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالله تعالى أشد قسوة، لعدم صدور الخير عنها بالكلية.
يأتي بيان ذلك بالتفصيل في الدرس القادم والله تَعَالىٰ أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
([5]) الترمذي: كتاب الزهد، باب (61)، حديث رقم (2411)، قال الترمذي: هٰذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب، ضعفه الشيخ الألباني، انظر الضعيفة (920).
([6]) أخرجه البزار كما في كشف الأستار برقم (3230)، ورواه ابن عدي في الكامل (3/248) وقال عن هٰذا الحديث وغيره: هذان الحديثان وضعهما سليمان بن عمرو على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
([7]) مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله، حديث رقم (2564).